صورة لباميلا هاريمان في مجلة فوغ عام 1946، وهو العام الذي انفصلت فيه عن راندولف تشرتشل (غيتي) X FILEمنوعات من تشرتشل إلى كلينتون… من هي باميلا هاريمان وكيف أغوت أصحاب النفوذ؟ by admin 27 سبتمبر، 2024 written by admin 27 سبتمبر، 2024 47 غيرت هذه المرأة الفاتنة مجرى التاريخ بجاذبيتها التي سحرت شخصيات بارزة داخل غرف النوم وخارجها. تشرح كاتبة المقالة هنا أسلوب “صناعة الملوك” الذي استخدمته بمهارة كبيرة للإيقاع ببعض أقوى سياسيي العالم اندبندنت عربية / سونيا بورنيل في حفل عشاء مراسلي البيت الأبيض الذي حضره عدد كبير من النجوم في ربيع عام 1993، توجهت باربرا سترايسند إلى باميلا هاريمان وهمست في أذنها السؤال الذي يتردد بين نساء كثيرات: “ما هو سرك؟”، وعلى رغم أنها كانت أصغر منها بـ 22 سنة، إلا أن أيقونة هوليوود كانت مفتونة مثل أي شخص آخر بجاذبية الأرستقراطية البريطانية الأسطورية، حتى في سن الـ73. ردت هاريمان ببساطة بضحكة من القلب. فهي لم تصبح صانعة الملوك في الحزب الديمقراطي [مصطلح “صانع الملوك” يشير إلى شخص أو جهة تقوم بدور حاسم في اختيار أو دعم فرد ليصل إلى منصب السلطة أو النفوذ، سواء في السياسة أو غيرها من المجالات] – والتي أرجع إليها الرئيس المنتخب حديثاً بيل كلينتون الفضل في صعوده المذهل – إلا لأنها أتقنت فن إخفاء استراتيجياتها ونواياها. والآن، بعد أكثر من 25 عاماً على وفاتها، تكشف أوراق خاصة تم الكشف عنها في الآونة الأخيرة وروايات جديدة من أولئك الذين عرفوها القصة الكاملة لكيفية حصولها على لقب “مغوية القرن”. كانت باميلا هاريمان، المولودة باسم باميلا ديغبي، الابنة الكبرى لأحد النبلاء الصغار في مقاطعة دورسيتشاير الإنجليزية، وكان مقدراً لها أن تعيش حياة هادئة كزوجة لأحد اللوردات المحليين. وهي مثل كثيرات غيرها من فتيات طبقتها الاجتماعية وجيلها، لم تحصل على تعليم رسمي أو أكاديمي، إلا أنها كانت تتمتع بعقل ذكي وفطري. وذاك جعلها تتحرك بسرعة ومن دون تردد حين تسنت لها الفرصة عام 1939، وكانت حينها في الـ19 من عمرها، للدخول إلى عالم السياسة والمجتمع اللندني عبر الزواج من راندولف، نجل وينستن تشرتشل – بعدما عرفته لمدة أسبوعين فقط. على رغم أن زواجهما لم يكُن سعيداً، إلا أن حماسة دعوتها هي وزوجها إلى العيش في مقر إقامة رئيس الحكومة في “داونينغ ستريت”، في خضم الحرب العالمية آنذاك، جعلها تبدو متألقة. خلال تلك الأيام القاتمة كان لشعرها الأحمر وعينيها الزرقاوين البارقتين وبشرتها النقية الرقيقة تأثيرها في كل شخص التقته. ولم يمضِ وقت طويل حتى أصبحت ليس فقط صديقة تشرتشل المحبوبة، بل أيضاً موضع إعجاب كثير من الرجال وكبار السن الأقوياء الآخرين. وباميلا لم تكُن جميلة أبداً بالمعنى التقليدي، وهي عانت التنمر خلال مراهقتها بسبب بدانتها ومظهرها النمطي الرتيب. إلا أنها، وفق كاتب يوميات الطبقة الأرستقراطية آنذاك، هنري “تشيبس” تشانون، باتت “أميرة إنجلترا المتوجة … الصهباء والفاتنة”. وقد أدركت باميلا جاذبيتها المتوهجة والمستجدة، وسارعت في استيعاب إمكاناتها الاستراتيجية والفرص التي ستتيحها لها. وفي سياق بحثها عن الإثارة والسعي نحو تحقيق هدف في الحياة، وافقت برحابة صدر على تقديم خدماتها “الخاصة جداً” لبلدها. حينها كان قتال البريطانيين مريراً لمقارعة الأعداء خلال الحرب العالمية الثانية، وكان تشرتشل مستعداً لإعطاء الأولوية للمصلحة القومية على حساب زواج باميلا المتصدع من ابنه المغرور راندولف. وقد كُلفت عبر أوامر عليا مباشرة إغواء زوار أميركيين رفيعي المستوى ممن يمكنهم إقناع الرئيس المتردد روزفلت، كما الشعب الأميركي، بدعم بريطانيا المحاصرة في أحلك ساعاتها. وقد تمثل هدفها الأول في تلك المهمة بمبعوث روزفلت الخاص أفيريل هاريمان، الثري للغاية، ولكن الجاد على الدوام. وعلى رغم أن أساليبها تطورت بمرور الوقت، إلا أن هدفها ظل من دون تغيير: أن تجعل ضحاياها يشعرون وكأنهم ملوك. وفي ثنايا هيئة أفيريل الخارجية المتغطرسة تلك، كان يكمن رجل عانى وهو طفل قسوة وصرامة والده، كما عانى في فصل حياته الأحدث زوجة سليطة اللسان كانت تعدّه فاسداً ومملاً. باميلا تغادر كنيسة سانت جون، ويستمنستر، لندن، بعد حفل زواجها من راندولف تشرتشل، 1939 (غيتي) مع إدراك باميلا تلك الأمور عن الرجل، قامت بتركيز عينيها الواسعتين الياقوتيتين بعينيه، ضاحكة من محاولاته للمزاح الظريف بينما كانت تضع لسانها خلف أسنانها مازحة. كانت تداعب ساعده برفق أثناء حديثه، وهي لفتة أطلق عليها أصدقاؤها اسم “رقصة المواعدة”، والتي علق أفيريل على الأثر في شراكها. وبتلك الليلة التي شهدت غارات جوية عنيفة، وفي جناح بفندق دورتشيستر فيما القذائف تنهمر على الشوارع المحيطة، قام أفيريل بخلع فستانها ذي اللون الذهبي، المعانق شكل جسمها، والذي اختارته بدقة لتلك الليلة. لم يسبق لأفيريل أن اختبر جنساً بهذه الإثارة، وقد أشار في ما بعد إلى تلك الليلة التي قضاها مع باميلا، قائلاً إنه “ما من شيء مثل الـ ’بليتز‘ يمكنه إطلاق العنان [للمشاعر والأحاسيس]” (الـ”بليتز” هي موجة الغارات الألمانية العنيفة على بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية). وبعد ذلك بوقت قصير راحا يتبادلان الأحاديث على الوسادة، والتي نقلتها باميلا إلى “داونينغ ستريت” باعتبارها معلومات استخباراتية بالغة الأهمية للمجهود الحربي. وتحت تأثيرها، أصبح أفيريل مؤيداً قوياً لبريطانيا. من دون شك أسهم قرب باميلا من السلطة – إلى جانب براعتها في اختيار الشمبانيا والطعام الفاخر حتى في ظل الواقع الشحيح الذي فرضته الحرب – في إضافة عناصر جذب أخرى عدة إلى شخصيتها. كما أسهمت قدرتها على مناقشة استراتيجيات المعارك مع أولئك الذين يتولون تغطية أخبار الحرب في الإيحاء بسعة اطلاعها. وراح الجنرالات والمسؤولون وأقطاب الإعلام والمراسلون الأميركيون، واحداً تلو الآخر، يقعون في غرامها، حتى باتت لديها شبكة استراتيجية من الرجال المعجبين والمخبرين ومقدمي المعلومات. وشبهها أحد المراقبين آنذاك بـ “العسل الذي يجذب الذباب… كل رجل في لندن كان منجذباً إليها”. أما بيل بالي، الشخصية المؤثرة وراء شبكة “سي بي أس” الإعلامية، فوصفها ببساطة بأنها “عاهرة القرن”. غلاف الكتاب (دار نشر فيراغو) وبعد الحرب وطلاقها من راندولف تشرتشل، غدت شخصية أكثر بريقاً حتى مما كانت عليه في السابق، بفضل الخصر المنخفض والمشدود لإطلالة كريستيان ديور الجديدة وإصرارها على الاحتفاظ باسم تشرتشل الموقر. وبعد انتقالها إلى باريس، باتت لديها خادمة تغسل لها شعرها يومياً بشاي البابونج لمزيد من الإشراق، وهي نادراً ما كانت تستيقظ قبل منتصف النهار، وتلتزم صياماً لا يتيح لها سوى شرب الماء والحامض كي تحافظ عيناها على بريقهما المعهود. ثم أضافت باميلا قدرات جديدة إلى سحرها الجنسي بعد علاقتها العابرة مع نجم مجلة “بلاي بوي” آلي خان الذي خضع في شبابه للتدريب في القاهرة على تقنية عربية قديمة تركز على تعظيم المتعة. وباميلا، إثر تعلمها من خان كيفية منح اللذة والتمتع بها في آن لساعات طويلة في جلسة واحدة، راحت تمارس ذلك على عشرات الرجال المحظوظين. وهي أدركت تأثير الحماسة الجنسية ودورها في الوصال، لكنها أيضاً تعلمت طريقة استخدام مكعبات الثلج وما يمكن أن تثمر من نتائج مذهلة (وفق أحد سعيدي الحظ) من امرأة تدربت على ركوب “الموجة المصرية” في أعماقها. جياني آنييلي كان المفضل ممن عاشرتهم، وهو بليونير وسيم ووريث أكبر شركات إيطاليا، شركة “فيات”. كان آنييلي معتاداً على إعجاب النساء به، لكنه لم يستطِع مقاومة سحر باميلا وثقتها بنفسها. ومن بين أصدقائه الذين كانوا يغارون منه أولئك الذين لم ينسوا أبداً طلتها وهي تتبختر في البار على سطح “السوبر يخت” الذي يملكه من دون أن ترتدي سوى كمية هائلة من المجوهرات. جعلت باميلا آنييلي يشعر بأنه مميز، فساعدته في تنظيم شؤونه الشخصية بينما قدمت له المشورة حول كيفية التعامل مع تفاعلاته مع زعماء العالم المؤثرين. لقد كانت شخصية نادرة، إذ جمعت بين الجاذبية الشخصية والفهم العميق لديناميكيات القوة، مما ربطه بشخصيات رئيسة في واشنطن ولندن. حتى عندما انفصل جياني آنييلي عن باميلا بعد أربعة أعوام، ظل ممتناً لها على الدوام، فكان يتصل بها كل صباح عند الساعة السابعة لبقية حياتها. عشيقها التالي، إيلي دي روتشيلد، أذهلته بـ “رقصة المواعدة” التي اشتهرت بها. لكن الخطوة الحاسمة تجاهه تمثلت في إرسالها له علبة سجائر “كارتييه” من الفضة، حُفرت عليها رسالة تقول إن ليلتهما الأولى معاً شكلت لها الليلة الأكثر إثارة في حياتها. لم يكُن يعلم طبعاً أنها أرسلت الإطراء نفسه لكثيرين غيره. في أواخر الخمسينيات انتقلت باميلا إلى أميركا حيث التقت منتج مسرح “برودواي”، ليلاند هايوارد الذي أهدى العالم عمل “ذا ساوند أوف ميوزيك” (The Sound of Music)، وتزوجت به. والرجل الذي راحت ثقته بنفسه تتزعزع مع بدء تراجع مشاريعه في أواخر مراحل تجربته، انغمس تماماً في حياة منزله الفخم الذي أعدته له في شقة من طابقين بمانهاتن – حيث حاز هناك، في ذاك البيت، كل نزوة من نزوات حياته. على أن ما أفصح به ليلاند عن زوجته (وبشيء من قلة احترام) حين سماها “الفم” (La Bouche)، انتشر كالنار في الهشيم بأوساط الرجال في نيويورك. وقد راح ليلاند يتباهى بالقول إن “لديها أفضل فم في طرفي المحيط الأطلسي”. بعد وفاة ليلاند عام 1971، أصبحت باميلا أكثر تشوقاً من أي وقت مضى للعودة إلى الساحة السياسية. وهناك في بلدها الجديد أميركا، توجهت أنظارها إلى أفيريل هاريمان الذي كان قد ترمل حديثاً. بعد ذلك بوقت قصير، أمسك بها أحد الأصدقاء متلبسة مع رجل الدولة العجوز البالغ من العمر 89 سنة، وكانت آثار أحمر شفاهها على قميصه الأبيض. وبعد فترة وجيزة، أصبح زوجها الثالث وعرّفها إلى قادة الحزب الديمقراطي. كانت باميلا أول من رأى في بيل كلينتون ملامح رئيس محتمل. هذه الصورة لهما في حملة جمع تبرعات لمصلحته عام 1992، على رغم أنها كانت تعرف عيوبه (غيتي) والآن مع زواجها السعيد، لم تعُد منغمسة تماماً في مهمات الإغواء الجنسية، لكنها كانت لا تزال تعرف كيف توظف مهاراتها في الإغواء لإقناع السياسيين بتنفيذ رغباتها. “هي استخدمت تلك الطريقة مع أعضاء مجلس الشيوخ”، يذكر سفين إريك هولمز الذي عمل معها مرة. “فقد كانت تمس واحدهم من ذراعه وتقول له ’سأكون ممتنة جداً لو تمكنت من…‘” وهم كانوا جميعاً يعدونها بتنفيذ ما تطلبه ويعودون من لقائها بشعور رائع. لاحقاً، وإثر وفاة أفيريل أيضاً، اتخذت باميلا عدداً من العشاق الشبان، وأثارت إعجاب كثيرين أيضاً. وأسهمت عملية شد تجميلية في الوجه بالغة النجاح بإظهارها أصغر عمراً، كما أن ارتداءها الأقراط النفيسة أسهم في زيادة إشراقة بشرتها. وحين عيّنها كلينتون كأول امرأة في منصب السفير لدى باريس، بعد وقت قصير من لقائها باربرا سترايسند، تحدثت مجلة “باري ماتش” عن وصولها إلى مدينة الحب محتفية بكيفية “تحويلها فضائحية حياتها السابقة إلى موضوع تزهو به”. لفترة متأخرة من حياتها ظلت باميلا على علاقة حميمة مع قادة عالميين، أمثال الرئيس الفرنسي جاك شيراك (غيتي) وكان الرئيس كلينتون سعيداً بفضل إسهامها في تخطي أعوام عدم الثقة التي وسمت العلاقات الفرنسية – الأميركية لفترة، من خلال أسلوبها الدبلوماسي الشخصي. وعلى رغم أنها كانت في السبعينيات من عمرها، إلا أن باريس سرعان ما امتلأت بالإشاعات حول حياتها العاطفية. حتى المؤرخ أنتوني بيفور الذي كان يصغرها بأكثر من نصف عمرها وكان سعيداً في زواجه، وجد نفسه منبهراً بعينيها أثناء جلوسهما معاً على أريكة خلال حفل عشاء في باريس. أما رئيس مكتب مجلة “نيوزويك” الذي كان في الأربعينيات من عمره، فقد جلس إلى جانبها في عشاء آخر وتلقى معاملة ملكية كاملة. وبعد ذلك، علّق قائلاً: “فكرة كونها محظية غانية كانت منطقية تماماً في تلك الليلة. فالشبان يقعون في غرامها طوال الوقت”. كانت لباميلا طبعاً استراتيجية تتبعها لاختيار أهدافها، وكانت تجند في سبيل ذلك صحافيين مؤثرين، أمثال رئيس مكتب “نيوزويك”، وتقربهم منها، وذاك لم يكُن أمراً عرضياً. وهي فتنت بأسلوبها الخاص كثيراً من الزملاء الفرنسيين لهذا الصحافي. وأحد أولئك المفتونين كان برنار هنري ليفي الذي يذكر أن “طريقتها في التحديق بالرجال، ثم إخفاض نظرها تلقائياً، أشارت تماماً إلى براعتها الإغوائية”. ويبدو أن تلك الطريقة كانت تنجح على الدوام. “صانعة الملوك: باميلا تشرتشل هاريمان وحياتها المذهلة في الإغواء والسلطة والإبهار” (Kingmaker: Pamela Churchill Harriman’s astonishing life of seduction, power & intrigue) صادر عن دار نشر فيراغو، 25 جنيهاً استرلينياً. © The Independent المزيد عن: باميلا هاريمانونستون تشرتشلبيل كلينتونالولايات المتحدة الأميركية الحرب العالمية الثانيةالإغواءالسياسيونالنفوذ 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post هل نشهد “حرب فيتنام” جديدة في لبنان؟ next post رحيل ماغي سميث أستاذة “التجلي” في أفلام “هاري بوتر” You may also like زمن ميلاد المسيح ومكانه… جدل إلى الأبد 26 ديسمبر، 2024 مكالمة مسربة تتسبب في إحراق مدرسة راغب علامة... 24 ديسمبر، 2024 فيديو “مفبرك” لراغب علامة يثير غضباً.. ماذا قال... 24 ديسمبر، 2024 لماذا فكرت بريطانيا في قطع النيل عن مصر؟ 22 ديسمبر، 2024 الطغاة الذين يبنون أكبر المخابئ هم الأكثر جبنا 21 ديسمبر، 2024 علاج الملك تشارلز من السرطان يحرز تقدما وسيستمر... 21 ديسمبر، 2024 “الرواية الكاملة” لهروب الأسد “المرتبك”… و”مفاجأة” الشرع 20 ديسمبر، 2024 ما وراء الـ 5 نجوم… حقيقة تصنيف الفنادق 19 ديسمبر، 2024 “السيك”… ضحك ولعب وصداقة بين صحراويات المغرب 18 ديسمبر، 2024 “المجلة” تنشر وثائق عن رسائل من إسرائيل إلى... 17 ديسمبر، 2024