X FILEعربي موسى اليوسف من بيروت : روسيا وإيران تملأن الفراغ وبن سلمان يخشى التنمر! by admin 15 أكتوبر، 2019 written by admin 15 أكتوبر، 2019 19 المعنى المختصر في سعي السعودية إلى حوار مع إيران ، هو أن الشرق الأوسط على وشك أن يصبح ملعبا لطهران …ليس بسبب قوتها العسكرية ومكرها السياسي بل جراء ضعف وارتباك خصومها ومن ضمنهم الإدارة في كل من الرياض وواشنطن . المشهد الاول واخيرا …قرر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تجرع الكأس المرة ومد اليد إلى إيران لفتح صفحة جديدة عنوانها خفض التوتر مقدمة لتطبيع العلاقات بعد « خروج مشرف من حرب اليمن» التي خاضها بسوء نية وسوء تقدير..وبتهور شديد الحماقة. ولي العهد الشاب حاول أن يروج كذبة على السعوديين اولا وعلى الإقليم والعالم أنه « رجل حرب» يخوض حروبا ، أو مغامرات ناجحه ، لتوسيع نفوذ المملكة ، أو ردع من يحاول المس بعرشه حتى قبل أن يسمى رسميا أنه « الملك « لكن حرب اليمن خذلته ، وكشفت أنه لم ينضج بعد لقيادة بلد شاسع وثري ومدجج بأسلحة أميركية …وفيه مقدسات لنحو ٢ مليار مسلم حول العالم. فشل في أول غزواته فشلا ذريعا من دون أن يدرك ، أو ربما أدرك متأخرا، أن الخيال ڜيئ والواقع شيئ اخر . وعندما قرر فتح قنوات « المصالحة» مع إيران اوحى أنه عاد إلى « الواقع» …ولو بواسطة عدوه الايراني. قبل ذلك سعى إلى أن يكون « ثوريا» يقود المملكة من حال الى حال ونصب نفسه كملك للترفيه يعمل على تعويض السعوديين سنوات من الكبت وحكم « المطوعين» «وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر». بن سلمان حرق المراحل ، واحرق اليمن. كان على الشعب السعودي أن يجلس ويسترخي بانتظار المزيد من « الإصلاحات الثورية» إلا أن ولي العهد ، أفسد على السعوديين جني ثمار خطط الترفيه ، ودور السينما التي فتحت حديثا ، وذلك من خلال ارتكابه أخطاء في الداخل والخارج ، مثل القبض على العشرات من أبناء الأسرة الحاكمة ومن سياسيين ورجال أعمال أطلق سراحهم بعد تسويات مالية دفع المحتجزون بموجبها مليارات الدولارات. في سياسته الخارجية ارتكب أخطاء قاتله من بينها التورط المحتمل بقتل الصحفي جمال خاشقجي في تركيا ، وحصار قطر ، الذي تقرر بذريعة علاقة قطر بإيران ، اما الحرب على اليمن فكانت أعلى درجات التهور. إيران هي ذاتها التي يريد بن سلمان التقرب منها كانت سبب الحرب العبثية بحجة منعها من بسط نفوذها على هذا البلد الذي ظن بن سلمان أن الانتصار فيه يفتح الطريق الى فرض هيمنة السعوديه على دول الإقليم بمن فيهم إيران. بعد سنوات الحرب المدمرة، اكتشف الملك المحتمل أنه عاجز عن تحقيق الوهم ، وعاجز عن إدارة حرب مهلكه …بضربة واحدة من الحوثيين استهدفت مصفاة أرامكو للنفط أيقن بن سلمان ان مملكته في خطر… أو أن طموحه إلى مرتبة « ملك» لن يكون سهل التحقيق خصوصا بعد أن سربت أنباء تفيد أن الأسرة الحاكمة ملٌت سياساته ومغامراته التي تجلب الفوضى الى المنطقة والخراب إلى المملكة التي ارتج الحكم فيها بعد قصف أرامكو. قصف المركز السعودي النفطي كان مؤشرا على أن الخطر على السعودية لم يعد داهما ، بل وقع بالفعل . فشل خطط ردع الخطر الايراني والعجز عن كف اذرعها ، كان من بين اسباب سعي بن سلمان إلى الحوار مع طهران التي حددت شرطين .الاول « ، لا يكون حل مڜاكل المنطقة قائما على قتل الڜعوب كما يجري في اليمن» كما يقول وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. الشرط الثاني ، أن لا يطلب بن سلمان التفاوض لإنهاء الحرب في اليمن ، لان هذا من ڜأن اليمنيين وطهران لن تفاوض نيابة عنهم …أو في غيابهم. حتى الآن ليس من الواضح طبيعة الأفكار السعوديه لإطلاق الحوار مع إيران ، ماذا ستطرح وما هي الملفات التي سوف يحملها المحاور السعودي إلى الطاولة مع الإيرانيين ، على الرغم من أن ما يتردد يفيد بأن السعودية لا تحمل « أفكارا» الى الطاولة أكثر من حرصها على أن لا يتسم موقف الاعلام الإيراني، أو الذي تحت إدارتها خارج إيران « بالشماته» والحديث عن «منتصر ومهزوم « في حرب اليمن. وحسب ما ينقل عن دبلوماسيين أجانب فإن السعودية ترى داعيا للحوار مع إيران على ضوء تطورات امنية في المنطقة تستدعى اعتماد موقف سياسي جديد يسعى إلى حوار مع طهران ، بعيدا عن لغة الشماته أو الخسارة والانكسار والقول أن الهزيمة أمام الحوثيين هي التي جلبت السعوديه الى الطاولة. وقد احتاطت السعوديه ، واميركا ، لهذه المسألة واعلنت واشنطن في تزامن مع وجود رئيس وزراء باكستان عمران خان في طهران أنها قررت تعزيز تواجدها في السعوديه بنحو ٣ آلاف جندي أميركي اضافي ، وبطاريات صواريخ وسربين من الطائرات المقاتلة وقوة استطلاع جوي « لتعزيز قدرات الدفاع السعودية» . وزير الدفاع الأميركي مارك اسبر ارفق الإعلان عن هذه القوات الإضافية بتوجيه تحذير لإيران من « تهديد استقرار المنطقة». الاعلان عن القوات الإضافية المترافق مع تحذير إيران ، في هذا التوقيت، قد يبعث على الظن بحدوث أحد امرين ، أما أن الوساطة الباكستانية لن يكتب لها النجاح ، أو أن حظوظ النجاح متوفرة …وفي الحالين فإن السعودية تستطيع أن تقول انها لا تسعى إلى الحوار من موقع الضعف، أو المنكسر ، وهي بذلك تنجو من « التنمر» الذي قد تمارسه إيران على بن سلمان . على كل حال ، نجح عمران خان أو فشل في وساطته، فإن إيران سوف تقطف الثمار وتعزز رصيدها الممتد على مساحة اربع عواصم عربية ، كما يقولون في طهران. وهي تستطيع ان تقول أيضا انها تتعرض لعقوبات اقتصادية قوية ، وحصار عسكري شديد ، واحتمال اندلاع حرب تستهدفها ، وكل هذا لم يؤثر على دورها المهيمن في الخليج والشرق الاوسط عموما، أو على برنامجها النووي بعدما أعلنت انها ما زالت تقوم بعمليات تخصيب اليورانيوم. … والمعنى المختصر في سعي السعودية إلى حوار مع إيران ، هو أن الشرق الأوسط على وشك أن يصبح ملعبا لطهران …ليس بسبب قوتها العسكرية ومكرها السياسي بل جراء ضعف وارتباك خصومها ومن ضمنهم الإدارة في كل من الرياض وواڜنطن . هذه خلاصة قد لا تسر بن سلمان ، لكن هذا هو الحال الذي ساهم فيه بيديه والذي قد يكون مدعاة «للتنمر» الذي تحاول المملكة تفاديه. https://www.canadavoice.info/wp-content/uploads/2019/10/بوتين-في-الرياض-لبحث-ملفات-الطاقة-والصناعة-والتعاون-العسكري-.mp4 المشهد الثاني بينما كان الرئيس عمران خان في الرياض لبحث الوساطة مع إيران ، وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السعودية حاملا صيغة علاقات وطموح روسي منذ أيام السوفيات ، للوصول إلى المياه الدافئة. عمران خان ،نفى بناء على تمنى السعوديه، أن يكون حاملا طلبا من الرياض للوساطة ، وقال فيما بدا أنه تعديل في تصريحات سابقة ،انه يزور السعوديه للترويج لمبادرة بڜأن « الأمن والسلام « في المنطقة ، في حين أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية « أن خان سيتشاور مع القيادة السعودية على ضوء مباحثاته الأخيرة مع القادة الآخرين « من دون أن يسمي البيان طهران. من خلال تجنب باكستان الحديث عن تكليف وساطة من السعوديه ، يتضح اكثر خوف بن سلمان من كلفة « معنوية» يخشى أن يدفعها ، فشلت الوساطة ام نجحت ، لا سيما وأن إيران اعلنت رسميا أن الرئيس خان سلم المسؤولين رسالة من السعوديه لإطلاق حوار بين الجانبين . موقف النكران السعودي خلفه خوف بن سلمان من» التنمر» المحتمل، وهي مسألة من شأنها أن تطيح اي جهد ، باكستاني أو خلافه، لإطلاق حوار بين الرياض وطهران لان طهران ، واذرعها، لن تفوت فرصة التقليل من مكانة بن سلمان والتشكيل باهليته في التعامل مع ملفات حساسة في الشرق الأوسط. في هذه الأجواء جاءت زيارة بوتين إلى السعودية ، والتي تزامنت أيضا مع عملية ابتزاز « وتنمر» أميركية للمملكة ملخصها كما يقول ترمب « السعودية لا تملك غير المال». اخر إهانات ترمب السعودية قوله أمام تجمع لأنصاره في واشنطن أن « أحد الملوك اتصل بي هاتفياً بعد الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ، وقلت له ماذا تريد ايها الملك ؟ وتابع « أردت الاتصال بك لابلغك أننا سنعارص وبشدة.فقلت له ، كنت أتمنى أن أسمع منك قبل الان .اسف». وعندما أعلن وزير الدفاع الأميركي ارسال مزيد من القوات إلى السعودية قال ترمب « أنهم سيدفعون». الإهانات التي وجهها ترمب إلى السعودية كثيرة ، لكن اقساها قوله « نحن نحمي السعودية ، وانا احب الملك لكني قلت له نحن نحميك ونخسر كثيرا في الدفاع عنكم ، ايها الملك لديكم أموال كثيرة ، ستدفعون مقابل حمايتكم ، من دوننا لن تصمدوا أسبوعين أمام ايران «. تصريحات ترمب التي تجاوزت الوقاحة هي التي تخطر على بال ولي العهد عندما يأتي الحديث عن حوار مع إيران لخفض حدة التوتر … أنه» التنمر» الذي يخشى تكراره مع إيران. بالتأكيد بوتين لم يذهب إلى السعودية لإنقاذ الملك أو ولي عهده ، هو يسعى إلى تحقيق حلم بلاده لاكثر من مئة عام …الوصول إلى المياه الدافئة، مستفيدا من حاجة الرياض الى « حماية معنوية» تخفف من وطأة الابتزاز الأميركي، «والتنمر» والوقاحة التي لا حدود لها . من الرياض توجه بوتين إلى أبوظبي والتقى ولي العهد محمد بن زايد الحليف « غير الوفي” لمحمد بن سلمان. الأكيد أن بوتين خرج من محادثات الرياض وأبوظبي مرتاحا كخطوة أولى ومهمة نحو تحقيق طموح المياه الدافئة . البحث تناول قضايا اقتصادية وعسكرية ونفطية تم التوافق بشأنها حسب بيانات سعوديه واماراتيه. العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز استقبل الرئيس الروسي في قصر اليمامة (أ.ف.ب) هدف روسيا الأهم الذي يستحق العناء هو ملء ما يعتقد البعض أنه فراغا أميركيا في الشرق الأوسط . ترمب أعلن ، من أجل تبرير الانسحاب من شمال سوريا ، أن بلاده « دخلت في صراع عميق دون هدف واضح ، لقد آن الأوان لكي نخرج من هذه الحروب السخيفة والعبثية التي لا تنتهي ، وكثير منها قبلية». الانسحاب العسكري يعني ، ببساطة، التخلي عن دور سياسي وعسكري قامت به الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وبسطت هيمنها وسطوتها على دول الشرق الأوسط. هل هو تبدل استراتيجي في السياسة الأميركية ام شيئ اخر؟ من الصعب فهم وتفسير اقوال وأفعال يقوم بها ترامب ، لكن الذي يمكن فهمه أن واشنطن باتت عاجزة عن إدارة الشرق الأوسط بمشاكله وحرب وحالات التمرد الشعبي الناشطة في المنطقة منذ ربيع عام ٢٠١١. الملفت في الأمر أن واشنطن ، في عهد ترمب ، بدأت تعلن صراحة أنها تقبض مليارات الدولارات ثمن « هيمنتها» …ونموذج السعوية دليل قوي. انسحاب ترمب « المبهم»من سوريا التقطته تركيا وتوغلت في البلاد في عملية أطلقت عليها « نبع السلام» ، فيما اللاعب الايراني يتهيأ لوضع يده على الخليج العربي، انسحبت واشنطن ام لا …سيان . من الأسئلة المثارة الان : هل فشل واشنطن لبناء ڜرق اوسط جديد عملت على تحقيقه طوال سنوات دامية هو السبب في يأس ترمب من « الحروب السخيفة والعبثية»؟ الإجابة يعرفها الروسي والايراني فهما يهندسان الوضع في سوريا ، ويخططان لهندسة منطقة الخليج بما يتناسب مع مصالحهما وطموحاتها . المشهد الاخير ترمب قد يكون جادا بالنأي بنفسه عن مشاكل وحروب وتوترات الشرق الأوسط . فهو يريد الالتفات إلى الصين ، وهي العملاق التكنولوجي والاقتصادي والعسكري والسياسي الذي يهدد زعامة أميركا وقيادتها للعالم. فعندما قرر ترمب الانسحاب من سوريا قال ، « لا امانع أن تحمي روسيا أو الصين أو نابليون بونابرت أكراد سوريا ، نحن نبعد ٧ آلاف ميل” . لماذا الان عرف البيت الأبيض بعد المسافة إلى الشرق الأوسط؟! 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post ترودو يحثّ كافة “التقدّميّين” على الاقتراع لحزبه الليبرالي next post صدر “ما بين الثورة والدبلوماسية” عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات You may also like كارين هاوس: مساعدو صدام حسين خافوا من أن... 23 نوفمبر، 2024 حافظ الأسد كان قلقا من أن تلقى سوريا... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: بن لادن استقبل مبعوث... 21 نوفمبر، 2024 من مول استهداف ملحق سفارة أميركا لدى بيروت... 17 نوفمبر، 2024 مرافق سفير بريطانيا لدى لبنان أنقذ الأميركيين من... 15 نوفمبر، 2024 بغداد: قصة مدينة عربية بُنيت لتكون عاصمة إمبراطورية... 15 نوفمبر، 2024 “إسرائيل الكبرى”… حلم صيف يميني أم مشروع حقيقي؟ 12 نوفمبر، 2024 الشرق الأوسط الكبير حلم أم كابوس؟ 7 نوفمبر، 2024 “في رحيل زاهر الغافري” ملف جديد من مجلة... 3 نوفمبر، 2024 محمد أبي سمرا يكتب عن: سحر عالم “حزب... 2 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.