بأقلامهمعربي لوثة الثقافة.. أقذر حروب إيران! by admin 9 مارس، 2022 written by admin 9 مارس، 2022 52 كان يمكن لطهران تجنّب حمل هذه اللوثة الثقافية إلى معرض بيروت الدولي للكتاب، لكنّها مع الأسف تصرّ في كلّ هجماتها على تصدير أسوأ وأردأ متحوِّلات ديماغوجيّتها السياسية والاجتماعية وحتى النفسية عمر الفاروق النخال \ اساس ميديا من الظلم اختصار رداءة المشهد الثقافي الإيراني بواقعة معرض بيروت الدولي للكتاب المتمثّلة بضرب وسحل ناشطين جَرُؤوا على رفض رفع صورة قاسم سليماني في أحد الأجنحة الإيرانية وصرخوا “بيروت حرّة حرّة”، لأنّ الإشكاليّة أعمق من ذلك بكثير. خيارات إيران رديئة حتى في اختيار توقيت شنّ هجماتها الثقافية المستفزّة للشعور الوطني اللبناني والعربي الذي شكّل معرض الكتاب على مدى سنوات طويلة متنفّساً حضارياً لإحيائه وإنعاشه بالمُلتقيات والمُنتديات والحوارات التي قاربت زوايا ثقافية وحضارية، وحتى سياسية، قبل ولوج مطرقة الملالي لسحق هذه الأجواء متدخّلةً في محتويات المعرض ومضامينه، ومانعةً الفعّاليّات الفنية والموسيقية التي تشكّل هي الأخرى عاملاً مكمّلاً لمنصّة ثقافية وحضارية شاملة مكتملة الأركان. من المفيد بمكان مجيء الاغتصاب الثقافي الإيراني للعاصمة اللبنانية بيروت، بعد الاغتصاب العسكري والسياسي طبعاً، فيما غابت أجنحة دور النشر العربية بالكامل عن المعرض لإخراج قناعة رديئة أيضاً مفادها أنّ “عُدّة الشغل” الإيرانية في أيّ استفزاز هي عزلتها عن الكوكب الديناميكي والمتفاعل!! وما لاءات السخط والرفض اللبنانية لهذا التصرّف الإيراني إلا توضيح صارخ لمفردات الحرب ما بين ثقافة الحياة وثقافة الموت والقتل المجّاني المتمثّلة بصورة جنرال عسكري ينتمي إلى فلك الدم المسفوك والإرهاب وتغميس حضارتنا المعاصرة برماد العواصم المدمّرة ودماء المجازر المفتوحة. مختارةً أعرق المنصّات الحضارية للعاصمة بيروت تُجبِر طهران اللبنانيين على تصفّح كتب الموت والحروب، فارضةً هذه المضامين عقائد ثقافية تُلغي الرسم والنحت والفنون التشكيلية وكتب الأدب والشعر والنثر والأمسيات الثقافية والحضارية والفنية في رسالة صارمة تريد من خلالها تعميم حالة الاحتلال الثقافي بعد الاحتلال السياسي في مشهديّة غوغائية غريبة عن كلّ المدارس الحضارية، وحتى عن الذوق العامّ الذي كان أوّل المتصدّين لهذه اللوثة الثقافية. كان يمكن لطهران تجنّب حمل هذه اللوثة الثقافية إلى معرض بيروت الدولي للكتاب، لكنّها مع الأسف تصرّ في كلّ هجماتها على تصدير أسوأ وأردأ متحوِّلات ديماغوجيّتها السياسية والاجتماعية وحتى النفسية. ومن حسن الحظّ أن بيروت الحرّة لم تكن جاهزة لذلك فتصدّت بسلاح الكلمة والرأي لمفردات الموت والقتل والحروب العبثيّة! أخطر ما في واقعة معرض الكتاب أنّ إيران أعلنت رسمياً استخدام لوثتها الثقافية في بيروت، وأجمل ما حدث في المقابل أنّ بيروت عرّت هذه اللوثة بتوصيفها حرباً أقذر بكثير من حروب القتل والتفخيخ والتفجير والقهر والإفقار والتجويع. بسلاح الصوت والكلمة والرأي الحرّ دوماً: بيروت حرّة حرّة.. إيران طلعي برّا! 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post رضوان السيد : علّوش النموذج في وجه عقبات الانتخابات النيابية next post أحمد الخطيب… بحّار في محيطات السياسة You may also like حازم صاغية يكتب عن: مرّة أخرى.. من السياسة... 12 فبراير، 2025 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: سوريا يخشى منها... 12 فبراير، 2025 منير الربيع يكتب عن استحقاق الحدود: توسيع صلاحية... 11 فبراير، 2025 غسان شربل يكتب عن: أميركا وأحجام ما بعد... 11 فبراير، 2025 حازم صاغية يكتب عن: أحد أشكال الوعي اللبناني... 9 فبراير، 2025 أندريه كوليسنيكوف يكتب عن: الحرب الباردة التي يريدها... 8 فبراير، 2025 دنيس روس – ديفيد ماكوفسكي: الطريق نحو تغيير... 8 فبراير، 2025 منير الربيع يكتب عن: ترامب ومشروع إسرائيل الكبرى..... 8 فبراير، 2025 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: غزة بين خروج... 8 فبراير، 2025 نبيل فهمي يكتب عن: التهجير القسري للفلسطينيين (2) 8 فبراير، 2025 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.