مصادر لتايمز أوف إسرائيل: وسيط سري ساعد في تأمين إطلاق سراح الرهينة عيدان ألكسندر

ويتكوف كان على اطلاع على المحادثات التي أجراها وسيط ثالث مع حماس والتي نجحت في إقناع الحركة بإطلاق سراح الشاب البالغ من العمر 21 عاما دون شروط بعد أسابيع من الرفض

تايمز اوف اسرائيل / جيكوب ماغيد

كشف مصدر مطلع ومسؤول فلسطيني لـ”تايمز أوف إسرائيل“ يوم الأحد أن وسيطا ثالثا عمل على قناة خلفية بين الولايات المتحدة وحماس ساعدت في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهينة الأمريكي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر.

وقال المصدران إن القناة السرية أدارها شخص غير حكومي نقل رسائل بين قيادة حماس في قطر والمبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، رافضين الكشف عن هوية هذا الشخص.

وقد تم فتح القناة السرية الشهر الماضي، حيث حث الشخص حماس على الإفراج عن ألكسندر دون شروط، قائلا للحركة إن هذه الخطوة سيكون لها تأثير كبير على إدارة ترامب وربما ستفتح الباب أمام واشنطن لإقناع إسرائيل بالموافقة على اتفاق ينهي الحرب في غزة مقابل الإفراج عن الرهائن المتبقين – وهو اقتراح رفضه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حتى الآن، بدعوى أنه سيبقي حماس في السلطة.

رفضت حماس لأسابيع إطلاق سراح ألكسندر دون شروط، وقدمت إلى القناة السرية المتمثلة في الطرف الثالث مقترحات تقضي بأن تتخذ إسرائيل خطوات مختلفة مقابل إطلاق سراح الشاب البالغ من العمر 21 عاما.

وحذر الوسيط حماس الأسبوع الماضي من أن مثل هذه العروض لن تنجح وأن الوقت ليس في صالح الحركة، حيث تخطط إسرائيل لشن عملية كبيرة لإعادة احتلال قطاع غزة بأكمله تدريجا بمجرد انتهاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جولته في المنطقة يوم الجمعة. وسيغادر ترامب واشنطن يوم الاثنين متوجها إلى السعودية قبل أن يتوقف في قطر والإمارات. وليس من المقرر أن يزور إسرائيل في هذه الجولة.

خلال نهاية الأسبوع، أبلغت حماس الوسيط أنها وافقت على الإفراج عن ألكسندر دون شروط، لكنها أرادت أن يعلم ويتكوف أن هذه الخطوة لا ينبغي اعتبارها استثنائية، حسبما أفادت المصادر. وأكدت حماس للوسيط أنها مستعدة للعمل مع إدارة ترامب لتأمين وقف إطلاق نار دائم في غزة مع ترتيبات أمنية لضمان هدوء يدوم لسنوات حتى التوصل إلى تسوية نهائية للصراع، حسبما أفادت المصادر.

المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يتحدث في حفل أقيم في السفارة الإسرائيلية في واشنطن بمناسبة يوم الاستقلال، 5 مايو 2025. (Israeli Embassy in Washington)

كما أبلغت حماس الولايات المتحدة عبر القناة الخلفية أنها بحاجة إلى تحديد مكان ألكسندر. وفي الشهر الماضي، نشرت مقطع فيديو دعائي يظهر ألكسندر على قيد الحياة. وبعد يومين، زعمت الحركة أنها فقدت الاتصال مع خاطفيه بعد غارة جوية إسرائيلية.

يوم الأحد، أبلغت حماس الوسيط أنها عثرت على ألكسندر وأنها مستعدة للمضي قدما في إطلاق سراحه. بدوره، طلب المفاوض من حماس إبلاغ رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بالقرار. ثم اتصل رئيس الوزراء القطري بويتكوف ليؤكد له أن إطلاق سراح ألكسندر سيتم.

ثم اتصل ويتكوف بنتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر لإبلاغهما بالتطورات، حسبما قال المسؤول الأمريكي. ووافقت إسرائيل بعد ذلك على وقف مؤقت لبعض عملياتها العسكرية، بما في ذلك الاستطلاع الجوي بواسطة طائرات مسيرة على قطاع غزة قبل وأثناء إطلاق سراح ألكسندر يوم الاثنين، حسبما قال المصدر المطلع على الأمر.

بعد تلقي الخبر من ويتكوف، غادر والدا ألكسندر الولايات المتحدة متوجهين إلى إسرائيل ليلة الأحد برفقة المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن آدم بوهلر.

وأصدر مكتب نتنياهو بيانا في وقت مبكر من صباح الاثنين زعم فيه أن إطلاق سراح ألكسندر تم بفضل الضغوط العسكرية الإسرائيلية في غزة. وشدد على أن إسرائيل لم توافق على وقف إطلاق النار أو الإفراج عن سجناء فلسطينيين مقابل ألكسندر، بل اكتفت بتوفير ممر آمن لإطلاق سراحه.

في بيان سابق نُسب إلى ”مسؤول إسرائيلي“، قال مكتب نتنياهو إنه لا يزال مستعدا لقبول ما يسمى ”مقترح ويتكوف“ الذي توافق فيه حماس على الإفراج عن نصف الرهائن مقدما مقابل هدنة لمدة أسبوع تتفق خلالها الأطراف على إجراء محادثات حول شروط إنهاء الحرب بشكل دائم.

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يلتقط صورا مع أفراد عائلة عيدان ألكسندر، الرهينة المحتجز لدى حماس، بعد زيارة قبر الحاخام مناحيم مندل شنيرسون، 7 أكتوبر 2024، في نيويورك. (AP Photo/Yuki Iwamura)

كان من المفترض أن تعقد هذه المحادثات خلال الاتفاق السابق الذي وقعته الأطراف في يناير، لكن نتنياهو رفض إلى حد كبير الدخول في مثل هذه المفاوضات، وسط ضغوط من شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف الذين هددوا بإسقاط حكومته إذا وافق على إنهاء الحرب.

وبناء على ذلك، أصرت حماس على ضمانات صارمة، مثل قرار من مجلس الأمن الدولي، لضمان أن تعقد إسرائيل تلك المحادثات وتوافق على إنهاء الحرب.

بالإضافة إلى إطلاق سراح الرهائن، تطالب إسرائيل حماس بتفكيك قدراتها الحكومية والعسكرية. وفي حين أعلنت الحركة أنها مستعدة للتخلي عن السيطرة على القطاع لصالح لجنة مستقلة من التكنوقراط الفلسطينيين، إلا أنها لم تستجب لمطلب نزع السلاح بشكل دائم.