مظاهرة للتنديد بقصف مستشفى شهداء الأقصى في غزة

راديو كندا الدولي / سمير بن جعفر

شارك عشرات الأشخاص نهاية الأسبوع الماضي في مونتريال في مظاهرة للتنديد بقصف إسرائيل في 14 أكتوبر/تشرين الأول، لمستشفى شهداء الأقصى في دير البلح بقطاع غزة.

وأدى الهجوم إلى إصابة العشرات ومقتل أربعة أشخاص على الأقل. ومن بينهم شعبان الدلو، وهو شاب فلسطيني يبلغ من العمر 19 عامًا، وقد تم تصوير مقتله من قبل العديد من الأشخاص الذين كانوا متواجدين في الموقع.

وفي الصور، يمكننا أن نرى الشاب وقد اشتعلت فيه النيران وهو شبه ميت، وهو يحرك ذراعه بوضوح في محاولة لإخراج نفسه من تحت الأنقاض.

’’ الناس يحترقون أمامنا!‘‘. كان هذا ما صرخه صالح الجعفراوي، مصور الفيديو الفلسطيني الذي كان يلتقط المشهد وسط الصراخ.

وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن الغارة استهدفت ’’مركز قيادة إرهابي.‘‘

وانتشر الفيديو حول العالم واعترض عليه مستخدمو الإنترنت المؤيدون لإسرائيل، لكن العديد من وسائل الإعلام الغربية أكدت صحته.

وفي دعوتها للتظاهر، اتهمت حركة الشباب الفلسطيني (Palestinian Youth Movement) إسرائيل أنّها بعد ’’حرق اللاجئين أحياءً في دير البلح، تكثف خطة الإبادة في شمال غزة. ولن يهدأ لنا بال قبل تحقيق العدالة لغزة‘‘.

شاركت فرح (إلى اليمين) وصديقتها ميشيل، وهما من مونتريال، في المظاهرة.
الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي، أوضحت ميشيل، وهي من سكان مونتريال والتي شاركت في المظاهرة، أنها تفعل ذلك من أجل الشعب في لبنان وفلسطين.

أنا هنا لأنني أعتقد أنه من المهم للناس في جميع أنحاء العالم، حتى هنا في مونتريال، أن يكونوا حاضرين لدعم عائلاتنا وأصدقائنا وزملائنا وإخوتنا وأخواتنا، في فلسطين ولبنان وفي البلدان الأخرى التي تخوض فيها إسرائيل حربها وتقوم بإبادة جماعية.

نقلا عن ميشيل، مقيمة في مونتريال

وخلال المظاهرة قام المنظمون بتشغيل أغاني الفنانة اللبنانية جوليا بطرس ومن بينها ’’واين الملايين‘‘.

وبالنسبة لفرح، صديقة ميشيل، فإن ’’الحكومة الكندية متواطئة في الإبادة الجماعية [في غزة].‘‘

وتقول فرح، المولودة في بنغلاديش ووصلت إلى كندا منذ حوالي 20 عامًا، إنه ليس لديها أمل في أن ’’يقوم رئيس الحكومة جوستان ترودو أو وزيرة الخارجية ميلاني جولي بأي شيء لوقف كل هذا.‘‘

مقتل يحيى السنوار

ونُظّمت المظاهرة أياماً قليلة بعد مقتل يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في اشتباك مع جنود من الجيش الاسرائيلي.

وقالت ميشيل إنّها لا تظنّ أنّ ’’مقتل أيّ شخص سيغيّر الأوضاع هناك [في غزة]. نأمل أن يعمّ السلام، لكنني لا أعتقد أننا سنحقق السلام بقتل الناس.‘‘

وأوضحت أنّ تصنيف كندا لِحركة حماس في قائمة المنظمات الارهابية ’’أمر سياسي. لا أعتقد أن الأمر كذلك عبر كلّ دول العالم.‘‘

وكان رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو قد صرّح أنّ ’’مقتل قائد حركة حماس يحيى السنوار يُنهي عهداً من الرعب.‘‘

وقالت وزيرة الخارجية ميلاني جولي ’’إننا سوف نتذكره كشخص سعى إلى تدمير إسرائيل، تسبّب في ألم وانقسام لا يمكن تصورهما، ولم يخدم المصالح الحقيقية للشعب الفلسطيني الذي هو بريء من كلّ هذا.‘‘

ومن جانبها أوضحت فرح أنّ مقتل السنوار لن يغيّر الوضع.

مما أرى، لا أعتقد أن مقتل [السنوار] سيكون له أثر. أعتقد أن شخصًا آخر سيأخذ مكانه لأن هناك أناس يقاتلون من أجل حياتهم وسوف يستمرون في النضال من أجل ذلك.

نقلا عن فرح

شارك أحمد (إلى اليسار)، وهو طالب دولي ، في المظاهرة.
الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer
الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

ويقول أحمد وهو طالب دولي حضر المظاهرة إنّه يشارك فيها ’’كإنسان لمساعدة اخواننا في فلسطين وفي لبنان. أكثر شيء يمكنني أن أقوم به هو التظاهر.‘‘

وقال إنّ ’’مقتل السنوار أثّر فينا كثيرا ولكنّ [مصير] فلسطين لا يتوقف على شخص واحد. قد يعطي ذلك قوة وطاقة إضافية لكلّ الفلسطينيين.‘‘

وعن تصنيف حركة حماس بالإرهابية، قال الطالب إنّ ’’بالنسبة لنا نحن كعرب نعرف المقاومة من الميدان. وللإعلام تأثير على المواطنين في كندا وأمريكا حيث يُظهر منظمة حماس والسنوار على أنّهم إرهابيون.‘‘

وبالنسبة له فإنّ موت يحي السنوار ’’لن يغيّر شيئاً لان الشعب الفلسطيني معروف بالمقاومة. لو مات أحد هذا لا يعني ان الشعب سيتوقف عن المقاومة.‘‘

وأعاب على الإعلام الكندي انحيازه لإسرائيل. ’’حينما يُقتل فلسطيني أو لبناني، يقولون إنّه توفى ولكنّ عندما يُقتل إسرائيلي لا يتوقّفون عن ترديد الخبر. هذا يعني أنّهم ينقصون من اهمية الفلسطيني واللبناني.‘‘