الإثنين, نوفمبر 25, 2024
الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Home » لماذا يراوغ نتنياهو في صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار؟

لماذا يراوغ نتنياهو في صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار؟

by admin

 

كواليس اجتماع رئيس الوزراء بالأجهزة الأمنية تتكشف بعد خطاب الكونغرس

اندبندنت عربية / أمال شحادة

لم تكتمل المراوغة السياسية التي وقفت خلف إعلان اجتماع الأحد الأخير عشية سفر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى واشنطن عند سماحه للوفد المفاوض بالتوجه إلى الدوحة لاستكمال مفاوضات وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، بعدما نجح في إثارة أجواء اقتراب تنفيذ صفقة أسرى.

فقد خرج سياسيون وأمنيون عن صمتهم لتتكشف كواليس اجتماع نتنياهو مع الأجهزة الأمنية والوفد المفاوض، وفي مركزها أن رئيس الوزراء رفض تحذيرات الأجهزة الأمنية لتعنته على موضوعي محور فيلادلفيا ومعبر رفح ورفضه المصادقة على المقترح المعدل، الذي بلوره الوفد المفاوض مع المصريين خلال اجتماعاته الأخيرة في القاهرة.

وكشف مسؤولون سياسيون ومطلعون على اجتماعات مفاوضات صفقة الأسرى عن أن استمرار الاجتماع لأكثر من خمس ساعات لم يثمر نتيجة، بل عمق الخلاف بين الوفد المفاوضات ورؤساء أجهزة الأمن وبين نتنياهو، حتى إنه لم يتقرر إرسال الوفد إلى الدوحة وطلب نتنياهو من مكتبه إعلان ذلك كمراوغة منه لتخفيف حدة غضب عائلات الرهائن والاحتجاجات ضده، وفق ما أكد أكثر من مسؤول أمني في تصريحات بعد الإعلان عن إلغاء سفر الوفد أمس الخميس.

المتخصص في الشأن العسكري السياسي رونين بيرغمان نقل عن مصدر رفيع المستوى في إحدى الدول الوسيطة بأن “نتنياهو أراد أن يرفع عن نفسه ضغط عائلات الرهائن والجمهور في إسرائيل بأن المفاوضات لن تتأخر بسبب سفره إلى واشنطن. ولهذا فقد نشر وكأن المحادثات ستستأنف الخميس في الدوحة، نحن وكل من هو ضالع في المفاوضات ننتظر منذ أسبوعين جواب إسرائيل عن سلسلة نقاط، ولا يوجد أي رد حتى إنه غير واضح لنا متى كيف وأين ستستأنف المفاوضات”.

بعد إعلان تأجيل سفر الوفد، أعلن مقربون من نتنياهو في إسرائيل أن دوافع التأجيل متعلقة بلقاء نتنياهو والرئيس الأميركي جون بايدن، إذ ستكون أبرز نقاط البحث سبل دفع صفقة الأسرى.

في معلومات أخرى مسربة، لم يستبعد مسؤول أن يكون الدافع في جهود نتنياهو المبذولة لنقل ثقل المفاوضات إلى واشنطن أو اختيار مكان آخر بدل قطر للمفاوضات، وبحسب سياسيين فهذه هي رغبة رئيس الوزراء، لكنهم استبعدوا تحقيقها.

رفض التعديلات

إلا أن جانباً أكده أكثر من مسؤول مطلع على تطورات الأبحاث الإسرائيلية للصفقة، حتى عشية سفر نتنياهو الإثنين الماضي وهو أن رئيس الحكومة رفض بصورة قاطعة إجراء أي تعديل على المقترح الذي سبق ووافقت عليه تل أبيب، كما رفض مقترح الأجهزة الأمنية بانسحاب الجيش من غزة لمدة ستة أشهر.

وعلى مدار خمس ساعات من النقاش والخلافات لم يقنعه الوفد المفاوض ولا قيادة الأجهزة الأمنية بخطر تعنته بالتمسك في مطلب إبقاء الجيش الإسرائيلي في غزة وعدم إحداث أي تغيير في محور فيلادلفيا ومعبر رفح.

مطالب نتنياهو هذه، وفق بيرغمان، ستؤدي إلى تأخير كبير في المفاوضات وتقليص أكبر بفرص أن تتمخض عن المفاوضات أية نتيجة، “هناك مسؤولون إسرائيليون يعتقدون أن طريقة نتنياهو في إدارة المفاوضات تهدف إلى ضمان نجاحها، غير أن البعض الآخر يرى أن أسلوب نتنياهو في عدم التنازل عن مواقفه هي الوسيلة لعدم إنجاح المفاوضات واستمرار القتال في غزة وإبقاء الجيش لفترة طويلة في محاولة لتحقيق أهداف الحرب”.

ويشير بيرغمان إلى أن مسؤولين في الاستخبارات الإسرائيلية يعتقدون أن المقترح الذي بحثته إسرائيل ووافقت عليه في الـ27 من مايو (أيار) الماضي تم تقديمه للوسطاء في وقت كانت فيه “حماس” في وضع أفضل، أما الآن فالحركة مضغوطة وهذا الوقت المناسب لمزيد من الضغط، وهذا الضغط معناه التأجيل الذي من شأنه أن يكون مصيرياً لحياة الرهائن”.

بايدن يلتقي نتنياهو في المكتب البيضاوي، 25 يوليو 2024 (أ ف ب)

 

من جهتها، نقلت القناة “13” تقريراً أشارت فيه إلى تحذيرات الأجهزة الأمنية لنتنياهو في اجتماع أمس الخميس من أخطار مواقفه والمراوغة حول كل ما يتعلق بموافقته على التعديلات أو سفر الوفد المفاوض.

مسؤول سياسي مطلع على المفاوضات قال للقناة الإسرائيلية إنه على خلفية تأجيل مغادرة الوفد الإسرائيلي للمحادثات في قطر، حذر مسؤولو الأجهزة الأمنية كافة نتنياهو من أن مطالبه في الصفقة في ظل الظروف الحالية ستخلق أزمة كبيرة، لكنه تجاهل وقرر المخاطرة.

المسؤول السياسي أضاف أن “نتنياهو شدد على مطلبين له حول محور فيلادلفيا ومعبر رفح وانتشار الجيش وإبقاء السيطرة الإسرائيلية عليهما، وهذا في حد ذاته سيخلق أزمة وسيكون من الصعب معرفة إذا سيؤدي موقفه إلى انفجار الصفقة التي يدرك هو والإسرائيليون أنها تشكل فرصة أخيرة أمام تل أبيب لإعادة الرهائن وإنقاذ من تبقى بينهم على قيد الحياة”.

“تصريح نتنياهو في خطابه أمام الكونغرس بأن الظروف نضجت لتنفيذ صفقة ما هو إلا تلاعب ومرواغة”، وفق ما نقلت القناة الإسرائيلية عن المسؤول الذي أضاف “تصريحات الوزير إيلي كوهين التي أعقبت سفر رئيس الوزراء، وتحدث فيها عن أن الصفقة ستنفذ في غضون أسبوعين هو تلاعب وإثارة تصريحات لا أساس لها من الصحة”.

وأكد المسؤول أن “الإعلان عن مغادرة الوفد إلى قطر كان أيضاً تلاعباً، لأنه “لم تكن هناك دعوة على الإطلاق”.

“فارغ من مضمونه”

الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي غيورا إيلاند اعتبر حديث نتنياهو حول احتمال صفقة قريبة فارغاً من مضمونه، “يبدو أنه قصد بقوله صفقة ستنفذ هو الجثث الخمس التي تم تحريرها من أنفاق غزة وإعادتها إلى إسرائيل، لكن نتنياهو الذي تعامل مع قضية الصفقة، وكذلك اليوم الذي يلي حرب غزة، من دون اهتمام في خطابه أمام الكونغرس ومن دون موقف حاسم لها، أعاد الملفين خطوات طويلة إلى الوراء ووضع إسرائيل في مكانة صعبة”.

وبحسب إيلاند فإن “الحقيقة التي تكمن خلف الصفقة هو أنها بعيدة عن التنفيذ قريباً ونتنياهو غير مبالٍ لذلك”.

وبينما أعرب إيلاند عن خيبة أمل من خطاب الكونغرس حذر من خطورة تعنت نتنياهو ليس فقط في مطالب صفقة الأسرى، إنما في عدم طرحه خطة لليوم الذي يلي الحرب”. وقال “منذ تسعة أشهر كان على رئيس الحكومة أن يعلن أننا لا ننوي السيطرة العسكرية على غزة، وكان عليه أن يقترح جهة تتسلم إدارة القطاع وفي الوقت نفسه كان عليه أن يتقدم نحو تنفيذ صفقة أسرى، وقوله أمام عائلات الرهائن أن الصفقة قد تنفذ قريباً كان مجرد هراء، هذه المواقف ستنعكس بصورة خطرة أيضاً على جبهة الشمال المهملة، فلا إمكانية لدينا اليوم لضمان الهدوء فيها ولا إمكانية لعمل عسكري فيما الوضع الأمني يتفاقم وكل حسم فيها منوط بملف غزة، الذي لا يريد نتنياهو حسمه”.

أما عائلات الرهائن فقد صعدت احتجاجاتها في أعقاب الإعلان عن تأجيل سفر الوفد، عيناف تسنغاوكر والدة الأسير متان في غزة قالت “بدلاً من أن يعلن نتنياهو في الكونغرس بأنه يوافق على الصفقة المطروحة على الطاولة، أطلق تصريحاً يؤكد منعه تنفيذ الصفقة لأسباب شخصية، حتى لو تم إبلاغنا بموت مزيد من الأسرى في الأنفاق، فإنه سيواصل حملة علاقاته العامة في أميركا وسيواصل المماطلة”. وبحسب قولها فإن “هذا غير معقول لأنه حتى الآن، بعد نحو 10 أشهر من الفشل، فإن حياة الائتلاف أكثر أهمية بالنسبة له من حياة متان والمخطوفين الآخرين الذين تخلى عنهم”.

لائحة دفاع

بحسب ما اتضح في إسرائيل فإن القضايا السياسية والأمنية تصدرت لقاء بايدن ونتنياهو، أما بالنسبة لصفقة الأسرى فقد حاول رئيس الحكومة الإقناع بموقفه بأن أي انسحاب من غزة من شأنه أن يتيح الفرصة أمام “حماس” لتعزيز قدراتها العسكرية، فيما الضغط العسكري وحده سيخضع الحركة.

الأميركيون، وفق مسؤولين سياسيين إسرائيليين، وبقدر اهتمامهم بتنفيذ صفقة الأسرى، كخطوة أولى مهمة نحو تهدئة وربما وقف الحرب، توقعوا من نتنياهو عرض خطط أمامهم لوقف الحرب والطريقة التي تعمل فيها إسرائيل للدفع قدماً بـ”اليوم التالي” للانسحاب من غزة.

مصادر إسرائيلية قدرت أن بايدن مارس ضغوطاً على نتنياهو من أجل العمل على إنهاء الحرب، وربط هذه الخطوات بالحلول المحتملة للوضع في الجبهة الشمالية بين إسرائيل و”حزب الله” والتصعيد ضد الحوثيين في اليمن، ومواجهة التهديد المتزايد من إيران، وفق هذه المصادر الإسرائيلية.

كامالا هاريس تلتقي نتنياهو في واشنطن العاصمة، 25 يوليو 2024(أ ف ب)

 

من جهته تعامل الباحث في الشؤون الأميركية البروفيسور أبراهام بن تسفي باستهتار بمضامين خطاب نتنياهو في الكونغرس ووصفها بـ”براعة وزير إعلام أو وزير خارجية”.

واعتبر بن تسفي الخطاب بمثابة تقديم لائحة دفاع عن إسرائيل قائلاً، “بدلاً من أن يطرح رئيس الحكومة خطة استراتيجية مفصلة، شهدنا خطاباً تقليدياً من إنتاج نتنياهو، الذي أظهر تنوعاً واسعاً للصفات وببراعة كأنه وزير إعلام أو وزير خارجية، أو حتى خبير يتفذلك”. وأضاف “لقد قدم نتنياهو لائحة دفاع عن إسرائيل، وللأسف لم يرفق أية خطة سياسية – استراتيجية مفصلة قابلة للتنفيذ الفوري بكل ما يتعلق ببلورة اليوم الذي يلي الحرب وشكله الدقيق”. وفي رأيه فإن “محاولة اغتيال الرئيس السابق ترمب وقرار الرئيس بايدن بالانسحاب من الانتخابات وصعود نائبته كامالا هاريس السريع في الاستطلاعات يهم الأميركيين أكثر بكثير من الحرب المستمرة في غزة”.

المحلل السياسي ناحوم برنياع انضم هو الآخر إلى اعتبار الخطاب يضر بتل أبيب، محذراً الإسرائيليين “يجب ألا يضللنا التصفيق العاصف الذي شهدناه في قاعة الكونغرس، فأميركا تبتعد عنا والمقاعد الخالية في القاعة كانت رسالة ليست أقل أهمية من المقاعد المليئة”.

وقال برنياع “لقد أدرك نتنياهو أنه ملزم أن يشمل خطابه رؤية لليوم التالي في غزة وفي الشمال، تجاه لبنان، وبخصوص المخطوفين، وللأسف الشديد لم تكن هناك علاقة بين ما قاله وبين ما يفعله كرئيس حكومة، لا في جبهة غزة، ولا في جبهة الشمال، وبالأساس ليس في صفقة الأسرى”.

وكغيره من الإسرائيليين الذين ثاروا ضد نتنياهو لتأجيل عودته إلى السبت للاحتفال بعيد ميلاد ابنه يائير في وقت الجبهة الشمالية تشتعل فيه والخطر اليومي يتزايد على الأسرى والقتال المكثف في إسرائيل مستمر مع مقتل وإصابة مزيد من الجنود، قال برنياع “لا أذكر رئيس حكومة بقي في دولة أجنبية أسبوعاً كاملاً في ذروة حرب، وهذا يدل على مدى اختلاف نتنياهو عن نتنياهو في ولاياته السابقة، الذي كان يقطع زيارات بسبب نبأ عن عملية مسلحة”.

المزيد عن: إسرائيلحرب القطاعحماسغزةنتنياهوأميركاالكونغرسبايدن

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00