X FILEعربي مشروع حزب الله للسيطرة على الاقتصاد والقطاع المصرفي اللبناني by admin 28 أبريل، 2020 written by admin 28 أبريل، 2020 124 تنشر “المركزية” دراسة اعدها قسم الدراسات الاقتصادية – مركز الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الجيو سياسي للدراسات الاستراتيجية والأبحاث، بعنوان “مشروع حزب الله للسيطرة على الاقتصاد والقطاع المصرفي اللبنان”: مقدمة عامة – الهجمة على القطاع المصرفي: خلص سياسيون واقتصاديون ومصرفيون لبنانيون كبار، بعد سلسلة حلقات عمل ونقاشات عقدوها بعيداً عن الأضواء لدراسة الأسباب الحقيقية لما وصلت إليه الأزمة الإقتصادية والمالية والنقدية والمصرفية في لبنان، وسبل معالجتها والخروج منها، إلى أن هناك هجمة مبرمجة تستهدف القطاع المصرفي في لبنان بشقيه: مصرف لبنان والمصارف التجارية بهدف تحميلهما مسؤولية التدهور، وإبعاد الشبهات عن حزب الله ومنظومته السياسية التي تمسك بالسلطة في لبنان، خصوصا منذ نجاح الحزب في فرض الرئيس الذي يريده للجمهورية في العام 2016 وما تبع ذلك من قانون للإنتخاب سمح له بوضع يده للمرة الأولى على الأكثرية في مجلس النواب. وأشارت دراسات وضعها خبراء واختصاصيون إلى أن الهجومات المتلاحقة التي يتعرض لها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وجمعية المصارف من جانب بعض القوى السياسية والحزبية والإعلام التابع لها، تُعتبر ترجمة لمخطط مُحكم وضعه حزب الله ويعمل على تنفيذه مع حلفائه، بهدف تدمير الاقتصاد اللبناني تمهيدا لتغيير هوية لبنان ووجهه الإقتصادي الحر، استكمالاً لمشروع إلحاق لبنان بالمشروع الإيراني من خلال تغيير هويته السياسية والحضارية والثقافية كجزء من العالم العربي على المستوى الإقليمي وجزء من العالم الحر على المستوى الدولي. وتنبه هذه الدراسات الى أن الأمور بلغت حداً من الخطورة يتجاوز التفاصيل المتعلقة بمصالح المودعين وحقوقهم ومصير ودائعهم على المديين القريب والمتوسط، ليطاول استراتيجياً أي إمكانية للخروج من الأزمة الحالية على المدى البعيد بسبب التغييرات البنيوية التي يسعى حزب الله لفرضها على النظام السياسي والتركيبة الاجتماعية للبنان وبالتالي على النظام الإقتصادي اللبناني الحر. ولفتت المعلومات إلى أن حزب الله ومنظومته السياسية نجحا إلى حدّ بعيد في استيعاب ثورة اللبنانيين التي انطلقت في 17 تشرين الأول / أكتوبر 2019 في مرحلة أولى، قبل أن ينتقلا في مرحلة ثانية إلى العمل على تحوير أهداف الثورة وتحويل نقمة اللبنانيين على الأسباب الحقيقية للانهيار المتمثلة في إلحاق حزب الله لبنان بالمشروع الإيراني، وفي تعريضه لعزلة عربية ودولية وعقوبات عطّلت الدورة الاقتصادية وأثّرت سلباً على الأوضاع الإقتصادية والمصرفية والنقدية، من خلال استغلال عاطفة الناس ووجعهم وضيقتهم لتوجيه نقمتهم نحو الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي تارةً بحجة قمع التظاهرات والمتظاهرين، ونحو مصرف لبنان تارة أخرى بحجة مسؤولية الحاكم رياض سلامه عن الدين العام والهندسات المالية التي اعتمدها لمنع انهيار الدولة والمصارف، ونحو المصارف التجارية بحجة تهريب أصحابها أموالهم وأموال النافذين الى الخارج على حساب المودعين حيناً، ونحو الطبقة الميسورة بهدف تحويل المشكلة في لبنان من مشكلة سيادية الى صراع طبقي أحياناً، وكل ذلك بهدف إشاحة الأنظار ومنع التصويب الشعبي على الأسباب الحقيقية للأزمة المتمثلة بحالة عدم الاستقرار السياسي والأمني الناجمة عن سلاح حزب الله وحروبه وكلفتها على الاقتصاد اللبناني وتأثيرها السلبي على الاقتصاد والمالية العامة، وبالتالي على الظروف الحياتية السيئة للبنانيين منذ بدأ حزب الله بتطبيق خطته لقضم الدولة اللبنانية ومؤسساتها بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان في العام 2005. مراحل قضم حزب الله للدولة اللبنانية: تتوقف الدراسات في هذا المجال عند المحطات الأساسية الآتية: 1- نجاح حزب الله في التفلت من القرار 1559 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في صيف العام 2004، والذي يقضي بنزع سلاحه مستفيداً من رهانات لبنانية داخلية خاطئة بإمكان “لبننة” الحزب وفك ارتباطه بإيران ودفعه للالتزام بالدستور واتفاق الطائف بعيداً عن الضغوطات الدولية. 2- توريط حزب الله الدولة اللبنانية بشعبها واقتصادها في حرب تموز / يوليو 2006 التي انتهت بوضع الجنوب اللبناني تحت سلطة القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي. لكن حزب الله تفلّت من تطبيق مندرجات القرار بفعل ضعف السلطة المركزية وسياسة التسويات المتلاحقة التي نجح في فرضها على معظم القوى السياسية والحزبية. 3- إرتداد حزب الله بعد حرب تموز / يوليو 2006 الى الداخل اللبناني، من خلال الاعتصامات، ومحاولة منع ولادة المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وجرائم الاغتيال ومحاولات الاغتيال المرتبطة بها والمتلازمة معها، من خلال جولة جديدة من الاغتيالات، ومحاولة تعطيل عمل الحكومة ومجلس النواب، ومنع انتخاب رئيس للجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس الأسبق إميل لحود عام 2007، وصولا الى احتلال بيروت ومهاجمة الجبل في 7 ايار/ مايو 2008. 4- نجاح حزب الله في مؤتمر الدوحة في إلغاء مفاعيل الإنتخابات النيابية للعام 2005 التي حرمته مع حلفائه من الأكثرية، فمنع الأكثرية النيابية من انتخاب رئيس يمثلها، وفرض رئيساً توافقياً هو العماد ميشال سليمان، وانتزع بدعة “الثلث المعطل” في الحكومة اللبنانية التي سمحت له بالتحكم بالقرارات الاساسية السياسية والإدارية والأمنية والاستراتيجية. 5- تحويل حزب الله بعدما خسر مع حلفائه الانتخابات النيابية في العام 2009 “الثلث المعطل” في الحكومة من سابقة دستورية الى “عرف” سمح له بإسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري عام 2010 والتفرد بتشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في العام 2011، قبل أن ينجح الرئيس ميشال سليمان قبيل نهاية عهده في استعادة بعض التوازن من خلال تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام التي خسر فيها حزب الله الثلث المعطل في مقابل ثمانية وزراء لرئيسي الجمهورية والحكومة وثمانية وزراء لكل من حزب الله وحلفائه وقوى 14 آذار! 6- أعاد حزب الله للمرة الثانية تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان في العام 2014، واشترط لملء الفراغ الرئاسي انتخاب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. وبعد قرابة السنتين من الفراغ رضخ معظم الفرقاء السياسيين في لبنان وفي مقدمهم رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط لشروط حزب الله وقبلوا بانتخاب عون في مقابل حزمة تفاهمات قضت بأن يتولى الحريري رئاسة الحكومة، وأن يتقاسم التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية حصة المسيحيين في المواقع الوزراية والإدارية، وأن يحفظ لجنبلاط موقعه المتقدم على الساحة الدرزية. 7- بعدما وضع حزب الله يده على رئاسة الجمهورية وفرض التوازنات التي يريدها على الحكومة، مستفيدا من تحالفه مع الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، إنصرف الحزب الى العمل على الإمساك بالأكثرية النيابية. فنجح في فرض قانون للانتخاب على أساس النسبية، مما سمح له بالحصول على الأكثرية النيابية، مستفيداً مرة جديدة من تفضيل خصومه نفخ أحجامهم النيابية والسلطوية الفئوية بدل التركيز على قانون يسمح للتحالف في ما بينهم بانتزاع الأكثرية النيابية. 8- مع انتهاء حزب الله من فرض سيطرته على المؤسسات الدستورية، وبعدما أمسك بالقرارات الاستراتيجية العسكرية والأمنية للدولة اللبنانية من خلال رئاسة الجمهورية والحكومة والأكثرية النيابية، أمعن في المضي قدما بربط لبنان بالمشروع الإيراني مركزاً على الاقتصاد وأعمدته في محاولة لتوظيفها في خدمة مشاريعه الحربية، بعدما تأثر تمويله بالعقوبات الأميركية على إيران، وصولاً الى الشركات والمؤسسات والأفراد والمصارف اللبنانية وغير اللبنانية التي تساعد حزب الله على التفلت من العقوبات الأميركية. الخطة المستقبلية لتعاطي حزب الله مع القطاع المصرفي: تخلص الدراسات والمعلومات في ضوء هذا العرض الى التحذير من أن مخطط حزب الله للمرحلة المقبلة يقوم على تعطيل النظام المصرفي اللبناني باعتباره محركاً للاقتصاد بعدما تعذر على الحزب إخضاع حاكم مصرف لبنان رياض سلامه لشروطه، وبعدما فشلت ضغوطاته على المصارف في إجبارها على عدم الالتزام بالعقوبات الأميركية، لا سيما بعد ما تعرض له “جمال تراست بنك” في أيلول / سبتمبر 2019 من عقوبات أجبرته على التصفية الذاتية والإقفال النهائي. ويقوم مشروع حزب الله على استبدال دور النظام المصرفي اللبناني (بشقيه: مصرف لبنان والمصارف التجارية) في دورة الاقتصاد الوطني اللبناني، بالاقتصاد النقدي cash economy بحيث يتمكن الحزب من خلال ذلك من الإمساك بمفاصل الدورة الاقتصادية اللبنانية استيراداً وتجارة، وبالتالي تحكماً بالكتلة النقدية الموجودة بين أيدي اللبنانيين بعدما سُحبت من المصارف على مدى الأشهر القليلة الماضية تحت وطأة الخوف على سعر صرف الليرة من جهة وعلى مصير الودائع في المصارف من جهة أخرى. وتقدر المعلومات المصرفية حجم هذه الكتلة بأكثر من ستة مليارات دولار أميركي يضاف إليها نحو سبعة آلاف مليار ليرة لبنانية (تتراوح قيمتها بالدولار بين حوالى 4،5 مليار دولار بحسب السعر الرسمي لمصرف لبنان و 2،5 مليار دولار بحسب اسعار السوق السوداء الموازية). ويتطلع حزب الله الى الاستفادة من هذا المبلغ الضخم من خلال توظيفه في منظومته الاقتصادية والتجارية للتحكم بقسم من التجارة الخارجية عن طريق التهريب، وبالأسواق الداخلية عن طريق المضاربات بالبضائع السورية والعراقية والإيرانية والتركية المهربة، بما يسمح له بالتفاف واسع على العقوبات الأميركية من خلال التفلّت من رقابة القوانين والنظام المصرفي اللبناني. وتشرح المعلومات خطة حزب الله بالقول إن تعطيل النظام المصرفي اللبناني يؤدي الى تعطيل العمليات التجارية التقليدية القائمة على فتح الاعتمادات والتحويلات بهدف الاستيراد علماً ان لبنان يستورد بما قيمته حوالى عشرين مليار دولار سنوياً. ويسعى حزب الله ليكون بديلاً عن المنظومة التجارية التقليدية على اعتبار أن تعطيل المنظومة التقليدية القائمة على الاستيراد من خلال النظام المصرفي سيفقد الأسواق اللبنانية الكثير من السلع الاستهلاكية مما يفتح أمام الحزب باب التهريب على مصراعيه لتأمين حاجات الأسواق اللبنانية. وانطلاقاً من هذه المعطيات، فإن حزب الله يدخل بقوة أكبر من ذي قبل على خط الاستيراد محققاً هدفين استراتيجيين: 1- الأول تمويل نفسه من خلال الاستفادة من سيطرته على الحدود البرية والمرافق البحرية والجوية الشرعية وغير الشرعية لإدخال البضائع وبيعها والاستفادة من ارباحها. 2- الثاني تأمين الأسواق للمنتجات السورية والإيرانية وللشركات والتجار الدائرين في فلك الحزب والذين يعتبرون جزءا من منظومته المالية. وفي كلتا الحالتين يكون الحزب قد حقق نجاحاً في اختراق العقوبات الأميركية والالتفاف على محاولات تجفيف مصادر تمويل النظامين السوري والإيراني وأذرعهما على مستوى المنطقة، وبالتالي في تأمين تمويل مشروع التوسع الإيراني في المنطقة وأدواته. وتبدي الدراسات والمعطيات المتوافرة مخاوف جدية من أن تتحول الأموال التي يحتفظ بها اللبنانيون في منازلهم الى “احتياطي مالي” يفوق في أهميته الإحتياطي المالي الذي يملكه المصرف المركزي اللبناني. فالأموال بالعملات الصعبة الموجودة في مصرف لبنان والتي تقدر ب 22 مليار دولار نقداً، ستُستنزف في ظل ما هو قائم من أزمة من خلال ضمان استيراد الحد الأدنى من المواد الاستراتيجية التي تؤمنها الدولة لا سيما المحروقات والدواء والطحين وغيرها، في حين تكبر تباعاً الكتلة النقدية التي يتم التداول بها من خلال الاقتصاد النقدي الموازي الذي يرعاه حزب الله ويديره. خطة حزب الله للسيطرة على الاقتصاد اللبناني: من هنا، يأتي إصرار حزب الله وحلفائه في حكومة الرئيس حسان دياب على عدم دفع سندات الخزينة التي استحقت على الدولة اللبنانية في 9 آذار / مارس الفائت. فقيمة هذه السندات هي في حدود 1،2 مليار دولار، وقد كان بإمكان الحكومة تسديدها بسهولة ومن دون مخاطر كبيرة على احتياط موجودات مصرف لبنان من العملات الأجنبية، تمهيداً للدخول في مفاوضات مع الدائنين لإعادة هيكلة الدين العام من خلال خطة إصلاحية فيما لو كانت تنوي فعلاً رفع يد حزب الله عن موارد الدولة اللبنانية وحقوق الخزينة. لكن الواضح أن حزب الله لا يريد ذلك. فوقف التهريب الذي يديره الحزب عبر الحدود البرية والبحرية والجوية، ووقف التهرب الجمركي والضريبي للمنظومة التجارية التي تشكل الواجهة المالية لحزب الله، من شأنه أن يؤمن للخزينة اللبنانية ما يفوق 1،5 مليار دولار سنويا. واعادة هيكلة الإدارة اللبنانية من خلال التخلي عن الوظائف الوهمية وعن الألوف من “الموظفين” الذين زرعهم حزب الله وحلفاؤه في منظومة السلطة في المؤسسات الرسمية لتأمين رواتبهم في مقابل عملهم في المؤسسات الحزبية لا في مؤسسات الدولة، من شأنه توفير ما يزيد عن 500 مليون دولار سنويا على الخزينة… ووقف توظيف المؤسسات الصحية الضامنة التابعة للدولة اللبنانية في خدمة المؤسسات الوهمية والأفراد التابعين لحزب الله وحلفائه الذين لا يحق لهم الاستفادة منها، ولا سيما وزارة الصحة، والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ووقف توظيف مئات البلديات والجمعيات لسد قسم من حاجات حزب الله وتقديماته لمنظومته الاجتماعية من شأنه أن يوفر ما يقارب ال 200 مليون دولار من المال العام سنويا… ووضع حد لاحتكار استيراد الفيول أويل والمازوت لصالح مؤسسة كهرباء لبنان من جانب جهات معروفة بتحالفها مع الثنائي الشيعي (أمل – حزب الله)، ووقف عجز مؤسسة كهرباء لبنان الناجم عن استئجار بواخر التوليد بدل بناء المعامل والتمنع عن الدفع والسرقة يشكل ما يقارب 2 مليار دولار سنويا…. والأملاك العامة البحرية والنهرية المصادرة يمكن أن تُدخِل الى خزينة الدولة ما يقارب ال 200 مليون دولار سنويا على أقل تقدير… وتتوقف التقارير في شكل خاص عند أزمة السيولة بالدولار الأميركي التي تعاني منها الأسواق اللبنانية، فتكشف عن استخدام مليارات الدولارات من الأسواق اللبنانية سنوياً لتأمين مستوردات النظام السوري والأسواق السورية. وتوضح المعلومات في هذا الإطار، أن اجمالي قيمة استيراد النفط الى لبنان بلغت في العام 2018 ما يقارب 2 مليار دولار… أما في الأشهر السبعة الأولى من العام 2019 فقد تخطت فاتورة استيراد النفط في لبنان 2،2 مليار دولار، ليتبيّن أن مضاعفة الأرقام تقريباً ناتجة عن بيع ما يزيد عن نصف المستوردات النفطية الى سوريا الخاضعة للعقوبات والتي لا يمكن لتجارها تأمين العملات الصعبة لدفع ثمن هذه المشتريات إلا من خلال الأسواق اللبنانية والصرافين اللبنانيين. وتستند التقارير المالية والمصرفية الى هذه الأرقام كنماذج عن قدرة الدولة اللبنانية على سداد ديونها، حتى من دون الحاجة إلى إعادة جدولتها، فيما لو قررت رفع يد حزب الله وحلفائه عن مداخيلها، ووقف السرقات والسمسرات والصفقات التي يغطيها الحزب في مقابل الحصول على ولاء بعض الأحزاب والقوى السياسية المتحالفة معه أو المتفاهمة معه على توزيع السلطة في ما بينها. لكن إصرار حزب الله على رفض تسديد سندات الخزينة، يهدف الى تحقيق الآتي: 1- تعطيل أي خطة إصلاحية تعيد بسط سلطة الدولة اللبنانية على حدودها البرية ومرافقها البحرية والجوية، مما يفقد الحزب القدرة على حرية التحرك والمناورة العسكرية والسياسية من جهة، ومئات الملايين من الدولارات التي يموّل بواسطتها منظومته الاجتماعية والعسكرية والصحية والادارية من خزينة الدولة من جهة أخرى. 2- الإصرار على التخلف عن دفع الديون المستحقة على الدولة اللبنانية لمنع أي تعاون بين لبنان والمؤسسات المالية الدولية من شأنه إعادة ربط الاقتصاد اللبناني بالقواعد القانونية والتجارية للاقتصاد العالمي، مما ينعكس على موقع لبنان السياسي ويعيده الى كنف الشرعيتين العربية والدولية بعيداً عن النفوذ الإيراني، وهو ما لا يريده حزب الله الذي يصرّ على ربط لبنان بالمشروع التوسعي الإيراني ومنظومته الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية في كل من العراق وسوريا! 3- “تأديب” المصارف اللبنانية والانتقام منها وإضعافها بسبب إقفال منظومتها في وجه حزب الله وواجهاته التجارية إنفاذاً للعقوبات الأميركية الهادفة الى تجفيف تمويل النظام الإيراني وإذرعه في المنطقة والعالم. فتخلّف الدولة اللبنانية عن دفع ديونها يعني أن المصارف التي تحمل أكثر من نصف سندات الخزينة التي أصدرتها الحكومة اللبنانية، لن يكون بإمكانها استرجاع أموالها عند الاستحقاق، وبالتالي ستكون أمام مشكلة تأمين السيولة لزبائنها من الأفراد، وخدماتها التجارية للشركات التي تتعاطى الاستيراد مما يحوّل نقمة الرأي العام اللبناني من حزب الله باعتباره السبب الرئيسي للأزمة الاقتصادية والمالية، الى المصارف التي تعتبر أزمة السيولة فيها نتيجة من نتائج سياسات حزب الله من جهة، ويطلق يد حزب الله في عمليات التهريب وجني الأرباح غير المشروعة من خلال زيادة حصته من أسواق الاستيراد الى لبنان من جهة مقابلة. وتستند التقارير والدراسات المالية والمصرفية عند ما سبقت الإشارة إليه لتحديد مكوّنات مشروع حزب الله المالي والاقتصادي وركائزه للمرحلة المقبلة، وفقا للآتي: 1- وضع المصارف أمام خيار يتيم لا بديل عنه لتلافي الإفلاس، وهو زيادة رأس المال للتعويض عما خسرته بسبب تخلف الدولة عن سداد ديونها. وبمعزل عما إذا كانت مصادر رؤوس الأموال الجديدة خاصة بأصحاب المصارف أو بمستثمرين عرب وأجانب، فإن حزب الله سيكون من المستفيدين الأساسيين من هذه الزيادة لأنها ستضخ المزيد من الأموال في الاقتصاد اللبناني الخاضع بقسمه الأكبر لإدارة حزب الله وسيطرته، مما يسمح له بتكبير حجم الكتلة النقدية التي يستفيد منها وبالتالي زيادة الأرباح التي يجنيها. 2- استعمال الحكومة التي يسيطر حزب الله على قراراتها الاستراتيجية احتياط مصرف لبنان من العملات الصعبة (22 مليار دولار) لتأمين احتياجات الدولة للسنوات الأربع المقبلة. فتكون مسؤوليات التموين الاستراتيجي الداخلي المقدرة ب 5 مليارات دولار سنوياً (محروقات وقمح وأدوية) من مسؤولية الدولة، وهو ما يسمح لحزب الله بإبقاء منظومته السياسية لحكم لبنان على قيد الحياة طيلة فترة بقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الحكم في الولايات المتحدة الأميركية، مع الأخذ في الاعتبار إمكان إعادة انتخابه في الخريف المقبل لاربع سنوات مقبلة. ويراهن حزب الله ومِن ورائه إيران على أن يكون انتهاء ولاية ترامب سواء بعد أشهر، أو بعد أكثر من أربع سنوات، مناسبة تسمح لطهران وأذرعها في المنطقة، وعلى رأسها حزب الله، بالتفلت من الاستراتيجية الاميركية لخنق ايران اقتصاديا واجبارها على الرضوخ السياسي والعسكري والتخلي عن مشاريعها التوسعية في منطقة الشرق الأوسط من طريق زعزعة الامن والاستقرار وافتعال الحروب وتغذيتها. خاتمة – تأثير المتغيّرات على مشروع إيران وحزب الله وتختم الدراسات والتقارير بالإشارة إلى أن هذه المعطيات مبنية على مرحلة ما قبل تفشي وباء كورونا في إيران والدول التي تسيطر عليها، والعالم، لافتة إلى أن الانعكاسات السياسية والاقتصادية لهذا الوباء على العالم في الأشهر والسنوات القليلة المقبلة ستغيّر الكثير من الاستراتيجيات والسياسات الإقليمية والدولية. ويبقى الانتظار لمعرفة ما إذا كانت هذه المتغيرات ستصب في مصلحة المشروع الإيراني أو في مصلحة المتضررين منه! وهذا ما بدأ فريق من الاختصاصيين الاقتصاديين والماليين العمل على دراسته على أمل نشر ورقة بالخلاصات والتوقعات في غضون الأيام القليلة المقبلة. 50 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post حنان عوّاد: أصوّر فلسطين وناسها لأملأها بأشجار الزيتون next post الحملة على حاكم مصرف لبنان.. أهداف سياسية بعناوين إصلاحية You may also like جمال مصطفى: مشوا تباعاً إلى حبل المشنقة ولم... 24 نوفمبر، 2024 أحوال وتحولات جنوب لبنان ما بعد الهدنة مع... 24 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: صهر صدام حسين وسكرتيره... 24 نوفمبر، 2024 كارين هاوس: مساعدو صدام حسين خافوا من أن... 23 نوفمبر، 2024 حافظ الأسد كان قلقا من أن تلقى سوريا... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: بن لادن استقبل مبعوث... 21 نوفمبر، 2024 من مول استهداف ملحق سفارة أميركا لدى بيروت... 17 نوفمبر، 2024 مرافق سفير بريطانيا لدى لبنان أنقذ الأميركيين من... 15 نوفمبر، 2024 بغداد: قصة مدينة عربية بُنيت لتكون عاصمة إمبراطورية... 15 نوفمبر، 2024 “إسرائيل الكبرى”… حلم صيف يميني أم مشروع حقيقي؟ 12 نوفمبر، 2024 50 comments Maricruz 20 يونيو، 2020 - 4:06 ص I believe that is among the so much important info for me. And i’m glad studying your article. However wanna remark on few basic issues, The website style is great, the articles is actually nice : D. Good task, cheers Here is my page :: get g Reply Zac 20 يونيو، 2020 - 7:13 م Wow that was unusual. I just wrote an very long comment but after I clicked submit my comment didn’t show up. Grrrr… well I’m not writing all that over again. Anyhow, just wanted to say fantastic blog! Look into my web site – g get Reply Chloe 27 يونيو، 2020 - 8:42 ص I’m extremely impressed together with your writing talents and also with the structure in your weblog. Is cbd oil that works 2020 this a paid theme or did you modify it yourself? Anyway keep up the nice high quality writing, it is uncommon to look a great blog like this one nowadays.. Reply Ola 29 يونيو، 2020 - 10:36 ص Greetings! This is my first visit to your blog! We are a collection of volunteers and starting a new project in a community in the same niche. Your blog provided us beneficial information to work on. You have done a marvellous job! Feel free to surf to my page; cbd oil that works 2020 Reply Lucretia 17 يوليو، 2020 - 8:05 م hi!,I love your writing so much! share we be in contact extra about your post on AOL? I require a specialist in this area to solve my problem. May be that’s you! Having a look ahead to look you. Here is my blog – web hosting providers Reply Mandy 27 يوليو، 2020 - 11:28 ص Nice post. I was checking continuously this weblog and I am impressed! Very helpful information particularly the ultimate section 🙂 I deal with such information much. I was looking for this particular information for a long time. Thanks and best of luck. Feel free to surf to my web page; flight tickets Reply Elaine 28 يوليو، 2020 - 12:29 ص Please let me know if you’re looking for a article writer for your weblog. You have some really good posts and I think I would be a good asset. If you ever want cheap flights to florida round trip take some of the load off, I’d love to write some articles for your blog in exchange for a link back to mine. Please blast me an email if interested. Regards! Reply Ilene 31 يوليو، 2020 - 5:27 ص I like reading an article that can make men and women think. Also, thanks for allowing me cheap flights to las vegas comment! Reply Sue 5 أغسطس، 2020 - 2:44 م For most recent news you have to pay a quick visit the web and on the web I found this web hosting providers page as a finest site for latest updates. Reply Diane 5 أغسطس، 2020 - 5:11 م Ahaa, its good conversation on the topic of this paragraph at this place at this website, I have read all that, so now me also commenting at this place. Here is my site web host Reply Charmain 7 أغسطس، 2020 - 2:30 م Hey! Someone in my Myspace group shared this website with us so I came to take a look. I’m definitely enjoying the information. I’m bookmarking and will be tweeting this to my followers! Wonderful blog and brilliant design and style. Here is my blog; web hosting service Reply Merry 14 أغسطس، 2020 - 12:06 ص My brother recommended I may like this blog. He used to be entirely right. This publish truly made my day. You can not imagine simply how so much time I had spent for this information! Thanks! My blog post: content hosting Reply Rudy 25 أغسطس، 2020 - 5:02 ص whoah this blog is fantastic i really like reading your posts. Stay up the great work! You know, many persons are hunting around for this information, you can help them greatly. 2CSYEon cheap flights Reply Ashton 25 أغسطس، 2020 - 3:52 م I’d like to find out more? I’d like to find out more details. my web-site; content hosting Reply Darrin 27 أغسطس، 2020 - 12:19 ص It’s going to be ending of mine day, except before end I am reading this fantastic post to increase my knowledge. Here is my website :: cheap flights Reply Debra 28 أغسطس، 2020 - 1:54 م Having read this I believed it was rather informative. I appreciate you finding the time and effort to put this content together. I once again find myself personally spending a significant amount of time both reading and commenting. But so what, it was still worth it! My webpage … black mass Reply Lorie 31 أغسطس، 2020 - 11:56 ص Everything posted was actually very reasonable. However, what about this? what if you wrote a catchier post title? I mean, I don’t wish to tell you how to run your blog, but suppose you added something to possibly get people’s attention? I mean مشروع حزب الله للسيطرة على الاقتصاد والقطاع المصرفي اللبناني – CANADA VOICE is a little vanilla. You could peek at Yahoo’s front page and see how they create news titles to grab people to click. You might try adding a video or a related pic or two to get readers excited about everything’ve got to say. Just my opinion, it might make your website a little bit more interesting. Also visit my web page … web hosting companies Reply Benito 5 سبتمبر، 2020 - 2:18 ص This piece of writing is really a good one it helps new net viewers, who are wishing in favor of blogging. my web-site … web hosting companies Reply зарубежные сериалы в хорошем HD качестве 24 مارس، 2024 - 6:16 م Heya i’m for the first time here. I came across this board and I find It truly useful & it helped me out a lot. I hope to give something back and help others like you helped me. Reply глаз бога тг 11 أبريل، 2024 - 6:52 م Thank you for another wonderful article. Where else may just anyone get that kind of information in such a perfect means of writing? I have a presentation next week, and I am at the look for such information. Reply cs:go live betting website 2024 8 مايو، 2024 - 7:17 ص What’s up, constantly i used to check blog posts here early in the break of day, since i love to learn more and more. Reply University 16 مايو، 2024 - 8:23 ص Крупный учебный и научно-исследовательский центр Республики Беларусь. Высшее образование в сфере гуманитарных и естественных наук на 12 факультетах по 35 специальностям первой ступени образования и 22 специальностям второй, 69 специализациям. Reply Гостиничные Чеки СПБ купить 24 مايو، 2024 - 11:58 م Magnificent goods from you, man. I’ve understand your stuff previous to and you’re just too great. I really like what you’ve acquired here, really like what you’re stating and the way in which you say it. You make it entertaining and you still take care of to keep it sensible. I cant wait to read far more from you. This is actually a great site. Reply купить удостоверение тракториста машиниста 31 مايو، 2024 - 2:41 ص Hi there, I enjoy reading all of your post. I like to write a little comment to support you. Reply 乱伦色情 4 يونيو، 2024 - 1:19 ص Today, I went to the beach with my kids. I found a sea shell and gave it to my 4 year old daughter and said “You can hear the ocean if you put this to your ear.” She put the shell to her ear and screamed. There was a hermit crab inside and it pinched her ear. She never wants to go back! LoL I know this is completely off topic but I had to tell someone! Reply www.russa24-diploms-srednee.com 11 يونيو، 2024 - 6:08 ص Pretty nice post. I just stumbled upon your blog and wanted to say that I have really enjoyed browsing your blog posts. In any case I’ll be subscribing to your feed and I hope you write again soon! Reply хот фиеста slot 13 يونيو، 2024 - 7:25 ص Hi to every body, it’s my first pay a visit of this weblog; this blog includes remarkable and really fine data designed for readers. Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 8:07 ص Currently it sounds like BlogEngine is the top blogging platform out there right now. (from what I’ve read) Is that what you’re using on your blog? Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 11:41 م If some one desires to be updated with latest technologies then he must be pay a visit this site and be up to date everyday. Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 12:54 م Hello! Do you know if they make any plugins to protect against hackers? I’m kinda paranoid about losing everything I’ve worked hard on. Any recommendations? Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 2:00 ص Informative article, exactly what I wanted to find. Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 2:49 م It’s in point of fact a nice and helpful piece of information. I’m glad that you simply shared this helpful info with us. Please stay us informed like this. Thanks for sharing. Reply Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 3:39 ص Quality posts is the main to attract the viewers to go to see the site, that’s what this website is providing. Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 4:51 ص Hi just wanted to give you a quick heads up and let you know a few of the images aren’t loading correctly. I’m not sure why but I think its a linking issue. I’ve tried it in two different internet browsers and both show the same results. Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 12:14 م Thank you, I have recently been searching for information approximately this topic for ages and yours is the best I have came upon so far. However, what about the conclusion? Are you sure about the source? Reply Прогнозы на футбол 5 يوليو، 2024 - 12:58 ص I know this if off topic but I’m looking into starting my own blog and was wondering what all is required to get set up? I’m assuming having a blog like yours would cost a pretty penny? I’m not very internet savvy so I’m not 100% positive. Any tips or advice would be greatly appreciated. Thanks Reply автомойка самообслуживания под ключ 6 يوليو، 2024 - 7:46 ص “Строительство автомойки под ключ” гарантирует высокую отдачу от инвестиций. Начните свой путь к успешному бизнесу с нами! Reply автомойка самообслуживания под ключ 6 يوليو، 2024 - 11:58 م 1Мойка самообслуживания под ключ – уникальная возможность начать простой в управлении бизнес. Идеально для начинающих предпринимателей. Reply автомойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 12:51 م Автомойка самообслуживания под ключ становится всё популярнее. Это экономичный и простой способ начать своё дело с минимальными вложениями. Reply автомойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 12:58 ص Автомойка под ключ – это быстрый старт в автомобильном бизнесе. Наши специалисты помогут вам во всём. Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 1:53 ص Hey there, You have done an excellent job. I will definitely digg it and personally recommend to my friends. I am sure they will be benefited from this site. Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 6:22 ص Actually no matter if someone doesn’t know then its up to other viewers that they will help, so here it happens. Reply мойка самообслуживания под ключ 15 يوليو، 2024 - 2:08 م Заказав автомойку под ключ, вы получите полностью готовый и оснащённый бизнес. Ваша мойка будет работать безупречно! Reply строительство автомойки 15 يوليو، 2024 - 10:42 م Автомойка самообслуживания под ключ – это экономия времени клиентов и вашего вложения в персонал. Будущее за инновациями! Reply строительство автомоек под ключ 16 يوليو، 2024 - 7:12 ص Автомойка под ключ – это ваш легкий старт в автосервисном бизнесе. Не требуется прежний опыт – мы сопровождаем вас на каждом шагу. Reply мойка самообслуживания под ключ 16 يوليو، 2024 - 3:52 م 1Строительство автомоек под ключ – наша специализация. Мы предлагаем полный пакет услуг и качество по доступным ценам. Reply строительство автомойки 17 يوليو، 2024 - 12:48 ص Строительство автомойки под ключ – неутомимая забота и полный контроль на каждом этапе, от проекта до открытия. Ваш бизнес в надежных руках! Reply строительство автомойки 17 يوليو، 2024 - 9:44 ص Предлагаем строительство автомоек под ключ для вашего бизнеса. Всё будет выполнено быстро, качественно и по конкурентоспособным ценам. Reply купить JAC 19 أغسطس، 2024 - 10:43 ص Hey there! Someone in my Myspace group shared this site with us so I came to give it a look. I’m definitely enjoying the information. I’m book-marking and will be tweeting this to my followers! Terrific blog and wonderful style and design. Reply theguardian 23 أغسطس، 2024 - 9:18 ص hi!,I love your writing so so much! proportion we keep up a correspondence more approximately your post on AOL? I need an expert in this area to solve my problem. May be that is you! Looking forward to peer you. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.