بأقلامهمعربي موسى اليوسف من بيروت : ربيع العراق بين يمين الشيعة ويساره by admin 6 أكتوبر، 2019 written by admin 6 أكتوبر، 2019 44 ” ماذا تبقى من الربيع العربي؟” هذا السؤال انتشر على نطاق واسع في أوساط النخب السياسية والحزبية والاجتماعية ، ظنا منهم أن هذا الربيع ذبل بعد عمليات استنزاف وقمع وملاحقة على امتداد الوطن العربي ، تعرض لها دعاة التغيير الذين يطالبون بإصلاحات تقضي على الفساد وتنادي بالعدالة . وكلما ظن خصوم التغيير أن ” الربيع العربي ” ينحسر ويتراجع بعد كسر اكبر وأهم موجاته في مصر ، يتبين عمليا أن قوى التغيير ما زالت تمسك زمام المبادرة ، وان سحابة ” الربيع ” تحوم فوق العواصم العربية من دون أن يعرف أحد أين ستحط رحالها ، في مصر للمرة الثانية …ام في العراق الذي لم يكن ، بوضوح كاف ، على قائمة التحركات الشعبية لاسباب عدة. هذا البلد شهد محاولات تغيير متتالية نقلته من سيئ إلى أسوأ. العراقيون انتظروا تغييرا بالغزو الأميركي ، وانتظروا تغييرا نحو الأفضل بإسقاط حكم صدام حسين ، وظهر “تنظيم داعش” ليغيير كل ڜئ وصولا الى ” دولة الخلافة” لتكون النتيجة دمار على دمار وخراب على خراب ، حتى ساد ظن أن أهل العراق الذين سئموا تكرار المحاولات الفاشلة ، لن يزيدوها حراكا من أجل تغيير لا ينتهى إلى النتيجة المرجوة ، بل قد يحدث العكس وتتفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية … فيما الفساد يوسع رقعته على كل مفاصل الحياة. هكذا ظن الخائفون الذين يقولون إن العراق بمنظومته الحاكمة وبڜعبه ، غير قادر على دفع كلفة اي تحرك من أجل التغيير. فجأة تبددت كل الحسابات بانطلاق موجة اضافيه من موجات الاحتجاج والتغيير. ملاحظتان على التحرك الشعبي في العراق : الأولى أن المنخرطين في التغيير هم من الشباب الذين تتراوح تتراوح أعمارهم بين ١٦ و ١٨ سنة ، اي ولدوا مع الغزو الأميركي عام ٢٠٠٣ وهم لم يعرفوا الاحتلال ولا المبعوث الأميركي بول برايمر الذي حل كل مؤسسات الدولة ، بما فيها الجيش. الملاحظة الثانية ، أن مناطق الطائفة السنية لم تشارك في هذا الحراك الكبير بذريعة أنه في حال مشاركتهم فإن أصواتا سترتفع لشيطنة دعاة التغيير والقول أن خلفهم تقف فلول داعش ، أو فلول حزب البعث. اذا ، في شكل الحراك أن الذين يقومون به هم من الطائفة الشيعية مواليد ” زمن برايمر ” 2003 يتحركون ضد منظومة فساد في ” الحكم الشيعي” من ” زمن برايمر” ايضا . بالاقتراب من الصورة اكثر يتضح أن نسبة البطالة بين الشباب بلغت ٤٠ % حسب احصائيات اعلنتها وزارة التخطيط من اصل تعداد السكان البالغ 37 مليون نسمة، في حين تقول مؤسسات بحثية أن المشكلة ليست في رقم البطالة المعلن بل في البطالة المقنعة التي ترتفع إلى إضعاف ما هو معلن. هؤلاء الشباب الفقراء العاطلون عن العمل يواجهون “حكومة يمينية” تتقاسم النفوذ فيها طهران والنجف في العراق والإدارة الأمريكية في واشنطن ، وكأن المواجهة في ” ثورة تشرين ” كما يحب أن يطلق عليها عراقيون ، هي بين ” حكومة يمينية” عصبها من الطائفة الشيعية وشباب عمادهم من الطائفة ذاتها في عملية احياء لمن يوصفون باليمين واليسار عند الشيعة. واذا كان كلمة اليسار واليمين مطاطة ، فإن الشائع عند أهل السياسة والفكر أن ” اليسار ” يسعى إلى التغيير في حين ان اليمين يسعى إلى مواجهة أي تغيير إلى الأفضل من اجل ابقاء ” كل شيء على حاله ” ، أليس هذا ما يحدث بالعراق بين ڜباب شيعة ضد منظومة فساد تديرها ” حكومة شيعية” ؟ أن الهم الأكبر لمنظومة الحكم في العراق هو حماية الفساد والمفسدين ، خصوصاً أن الفساد هناك يوصف ب ” الخمس نجوم” .فالسرقات مريحة ومصادرها كثيرة من دون حسيب أو رقيب . في المقابل يقول المحتجون أنهم لا يريدون ” سياسيين أو معممين”، الاثنان طرفا الفساد ، لذلك يؤكدون أن ” هذا الحراك لا يشبه اي ڜيئ قبله، حراك شعبي ، غير مسيس ، ولا صلة له باي حزب أو عشيرة” . ربيع يقوده يسار الشيعة المتمثل بالطبقة المسحوقة من الشعب العراقي و الشباب الذين رفعوا الشعارات المناهضة لايران الى جانب مطالبهم الاصلاحية ، في مواجهة يمين الشيعة المتمثل بالنظام التابع لايران ومراجعها الدينية في العراق . والحال هكذا ، فإن ما يجري في العراق هو فصل جديد من فصول الربيع العربي ..جديد في كل ڜئ قبله وكأنه يؤسس ” لحراك طبقي ” ، عفوي ينادي بالمساواة والعدالة الاجتماعية ، أكثر من بلد عربي فيه من الأسباب الكثير لنقل ” التجربة” العراقية …فلا أحد يتسرع ويسأل ” ماذا بعد الربيع العربي؟” بيروت / موسى اليوسف 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “مَهْرَجاز” الثالث: الجاز يشقّ طريقه في فلسطين next post غيث التميمي : كيف ينبغي أن نفهم ما يحصل في العراق؟ You may also like مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: ماذا جرى في «المدينة... 15 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: ترمب ومشروع تغيير... 15 نوفمبر، 2024 منير الربيع يكتب عن..لبنان: معركة الـ1701 أم حرب... 15 نوفمبر، 2024 حميد رضا عزيزي يكتب عن: هل يتماشى شرق... 15 نوفمبر، 2024 سايمون هندرسون يكتب عن.. زعماء الخليج: “مرحبًا بعودتك... 15 نوفمبر، 2024 الانتخابات الأمريكية 2024: وجهات نظر من الشرق الأوسط 15 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.