ترمب بين مناصريه خلال التجمع الانتخابي بولاية أوهايو، في 16 مارس الحالي (أ ف ب) عرب وعالم ماذا أراد ترمب بتحذيره من حمام دم إذا خسر الانتخابات؟ by admin 21 مارس، 2024 written by admin 21 مارس، 2024 140 المعنى الكامن لا يزال مجهولاً لكن البعض اعتبر السياق نذير شؤم اندبندنت عربية / طارق الشامي صحافي متخصص في الشؤون الأميركية والعربية @tarek21shamy لا يزال الضجيج والارتباك والغضب مثاراً بقوة في الولايات المتحدة إثر تعليقات دونالد ترمب التي أدلى بها في ولاية أوهايو، السبت الماضي، والتي حذر فيها من حمام دم إذا خسر الانتخابات الرئاسية المقبلة، فقد وجدتها حملة الرئيس بايدن وكثير من وسائل الإعلام الليبرالية فرصة للهجوم على الرئيس السابق، فيما عبر ترمب عن سخطه وغضبه من العاصفة النارية التي وجهت ضده مبرراً تعليقه بأنه يرتبط بالآثار الاقتصادية على صناعة السيارات الأميركية، فما حقيقة ومغزى هذه التعليقات، ولماذا تثير كل هذه الضجة، وكيف تؤثر في مستقبل الصراع الانتخابي؟ لماذا يهم؟ فيما حصل ترمب خلال الانتخابات التمهيدية على ما يكفي من أعداد المندوبين الذين سيصوتون له في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في يوليو (تموز) المقبل ليصبح مرشح الحزب الرسمي للرئاسة بفضل دعم المحافظين، فإن قدرة الرئيس السابق على إقناع مجموعة أوسع من الناخبين بأنه قادر على قيادة الولايات المتحدة مرة أخرى هي مسألة أخرى، ولهذا ستكون كل كلمة ينطق بها ترمب من الآن وحتى يوم الانتخابات في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل محل تمحيص وتدقيق وجدل. وما يزيد من أهمية كلماته أنه ما زال ينكر خسارته انتخابات 2020 ويواجه اتهامات بالتدخل في نتائج الانتخابات ويقنع مؤيديه بأن خسارته في الانتخابات ومعاركه القانونية هي جزء من مؤامرة يحيكها القادة في واشنطن وأماكن أخرى لقمع نفوذه، كما أعلن العام الماضي، أنه لن يلتزم بقبول نتائج انتخابات 2024، ولهذا تصبح تعليقاته في هذا السياق محل اهتمام كبير بخاصة من خصومه والإعلام الليبرالي الذين يحلو لهم وصف رئاسة ترمب بأنها تهديد للديمقراطية ويجدون في هذه التعليقات مادة خصبة لإثارة الجدل وسط معركة انتخابية هي الأشرس منذ عقود بعدما تحدد طرفاها في وقت مبكر عن أي موسم انتخابي آخر. ماذا حدث؟ وفي هذا الإطار كان حديث ترمب في أوهايو، السبت الماضي، سبباً لتفجير الجدل من جديد وإثارة الارتباك خلال سعي الطرفين المتنافسين على جذب الناخبين المستقلين والمترددين، فقد أوضح المرشح الجمهوري المفترض خططه لوضع رسوم جمركية باهظة على السيارات الصينية المصنعة في المكسيك والمستوردة إلى الولايات المتحدة، متعهداً وضع تعرفة بنسبة 100 في المئة على كل سيارة يتم استيرادها إذا انتُخب، ثم قال “الآن، إذا لم يتم انتخابي، سيكون ذلك حمام دم للجميع، سيكون هذا أقل ما في الأمر، سيكون حمام دم للبلاد، هذا أقل ما يمكن”. وسرعان ما انتقد معارضوه استخدامه تعبير “حمام الدم”، إذ انتقدت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي تصريحاته وعبرت عن مخاوفها حول ما تعنيه هذه الكلمات للبلاد، وأصدرت حملة بايدن-هاريس بياناً، زعمت فيه أن ترمب يضاعف من تهديداته بالعنف السياسي وأنه يريد “6 يناير” آخر في إشارة إلى اقتحام أنصار ترمب مبنى الكابيتول في عام 2021 لمنع التصديق على آخر خطوة للتثبيت فوز الرئيس المنتخب. لكن ترمب سخر من هذه الانتقادات. وقال في منشور على موقع تروث سوشيال “إن وسائل الإعلام والديمقراطيين تظاهروا بالصدمة من استخدامي لكلمة حمام دم، على رغم أنهم فهموا تماماً أنني كنت أشير ببساطة إلى الواردات التي سمح بها جو بايدن وتقتل صناعة السيارات”، مشيراً إلى أن “دفع بايدن لتفويض إنتاج السيارات الكهربائية، سيقضي قريباً على أي سيارات مصنوعة في الولايات المتحدة، إلا إذا تم انتخابي رئيساً، وفي هذه الحالة سيزدهر تصنيع السيارات بشكل لم يسبق له مثيل”. وقدم بعض حلفاء ترمب ومؤيديه من الجمهوريين ردوداً مماثلة تشير إلى أن الرئيس السابق كان يتحدث عن حمام دم لصناعة السيارات، وانتقدوا وسائل الإعلام التي اتهموها بتحريف تعبيرات الرئيس السابق ومحاولة تشويه صورته. حاكمة ولاية داكوتا الشمالية كريستي نويم متحدثةً خلال تجمع انتخابي دعماً لترمب في أوهايو (أ ف ب) ما المقصود؟ ومع ذلك، كان تسليط الضوء على ترمب فعالاً في تخويف قسم كبير من وسائل الإعلام والصحافة، حيث أجرت شبكة “سي أن أن” نقاشاً حول “ما كان يقصده”، معتبرة أن تصريحاته غامضة، فيما نشر موقع “بوليتيكو” عنواناً رئيساً يقول “متى لا يكون حمام الدم حمام دم؟”، ووضعت عديد من وسائل الإعلام في عناوينها حول تصريح ترمب عبارة “صناعة السيارات” مما أدى في الغالب إلى إضافة نوع من الارتباك. غير أن عديداً من وسائل الإعلام اعتبرت أن تصريحات ترمب تحمل مغزى خطراً، واستخدمت قناة “أن بي سي نيوز” عنواناً مجرداً من سياق صناعة السيارات، وهو أن “ترمب يقول إنه سيكون هناك حمام دم إذا خسر الانتخابات”، كما استخدمت شبكة “سي بي أس نيوز” عنواناً مماثلاً. وحتى صحيفة “نيويورك تايمز” قدمت عنواناً رئيساً أعطى مزيداً من السياق عبر الربط بين وصف ترمب بعض المهاجرين بأنهم “ليسوا بشراً” وتوقعه بأنه سيكون هناك “حمام دم” إذا خسر الانتخابات. المعنى الكامن من ناحية، يبدو الأمر غير واضح، فغالباً ما استخدم ترمب جملة وسطى غير ذات صلة بخطابه، ولهذا يتناسب تعليقه “بحمام الدم” مع هذا النمط الجدلي، حيث يتجول ترمب ويعود إلى المواضيع على هواه، وقد تحدث في هذا الخطاب على وجه التحديد عن “حمام دم للبلد بأكمله” وإذا كان تعليقه يشير إلى تأثير انهيار صناعة السيارات في الولايات المتحدة لو لم يتم انتخابه رئيساً، فيمكن القول إن توصيل هذه المشاعر كان غير واضح. وربما يمنح سياق المحادثة ترمب ومؤيديه، درجة من الإنكار المعقول لإبعاد المنتقدين، لكن المحامي جورج كونواي، أحد منتقدي الرئيس السابق، اعتبر على وسائل التواصل الاجتماعي أنه “سواء كان ترمب يشير إلى صناعة السيارات أم لا، فإن ما يهم هو استخدامه المستمر للغة مروعة وعنيفة بطريقة عشوائية نتيجة لما وصفه باعتلاله النفسي واستبداديته المرتبطة به”. وأضاف “أنها سمة كلاسيكية للاستبداديين، وهو يدمر كل شيء لإثارة مؤيديه وربطهم به، وجعلهم على استعداد لتنفيذ أوامره”. تأويل السياق وبالنظر إلى ميل وسائل الإعلام الليبرالية إلى مناصرة الديمقراطيين والرئيس بايدن فقد اعتبرت أنه يجب التعامل مع ترمب بعناية تفسيرية، مع إيلاء اهتمام خاص للفروق الدقيقة وتأويل السياق، واعتبرت أن التقليل من أهمية تعليق “حمام الدم” أو إعطاء صدقية لفكرة أنه كان من الممكن أن يكون استعارة، يتجاهل حقيقة أن ترمب كان، قبل دقائق فقط، يشيد بمن اقتحموا مبنى الكابيتول يوم السادس من يناير (كانون الثاني) 2021 الذين هاجموا رجال الشرطة وحاولوا قتل نائبه مايك بنس بحسب وصفهم. وعلى سبيل المثال أشار موقع “أكسيوس”، إلى أن الحفل الذي استضاف ترمب بدأ بمذيع يقول للجمهور: “من فضلكم انهضوا من أجل رهائن السادس من يناير الذين تمت معاملتهم بشكل فظيع وغير عادل”، ثم أشار ترمب إلى المتهمين في السادس من يناير بأنهم “أشخاص رائعون” و”رهائن” سيساعدهم حال انتخابه. وأوضح الموقع أيضاً أن خطاب ترمب كان مليئاً بالإهانات والألفاظ البذيئة والخطاب اللاإنساني تجاه المهاجرين الذين اعتبر أنهم ليسوا بشراً، إلى جانب تعليقاته السابقة التي قال فيها إن “المهاجرين يسممون دماء بلادنا”، مما اعتبرها الموقع سياسة تهدف إلى الإقصاء وتعكس التعصب. ولهذا لا ينظر هؤلاء إلى عبارة “حمام الدم” بمعزل عن غيرها، بل كعنصر آخر في “مزيج ترمب السياسي”، وأنه قد يكون من المبرر قبول “تفسير خيري” يرى أن “حمام الدم” مجرد استعارة اقتصادية، لكن في سياق خطاب ترمب برمته، فإن استعارة “حمام الدم” تتخذ نبرة أكثر شؤماً. ومن المثير للدهشة أن السيناتور الجمهوري بيل كاسيدي قدم تفسيراً متوازناً، حيث قال في برنامج لقاء مع الصحافة على قناة “أن بي سي”، إنه “يمكنك النظر إلى تعريف حمام الدم على أنه بمثابة كارثة اقتصادية، وإذا كان يتحدث عن صناعة السيارات، بخاصة في ولاية أوهايو، فيمكنك أن تأخذ الأمر في سياق أكثر قليلاً”. ومع ذلك اعتبر كاسيدي أن “النغمة العامة للخطاب هي السبب وراء استمرار عديد من الأميركيين في التساؤل عما إذا كان ينبغي أن يكون الرئيس ترمب رئيساً”. وتشير تصريحات كاسيدي إلى أنه حتى بين المسؤولين الجمهوريين المنتخبين وهي الطبقة التي لديها كل الأسباب التي تجعلها ترغب في الظهور كموالين لترمب، فإن خطاب الرئيس السابق مثير لقلق بعضهم. معركة طويلة وعلى رغم من تداعيات تصريح ترمب، فإن القادم سيكون على الأرجح أكثر سخونة في إطار حملة انتخابية طويلة من المؤكد أنها ستحمل كثيراً من المفاجآت وتبادل الاتهامات والخروج عن المألوف، إذ أطلق ترمب مراراً ادعاءات بأن بايدن فاسد، عبر خط الهجوم الذي اتبعه الحزب الجمهوري من خلال استجوابه لنجل الرئيس هانتر بايدن، وجمعياته المالية والتجارية في الخارج، كما صرح ترمب سابقاً بأن بايدن والبلطجية غير الأسوياء والماركسيين التابعين له حاولوا تدمير الديمقراطية الأميركية. في المقابل، لا يتوانى الرئيس جو بايدن عن انتقاد ترمب وسياساته، ويشكك في نزاهة خصمه ويصفه بأنه أخطر تهديد للديمقراطية الأميركية منذ الحرب الأهلية وأنه يردد الأكاذيب باستمرار. ماذا بعد؟ ومع تصوير كل من ترمب وبايدن للآخر بأنه خطر على أميركا، من المتوقع أن تستمر الصحافة في قرع الطبول بشكل ثابت من قصص بايدن العجوز إلى تغطية عنف ترمب، مع إجراء مزيد من استطلاعات الرأي لسؤال الناخبين عما إذا كانوا يعتقدون أنه من المقبول أن يطلق ترمب أو بايدن هذه التعبيرات وتلك التهديدات. ومن المرجح إلى حد بعيد أن يسعى كل طرف إلى استمالة وسائل الإعلام لصالحه وتشجيع الناخبين للاستماع إلى الطرف الآخر وتقييم مواقفه، وبطبيعة الحال، لن يكون تضخيم كلمات ترمب فعالاً إلا إذا واجه منافساً يقدم بديلاً أكثر جاذبية، ففي عام 2016، فشلت هيلاري كلينتون في تقديم هذا البديل، وبعد أربع سنوات، نجح جو بايدن، رغم أن فوزه في المجمع الانتخابي كان بفارق هامشي، لكن بالنسبة لعام 2024، يظل السؤال مفتوحاً حول ما إذا كان بايدن أو ترمب قادرين على تقديم رؤية مناهضة تنشط الناخبين. المزيد عن: دونالد ترمبالولايات المتحدةجو بايدنالانتخابات الرئاسية الأميركية 2024أوهايوحمام دم 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post تزايد انتشار السرطان بين متوسطي العمر لكن وفياته تنخفض next post طارق فهمي يكتب عن: حسابات نتنياهو السياسية والاستراتيجية قبل دخول رفح You may also like تقارير في تل أبيب: خطة جاهزة مع فريق... 17 نوفمبر، 2024 من مول استهداف ملحق سفارة أميركا لدى بيروت... 17 نوفمبر، 2024 كل الاسبوع: حربا غزة ولبنان في “قمة الرياض”... 17 نوفمبر، 2024 انتخابات بلدية “نادرة” في ليبيا منذ إطاحة القذافي 17 نوفمبر، 2024 هل تحاصر سوريا “حزب الله” والنفوذ الإيراني في... 16 نوفمبر، 2024 التهميش يدفع شباب “الفولان” الأفريقي إلى جماعات الإرهاب 16 نوفمبر، 2024 أميركا.. رسالة تطالب بالتحقيق في اتصالات إيلون ماسك... 16 نوفمبر، 2024 طيارون أميركيون يكشفون ما حدث ليلة هجوم إيران... 16 نوفمبر، 2024 بري لـ«الشرق الأوسط»: الورقة الأميركية لا تتضمن حرية... 16 نوفمبر، 2024 محكمة فرنسية تأمر بالإفراج عن الناشط اللبناني جورج... 16 نوفمبر، 2024