لبنان يؤكد للأردن استعداده للتعاون في تحقيقات “الشبكة المسلحة”

اعتقال 16 فرداً جميعهم أردنيون وينتمون إلى الإخوان وكان لديهم مشروع لتصنيع طائرات مسيرة والجماعة تنفي صلتها بهم

  اندبندنت عربية ووكالات

أكد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام اليوم الثلاثاء لنظيره الأردني جعفر حسان، استعداد بلاده للتعاون مع السلطات في عمان بعد ورود معلومات تفيد بأن بعض المشتبه فيهم في مؤامرة الشبكة المسلحة “الفاشلة” تلقوا تدريبات في لبنان.

وأعلن الأردن اليوم اعتقال 16 شخصاً مرتبطين بجماعة الإخوان المسلمين تلقوا تدريباً وتمويلاً في لبنان، وخططوا لشن هجمات على أهداف داخل المملكة باستخدام صواريخ وطائرات مُسيرة.

وذكرت السلطات أن صاروخاً واحداً على الأقل كان جاهزاً للإطلاق في إطار عملية كانت تحت مراقبة قوات الأمن منذ عام 2021.

تكتيكات جديدة

قال المحلل الأمني ​​البارز عامر السبايلة لـ”رويترز” “نتحدث عن تكتيكات جديدة، صواريخ وطائرات مُسيرة. هذا يعني تغييراً جذرياً في طريقة تعامل جماعة الإخوان المسلمين مع الأردن واستهدافها لأمنه”.

وذكر مصدر أمني أنه عُثر على عشرات الصواريخ.

وقال مسؤولون في الأردن إن بعض هذه الأسلحة كانت متجهة إلى الضفة الغربية المحتلة، وإنهم اعتقلوا عدداً من الأردنيين المرتبطين بمسلحين فلسطينيين.

وقال مسؤولون أمنيون إن الوقائع على صلة بالإرهاب استناداً إلى كميات المتفجرات التي عُثر عليها. وأوضحوا أن المخططات مرتبطة بالجهود السرية لإيران وحلفائها لتجنيد عملاء لتنفيذ أعمال تخريب داخل المملكة لزعزعة استقرار أحد حلفاء واشنطن في المنطقة.

“الإخوان” تنفي

بدورها، نفت جماعة الإخوان المسلمين بالأردن وجود أي صلة لها بالأفراد المتهمين بمؤامرة لزعزعة استقرار المملكة.

وقالت الجماعة في بيان صادر عنها، “نؤكد أن كل ما تم التطرق إليه خلال المؤتمر الصحافي وما تلاه إعلامياً من مجريات وأحداث وأفعال، هي أعمال فردية، على خلفية دعم المقاومة، لا علم للجماعة بها ولا تمت لها بصلة”.

وأشارت إلى “التزامها منذ نشأتها قبل ثمانية عقود بالخط الوطني، وظلت متمسكة بنهجها السلمي، ولم تخرج يوماً عن وحدة الصف وثوابت الموقف الوطني، بل انحازت على الدوام لأمن الأردن واستقراره”.

كانت دائرة الاستخبارات العامة الأردنية، أعلنت في بيان اليوم، إحباط مخططات “تهدف للمساس بالأمن الوطني” شملت “تصنيع صواريخ وحيازة مواد متفجرة”، مؤكدةً توقيف 16 شخصاً متورطاً فيها. وحصلت “اندبندنت عربية” على معلومات خاصة تؤكد تورط أعضاء في مجلس شورى الإخوان المسلمين بالمخطط الإرهابي.

كما علمنا أن “جماعة الاخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب جبهة العمل الاسلامي، كانت على علم مسبق بتورط بعض أفراد الخلية في المخطط الإرهابي وطالبت بإطلاق سراحهم قبل أسابيع، وأن اثنين من أفراد الخلية على الاقل  يمثلان الجماعة في مجلس الشورى.

وأحبطت الدائرة بحسب البيان “مخططات كانت تهدف إلى المساس بالأمن الوطني وإثارة الفوضى والتخريب المادي داخل المملكة“، مؤكدةً أنها “اعتقلت 16 ضالعاً بتلك المخططات التي كانت تتابعها الدائرة بشكل استخباري دقيق منذ عام 2021″.

وذكرت مصادر لـ”اندبندنت عربية”، أن جميع المعتقلين يحملون الجنسية الأردنية وكانت مخططاتهم تهدف إلى المساس بالأمن الوطني وإثارة الفوضى والتخريب داخل المملكة.

وبحسب مصدر أمني تحدث لـ”رويترز” فإن المشتبه فيهم على صلة بحركة “حماس“، مؤكداً أن أعضاء في الإخوان المسلمين شاركوا في المؤامرة لمهاجمة منشآت في المملكة.

ووفق “رويترز” فإن الأردن سيعرض تسجيلاً مصوراً للمشتبه فيهم في مؤامرة أحبطتها السلطات، قائلاً إن بعضهم تلقى تدريباً في لبنان.

تفاصيل المخططات

كشف وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني، اليوم الثلاثاء، تفاصيل إحباط دائرة الاستخبارات العامة لمخططات كانت تهدف إلى المساس بالأمن الوطني وإثارة الفوضى داخل المملكة.

وقال الوزير في تصريح صحافي أدلى به مساء اليوم أمام ممثلي وسائل الإعلام، إن الاستخبارات العامة ألقت القبض على جميع الضالعين بتلك النشاطات التي تابعتها منذ عام 2021.

وأوضح أن هذه الأعمال التي تمثلت في أربع قضايا رئيسة انخرط بها 16 عنصراً ضمن مجموعات كانت تقوم بمهام منفصلة، وشملت هذه القضايا؛ تصنيع صواريخ قصيرة المدى يصل مداها بين ثلاثة وخمسة كيلومترات، وحيازة مواد متفجرة وأسلحة أوتوماتيكية، وإخفاء صاروخ مُجهز للاستخدام، ومشروعاً لتصنيع طائرات مسيرة، إضافة إلى تجنيد وتدريب عناصر داخل الأردن وإخضاعها للتدريب بالخارج.

وأشار المومني إلى أن الخلية الأولى المكونة من ثلاثة عناصر رئيسة ضُبطت بين شهري مايو (أيار) ويونيو (حزيران) عام 2023، والتي كانت تعمل على نقل وتخزين متفجرات شديدة الانفجار من أنواع TNT وC4  و(SEMTEX-H)  وأسلحة أوتوماتيكية تم تهريبها كلها من الخارج، فيما ألقي القبض على العنصر الرابع والذي عمل- ضمن خط منفصل- على إخفاء صاروخ من نوع “كاتيوشا” مجهز بصاعق بمنطقة مرج الحمام.

وفي ما يتعلق بالقضية الثانية، أكد المومني أنه جرى اعتقال عناصر الخلية خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، وهي تتكون من ثلاثة عناصر رئيسة بدأت بعملية تصنيع الصواريخ بأدوات محلية وأخرى جرى استيرادها من الخارج لغايات غير مشروعة.

ونوه إلى أن عناصر هذه الخلية أنشأت مستودعين لغايات التصنيع والتخزين في محافظة الزرقاء والعاصمة عمان، أحدهما كان محصناً بالخرسانة لتخزين الصواريخ ويحتوي على غرف سرية مقفلة.

ولفت الانتباه إلى أن عناصر هذه الخلية التي عملت على إنتاج هياكل الصواريخ وتصنيعها قد تلقت التدريبات والأموال من الخارج، إذ تمكنت من إنتاج النموذج الأول لصاروخ قصير المدى.

وفي القضية الثالثة، أكد أن أربعة عناصر انخرطت في مشروع لتصنيع طائرات مسيرة “درونز”، مستعينة بأطراف خارجية عبر زيارات لدول للحصول على الخبرات اللازمة لتنفيذ مخططها، قبل أن تنجز من مواد أولية مجسماً لطائرة مسيرة.

أما القضية الرابعة فهي مكونة من خمسة عناصر ضمن مجموعتين، أشار إلى أن المخططين الذين تدرب بعضهم في الخارج عملوا على تجنيد وترشيح عناصر وإخضاعها لدورات وتدريبات أمنية غير مشروعة.

وأعلن الوزير الأردني أن المتهمين بالقضايا السابقة أحيلوا إلى محكمة أمن الدولة بالتهم المسندة إليهم خلافاً لأحكام قانون منع الإرهاب، وذلك بعد انتهاء إجراءات التحقيق معهم ومصادقة النائب العام لمحكمة أمن الدولة على قرار الظن الصادر بحقهم أصولاً ووفق أحكام القانون.

واعتبر المومني أن التفاصيل التي أعلن عنها ما هي إلا جزء يسير من تحركات معقدة تمكنت الأجهزة الأمنية من إحباطها، مشيراً إلى تقرير متلفز جرى إعداده حول قضية تصنيع الصواريخ يتضمن لقطات مُصورة لمواقع تصنيع الصواريخ والأدوات التي استخدمت والنشاطات التي قام بها أعضاء الخلية.

المزيد عن: الأردنالجيش الأردنيالاستخبارات الأردنية