ماذا وراء وفاة لاعب كرة القدم المصري أحمد رفعت؟

الطبيب المعالج يكشف عن الساعات الأخيرة من حياة نجم الزمالك السابق والطب النفسي يفسر الأسباب

اندبندنت عربية / عبد الحفيظ طارق

أصيب الوسط الكروي المصري بصدمة مفجعة في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، بعد تلقيه خبر وفاة لاعب مودرن سبورت أحمد رفعت إثر تدهور حاله الصحية على مستوى القلب، إذ وافته المنية عن عمر يناهز 31 سنة، وذلك بعد سقوطه منذ أسابيع على إستاد الإسكندرية أثناء مباراة فريقه أمام الاتحاد السكندري.

وسقط أحمد رفعت على أرض إستاد الإسكندرية في الـ11 من مارس (آذار) الماضي مغشياً عليه بسبب أزمة قلبية حادة تعرض لها، نقل على أثرها إلى أقرب مستشفى من أجل خضوعه إلى الإسعافات لإنقاذ حياته آنذاك، وذلك بسبب عدم توافر جهاز الصدمات الكهربائية داخل الملعب وقتها.

وتعرض رفعت للصدمات الكهربائية داخل المستشفى بعد الواقعة لمدة تراوح ما بين 60 و90 دقيقة من أجل العمل على انتظام ضربات القلب من أجل استعادة اللاعب وعيه مرة أخرى، واسترد اللاعب بعد ذلك ضربات قلبه المنتظمة ليوضع على أجهزة التنفس الصناعي من أجل الحفاظ على معدلات جسده الحيوية وتأهيله عن طريق الأطباء لاسترداد وعيه كاملاً.

وكشف أطباء رفعت عقب الواقعة عن أنهم أصروا على إعطائه أدوية “المنوم” والمهدئات للحفاظ على تحسن حاله خوفاً من إيذاء نفسه ونزع جهاز التنفس الصناعي في حال استرداد وعيه.

واستمر رفعت داخل المستشفى لفترة ليست بقليلة للتأكد من تحسن حاله، حتى نقل إلى منزله مع وجود جهاز خاص بتنظيم ضربات القلب والحفاظ على عمله، ونقل بعض المعدلات الحيوية للأطباء، والحرص على وضع اللاعب عليه لفترة معينة يومياً.

ما سبب الأزمة القلبية؟

خرج أحمد رفعت في لقاء تلفزيوني عبر فضائية “أم بي سي مصر 2” في أول ظهور له عقب الأزمة الصحية ليروي ما تعرض له خلال الفترة الماضية، ليكشف عن تفاصيل حاله ويطمئن الجماهير على تحسنها كثيراً، بعد خضوعه إلى عمليتي قسطرة في القلب لمعالجة الأضرار التي لحقت به بسبب الواقعة، ووضع له الطبيب المعالج برنامجاً تأهيلياً من أجل استعادة لياقته الطبية كاملة خلال الفترة المقبلة.

وكشف رفعت خلال تصريحاته التلفزيونية عن سبب ما تعرض له، وقال “عندما استفقت بصورة كاملة، بحثت عن سبب ما تعرضت له، ورويت كل ما حدث في الأشهر التي سبقت الحادثة، أخبرني الطبيب النفسي وطبيب القلب أن حدثاً معيناً هو ما تسبب في ذلك، وأنه ضغط نفسي شديد تعرضت له هو الذي أدى إلى هذه الأزمة الصحية”.

وأضاف رفعت عن سبب الضغط النفسي “تعرضت لضغوط كبيرة من شخص أو اثنين مسؤولين عن الكرة وفي الدولة، ولكن لن أكشف عن تفاصيل ذلك حالياً وسأتحدث في الوقت المناسب ليعرف الجميع التفاصيل، والطبيب أخبرني عندما علم بهذه الأحداث أنه السبب الأول في ما حدث لي”.

وبعد وفاة اللاعب خرجت بعض الأصوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالكشف عن المتسبب في ذلك، وطالبت الثنائي وكيل اللاعب نادر شوقي والمدير التنفيذي لنادي مودرن سبورت هيثم عرابي بكشف الأسماء المتورطة في ذلك، إذ قال اللاعب خلال حديثه “الثنائي يعرف التفاصيل إلى جانب الطبيب الخاص بي”.

وعلق نادر شوقي عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “إكس” عقب مراسم دفن اللاعب أحمد رفعت، قائلاً “حقه جاي جاي”، مشيراً إلى معرفته بالأسباب التي تسببت في تدهور حال اللاعب خلال الأشهر الماضية.

سبب الوفاة

في الساعات الأولى من صباح اليوم، أعلن نادي مودرن سبورت وفاة اللاعب بعد تدهور حاله خلال وجوده في منزله، ونقله للمستشفى ولكن بعد الإنعاش القلبي الذي استمر لمدة ساعة و45 دقيقة، لم يستجب النبض مرة أخرى ليتأكد الأطباء من وفاته.

وقال الطبيب المعالج لأحمد رفعت واستشاري القلب والقسطرة أحمد أشرف عيسى في تصريحات لـ”اندبندنت عربية”، إنه تلقى اتصالاً من شقيق اللاعب فجراً قبل نقله إلى المستشفى ولكن بعد الوصول وخضوعه للإنعاش القلبي لم يستجب، على رغم أنه كان هناك تحسن ملحوظ في كفاءة قلب أحمد رفعت خلال الأيام الماضية، وأيضاً تحسن النشاط البدني للاعب وكان يحضر البرنامج التأهيلي ليسترد عافيته كاملة خلال الأشهر المقبلة.

وأضاف الطبيب “اللاعب خضع بصورة دورية لجلسات عن طريق جهاز يتم تركيبه على الصدر، يبرز لنا كل الوظائف الحيوية، وأهمها رسم ضربات القلب وانتظامها”.

رأي الطب النفسي

في ظهور أحمد رفعت في اللقاء التلفزيوني الأخير قبل وفاته طغى عليه الضغط النفسي بصورة واضحة، وخلال تصريحاته أكد أنه تعرض لذلك فترة طويلة وهو ما تسبب في تدهور حاله الصحية.

وعلق استشاري الطب النفسي محمد الحديدي لـ”اندبندنت عربية” على حال أحمد رفعت وإمكانية أن تؤدي الضغوط النفسية التي لحقت به إلى الوفاة أم لا.

وقال الحديدي خلال تصريحاته “الضغط النفسي ينقسم إلى نوعين، الأول وهو ضغط نفسي حاد وهو ما يظهر على الشخص في وقت الأزمة نفسه، والثاني هو ضغط نفسي مزمن يتعرض له المريض على فترات طويلة”.

وأضاف الحديدي “عندما يتعرض الشخص للضغط النفسي الحاد يفرز الجسم مادة الأدرينالين من أجل الحفاظ على الجسم وأجهزته الحيوية، أما المزمن وقتها الجسم يفرز مادة الكورتيزون وهي ما تعرض الجسم لبعض الأمراض مثل السكري وضغط الدم، وإذا كان الجسم يعاني هذه الأمراض، وقتها يتسبب الضغط في تفاقمها بصورة كبيرة وتعرض الشخص لأضرار أكبر”.

وعن رأيه في حال الراحل أحمد رفعت، قال الحديدي “في اعتقادي أن اللاعب تعرض للنوعين من الضغط، فهو تعرض لضغوط لفترة طويلة حسب تصريحاته، إضافة إلى وجود ضغط عليه بعدم الحديث عن سبب الأزمة الصحية التي لحقت به، وهذا يؤدي إلى أمراض واضطراب صحي كبير”.

المزيد عن: الكرة المصريةالاتحاد المصري لكرة القدمأحمد رفعتوفاة أحمد رفعتالدوري المصريالأهليالزمالكمودرن سبورت