للمرة الأولى في بريطانيا… الطبيبات أكثر من الأطباء

حدث تغير ديموغرافي كبير في سجلات الأطباء منذ إنشائها للمرة الأولى في عام 1859

اندبندنت عربية / إيلا بيكوفر

كشفت إحصاءات جديدة أن عدد الطبيبات أكثر من عدد الأطباء في المملكة المتحدة للمرة الأولى في تاريخ البلاد.

وعلى رغم بعض التباين في الإحصاءات بين الأمم الأربع التي تشكل المملكة المتحدة، فقد صرحت الهيئة المنظمة للقطاع الصحي بأن عدد النساء المسجلات في قوائم الأطباء قد تخطى عدد الرجال للمرة الأولى.

وقال المجلس الطبي العام إن عدد النساء الحاصلات على رخصة مزاولة المهنة وفق سجلاته يبلغ 164440، بينما يبلغ عدد الرجال 164195.

وهذا يعني أن النساء يشكلن 50.04 في المئة من الأطباء المسجلين.

وقد نشر المجلس رسماً بيانياً يظهر تقسيم عدد الأطباء حسب الجنس على مدى الزمن، إذ بالكاد سجل وجود طبيبات مع بداية تسجيل الأطباء في الهيئة في 1859.

وظل عدد الطبيبات على حاله طوال عقود من الزمن إلى أن بدأ بالارتفاع عند بداية القرن التالي.

وسجلت زيادة سريعة في أعداد الطبيبات المسجلات ابتداءً من سبعينيات القرن الماضي، وهذا أوصلنا إلى الوقت الحالي الذي تخطى فيه عدد الطبيبات عدد الأطباء المسجلين في الهيئة البريطانية.

وقال المجلس الطبي العام إن التحاق عدد أكبر من النساء بالكليات الطبية في المملكة المتحدة كان أحد العوامل التي أفرزت هذا الوضع.

وقالت الهيئة التنظيمية للقطاع الطبي إن عدد الطالبات يفوق عدد الطلاب في اختصاص الطب في دول المملكة المتحدة الأربع منذ العام الدراسي 2018/2019.

ويتخطى عدد النساء العاملات في الطب في اسكتلندا وإيرلندا الشمالية عدد الرجال، مقابل عدد أقل من الطبيبات في إنجلترا وويلز.

ويتوزع الأطباء والطبيبات في المملكة المتحدة كالتالي: اسكتلندا (54.8 في المئة من النساء، و45.2 من الرجال)، وإيرلندا الشمالية (53.5 من النساء، و46.5 من الرجال) وإنجلترا (49.7 من النساء، و50.3 من الرجال)، وويلز (47.3 من النساء، و52.7 من الرجال).

أما الاختصاصات الطبية التي يسجل فيها وجود أكبر عدد من الطبيبات فهي طب التوليد وطب الصحة النسائية وطب الأطفال.

وقال المجلس الطبي العام إن عدد الطبيبات يفوق عدد الأطباء في اختصاص الصحة العامة في المملكة المتحدة، حيث تشكل الطبيبات 57.7 في المئة من القوى العاملة في هذا الاختصاص.

وفي المقابل فإن الاختصاصات الطبية التي تسجل أقل نسبة من الطبيبات هي الجراحة وطب العيون وطب الطوارئ.

ودعا المجلس الطبي العام والجمعية الطبية البريطانية والاتحاد النسائي الطبي كبار مسؤولي القطاع الصحي إلى الالتفات إلى مسألة التغير الديموغرافي للقوى العاملة في القطاع الطبي.

وسلطت الهيئة التنظيمية الضوء على أرقام استقتها من استطلاع الآراء الخاص بالتدريب على التمييز الجنسي في مكان العمل، إذ أفادت تسعة في المئة من النساء عن تلقي تعليقات جنسية غير مرغوبة أو التعرض لتقرب جنسي يسبب الإحراج أو الاضطراب أو الإهانة، مقارنة بأربعة في المئة من الرجال فحسب.

وقالت البروفيسورة والسيدة كاري ماك إيوين، رئيسة المجلس الطبي العام وطبيبة العيون الاستشارية “هذه مرحلة بالغة الأهمية. إن التوزيع الديموغرافي للقوى العاملة في القطاع الطبي في تغير سريع، وسيصب هذا التنوع في مصلحة المرضى”.

“من الحيوي أن يقدر وزن الطبيب بغض النظر عن جنسه أو عرقه أو أي ميزة أخرى”.

“لكن النساء اللاتي يتدربن لممارسة مهنة الطب ما زلن يواجهن تحديات يجب الإقرار بوجودها ومعالجتها”.

“وبالنسبة إلى النساء اللاتي يزاولن مهنة الطب أساساً، فلا يزال من الضروري اتخاذ خطوات تعبد الطريق أمام إنشاء مكان عمل داعم وشامل لهن، والحرص على فتح فرص التقدم أمامهن بما فيها الأدوار القيادية كي يتسنى لهن شق مسيرة مهنية طويلة ومرضية في الحقل الطبي”.

ومن جهتها، قالت رئيسة الهيئة التمثيلية للمجلس الطبي العام الدكتورة لطيفة باتيل “إن تخطي عدد الطبيبات عدد الأطباء في المملكة المتحدة مرحلة مهمة جداً بالنسبة إلى هذه المهنة وإلى المرضى على حد سواء”.

“يجب أن تتصدر الأولويات استبقاء الطبيبات في مكان العمل وفي هيئة الخدمات الصحية الوطنية والحرص على شعورهن بالسعادة والرضا في هذه الوظيفة”.

كما صرحت البروفيسورة والجراحة سكارليت ماك نالي، رئيسة الاتحاد النسائي الطبي بأنه “يجب الاحتفاء بهذا التغير الضخم”.

© The Independent

المزيد عن: الوضع الصحي في بريطانياالأطباءأخبار بريطانيا