السبت, مارس 1, 2025
السبت, مارس 1, 2025
Home » محمد بن عيسى… روح “أصيلة” تدخل الأبد

محمد بن عيسى… روح “أصيلة” تدخل الأبد

by admin

 

آمن بأن الجمع بين الثقافة والسياسة ليس شيئاً سيئاً فالمثقفون حين يزاولونها يفعلون ذلك بنوع من الترفع والخيال والإبداع

اندبندنت عربية

ودع المغرب، اليوم السبت، وزيره السابق محمد بن عيسى الذي رحل بعد صراع مع المرض، تاركاً خلفه حياة مهنية امتدت عقوداً طويلة بدأها بالعمل الصحافي قبل الانطلاق في غمار الدبلوماسية والعمل الحكومي.

وبعد رحلة ممتدة بين جدران وزارتي الخارجية والثقافة في المغرب، نقل ابن عيسى (88 سنة)، الأحد الماضي، إلى المستشفى العسكري في الرباط على خلفية تدهور حاله الصحية.

لقب الوزير الراحل بـ”الدبلوماسي المثقف”، لكونه مؤسس أحد أبرز المنتديات الثقافية المغربية (موسم أصيلة الثقافي) المستمر منذ ما يزيد على 40 عاماً. واليوم تقرر دفنه في مسقط رأسه بمدينة أصيلة شمال البلاد.

حظي بن عيسى بمكانة مميزة بين كبار وصغار أصيلة (منتدى أصيلة)

أصبح ابن عيسى وزيراً للثقافة في عهد العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني، وتسلم بعدها منصب السفير المغربي لدى واشنطن، وتوالت عليه عدد من المهام والمناصب السياسية الداخلية والخارجية، وفق وسائل إعلام مغربية.

بين المغرب ومصر

خلال مقابلة صحافية له، قال محمد بن عيسى إنه درس في القاهرة، وكان مهتماً بالسياسة منذ فترة صباه ولكي يتمكن من السفر إلى مصر قدم عروضاً مسرحية ليحصل حينها على مبلغ يعادل 45 دولاراً فيما كانت تذكرة السفر بـ42 دولاراً.

مع وصول ابن عيسى إلى مدينة الإسكندرية عام 1954 للدراسة، وقع “العدوان الثلاثي” في مصر، وهو ما دفعه إلى العودة للمغرب.

هنا بدأ المثقف الراحل حياته المهنية للعمل مذيعاً في إذاعة “أفريقيا المغرب” في طنجة، ثم عاد بعد ذلك إلى مصر ليتم دراسته للبكالوريا، وبعد إنجازها عاد للمملكة ليعمل في المحطة الإذاعية التي تركها.

محمد بن عيسى… جسر واع بين الدبلوماسية والثقافة

وفي عام 1960 حصل ابن عيسى على منحة للدراسة في إيطاليا، ولكنه لم يلتحق بها، وذهب إلى القاهرة لدراسة الصحافة، وحصل هناك على منحة لمتابعة دراسته في الولايات المتحدة.

درس ابن عيسى الصحافة في جامعة مينيسوتا الأميركية، وتولى في وقت لاحق إدارة صحيفة حزبه التجمع الوطني للأحرار، قبل الانتقال إلى حزب الأصالة والمعاصرة في وقت لاحق.

رحلة حافلة

أنهى ابن عيسى دراسته الجامعية في مينيسوتا، وأتبعها بدراسة الماجستير في جامعة كولومبيا، والتحق وقتها في البعثة المغربية الدائمة في الأمم المتحدة، بوظيفة ملحق صحافي، وتزوج وقتها بسيدة أميركية قبل أن يفترقا.

ومن هنا بدأ رحلة في الحياة المهنية متنقلاً بين البعثات الدبلوماسية والمنظمات الأممية قبل أن يتولى منصب وزير الثقافة المغربي. شغل الراحل منصب رئيس بلدية مدينة أصيلة، ولم يخلُ مساره من تجاذبات سياسية وإعلامية.

مع حصوله على عضوية البرلمان المغربي ممثلاً لمدينته أصيلة، وضع قدمه على أول درجة للسلم السياسي إلى أن صار وجهاً عربياً مميزاً جامعاً بين عالمي السياسة والثقافة. وتصدى رفقة صديق طفولته وشبابه وكهولته الفنان الراحل محمد المليحي لمناقشة قضايا السياسة والثقافة والمستقبل العالمي.

بين 1971 و1974، انتقل إلى روما للعمل رئيساً لقسم الاتصال بالمقر المركزي لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، ثم مديراً لدائرة الإعلام بها ما بين 1974 و1976، قبل أن يعين أميناً عاماً مساعداً لمؤتمر الغذاء العالمي للأمم عام 1975.

حين عودته إلى المغرب عام 1976، اصطدم ابن عيسى بالواقع الكارثي الذي وجد عليه مسقط مدينة أصيلة التي “كانت حالها سيئة، وكانت تحتاج إلى كل شيء”، ليقرر مع رفيق دربه الفنان التشكيلي محمد المليحي أن يخوض غمار الانتخابات البلدية، لينتخب مستشاراً في المجلس البلدي لأصيلة حتى 1983 ثم توالت رئاسته للمجلس لدورات متتالية.

بات محمد بن عيسى المولود في الثالث من يناير (كانون الثاني) 1937 وزيراً للخارجية المغربية منذ عام 1999 وحتى عام 2007.

إسهامات واسعة

أصدر ابن عيسى عام 1976 كتاباً مشتركاً مع الشاعر والروائي المغربي الطاهر بن جلون، تحت عنوان “مسامات”. وتأكيداً لقيمته ومنجزه في الحقل الثقافي، فاز ابن عيسى عام 1998 بجائزة الأغا خان للعمارة الإسلامية تقديراً لإعادته تأهيل أصيلة، المدينة التي نقلها بجهوده الدؤوبة وتفانيه وإخلاصه العميق، من قرية صيد منسية وهادئة لتصبح بلدة مزدهرة ومعروفة في جميع أنحاء العالم كنموذج للتنمية الاجتماعية والاقتصادية من خلال الفن والثقافة.

وفي عام 2003، حصل على جائزة رجل السنة الثقافية من مؤسسة الفكر العربي في بيروت، وعلى جائزة الشيخ زايد للكتاب رجل السنة الثقافية في 2008، وهو عضو مؤسس والنائب الثاني لرئيس مجلس إدارة العلاقات العربية والدولية بالكويت.

الوزير الراحل رفقة الفنانة المصرية ليلى علوي خلال افتتاح ندوة عن أفريقيا والمهجر عام 2019 (منتدى أصيلة)

ونال الرجل في عام 2007 الدكتوراه الفخرية، شعبة القانون من جامعة مينيسوتا، ثم عام 2011 حصل على جائزة ملتقى الأقصر الدولي للفن التشكيلي، وجائزة شخصية العام الثقافية بمعرض الشارقة الدولي للكتاب. كما حصل، في نفس العام، على عضوية مجلس مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية.

خلال عام 2012، حصل على عضوية المجلس الاستشاري لمركز العلاقات الدولية والتنمية المستدامة خلال الدور 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وكان هذا المجلس مسؤولاً عن إعداد مشروع التقرير عن الأهداف الإنمائية للألفية، لا سيما التنمية المستدامة. كما حصل في 2014، على عضوية اللجنة العليا لملتقى القلم العربي – أبوظبي “مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية”.

الأب الروحي لـ”أصيلة”

يشتهر الراحل ابن عيسى بكونه الأب الروحي لـ”منتدى أصيلة” في المغرب، وعرف في الأوساط الثقافية بكونه من أطول المنتديات الثقافية وقتاً، إذ يستمر لما يقرب الشهر. وظل ابن عيسى حريصاً على حضور جميع أنشطته حتى ختامها، ويعقب على بعض ما يناقشه ضيوف المنتدى.

بعد شغله مناصب وزارية ومسؤولية دبلوماسية في عهد الملكين الحسن الثاني ومحمد السادس، حظي بمباركة ملكية لمشاريعه الثقافية والفنية في مدينته أصيلة، منذ زارها والتقاه، ملك البلاد وهو ولي للعهد.

على مدار العقود اشتهر ابن عيسى بعلاقات واسعة في قارة أفريقيا والمشرق العربي تحديداً، وسبق أن توجته جائزة الشيخ زايد للكتاب أفضل شخصية ثقافية في دورتها الثانية.

مثّل محمد بن عيسى شعلة نشاط ثقافية في أصيلة سنويا (المنتدى)

وكان في سنوات عيشه الأخيرة يتحدث كثيراً عن ضرورة مأسسة دعم “موسم أصيلة الثقافي” لضمان استمراره وكي تستمر الحياة الثقافية في المدينة التي تحمل حدائقها أسماء كبار المثقفين والشعراء.

آمن ابن عيسى بأن الجمع بين الثقافة والسياسة ليس شيئاً سيئاً ضارباً المثل في ذلك بتجارب كثيرة عبر العالم. ودائماً ما كان يردد أن المثقفين حين يزاولون السياسة يفعلون ذلك بنوع من الترفع الفكري والخيال والإبداع وليس “السياسة السياسوية” التي تروم الوصول إلى منصب أو إدراك مكانة، ما دام أنهم يمارسون السياسة كجزء من العمل الثقافي.

المزيد عن: المغربأميركامصرمحمد بن عيسىمنتدى أصيلةالمغاربة

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili