من الهادي إلى الأطلسي قلوب تخفق لبيروت

راديو كندا الدولي/  إعداد كوليت زينة ضرغام | barid@rcinet.ca

تتابع كندا عن كثب، حكومة وشعبا، ما يجري في لبنان منذ وقوع الانفجار المدمر في مرفأ بيروت يوم الثلاثاء في الرابع من آب/أغسطس الحالي والذي أودى بحياة أكثر من 220 شخصا وأصاب أكثر من 7000 شخص بجروح  وشّرد 300 ألف شخص.

كذلك يتكاتف أبناء الجالية اللبنانية من مختلف أطيافهم ومن مختلف المقاطعات الكندية من شرق البلاد على المحيط الأطلسي إلى غربها على المحيط الهادي من أجل مؤازرة أهلهم في لبنان ومساعدة مدينة بيروت المنكوبة في لملمة جراحها وإعادة إعمارها.

وتلقى كل مبادرة لجمع التبرعات والأموال لبيروت ترحيبا عارما من أبناء الجالية اللبنانية ومن الحكومة الكندية على حدٍّ سواء.

كارينا غولد وزيرة التنمية الدولية في الحكومة الكندية الاتحادية/الصحافة الكندية:ADRIAN WYLD

في عطلة الاسبوع المنصرم، أعلنت أوتاوا عن إطلاقها لصندوق يوازي قيمة التبرعات التي سيتم جمعها في كندا من أجل لبنان بحد أقصى يصل إلى مليوني دولار.

وقد صرّحت وزيرة التنمية الدولية في الحكومة الكندية الاتحادية كارينا غولد بأنه مقابل كل تبرّع من الأفراد الكنديين إلى التحالف الإنساني الكندي وأعضائه بين 4 و24 أغسطس/آب الحالي، ستقدّم الحكومة الكندية مساهمة مماثلة بحد أقصى يصل إلى مليوني دولار.

قالت الوزيرة الكندية: أشجع الكنديين على التبرع لصندوق إغاثة لبنان للمساعدة في إنقاذ الأرواح وتلبية الحاجات العاجلة والفورية للمجتمعات اللبنانية المتضررة.

وقد تم إنشاء صندوق الإغاثة بالتعاون مع التحالف الإنساني، وهذا الأخير يشكل آلية مهمة ستساعد كندا على توفير المساعدة الإنسانية للعائلات المنكوبة والمتضررة.

ويعّد صندوق الإغاثة جزءا من مساعدة تصل إلى 5 ملايين دولار للبنان كانت الحكومة الكندية قد تعهدت بها في وقت سابق من الأسبوع المنصرم.

تجدر الإشارة إلى أن التحالف الإنساني الكندي من أجل لبنان يجمع العديد من المنظمات الإنسانية مثل فروع منظمة “أوكسفام” في كيبيك وكندا ومنظمة “أطباء العالم” وغيرها من المنظمات الانسانية الكندية.

في مقاطعة كيبيك في وسط كندا والتي يربو عدد أبناء الجالية اللبنانية فيها إلى الـ 200 ألف نسمة، أعلنت وزيرة العلاقات الدولية في حكومة المقاطعة نادين جيرولت عن تخصيص مليون دولار للمشاريع الإنسانية في لبنان على أن تمنح الأموال لمنظمات إنسانية دولية عاملة في بيروت.

هذا ونقلت هيئة الإذاعة الكندية أن أصحاب أعمال كنديين لبنانيين تعهدوا يوم الجمعة الماضي بجمع 2،5 مليون دولار على الأقل لدعم إعادة إعمار لبنان.

أفران الأندلس في مدينة مونتريال ازدانت أمس بالعلم اللبناني/صفحة الأندلس على الفيسبوك

منقوشة من أجل لبنان

في مونتريال نظم يوم الجمعة الماضي نشاط تمّ خلاله جمع المواد الأولية والعينية وتعليبها وتجهيزها بانتظار إرسالها  إلى لبنان.

وقد توافد العديد من أبناء الجالية اللبنانية بدعوة من ناشطين مدنيين إلى أمام “قصر المعجنات” في مدينة لافال شمال مونتريال وقال المنظمون إن أبناء الجالية والكنديين كانوا كرماء وأسخياء بعطاءاتهم.

ويوم أمس الأحد نظمت “أفران الأندلس” في مدينة مونتريال نشاطا مماثلا أطلقت عليه:”منقوشة من أجل لبنان”. وقد خصصت إدارة الأفران كل الأموال التي جنتها من بيع منقوشة الزعتر والجبنة واللحم بعجين بالكامل طيلة يوم أمس للبنان. وكان حاضرا في الأفران ممثل عن منظمة الصليب الأحمر الكندي علما أنه كانت هناك صناديق مخصصة لهذه المنظمة الدولية تبرّع لها أيضا زوار أفران الأندلس بالأمس.

أجريت صباح اليوم اتصالا بالسيدة باسكال شعيب التي تدير مع شقيقين لها أفران الأندلس وسألتها عن مدلولات مبادرتهم وكيف كانت ردود الفعل بالأمس.

تقول باسكال ريمون شعيب: إن الانفجار المرّوع هزّنا طبعا ولأننا نعيش في الخارج فإننا نحتار في إيجاد الطريقة الناجعة لمساعدة وطننا الأم. أفراننا تفخر بلا شك بتقديم المنتجات اللبنانية ورغيف الخبز اللبناني والمنقوشة هما فخر كل لبناني في دنيا الاغتراب، من هنا أتت الفكرة لشقيقي روجيه بإطلاق “منقوشة من أجل لبنان” التي تعد أيقونة المنتجات اللبنانية الأصيلة.

تؤكد سيدة الأعمال أن نشاطهم لاقى إقبالا كبيرا بالأمس وأمّ العديد من أبناء الجالية “أفران الأندلس” الواقعة في نقطة يتمركز فيها أبناء الجالية اللبنانية في مدينة سان لوران.

العطاء كان سخيا كما أكدت السيدة شعيب وكان نهارهم “طويلا و شاقا ومتعبا” وحرصا من “أفران الأندلس” على شفافية عملها وعدت المتحدثة الضيفة في اتصالي معها بإعطائنا لاحقا تفاصيل حول مبيعات الأمس وقيمة الأموال التي جمعت.

وتؤكد السيدة شعيب بأنهم اختاروا منظمة الصليب الأحمر الكندي لتنقل عبرها الأموال إلى لبنان لأنها معروفة بمصداقيتها وسمعتها الطيبة “والثقة كبيرة بالصليب الأحمر وبعمله الإنساني”.

تمنح أوتاوا 5 ملايين دولار كندي للمساعدات الانسانية في لبنان بينها 1،5 مليون دولار للصليب الأحمر اللبناني بواسطة الصليب الأحمر الكندي/ REUTERS / HASSAN ABDALLAH

الجالية اللبنانية في مانيتوبا تضافر جهودها

وفي وينيبيغ عاصمة مقاطعة البراري مانيتوبا في وسط الغرب الكندي تحدثت اليوم إلى رجل الأعمال الكندي اللبناني عبده الطّسي مدير مؤسسة بيرلس التجارية، Peerless ونائب الرئيس في الجمعية الاجتماعية الإسلامية Islamic Social Service ومؤسس الجمعية الإسلامية في مانيتوبا Manitoba Islamic Association ومدير مدرسة “الهجرة الخيرية الإسلامية” في وينيبيغ.

وقد أكد لي الناشط الكندي اللبناني بأن أبناء الجالية اللبنانية في مانيتوبا استطاعوا يوم الجمعة الماضي “أن يجمعوا مبلغا قدره 15 ألف دولار من أجل لبنان” وهم يتابعون خلال هذا الاسبوع النشاط بالتنسيق مع منظمة الصليب الأحمر الكندي لجمع المزيد من التبرعات.

وأوضح عبده الطّسي بأن هناك وصولات ستعطى لكل متبرع بقيمة الأموال التي سيتبرع بها والتي يمكن فيما بعد خصمها من الضريبة على الدخل.

هذا وأكد صاحب اليد البيضاء بأن كل دولار سيتم جمعه سيدفع مقابله دولارا من جيبه.

كما أشار عبده الطّسي إلى أن مجموعة من النساء في وينيبيغ تقوم حاليا بإعداد المأكولات والأطباق لبيعها في مدرسة “الهجرة الإسلامية” وستُمنح كل أموال المبيعات على مدى أسبوع كامل لمنظمة الصليب الأحمر الكندي وعبره تسلّم  إلى الصليب الأحمر اللبناني.

• روابط ذات صلة:
• صُوَر بيروت تفطر قلوب الكنديين اللبنانيين وتحضّهم على تقديم المساعدة للوطن الأم
• كندا تعرب عن تضامنها مع لبنان والكنديين من أصل لبناني وهي مستعدة للمساعدة
• كندا تقدّم مساعدة إنسانيّة للبنان بعد الإنفجار الكارثي الذي هزّ العاصمة بيروت

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:أفران الأندلس، الصليب الأحمر الكندي، انفجار مرفأ بيروت، باسكال شعيب، مساعدات انسانيّة، وزارة التنمية الدولية الكندية، وزارة العلاقات الدولية في كيبيك