السبت, نوفمبر 23, 2024
السبت, نوفمبر 23, 2024
Home » ملاحقات جريمة مرفأ بيروت لها سقف سياسي وقانوني

ملاحقات جريمة مرفأ بيروت لها سقف سياسي وقانوني

by admin

يتمتع الرؤساء والوزراء بالحصانة وفق الدستور اللبناني ولا يمكن محاكمتهم الا أمام المجلس الأعلى

اندبندنت عربية/ بشير مصطفى صحافي @albachirmostafa

في بيروت تساؤلات كثيرة حول حقيقة تفجير المرفأ، وتساؤلات تدور لناحية السقف الذي يمكن أن تبلغه الملاحقات القضائية في الملف، وجاء الحديث عن معرفة رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المستقيل حسان دياب بوجود نيترات الأمونيوم الخطيرة في العنبر رقم 12 في المرفأ ليزيد الغموض، ويطرح علامات استفهام حول إمكانية ملاحقة شخصية تتمتّع بالحصانة في لبنان، في وقت طفت على السطح مطالبات المجتمع بملاحقة كل من يثبته التحقيق مقصّراً أو مهملاً وعدم اقتصار الملاحقات على مستوى متدنٍّ، والاكتفاء بالرؤساء البيروقراطيين للمرفأ والجمارك، إذ تم توقيف مدير المرفأ حسن قريطم ومديرَيْ الجمارك، الحالي بدري ضاهر، والسابق شفيق مرعي، إضافةً إلى نعمة البراكس، مدير المانيفيست في المرفأ والموظف جوني جرجس.

إخبار ضد الرؤساء

ومن واقعة العلم بوجود المادة الخطيرة، انطلق المحامي مجد حرب لتقديم إخبار إلى النيابة العامة التمييزية ممثلةً بالقاضي غسان عويدات ضدّ عون ودياب، ناسباً إليهما الامتناع عن أداء واجباتهما والتسبّب بوفاة مئات الأشخاص وإصابة الآلاف وتدمير نصف العاصمة. وذكّر حرب بواقعة “البلاغ الخطي” للرؤساء بوجود خطر داهم ناتج من وجود نيترات الأمونيوم، وكذلك تصريحه أمام الإعلاميين بذلك، مستنداً إلى عدم قيام الرئيس عون بموجباته الدستورية كرئيس للبلاد والسلطة التنفيذية، وباعتباره قائداً للقوات المسلحة ورئيساً للمجلس الأعلى للدفاع.

وأقر الإخبار بتمتّع رئيس الجمهورية بحصانة تحول دون محاكمته أمام القضاء العادي، وعاد ليطلب ملاحقته مدنياً وجزائياً عن إهماله لواجباته، وإلزامه التعويض على المتضرّرين من أمواله الخاصة، كما طالب بإلزام دياب التعويض عن إهماله وعدم دعوة مجلس الوزراء استثنائياً إلى النظر في خطورة المواد المتفجّرة الموجودة في المرفأ، وكذلك عدم مراجعته للأمنيين والإداريين لجهة حقيقة وخطورة الأمر في المرفأ.

ولاقى هذا الإخبار ردود فعل متباينة، فهو شكّل إدانة معنوية للسلطة التنفيذية في البلاد، ولكنه تعرّض كذلك للانتقاد لتوجيهه إصبع الاتهام إلى الرئيسَيْن عون ودياب. وفي هذا السياق، تحفّظ المحامي وديع الأسمر (ناشط حقوقي) على جدوى الإخبارات في النظام القضائي اللبناني، مطالباً بعدم التوسّع بهذه التقنية والاكتفاء بها “عندما لا يتمكّن الضحية وهو ضعيف، وغير قادر على تحصيل حقوقه مباشرة، ولحث القضاء على التحرّك”. وسأل الأسمر عبر “اندبندنت عربية” عن سبب الإخبار في قضية حُوّلت إلى المجلس العدلي”، مطالباً بتوسيع دائرة الإخبار لتشمل جميع المشتبه فيهم، “كل من تناوب على منصب رئاسة الجمهورية، رئاسة الحكومة، قيادة الجيش، أجهزة المخابرات، الوزارات المعنية بالمرفأ (مالية، أشغال عامة ونقل، دفاع، داخلية)، وعدم حصره بالأخصام السياسيين”، لذلك يعتقد الأسمر أن الهدف من بعض الإخبارات الدعاية عندما تتوجّه ضد مَن يتمتّع بالحصانة، من هنا يرفض تسييس العمل القضائي.

عائق الحصانة

ويمنح القانون اللبناني الحصانة لمجموعة من الشخصيات الحقيقية والهيئات الدبلوماسية التي لا يمكن ملاحقتها إلّا وفق إجراءات خاصة وأذونات مسبقة، وتلتزم النصوص الدستورية مبدأ الحصانة لكبار الشخصيات السياسية والموظفين في البلاد، لذلك لا يمكن ملاحقة رئيس الجمهورية وفق المادة 60 من الدستور اللبناني إلّا لجريمَتَيْ الخيانة العظمى وخرق الدستور، ولا يمكن اتّهامه بسبب هذه الجرائم إلّا من قبل مجلس النواب بموجب قرار يصدره بأكثرية الثلثين من الأعضاء، وكذلك لا يمكن محاكمة رؤساء الوزراء والوزراء إلّا أمام مرجع خاص هو “المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء” الذي نصّ عليه الدستور وبقرار اتهام يوافق عليه ثلثا أعضاء البرلمان، كما لا يمكن ملاحقة النائب في البرلمان أمام القضاء العادي قبل رفع الحصانة عنه من قبل الهيئة العامة لمجلس النواب.

في هذا السياق، يُشار إلى أن المجلس الأعلى يتألّف من سبعة نواب ينتخبهم مجلس النواب، وثمانية من أعلى القضاة اللبنانيين رتبة بحسب التسلسل القضائي أو باعتبار الأقدمية، إذا تساوت درجاتهم يجتمعون تحت رئاسة أرفع هؤلاء القضاة رتبة وتصدر قرارات التجريم من المجلس بغالبية 10 أصوات، وتحدّد أصول المحاكمات لديه بموجب قانون خاص (المادة 80 من الدستور).

الدستور منحهم الحصانة

من هذا المنطلق، أكّد نزيه رعد (الأكاديمي والخبير الدستوري) أنه في جريمة تفجير المرفأ، لا يمكن ملاحقة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء أمام المجلس العدلي، لأن الدستور منحهم الحصانة وحدّد طرق ملاحقتهم واتّهامهم من قبل مجلس النواب بغالبية الثلثين من أعضائه، لافتاً عبر “اندبندنت عربية” إلى أن هناك أصولاً قانونية يجب اتّباعها لناحية ملاحقة الرؤساء والوزراء أمام المجلس الأعلى، ولا يمكن مخالفتها تحت وطأة التحليل السياسي والانفعال العاطفي، لذلك، يبقى واجب الالتزام بالنص الدستوري إلى حين ظهور الإرادة لتعديله بغالبية الثلثين في مجلس النواب، أو الغالبية المطلقة لتعديل القاعدة القانونية العادية.

ويعتقد رعد شمول النص القانوني للوزراء الحاليين والسابقين عند ارتكاب خطأ أو تقصير في معرض عملهم ووظيفتهم، إلّا أنّه يفتح باب الاجتهاد في هذه المسألة، ويطالب بتعديل النصوص الدستورية والقانونية لتسهيل رفع الحصانة عن الشخصيات السياسية لأن التجربة أثبتت مدى استغلال الوزراء في لبنان وغيرهم من الساسة لهذه الحماية القانونية، وتغطية عددٍ كبيرٍ من المخالفات والارتكابات، مستفيدين من عدم تشكيل المجلس الأعلى أو إعاقة اجتماعاته وعرقلتها.

الدستور لم يمنحهم هذا الحق

ورداً على سؤال حول إمكانية تنازل الرؤساء والوزراء عن حصاناتهم مؤقتاً من أجل ملاحقتهم، يجيب رعد أن الدستور لم يمنحهم هذا الحق، وما يتم قوله في المؤتمرات الصحافية ليس سوى بدعة من أجل الدعاية لأنفسهم، والادّعاء أنهم أبرياء. ويلفت إلى إمكانية الاستماع إلى أقوال هؤلاء سواء كان رئيساً أو وزيراً كشهود “برضاهم”، ولكن ليس لمحاكمتهم.

وفي المحصّلة، تبقى العدالة في لبنان انتقائية وخاضعة لشبكة كبيرة من المصالح والحمايات القانونية والسياسية، لذلك بات لزاماً أن يبدأ الإصلاح بإعادة النظر في نظام الحصانات التي تحول دون محاسبة المرتكبين، وتخفيف القيود التي تسمح بملاحقة المشتبه فيهم مهما علت رتبتهم، متى ارتكبوا أخطاء فادحة أو إهمالاً وتقصيراً غير مقبول. وفي غياب آليات تسمح بملاحقة ومحاكمة القادة والزعامات السياسية، تبقى الإخبارات بمثابة عمل دعائي يهدف إلى تسجيل النقاط، وفي أحسن الأحوال إدانة معنوية لفئة مستثناة من تطبيق القانون وتخرق سقوفه لتعيش فوقه.

المزيد عن: تفجير مرفأ بيروت/ميشال عون/حسان دياب/نيترات الأمونيوم/المجلس العدلي/المادة 60 من الدستور اللبناني

 

 

You may also like

16 comments

tinder dating 23 يناير، 2021 - 8:17 ص

browse tinder for free , tinder sign up https://tinderdatingsiteus.com/

Reply
dating sites free no registration 31 يناير، 2021 - 2:16 م

online dating free https://freedatingsiteall.com

Reply
lovoo logowanie 18 مايو، 2021 - 1:52 ص

lovoo credits wofür lovoo partnersuche http://lovooeinloggen.com/

Reply
free 18 dating 20 مايو، 2021 - 3:04 م

free dating sites for lesbains
free 100 dating site in u.s.a and canada http://freedatingfreetst.com/

Reply
dating college girls as an adult 20 مايو، 2021 - 3:11 م

adult sex dating free
young adult christian dating http://freeadultdatingusus.com/

Reply
Online dating sites 16 يونيو، 2021 - 3:55 م

You’ve the most effective internet sites. https://datingsitesfirst.com/

Reply
zac efron dating 17 يونيو، 2021 - 6:27 م

Thanks, this site is very helpful. https://datingonlinecome.com/

Reply
mackenzie davis dating 21 يونيو، 2021 - 9:35 م

Great internet site! It looks extremely expert!
Sustain the great job! https://onlinedatinglook.com/

Reply
onlinedatingtwo.com 21 يونيو، 2021 - 10:55 م

Hi-ya, tidy site you have going here. https://onlinedatingtwo.com/

Reply
how to access facebook dating 22 يونيو، 2021 - 4:18 ص

Appreciate it! It is definitely an awesome web-site. https://datingsitesover.com/

Reply
intermittent fasting keto diet 24 يونيو، 2021 - 5:38 م

Wow because this is very helpful work! Congrats and keep it up. https://ketorecipesnew.com/

Reply
Keto die 25 يونيو، 2021 - 12:10 ص

Great website! It looks very professional! Sustain the great work! https://ketodietplanus.com/

Reply
what ps4 games 23 أغسطس، 2021 - 12:09 ص

Excellent post. I was checking continuously
this weblog and I’m inspired! Extremely useful information specifically the ultimate part 🙂 I care for such information a lot.

I was seeking this certain information for a very long time.
Thanks and best of luck.

Reply
there ps4 games 23 أغسطس، 2021 - 10:02 ص

Undeniably imagine that that you stated. Your favorite reason appeared
to be on the net the simplest factor to remember of.
I say to you, I certainly get irked whilst folks consider worries that they just
do not recognize about. You managed to hit the nail upon the
top and also outlined out the entire thing without
having side-effects , people can take a signal. Will likely be back to get
more. Thanks

Reply
ps4 games their 24 أغسطس، 2021 - 12:22 ص

Hi there! This is my first comment here so I just
wanted to give a quick shout out and say I genuinely enjoy
reading your posts. Can you suggest any other blogs/websites/forums that cover the same subjects?
Thanks a ton!

Reply
lamborghini miami 27 يوليو، 2024 - 9:02 م

Such a well-structured and engaging article. Thank you!

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00