الإثنين, نوفمبر 25, 2024
الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Home » “مسارات” يكرم الجزائرية باية محيي الدين ملهمة بيكاسو

“مسارات” يكرم الجزائرية باية محيي الدين ملهمة بيكاسو

by admin

ضم أندريه بريتون أعمالها إلى معرض السرياليين الثاني وصنفت بأنها صاحبة الفن الخام

اندبندنت عربية / ياسر سلطان 

تستضيف “ديوانية الفن” في العاصمة الجزائرية، معرضاً جماعياً لتسعة فنانين من بلدان عربية. يقام المعرض تحت عنوان “مسارات” ويضم أعمالاً للفنانين راشد دياب من السودان، ولولوة الحمود من السعودية، ومن الأردن محمد العامري، ومحمد المصري ومحمد أبو النجا من مصر والفنانة غادة زغبي من لبنان ورشيدة أزداواو وثيللي رحمون من الجزائر، بالإضافة إلى شادي طلاي من إيران.

معرض “مسارات”، هو أول الأنشطة التي تُنظمها ديوانية الفن، التي أسسها الفنان الجزائري حمزة بنواة، كنافذة مفتوحة على إبداعات الفنانين الجزائريين والعرب. وكان من المقرر أن تُفتتح الديوانية في مارس (آذار) الماضي، غير أن افتتاحها تأجل بسبب التدابير الاحترازية التي اتخذتها السلطات الجزائرية للحد من انتشار وباء كورونا. افتتح المعرض على مراحل خلال شهر سبتمبر (أيلول)، وتستمر أنشطته حتى منتصف يناير (كانون الثاني) القادم، ويهدي أول تكريماته إلى الفنانة الجزائرية الراحلة باية محيي الدين.

شهرة باريسية

تُعد محيي الدين، واحدة من أبرز فناني الجزائر المعاصرين، وقد امتدت شهرتها إلى أوروبا، وارتبطت بعلاقة صداقة وتعاون مع فنانين كبار من بينهم بابلو بيكاسو، وماتيس وجورج براك. ولدت في ثلاثينيات القرن الماضي في أحد الأحياء الجزائرية الفقيرة، وتبنت موهبتها وهي صغيرة فنانة فرنسية كانت تعيش في الجزائر. حين بلغت باية السابعة عشرة، اكتشفها رائد السريالية الفرنسي أندريه بريتون، الذي ساعدها على عرض أعمالها في باريس في أول معرض لها هناك، كما كتب لها مقدمة لمعرضها. وقد لفت هذا المعرض إليها أنظار فناني باريس وقتها، ووصف الفنان الفرنسي جان دوبوفيه أعمالها، بأنها تمثل المادة الخام للفن. وقد ذكرها بيكاسو كملهمة له في سلسلة رسومه الشهيرة، التي أنتجها في منتصف الخمسينيات تحت عنوان نساء الجزائر.

من المعرض التكريمي الذي يشارك فيه فنانون عرب (الخدمة الإعلامية في المعرض)

أقامت باية محيي الدين في باريس عدة سنوات، لكنها رفضت الاستقرار فيها، وعادت إلى الجزائر مرة أخرى قبل اندلاع الثورة ضد الاستعمار الفرنسي لتستقر هناك، وتزوجت من الموسيقي الملحن الجزائري الشهير محفوظ محيي الدين. حين اندلعت الثورة الجزائرية جمد الزوجان نشاطيهما، تضامناً مع الثورة ما يقرب من عشر سنوات تفرغت خلالها باية لتربية أبنائها، ثم عادت من جديد إلى مزاولة نشاطها حتى رحيلها عام 1998.

مارست الفنانة الراحلة النحت والخزف إلى جانب الرسم، واستمدت أشكالها وعناصرها من مخيلتها الطفولية. اتسمت لوحاتها بالألوان الزاهية والمُبهجة، واشتملت مفرداتها على عناصر الطبيعة من حولها كالأزهار والحيوانات والطيور والأسماك، إضافة إلى وجوه النساء، وفي أسلوب أقرب إلى التجريد والاختزال. وقد صنفها أندريه بريتون كواحدة من السرياليين، حتى أنه ضم أعمالها إلى معرض السرياليين الثاني، الذي نظمه في باريس عام 1947. كرمت باية في الجزائر وطُبعت أعمالها على طوابع بريدية، وظلت مُخلصة لوطنها الذي اختارت الانتماء إليه على الرغم من إتاحة الفرصة لها للحياة والاستقرار في فرنسا.

فنون عربية

ولعل تدشين أنشطة هذه المؤسسة الجديدة بمعرض مُتعدد الاتجاهات كمعرض “مسارات”، يعكس طبيعة نشاطها العابر للحدود المحلية، إلى تبني كافة التجارب الإقليمية في المنطقة العربية، وهو أحد أهم أهدافها كما يقول مؤسسها حمزة بنواة. وتبرز ديوانية الفن بحسب بنواة كمنصة لعرض الأعمال الفنية والتبادل الثقافي بين الدول العربية، مع التركيز على الممارسات الفنية المعاصرة ذات التأثيرات الشرقية. فهي مساحة مفتوحة كما يقول لكافة الفنانين العرب، وليس الجزائريين فقط.

يجمع معرض “مسارات” بين أكثر من تجربة فنية من أنحاء العالم العربي، وهو ما يعكس الهدف الذي تسعى إليه هذه المؤسسة الفنية الجديدة والواعدة. ولا تقتصر أهداف الديوانية على إتاحة الفرصة للعرض فقط، بل يطمح مؤسسها لأن تكون منبراً للمواهب والأجيال الجديدة، ومساحة للحوار والنقاش حول الموضوعات التي تخص الفن وقضاياه المُلحة في الوطن العربي. ويرى بنواة، أن الديوانية هي أشبه بمنصة يمكن من خلالها فتح المجال أمام الفنون العربية والإسلامية، للعبور إلى الضفة الأخرى من المتوسط، فالجزائر تعد واحدة من أهم نقاط التلاقي بين الثقافتين لموقعها المتميز وطبيعتها المتعددة الثقافات.

عُرف الفنان حمزة بنواة بتشكيلاته المستوحاة من الخط العربي وجمالياته، وهو يصوغ مفرداته في أساليب معاصرة أقرب إلى التجريد، وهو من مواليد عام 1979، ودرس الفن في معهد الفنون الجميلة في الجزائر، وعرضت أعماله في عديد من العواصم العربية والدولية كالأردن ولبنان والإمارات والبحرين ونيويورك وكندا والبرازيل والمملكة المتحدة، وحصل على عدد من الجوائز عن مشاركاته الفنية، بينها جائزة فنون البحر الأبيض المتوسط، وجائزة الخرافي للفن العربي المعاصر.

المزيد عن: فن تشكيلي/الجزائر/رسامون عرب/الديوانية/معرض جماعي/السريالية/الرمزية/فرنسا

 

 

You may also like

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00