Uncategorized ما مصير الملكية بعد موت الملكة؟ إعادة تأسيس أم تفتت؟ by admin 14 سبتمبر، 2022 written by admin 14 سبتمبر، 2022 36 ماذا سيحدث لـ آل وندسور بعد إليزابيث؟ الزمن وحده كفيل بالإجابة عن هذا السؤال اندبندنت عربية \ ديفيد رينولدز ديفيد رينولدز أستاذ مادة التاريخ الدولي بجامعة كيمبريدج https://www.canadavoice.info/wp-content/uploads/2022/09/ما-مصير-الملكية-بعد-موت-الملكة؟-إعادة-تأسيس-أم-تفتت؟-اندبندن.mp4 كيف يمكننا تقييم مكانة الملكة إليزابيث الثانية في التاريخ؟ بالطبع يجب أن يعتمد الحكم الرشيد على مسار تطور آل وندسور. هل ستعيد الأسرة تأسيس نفسها كعائلة مالكة بعد حقبة إليزابيث، أم أن عهد إليزابيث سيكون نهاية حقبة آل وندسور؟ الزمن وحده سيكون كفيلاً بالإجابة، لكن هناك بالفعل أسباباً للاعتراف بمكانتها التي تتجاوز مجرد كونها موضوعاً لدردشة تاريخية موجزة. أحد الأسباب هو الصلابة الاستثنائية للنظام الملكي البريطاني في القرن الـ20، أطاحت الحرب العالمية الأولى السلالات الحاكمة الرئيسة في أوروبا، آل رومانوف في روسيا وهوهنزولرن في ألمانيا وهابسبورغ في النمسا، مع تمدد الثورة التي اندلعت في روسيا باتجاه الغرب. خشي قصر باكنغهام أن تكون الضحية التالية هم آل وندسور (استبدلت التسمية الألمانية لعائلة آل ساكس – كوبرغ وغوتا الحاكمة في عجالة عام 1917 عندما كانت لندن تتعرض للقصف من قاذفات غوتا الألمانية). أحد كبار رجال البلاط الملكي اللورد إيشر حذر قائلاً، “نحن نقف عند مفترق طرق… يجب أن يكون النظام الملكي وتكاليفه مبررين في المستقبل، في نظر البروليتاريا الجائعة التي مزقتها الحرب وتشكل أغلبية هائلة من قوة التصويت”. ومع ذلك لا تزال عائلة وندسور بيننا. في القرن الذي أعقب اندلاع الحرب العالمية الأولى كان قد مر على حكم بريطانيا في الواقع أربعة ملوك فقط، أحدهم هو إدوارد الثامن الذي تنازل عن العرش بعد أقل من عام من وصوله إليه. بدأ جد الملكة الراحلة جورج الخامس (الذي حكم في الفترة ما بين عامي 1910-1936) بناء جسور مع الديمقراطية الجديدة في بريطانيا، بخاصة من خلال البث الإذاعي السنوي بمناسبة أعياد الميلاد. أما والدها جورج السادس (استمرت فترة حكمه ما بين عامي 1936 و1952)، فقد نال الاحترام لتجاوزه مشكلة اضطراب الكلام المعروفة لديه، وأصبح رمزاً للأمة خلال الحرب العالمية الثانية. وشهدت إليزابيث الثانية ما تبقى من القرن الـ20 وتجاوزت بالنتيجة فترة حكم الملكة فيكتوريا التي وصلت إلى 63 عاماً وسبعة أشهر، لتصبح إليزابيث الحاكمة الأطول للبلاد. خلال فترة حكمها تعاقب على رئاسة الحكومة 15 رئيساً للوزراء، من ونستون تشرشل إلى ليز تراس، وشاهدت 14 رئيساً يدخلون البيت الأبيض في واشنطن. مساهمة النظام الملكي بخاصة الملكة إليزابيث في الحس البريطاني بالاستمرارية المؤسساتية والاستقرار وسط عالم دائم التغير هي أحد الأسباب الأساسية لبقائه. على كل حال وعلى القدر نفسه من الأهمية ضمنت الملكة أن آل وندسور يتطورون مع مرور الزمن وكيفت النظام الملكي مع عصر ديمقراطي، لم تكن هي نفسها متحمسة للتغيير بالفطرة نظراً إلى نشأتها كفتاة خجولة مطيعة مشبعة بإحساس متجذر بالتقاليد العائلية، ورغبة والدتها المهيمنة وذات الشخصية البارزة الشديدة بالتمسك بالماضي. لكن كان وراء هذا الدفع في الاتجاه المعاكس زوجها قوي الإرادة، وهو رجل يميل إلى التحديث بشكل غريزي ولديه رغبة في وضع بصمته الخاصة على النظام الملكي، ليس أقلها محاولة إعادة تسمية العائلة البريطانية المالكة بنسبه آل ماونتباتن. عام 1968 كان نقطة تحول تمثلت في تقاعد السكرتير الصحافي المخضرم للقصر ريتشارد كولفيل الذي أبقى وسائل الإعلام بعيدة من الأسرة المالكة. قال أحد العاملين في البلاط الملكي إنه كان أشبه “بضابط مناهض للصحافة”. عرف خليفة كولفيل ويليام هيزلتاين أن تبني هذا الموقف لم يعد ممكناً. قام الرجل بدعم من الأمير فيليب بالترتيب لصناعة الفيلم الوثائقي التلفزيوني “العائلة المالكة” عام 1969، الذي كان يهدف إلى الترويج لآل وندسور بين البريطانيين في فترة الستينيات. شاهد ما لا يقل عن ثلثي سكان بريطانيا تلك الحكاية التي تصور كواليس حياة الملكة لمدة عام. بدأ وثائقي “العائلة المالكة” المناورات الجادة المتبادلة بين النظام الملكي ووسائل الإعلام التي ثبت أنها سمة من سمات عهد إليزابيث الثانية، كان جوهر هذه العملية هو إعادة تشكل السلالة الحاكمة مع تغير الأجيال. حدث أول إنجاز كبير عام 1981 عندما تزوج الوريث البارز للعرش من امرأة شابة تصغره بـ13 سنة تقريباً، التي تحولت بعد ذلك إلى ما أطلق عليه أحد صحفيي “ذا صن” “فتاة الغلاف الأولى في العالم”. على المدى القصير نشط الملك تشارلز الثالث وديانا عهد الملكة، لكن علاقتهما كانت مختلة على الدوام، وسرعان ما تحول اغتراب ديانا عن القصر وشعورها بأنها ضحية إلى مادة دسمة للقيل والقال في الصحافة. أعقب حدث عام 1981 البارز ما سمته الملكة “السنة الرهيبة” عام 1992، وهو العام الذي تفكك فيه زواج ثلاثة أكبر أولادها [تشارلز، وآن، وأندرو]، كانت قلعة وندسور مكانها المفضل في زمن الحرب في حال غليان، وامتثلت الأسرة لمسألة دفع الضرائب بعد تمتعها بعهود طويلة من امتيازات ضريبية. بلغ اتساع الهوة بين الملكية والبلاد ذروته في عام 1997، عندما أساءت الملكة نفسها التعامل مع وفاة ديانا وصديقها في حادثة سيارة بباريس. بقيت في قلعة بالمورال والتزمت الصمت لمدة أسبوع تقريباً بدلاً من المشاركة في ما وصفه أحد رجال البلاط بأنه “عرض جماهيري للحزن الخاص”. فقط بعد عودتها إلى قصر باكنغهام ورؤية الحشود ورسائل المشيعين وبحر الزهور أدركت الملكة متأخرة التعلق العالمي بـ ديانا أميرة ويلز. لخصت ملحمة ديانا المعضلات الإعلامية للملكية التي تستغل وسائل الاتصال الحديثة وتخضع لاستغلالها. عند تأمل أحداث الماضي نجد من اللافت للنظر سرعة نسيان ديانا، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى حملة العلاقات العامة الذكية التي نظمها فريق الأمير تشارلز آنذاك. وقد مكنه ذلك من الزواج من عشيقته منذ فترة طويلة كاميلا باركر بولز في عام 2005، في مواجهة تذمر جماهيري لا يذكر. زواج ابن تشارلز الثالث الأكبر ويليام عام 2011 من كايت ميدلتون فتاة من عامة الشعب، قدم لوسائل الإعلام جيلاً جديداً من الرموز الملكية منسجماً مع القرن الـ21. التقى الزوجان في الجامعة وكانت علاقتهما “طبيعية” أكثر بكثير من الزيجات الملكية المرتبة في الماضي. فيما كان زواج الأمير هاري من ميغان ماركل عام 2018 لحظة مهمة أخرى، بما في ذلك حفل الزفاف الذي كان معاصراً حقاً. مع ذلك فإن الخطوة التي اتخذها الزوجان لاحقاً بالابتعاد عن الواجبات كعضوين رفيعين في العائلة المالكة أثارت مجدداً أحاديث كثيرة عن دور وسائل الإعلام المختلفة في هذا القرار، سلطت الضوء على أنه لا يزال هناك كثير من الأمور التي تحتاج إلى مراجعة في ما يتعلق بتطور العائلة المالكة. على كل حال تمكنت الملكة إليزابيث محتمية بدرع الاستمرارية [الملكية] من تعزيز الأسرة، أحياناً عن قصد وأحياناً على مضض، وعندما احتفلت باليوبيل الماسي في عام 2012 واجهت وسائل الإعلام صعوبة بالغة في العثور على أي جمهوريين متحمسين [للمطالبة بإنهاء الملكية]. كان هذا الإنجاز سيذهل اللورد إيشر إلى حد بعيد، فقد نجت الملكية البريطانية بل وتغلبت على عصر الديمقراطية الإعلامية. كان هذا إلى حد كبير بسبب الحضور الذي فرضته إليزابيث الثانية على المخيلة الوطنية. © The Independent المزيد عن: وفاة الملكة إليزابيث الثانيةا\لمملكة المتحدة\آل وندسور 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post السجن عامين لمدونة مغربية بتهمة “الإساءة إلى الدين” next post بوتين الجريح أخطر من القوي You may also like «نيويورك تايمز»: ماسك وسفير إيران لدى الأمم المتحدة... 15 نوفمبر، 2024 نتنياهو ينسف الاتفاق المرتقب لوقف حرب لبنان 2 نوفمبر، 2024 مهى سلطان تكتب عن: صناعة أسطورة جاكسون بولوك... 29 أكتوبر، 2024 العمليات الخارجية الإيرانية في أوروبا: العلاقة الإجرامية 23 أكتوبر، 2024 الذكاء الاصطناعي يذكر بما أحدثته الثورة الصناعية قبل... 21 أكتوبر، 2024 تقرير اندبندنت عربية / ميدان لبنان مشتعل وتل... 13 أكتوبر، 2024 عام من القتال غيّر خطاب “حماس” وتفكيرها السياسي 7 أكتوبر، 2024 ماذا تعني الكتابة في زمن الاضطراب الذاتي؟ 7 أكتوبر، 2024 هكذا خططت شبكة مقرها إيران لضرب هدف يهودي... 6 أكتوبر، 2024 فيلم “المادة”… الرعب الذي لم يحتمله الجمهور 4 أكتوبر، 2024