الإثنين, نوفمبر 25, 2024
الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Home » مؤنس الرزاز الروائي المتفرد بوجوديته الكئيبة وسخريته السوداء

مؤنس الرزاز الروائي المتفرد بوجوديته الكئيبة وسخريته السوداء

by admin

20 عاماً على رحيل أحد رواد الأدب الأردني والعربي الحديث

اندبندنت عربية \ عمر شبانة 

تشكل تجربة مؤنس الرزاز، المبدع والإنسان، واحدة من الحالات والتجارب الاستثنائية القليلة التي عرفتها الحياة الثقافية الأردنية خلال 100 عام من مسيرتها، فقد شهدت هذه المسيرة عدداً من القامات الثقافية، الإبداعية عموماً، بدءاً من مرحلة تأسيس “إمارة شرق الأردن” العام 1921، وعلى رأسها الأمير – الملك عبدالله الأول، وصولاً إلى اليوم، أي خلال 100عام وعام. وبدءاً من شاعر الأردن مصطفى وهبي التل (عرار)، وما كان يجسده من تجربة شعرية وسياسية، بين موالاة للأمير ومعارضة له. ثم مروراً بغالب هلسا الذي يعد أبرز الروائيين الأردنيين، في المنفى المتعدد الأماكن، القاهرة وبغداد وبيروت ودمشق، فهو لم يعد إلى بلده الأردن إلا في كفن، وله قصص تروى عن غربته حتى في رواياته المصرية، ثم العراقية في “ثلاثة وجوه لبغداد”، حيث لا تظهر “أردنيته إلا في قصصه الأولى، ثم في روايته الأشهر والأخطر بخصوص الأردن “سلطانة”.  ثم تيسير سبول صاحب الرواية الوحيدة “وأنت منذ اليوم” (وهو المنتحر الوحيد)، ثم الروائي صاحب التجربة الفريدة الياس فركوح، وصولاً إلى مؤنس الرزاز. ولكل منهم شخصيته وحكايته. لكننا نبقى مع مؤنس وأحواله ومقاماته وتناقضاته التي توضحها حياته وإبداعاته.

الجزء الأول من الأعمال الروائية (المؤسسة العربية للدراسات والنشر)

مؤنس الرزاز (1951- 2002)، الذي تمر في هذه الأيام الذكرى الـ 20 لرحيله، لم يختم عبور نهر الحياة إلا وقد صاغ تجربته وحياته “على هواه” كما يمكن القول. حاول استيعاب الحياة بكل ما فيها، ولم يترك لـ “شيء”، أياً كان، أن يستوعبه أو “يضمه”، وفي تجربته ما يفرض الحذر في الحكم، له أو عليه. فهو المختلف الذي عرفناه في عمّان، منذ عودته من بيروت بعد حصارها واجتياحها العام (1982)، وسرعان ما برزت سمات الاختلاف، وأخذت شخصيته تشكل حضوراً مميزاً على غير صعيد، ليس الإبداع الأدبي، الروائي والقصصي، فضلاً عن تجربته في التشكيل (الرسم)، إلا جانب من هذه الجوانب الجذابة التي سرعان ما جعلت منه “نجماً” شديد السطوع، عربياً، قبل أن يعود أردنياً، ولكن منقسماً، شديد الانقسام، عن نفسه، أي غريباً ومغترباً عن ذاته، وفي ذاته، وصاحب “كاريزما” شديد التميز.

عناوين التشظي والاغتراب

هذا “المختلف” شخصاً وإبداعاً، فرض نفسه في الساحة الثقافية والإبداعية، وحتى السياسية، على نحو يعرض فيه الكثير من الأسئلة حول هذا “الشخص”، وهذه الشخصية “الغريبة الأطوار” لمن عرفها عن كثب. ولعل السؤال الأبرز هو مصدر هذه “الكاريزما” التي تجسدت في كائن يتسم بقدرته على جمع تناقضات يصعب، وربما يستحيل، جمعها في شخص كان، في حينها، لا يزال في مطلع الثلاثينيات من عمره القصير، فهو لم يعش سوى 50 سنة! فما هي مصادر تكوينه؟ هل هو والده الذي نشأ في بيئته السياسية والفكرية المعروفة؟ ربما هذا ما ستكشفه الملامح التي سنعرضها هنا.

كتاب “إعترافات كاتم صوت” (المؤسسة العربية)

لا أدري إن كان ثمة في علم النفس ما يمكن تسميته “التناقض الاكتئابي”، أو “الاكتئاب التناقضي”، لكنني أشعر أن مؤنس كان يعيش في هذه الحال لأسباب قدرتها، وربما عايشتها إلى حد ما في اقترابي منه. الطفل الوديع المسالم الحالم (بم كان يحلم؟ بجمهورية أفلاطون؟ بالمدينة الفاضلة؟)، من جهة. لكنه، في المقابل، الشخص الفاقد الإحساس بالزمن، وبكل ما يجري من حوله.هو الذي ينقلب في لحظة إلى شدة الإحساس بمرور الزمن من دون تحقيق شيء يذكر، بل بالتراجع والانهيارات المرعبة. تكثفت هذه الحال واقعياً، في الوضع العراقي، بل التراجيديا العراقية التي كان هو في جوهرها، خصوصاً منذ تغييب (قل اغتيال) والده البعثي العريق منيف الرزاز، الذي بلغ أعلى المراتب في حزب البعث، وانتهى على أيدي نظام صدام حسين البعثي.

كيف لا يكون مؤنس، ابن منيف الرزاز، السياسي ومفكر حزب البعث وأحد أبرز قياداته، عبثياً ووجودياً وماركسياً وسريالياً (السريالية المرتبطة بالصوفية)، قبل بلوغه مرحلة من التصوف والإقامة في زواياه، زوايا الدراويش التي زادته حيرة وضياعاً، من دون التخلي عن قوميته العربية. وهو الذي يجمع عديد “الهويات” في شخصيته، في رؤاه الفكرية والسياسية، كما في كتاباته التي عبرت عما هو أكثر من الانفصام، فقد كان “التشظي” هو الجوهر الحقيقي له في عيون من يعرفونه عن قرب.

كان مؤنس الراز موزعاً بين بيئته الأسرية المحكومة بالبعث والقومية، وبين ثقافته الواسعة والمتعددة المنابع، ورحلته إلى أميركا، ثم هجرته إلى بيروت في العام 1978، المحطة الأبرز التي كانت فيها انطلاقته الأدبية، حين بدأ يمد لسانه في وجه العالم، عبر مجموعة قصصه “مد اللسان الصغير في وجه العالم الكبير”، التي سرعان ما فتحت أبواب تمرده. ثم سرعان ما فاجأ المشهد الثقافي/ الروائي بروايته “كاتم الصوت”، ثم روايته “ناطحات السحاب”، وغيرها مما كشف عن رؤية كاتب/ كائن شديد الاغتراب عن عالمه كله، المحلي والعربي والكوني.

رواية اخرى (المؤسسة العربية)

من الصعب التمييز بين مؤنس الشخص ومؤنس الروائي، فهو في الحالين ذلك الإنسان البسيط المركب، المرح المكتئب، المدمن الشديد التدين، ابن منيف الرزاز، لكنه المعارض لكل الأحزاب وسياساتها، بما في ذلك “الحزب العربي الديمقراطي الأردني”، الذي قام بتأسيسه مع مجموعة من الكتاب والسياسيين، وكان هو الأمين العام له، وسرعان ما ابتعد منه. وحتى حين جرى انتخابه رئيساً لرابطة الكتاب الأردنيين، وبالتوافق بين الأحزاب والقوى السياسية اليسارية المعارضة التي كانت تتحكم بالرابطة، لم يستطع المواصلة سوى لقليل من الاجتماعات، ثم إلى الانسحاب وإعلان الاستقالة. الإعلان الذي جاء تجسيداً لجانب من جوانب شخصيته المتشظية.

العملاق الشديد الهشاشة

الضعيف القوي، الهش العملاق، الناعم الشرس، الكاتب المبدع الذي ظل يرى أنه لم يكتب بعد ما يريد (كما يكتب في رسالة شهيرة منه إلى محمود درويش، 1997)، وظل حتى في لحظات دخوله المستشفى (لوزميلا- جبل اللويبدة في عمّان)، ، وعلى الرغم من إرهاقاته، لا يزال، متماسكاً في قناعاته المتناقضة، مؤمناً أن ثمة كوارث أكثر مما جاء في رواياته وقصصه. لذا كان شديد الرعب والقرف في آن، الرعب حيال مأساة غير متوقعة، كارثة وقعت بعد شهور من رحيله، تجسدت في الغزو والاحتلال لبغداد والعراق، وهو ربما كان يراها وشيكة الوقوع، والقرف مما وصلت إليه أحوال البشرية من همجية تزداد وضوحاً في البربرية الأميركية والغربية في العالم كله، والوهن العربي.

وفي تجربته الإبداعية، القصصية والروائية، لم يكن مؤنس روائياً ومبدعاً أردنياً وحسب، لقد اختصر، وبكثير من التكثيف، حال الإنسان العربي، فضلاً عن الإنسان الكوني، اغتراب الإنسان عن عالمه وإنسانيته. هذه الحال الناجمة أساساً عن عدم القدرة على التكيف مع “نظام عالمي” متوحش. فصورة العالم، ومن ضمنه الأردن، عند مؤنس، لا تختلف كثيراً، عن صورته عند غالب هلسا في قصصه الأولى، ثم صورة الأردن كما جاءت، لاحقاً، في روايات وقصص أخرى، وخصوصاً في كتابات روائي وقصاص مثل إلياس فركوح، فهي تنتمي إلى المناخات والأجواء نفسها، مع اختلاف في الأدوات والأساليب والتفاصيل. ولكن من دون أن ننسى حضور هذه العوالم في كتابات كُتاب لاحقين مثل محمد طمليه ويوسف غيشان ومفلح العدوان وسواهم ممن التحموا بالحياة الأردنية، وجسدوا همومها ومعاناتها بأساليب يغلب عليها طابع السخرية والفانتازيا والعبثية.

الكتابة العبثية الساخرة

كان مؤنس الرزاز رائداً من رواد الكتابة العبثية الساخرة، بأسلوب يتخذ من الكوميديا السوداء نبرة لاذعة لتصوير “ما يجري”، بل لما “لا يجري”، وسوف يجري. ففي رواياته، كما في قصصه ومقالاته ومقولاته التي يحفظها أصدقاؤه وندماؤه، عن سخرياته وكآباته، وبعضها كان عنواناً لرواية أو قصة أو مقالة، لم يترك فيها جانباً من جوانب الحياة الأردنية والعربية والعالمية، وتعبر كلها عن رؤية للحياة والسياسة، رؤية فلسفية تشاؤمية خاتمتها مأسوية. كأن يقول مثلاً “جلست أنا والكآبة وحيدين، هي سوداء زنجية، وأنا لا لون لي كمصباح شاحب”. فهل كان بلا لون؟ أو قوله في إحدى شطحاته: “المستقبل مهرج سمج يحمل سلماً بالعرض، فلا يدخل بابنا، بابُنا ضيق”. لكنه، في اعتقادي كان، ولم يكن في إمكانه إلا أن يكون مع المستقبل “السمج”، فهل كان ديبلوماسياً حتى في النظر إلى المستقبل؟

هل ثمة المزيد عن هذا المبدع؟ بالطبع، ثمة مسألة كانت موضع تساؤل دائم لدى أصدقائه المقربين منه، سؤال عن علاقته بوالدته، من آل بسيسو (الغزية)، التي شكلت جزءاً من هويته الفلسطينية، هو جامع “الهويات القاتلة” لو أردنا استعمال عنوان كتاب أمين معلوف على نحو ما، وهي قاتلة لمؤنس “القلق” الذي لم يكن يستقر بها، ولا من دونها. أعني مدى حضور هذه الأم، حضوراً رمزياً ومعنوياً في تكوين شخصيته “المختلفة”!

وأخيراً، لقد كان في إمكان مؤنس الذي لم يكتب الكثير ربما، لكنه كتب بكثافة واختصار شديدين، وبما يملكه من إمكانات إبداعية، ومن شهرة وقبول في أوساط واسعة، أن يتبوأ مناصب ومواقع ومسؤوليات غير عادية، لو كان في بلد عادي، لكن أبرز موقع بلغ إليه هو مستشار في وزارة الثقافة، هذا المستشار الذي يعين الشخص فيه ولا يستشار. وحين كان يسأله الأصدقاء عن موقعه هذا في الوزارة، كان يجيب، بسخريته المألوفة، ولكن السوداء واللاذعة بشدة، إنه يشغل مكتباً يقع بجوار الحمامات (التواليت) في الوزارة، ولا يذكر أن أحداً سأله سؤالاً، عدا عن هذه الحمامات، وأين تقع؟

المزيد عن: روائي أردني \ السخرية \ العبث \ الواقع العربي \ غالب هلسا \ الياس فركوح \ الرواية

 

 

You may also like

28 comments

Website optimisation 14 فبراير، 2022 - 4:44 ص

Ok, let’s use there are a few for a great – acquire to put your web site URL
typically the resource box for each article directory you submit your article to.

Also visit my web blog :: Website optimisation

Reply
토토 14 فبراير، 2022 - 4:44 ص

I read this paragraph fully concerning the resemblance of latest and earlier technologies, it’s amazing article.

my site; 토토

Reply
ford Ecu Repair 14 فبراير، 2022 - 4:44 ص

It is possible to take your vehicle to the dealer to have an ECU repaired, but
you should also take into consideration having it examined by a professional to ensure
that it is examined thoroughly. A faulty ford Ecu Repair can lead to all
sorts of problems.

Reply
double glazing london 14 فبراير، 2022 - 4:44 ص

If you’re looking for an experienced company to install double glazing at your office or home
you’re in the right spot. Double Glazing London‘s highly skilled technicians are among the best in the business.

Reply
파워사다리 14 فبراير، 2022 - 4:45 ص

There is not another sport around the world
that has this amazing way to engage their fans. Soccer scarves are a necessary clothing item for
soccer fans. Scarves have already been and will continue to be sold by
the millions.

Look at my blog post: 파워사다리

Reply
파워볼전문사이트 14 فبراير، 2022 - 4:45 ص

Another set of five community face-up cards are also given into the players the
they can use to make their hand-held. – These cards will
be utilized by each player to generate the best potential five card hand
formula of.

my site – 파워볼전문사이트

Reply
안전토토 14 فبراير، 2022 - 4:46 ص

Great article, just what I was looking for.

Also visit my web site 안전토토

Reply
먹튀검증사이트 14 فبراير، 2022 - 4:49 ص

My brother recommended I might like this web site. He was
totally right. This post actually made my day.
You can not imagine just how much time I had spent for this info!
Thanks!

Feel free to surf to my web site; 먹튀검증사이트

Reply
Pinoy Tv Shows 14 فبراير، 2022 - 4:49 ص

But more secure news actuality that there can be a way to get unlimited downloads.
It is not totally free, but it cheaper, legal and steady.

Membership site for iPod downloads is the solution to get all television episodes would like to
for free.

My web page; Pinoy Tv Shows

Reply
토토사이트 14 فبراير، 2022 - 4:51 ص

I really like your blog.. very nice colors & theme. Did you make
this website yourself or did you hire someone to do it for you?
Plz answer back as I’m looking to design my own blog and would like to find out where u got this from.

kudos

Look into my blog; 토토사이트

Reply
ford ka ecu repair 14 فبراير، 2022 - 4:51 ص

ford ka ecu repair-TEST, a software developed
by TraceTronic GmbH in Dresden for embedded system testing, is called a tool.
It allows you to simulate the real world and
mimic the behavior of various electronic components.

Reply
Monthly clothes rental 14 فبراير، 2022 - 4:51 ص

Designer dress shops would be perfect in order
to start have for prom dress sizes and shapes.
This is when you can see variety additionally ask for opinions and advice on which style of dress would best suit
you.

My website … Monthly clothes rental

Reply
Monthly clothing Club 14 فبراير، 2022 - 4:52 ص

A young daughter like might be wearing a dress that enhances your youth and glamorizes your looks without demeaning your feminineness.

A princess dress or a svelte bare-backed gown which
fits well can boost your odds of for one of the most dances.

My blog Monthly clothing Club

Reply
misted double Glazing repairs near me 14 فبراير، 2022 - 4:53 ص

misted double Glazing repairs near me glazing has a
final benefit: security. In a high proportion of burglaries,
the intruder enters through a window, but double glazed
windows are difficult to break into.

Reply
Lashawn 14 فبراير، 2022 - 4:53 ص

One of the most well-known Hum TV shows is Ye Dil Mera.
The plot centers around Aman’s revenge plot, in which
he marries Noor the woman he has chosen to be his wife.
He thinks he loves Noor. The father of Noor also has an unsolved mystery.

Here is my web blog; Pakistani Dramas Online
(Lashawn)

Reply
ecu repair mercedes 14 فبراير، 2022 - 4:53 ص

The Network 500 is the first automated ecu repair mercedes testing system of its
kind in the world. The Network 500 is a full load simulator
that allows complete load testing of every output.

Reply
Search engine Optimization 14 فبراير، 2022 - 4:53 ص

These would be the basics – it’s not rocket science – there isn’t great mystery or hazy
mist to find your way through – just check out the basics and you will definitely start to see results.

Take a look at my homepage Search engine Optimization

Reply
먹튀검증사이트 14 فبراير، 2022 - 4:54 ص

What separates the professionals is their sports betting systems which usually based on money management systems.
Consumption will spend almost of their time house who to bet
exactly why instead of how to guarantee.

Feel free to visit my web site – 먹튀검증사이트

Reply
avon For representatives 14 فبراير، 2022 - 4:54 ص

Before we condemn avon For representatives for as an MLM has got to
specifically what an mlm is. To begin all MLM stands for Multi-Level
Marketing, which demonstrates that you earns money
on more than a single level.

Reply
토토 14 فبراير، 2022 - 4:54 ص

It’s wonderful that you are getting thoughts from this post as well as from our dialogue made at this place.

Also visit my web-site; 토토

Reply
토토사이트 추천 14 فبراير، 2022 - 4:54 ص

You actually make it seem so easy with your presentation but
I find this matter to be really something that I think I would never understand.

It seems too complex and very broad for me. I’m looking forward for your next post, I’ll try
to get the hang of it!

My site :: 토토사이트 추천

Reply
안전토토 14 فبراير، 2022 - 4:54 ص

Article writing is also a fun, if you know afterward you
can write if not it is complicated to write.

Also visit my website 안전토토

Reply
work personality index pdf 14 فبراير، 2022 - 4:54 ص

The work personality index pdf Personality Index is a psychological assessment that measures the work-related aspects of an individual’s character.
It assesses an individual’s enthusiasm or patience as well as the ability
to be conscientious.

Reply
Monthly Clothes Rental 14 فبراير، 2022 - 4:55 ص

If you want to feed your guests then might go the do-it-yourself pathway.

Food can be purchased economically at places like Costco.

Here is my web blog :: Monthly Clothes Rental

Reply
토토사이트 추천 14 فبراير، 2022 - 4:55 ص

I’m not sure exactly why but this weblog is loading extremely slow for me.
Is anyone else having this issue or is it a issue on my end?
I’ll check back later on and see if the problem still exists.

Look at my blog; 토토사이트 추천

Reply
안전토토 14 فبراير، 2022 - 4:55 ص

The very first thing for a person to bear planned about
sports gambling is remaining away from gambling outside
your affordability. You will not step off of that bankroll whether
you win or remove. It’s a foolish idea set your
bet onto only one game.

My homepage: 안전토토

Reply
파워볼 14 فبراير، 2022 - 4:56 ص

They aren’t absolute, yet they can be written in stone or
handed in order to me by God, nonetheless have given me a framework will I can base my
life, my decisions, my future. In the marketplace .
part of me.

Have a look at my homepage 파워볼

Reply
best vpn on windows j 14 فبراير، 2022 - 6:18 ص

free vpn no credit card
best canada vpn
unlimited free vpn – hola

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00