بأقلامهمعربي محمد أبي سمرا: السفير الأوكراني لـ”المدن”: أوكرانيا تحرّر العالم من البوتينية by admin 14 مارس، 2022 written by admin 14 مارس، 2022 31 وتحدّث السفير عن ميخائيل نعيمة الذي لا يعلم اللبنانيون أنه أقام وتعلّم في مدينة أوكرانيّة نحو سنواتٍ ستة، قبل أن يغادرها إلى موسكو. المدن – بيروت \ محمد أبي سمرا – كاتب وصحافي لبناني بعد نحو ساعتين من لقائنا سفير أوكرانيا في لبنان، أيهور أوستاش، في مقر سفارة بلاده على رابية من روابي بعبدا، لإطلاعنا على أحوال أوكرانيا وحرب روسيا البوتينية عليها، وعلى فصولٍ من علاقتها التاريخية المأساوية بروسيا القيصرية والسوفياتية، رغب السفير في أن يختم حديثه بإطلاعنا على الوجه الثقافي من تلك المأساة. فأحضر كتبًا وموسوعات فنية ونسخةً فخمة من إنجيل تكفَّل بترجمته إلى العربية وطباعته قائدٌ عسكري أوكراني في مطلع القرن الثامن عشر، ليُبيّن لنا أن أعلامًا كُثُرًا في ثقافة بلاده استولت عليهم روسيا، وألحقتهم بثقافتها، بينما هم في الحقيقة أوكرانيون أصلًا وفصلًا، وأمضوا حياتهم وقضوا يقاومون السيطرة والعسف الروسيّين. وبين الكتب التي أطلعنا عليها السفير كتاب له عن رقص التانغو في بلاده أوكرانيا. بين لبنان وأوكرانيا وفي قاعة جانبية من السفارة، كان لافتًا مشهد بعضٍ قليل من رزم مواد تنظيف وحفاضات أطفال وفوط ورقية وعربات معوّقين، تبرّع بها لبنانيون للشعب الأوكراني في محنته الراهنة، رغم المحنة الاقتصادية العاصفة اليوم بلبنان، الذي يعيش شطرٌ واسعٌ من أهله على المساعدات الإنسانية، الأهلية والقرابية منها والدولية، شأن أوكرانيا التي هبَّ الغرب لمساعدتها عسكريًا وإنسانيًا لمجابهة الغزو الروسي. وفي فصل من حديثه، قارن السفير أوستاش بين ميل الشعبين الأوكراني واللبناني إلى الحرية وطلبها، ومقاومة الهيمنة والاستيلاء والسيطرة والاحتلال. لكنه سرعان ما استدرك ليميّز بين وحدة الشعب الأوكراني في مقاوماته المتتالية على السيطرة الروسية القيصرية والسوفياتية والغزو البوتيني العسكري، وبين الشعب اللبناني المنقسم في ولاءاته جماعاتٍ أهلية وعائلية وطائفية، تقتني السلاح في بيوتها، وتشهره طلبًا للحرية ولمقاومة المعتدين عليها. لكن هذا لم يمنعها في أوقاتٍ ومحطاتٍ مشهودة من أن تهبَّ موحّدةً للدفاع عن حريتها واستقلالها الوطني، كما حدث في سنة 2005، ثم في 2019. وليشرح السفير فهمه طبيعة الشعب اللبناني، استعادَ مشهدًا أبصره في بدايات عمله وإقامته في لبنان، فاستغربه واستغلق عليه تفسيره: أثناء جلوسه وزوجته منفردين إلى طاولة في مطعم، كانت تتحلّق حول طاولات المطعم جموعٌ من لبنانيين، تضم بعضها بين 30 و40 شخصًا، فعلم لاحقًا أنهم عائلات وأقارب من أجيالٍ عدة، وأن الاجتماع على هذا النحو من عادات اللبنانيين، في مناسبةٍ أو بدونها. واستنتج من ذلك المشهد أن الروابط العائلية والبلدية والقرابية في لبنان أقوى وأمتن من الروابط الأخرى، ومنها الرابطة الوطنية. مآسي أوكرانيا وروسيا وفي سياق آخر من حديثه ذكر السفير أوستاش -على نحوٍ قد ينطوي على شعور مأساوي- أن الغزو والحرب البوتينيّين اليوم على أوكرانيا، وحّدا شعبها في مقاومته سحقَه ومحوَه مجددًا مع دولته الحرة المستقلة من الوجود. ويرفض السفير تسمية هذين الغزو والحرب روسيّين، لأن الشعب الروسي يرفضهما، ولا يعلم عنهما أصلًا سوى ما أشاعته وتشيعه البروبغندا البوتينية: “عملية خاصة ضد النازيين الجدد والقوميين المتطرّفين الأوكرانيين، في الدونباس الروسية”. أما الروس الذين على دراية بسياسات بوتين الديكتاتورية في بلدهم وفي البلدان المجاورة له، ويسمّون ما يقوم به الديكتاتور الجديد في أوكرانيا، غزوًا وحربًا، فقد أصدر بوتين قانونًا يجرّمهم ويعرّضهم للاعتقال والسجن 15 سنة. وفرَّ منذ بدايات الحرب البوتينية على أوكرانيا، عشرات، بل مئات الصحافيين والكتّاب والفنانين الروس إلى اسطنبول وعواصم أوروبية، قبل مطاردتهم وإقفال صحفهم ومنابرهم الإعلامية، فيما اعتُقل ألوف من الروس تظاهروا ضد الحرب، ومنهم اعتُقلوا فجأة في الشوارع، بعد اطّلاع رجال الأمن والاستخبارات البوتينية على رسائل في هواتفهم المحمولة، تسمّي ما يحدث في أوكرانيا حربًا، وليس عملية خاصة، أي عديم التسمية. وقبل أيام كتب السفير الأوكراني مقالةً في صحيفة “النهار” البيروتية، عنوانها: لماذا شنّ بوتين روسيا حربه على أوكرانيا؟ فشرح في المقالة للرأي العام اللبناني أن الحرب الدائرة في بلاده، ليست حربًا دفاعيّة روسيّة في وجه أميركا والنّاتو، وكأن أوكرانيا التي تدور الحرب فيها غير موجودة ولا شعبها المقاوم بجيشه ومدنيّيه القتلى موجودًا، على ما تدّعي البروبغندا البوتينية. والحقيقة الساطعة لا لبس فيها والعالم كله يعرفها: هذه الحرب حلقة جديدة من حلقات حروب بوتين على الشعب والدولة الأوكرانيين المستقلين والديمقراطيين، بعد مخاضاتٍ عسيرة وانتفاضات وثورات منذ انهيار الإمبراطورية السوفياتية الشمولية، ومنها تلك التي قامت في 2004، ثم في 2014. وذلك لأن شعب أوكرانيا أوروبي جغرافيًا وتاريخيًا، وأراد أن يكون حرًّا في انضمام دولته الديمقراطية إلى الاتحاد الأوروبي، بعدما جعل أوكرانيا اقتسامُ العالم عقب الحرب العالمية الثانية، جزءًا من الاتحاد السوفياتي الذي انهارت إمبراطوريته في نهاية ثمانينات القرن العشرين. وفي نهاية الحرب العالمية الأولى نشأت جمهورية أوكرانيا الشعبية سنة 1918، فاستمرت 3 سنوات، قبل أن يعيدها نظام الحزب الواحد البلشفي بالقوة إلى السيطرة الروسية. أما التوتاليتارية الستالينية، فقتلت جوعًا وتشريدًا من الأوكرانيين في البرّ السيبيري الجليدي ما بين 7 و10 ملايين نسمة، إضافة إلى محوها الثقافة الأوكرانية في الثلاثينات. وهذا يرقى إلى إبادة جماعية منهجية. ومشاركة الأوكرانيين الواسعة والأساسية في الحرب العالمية الثانية ضد التوسُّع النازي، عمل بوتين على محوها، بعدما نصّب نفسه مؤرّخًا، ونسب الانتصار على النازية إلى روسيا وحدها، معتبرًا أن أوكرانيا وشعبها، وسائر شعوب الإمبراطورية السوفياتية، لا وجود لها في التاريخ كله، إلا بصفتها روسيّة وتابعة للسلطان الروسي المتجدد. أما بعد زوال إمبراطورية الستار الحديدي، وبداية تحرّر روسيا الداخلي منها في عهد يلتسن المضطرب، ومحاولات إنشاء نظام ديموقراطي روسي، فكان يلتسن يقول: كيف أساعد أوكرانيا؟ لكن بوتين أعاد روسيا إلى الوراء عما كانت عليه في عهد يلتسن المضطرب، فيما كان الأوكرانيون يأملون أن تسير إلى الأمام على طريق الحرية الديموقراطية. والدليل على ذلك أن بوتين يحكم روسيا حكم المستبدّ الفرد والأوحد منذ 22 سنة، فيما تعاقب على حكم أوكرانيا 6 رؤساء بناءً على انتخابات ديموقراطية. وهذا يمقته بوتين في بلده وفي البلدان المجاورة التي يريد أن يستنسخ فيها أنظمة على صورة نظامه ومثاله، إن لم يكن بالحرب، فبأنظمة المخابرات والكذب والتضليل الإعلامي. توابيت الزنك الروسية ويرى السفير إيهور أوستاش أن هدف بوتين من حربه على أوكرانيا، هو تثبيت حكمه الديكتاتوري في روسيا، بإقناعه شعبها بأنه مهدّدٌ من الخارج، وعليه رد التهديد عليه بحروبٍ إقليمية خارجية. وهذا مبدأ مجرّب وفاعل في إرساء أنظمة الاستبداد الديكتاتورية التي يتصدّرها حاكمٌ أو قائد فرد، متخم بأناه وعظمته، ويدوم حكمه طوال حياته، بلا حسيب ولا رقيب. وبوتين افتعل مشكلة الدونباس ليقول للشعب الروسي إن أوكرانيا تهدّده، وهو حارب ويحارب في سوريا ليقول لأميركا إنه قوّة دولية وعليها أن تفاوضه. وها هو يفعل في ماريوبول الأوكرانية ما فعله في حلب السورية. ففي ماريوبول قتل 1300 مواطن مدني في أسبوعين. وشاهد العالم كله صور الأوكرانيين في المدينة يدفنون قتلاهم في مقابر جماعية. والشعب الأوكراني اليوم شأنه شأن الشعب السوري، في خوضهما حرب تقرير المصير. وإضعافُ بوتين في أوكرانيا يعني إضعافه في سوريا التي جنّد منها 20 ألف مقاتل، أسوة بالشيشانيين الذين دمّر مدنهم وأحرقها كما فعل في المدن السورية. وها هو بوتين اليوم يستعمل السوريين والشيشان لقتال الشعب الأوكراني. وذلك لخشيته من أن يرتدّ عليه داخليًا في روسيا تكاثرُ عدد قتلى الجيش الروسي في أوكرانيا. فـ”فتيان الزنك”-عنوان رواية سفيتلانا أليكسييفيتش البلاروسية وصاحبة نوبل للآداب 2015- أي قتلى الجيش السوفياتي (12 ألف جندي) العائدة جثامينهم من أفغانستان إلى ديار روسيا السوفياتية في توابيت من معدن الزنك، يعلم بوتين أنهم أسسوا لانهيار إمبراطورية الستار الحديدي، عندما كان ضابطًا في جهاز استخباراتها الـ KGB. والأرجح أنه شديد القلق اليوم على نظامه وحكمه من أعداد قتلى الجيش الروسي في أوكرانيا: 12 ألف قتيل وألفا أسير في أقل من أسبوعين، فيما تكبّد الجيش السوفياتي العدد نفسه من القتلى في أفغانستان طوال سنوات عشر. أضف إلى هذا العقوبات الاقتصادية والمالية العالمية المفروضة اليوم على روسيا. وسوف يكون الوضع أشدّ مضاضة على بوتين والشعب الروسي الذي لا بد أن يقوم على ديكتاتوره، حين يتضاعف عدد قتلى جيشه الذي لا رغبة ولا هدف لديه في قتاله بأوكرانيا، وقد لا يعلم في أي أرضٍ يقاتل. وهذا على خلاف الشعب الأوكراني الذي يقاتل على أرضه ودفاعًا عن بلده ومدنه في حرب تحريرٍ شعبية، ويحطم خرافة الجيش اللجب الذي لا يُقهر. والشعب الأوكراني الذي يقاتل اليوم دفاعًا عن بلاده وحرّيته، على قناعة بأن الناتو سوف يلتحق أو ينضم إلى أوكرانيا، وليست أوكرانيا هي التي تنضم إلى الناتو. فأوكرانيا أصلًا دولة حيادية، ولا رغبة لديها في الدخول إلى حلف الناتو. وها هي اليوم تمنح العالم فرصة جديدة للتحرّر من التسلُّط البوتيني. وقد يستغل الشعب الروسي هذه الفرصة وينتفض على الديكتاتورية البوتينية الخانقة. لذا نحن ممتنّون من بوتين لتوحيده الشعب الأوكراني توحيدًا كاملًا. فحتى الناطقون باللغة الروسية من الأوكرانيين ينخرطون في الحرب ضد الغزو البوتيني. وفي كل يوم يخرج إلى شوارع المدن التي احتلّها الجيش الروسي متظاهرون ضد الاحتلال. وها نحن اليوم أقوى ممّا كنا عليه قبل الاحتلال. انبعاث الوطنيات الخائفة من البوتينية وقال السفير إيهور أوستاش إنه تلقى رسائل من لبنانيين وسواهم من الراغبين في القتال دفاعًا عن حرية الشعب الأوكراني. لكنه سرعان ما علم أن وسائل إعلامية اتبعت البروبغندا الشائعة وراحت تروّج أكاذيب عن قتال داعش في أوكرانيا التي عاد إليها نحو 170 ألف مواطن أوكراني منتشرين خارجها، للمشاركة في الدفاع عن بلادهم. وهناك أيضًا متطوّعون من دول الجوار الأوكراني الخائفة على بلدانها من التهديد والتوسُّع البوتينيين. فما بدأه بوتين في أوكرانيا لديه رغبة في استكماله في لاتفيا وسواها من البلدان التي لديها تجاربها المريرة معه، شأن جورجيا. وحتى من بلاروسيا هناك متطوّعون وأُنشِئت كتيبة خاصة بهم في أوكرانيا. وليست الوطنية الأوكرانية وحدها يشتد عضدها اليوم، بل إن بلدان أوروبا الشرقية والوسطى تستفيق وطنياتها خوفًا من التهديد البوتيني الذي اجتاح أوكرانيا. واستكمالًا منه لتوقّعه انبعاث الوطنيات الخائفة من التوسُّع العسكري البوتيني، انتقل السفير الأوكراني إلى الحديث عن الثقافة الأوكرانية التي استولت عليها وصادرتها الهيمنة السلطانية الروسية المتعسّفة. فشطرٌ من الاستشراق الروسي أوكرانيٌ في أعلامه ونتاجه. لذا جاء بموسوعتين عن الفن التشكيلي وفن التطريز الأوكراني، وقال إنهما من معروضات الجناح الأوكراني في معرض الكتاب العربي الدولي في بيروت. وروى السفير أوستاش قصة القائد الروماني إيفان مازيبا مع بطريركية إنطاكيا وسائر المشرق، وتقديمه دعمًا إلى البطريرك الإنطاكي أثاناسيوس الثالث دباس بمبلغ 6 آلاف ذهبية. وقام البطريرك دباس بطباعة إنجيل باللغة العربية من الأموال التي قدمها له القائد مازيا. وفي إحدى نسخ الإنجيل التي طبعها البطريرك خصيصًا على شرف القائد مازيا، كتب مقدمة تعبّر عن الشكر والامتنان للقائد مازيبا لتقديمه الدعم إلى المسيحيين في الشرق. والإنجيل هو الأول المترجم إلى العربية، وقام بطباعته عبدالله زاخر في مطبعة حلب في العام 1708. وزاخر بعد مغادرته حلب الى لبنان، أسس مطبعة في الخنشارة بلبنان. أما القائد إيفان مازيبا فقد توفي في العام 1709. وكان قد خسر معركة عسكرية ضد بطرس الأكبر الروسي وقعت قرب بولتافا سنة 1708 وتحدّث السفير عن ميخائيل نعيمة الذي لا يعلم اللبنانيون أنه أقام وتعلّم في مدينة أوكرانيّة نحو سنواتٍ ستة، قبل أن يغادرها إلى موسكو. وشاء السفير أن نلتقط صورة فوتوغرافية في حديقة السفارة الخارجية، إلى جانب نصب للشاعر الأوكراني تارس شيفتشينكو (1814- 1861)، ولوحة رخامية مدوّنةٌ عليها بالعربية قصيدة له من ترجمة ميخائيل نعيمة. عنوان القصيدة “الميثاق”، ويقول مطلعها: “عندما يدركني الموت/ألحدوني وسط سهب فسيح/من سهوب أوكرانيا الحبيبة/ وليكن لحدي على هضبة/تطل على هضاب كثيرة/(…) وأسمع منها هدير ذلك الهدّار الجبّار/ وأبصرُ كيف يحمل إلى البحر/ دماءَ أعداء أوكرانيا/ (…) وبوثبةٍ واحدة أدركُ عرش الله/ لأرفع صلاتي/ألحدوني ثم هبُّوا/وحطّموا الأصفاد/ بدماء الأعداء البغيضة/(…) ثم لا تنسوا أن تذكروني/بكلمة طيّبة/في أسرّتكم الجديدة العظيمة/أسرّة الحرية”. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post وليد الحسيني: الانتخابات النيابية..اَقيموا القداديس next post جهاد الزين : “مش معقول” هذا الصمت الغربي You may also like شيرين عبادي تكتب عن: السعودية وإيران من وجهة... 26 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: لبنان… و«اليوم التالي» 26 نوفمبر، 2024 ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024