حمل العام 2024 الحرب الرابعة على لبنان، وهي الأشرس والأكثر دمويّةً (علي علوش) عرب وعالم لبنان في عام 2024: الحرب الأفظع والمجهول المستمر by admin 26 ديسمبر، 2024 written by admin 26 ديسمبر، 2024 25 مع نهاية العام، بقيت جهود إعادة الإعمار في لبنان مستمرة وسط ظروفٍ سياسيّة وأمنية غير مستقرة. أطلقت المنظمات المحلية والدولية مشاريع إغاثة وإعادة بناء، لكن المخاوف من تجدد النزاع لا تزال قائمة. جريدة المدن الاكترونية / بتول يزبك – صحافية لبنانية شهد لبنان عامًا حافلًا بالأحداث الدراماتيكيّة والتصعيدات السّياسيّة والأمنيّة، وصولًا إلى لحظة حرب أيلول الأعنف والأكثر دمويّةً في تاريخه. حيث وقف اللبنانيون حينها أمام “الحدث الأمنيّ” الجلّل الذي سرعان ما استحال حربًا، مفجوعين، وهم موقنون تمام اليقين أن كل الجهود الدبلوماسيّة والسّياسيّة وكل “التطمينات” التي تستبعد سيناريو الحرب الشاملة أو التصعيد اضمحلت. وأدركوا وعلى حين غرة أنهم كانوا في “ليمبو” المواجهات، وها هم بدأوا يتهادون نحو السّيناريو الجهنميّ الأفظع، مهما اختلفت مسمياته. ومما لا لبس فيه أن العام 2024 كان محطةً مفصليةً في تاريخ لبنان الحديث. حيث وجد لبنان نفسه متورطًا في سلسلةٍ من الحوادث الأمنيّة المتصاعدة والّتي أكدّت على موقعه كـ “دولةٍ حاجز” ضمن المشهد الجيوسياسيّ المتقلب في الشرق الأوسط. كانون الثاني- آذار: هدوءٌ مشوبٌ بالتوتر بدأ العام بهدوءٍ ظاهريّ، بينما كانت التوترات تختمر على الحدود الجنوبيّة. شهدت هذه الفترة تعزيزاتٍ عسكريّة من قبل حزب الله وإسرائيل، مع تصعيد في الخطابات العدائيّة بين الطرفين. وبدا أن كلا الجانبين يتأهبان لنزاعٍ قد يكون الأكبر منذ سنوات. في هذه الفترة، تجنّبت الأطراف المواجهة المباشرة واختارت التموضع الاستراتيجيّ الذي أعطى انطباعًا زائفًا بالاستقرار. وترافق هذا الهدوء الظاهريّ مع أزمةٍ سياسيّةٍ داخليّةٍ متفاقمة، حيث استمر شغور منصب رئاسة الجمهوريّة مما ساهم في تعميق الانقسامات بين القوى السّياسيّة اللّبنانيّة، فضلًا عن الجدليّة المتعلقة بتورط الحزب وتوريطه لبنان بجبهة إسنادٍ و”مشاغلة” للجانب الإسرائيليّ في حربه على حركة “حماس” وطرديًّا المقتلة الدمويّة في قطاع غزّة، من غير إشراك أو رضى أو استشارة سائر الجماعات اللّبنانيّة تحت مبدأ “تقرير المصير المشترك”. في الثاني من هذا الشهر اغتالت إسرائيل القيادي في حماس صالح العاروري واستهدفته عبر مسيرة استهدفت مكتبه في عمق الضاحية الجنوبية لبيروت. نيسان- أيار: بداية التصعيد في نيسان، أعلن حزب الله عن إسقاط طائرةٍ إسرائيليّة بدون طيار، مما شكّل تصعيدًا عسكريًا ملموسًا. وهذه الحادثة أبرزت استعداد الحزب للدخول في مواجهاتٍ أكثر مباشرة، إلّا أن المواجهات العسكريّة ظلّت في هذه الفترة ضمن حدود “قواعد الإشتباك”. وعلى الصعيد الداخليّ، شهد شهر نيسان حادثة اغتيال باسكال سليمان، القياديّ في حزب القوّات اللّبنانيّة، وهو ما أدّى إلى توترٍ وشقاقٍ أهليّ متصاعد. وجاء مقتل سليمان وسط أجواء مشحونةٍ سياسيًا وطائفيًا. ورافق ذلك تزايد في الاحتجاجات الشعبيّة الّتي طالبت بحلولٍ للأزمة الاقتصاديّة وتحديدًا الفئات الأكثر تضرّرًا من الأزمة المتناسلة في القطاع العام. واستمر التصعيد خلال أيار، مع تبادل التهديدات بين حزب الله وإسرائيل عبر وسائل الإعلام. واحتدم الجدل حول الاستعدادات العسكريّة لكل طرفٍ، حيث ادعت إسرائيل قدرتها على تنفيذ ضرباتٍ دقيقة، بينما استعرض حزب الله إمكانياته التكنولوجيّة. حزيران: بداية الضربات في حزيران، اندلع نزاعٌ مفتوحٌ بين حزب الله وإسرائيل. أُطلقت الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل، وردّت إسرائيل بغاراتٍ جويّةٍ مكثّفة استهدفت مواقع حزب الله في الجنوب. وأسفرت هذه المواجهات عن نزوح مئات المدنيين وتدميرٍ للبنية التحتيّة في جنوب لبنان. ووصفت هذه الضربات بأنّها الأعنف منذ سنوات، حيث تركت أثرًا كبيرًا على سكّان المناطق الحدوديّة الّتي سُويّت بالأرض وأصبحت مناطقًا محروقة. وعلى الصعيد السّياسيّ، بدأت الحكومة اللبنانية تواجه انتقادات واسعة لعجزها عن إدارة الأزمة وتأمين الدعم الدولي الكافي. بالتزامن، بدأت جهود منظمات الإغاثة الدولية بالتزايد لتقديم المساعدات الطارئة للنازحين. كما برزت مبادرات محلية من المجتمعات اللّبنانيّة لدعم النازحين، في محاولةٍ للتخفيف من حدّة الأزمة الإنسانيّة. تموز: مجزرة مجدل شمس واغتيال فؤاد شكر في 28 تموز، وقعت الحادثة الّتي كان المنعطف الأخطر في المواجهات بين حزب الله وإسرائيل، وتحديدًا في قرية مجدل شمس بهضبة الجولان، حيث قُتل 12 مدنيًّا جلّهم من الأطفال في هجومٍ بالصواريخ. وأرجعت إسرائيل الهجوم مباشرة إلى حزب الله، الذي نفى بشدة أي تورط. ردًّا على ذلك، شنت إسرائيل سلسلة من القصف العنيف الذي استهدف ليس فقط المنشآت العسكريّة ولكن أيضًا الجسور والطرق ومحطات الطاقة في جنوب لبنان، بدعوى أن هذه البنى التحتيّة استُخدمت من قبل حزب الله لدعم عملياتهم العسكريّة. وفي 30 يوليو 2024، قُتل فؤاد شكر، أحد القادة العسكريين البارزين في حزب الله، في غارةٍ جويّةٍ إسرائيليّة استهدفت شقته في الضاحية الجنوبية لبيروت. وكان لمقتل شكر أثرٌ مباشرٌ على تراجع القدرات اللوجستيّة لحزب الله خلال الأسابيع التالية، مما أثار تساؤلات حول قدرة الحزب على التعافي السّريع. كما أدّى غيابه إلى فراغٍ قياديٍّ واضح في إدارة العمليات اللوجستيّة داخل الحزب. آب: مناوشاتٌ جديّة صعّدت إسرائيل هجماتها في شهر آب، مستهدفةً القدرات اللوجستيّة والبنية التحتيّة لحزب الله. وتسببت العملية في نزوحٍ واسع وانقطاع الخدمات الأساسية في جنوب لبنان، مما دفع المنظمات الدوليّة للتدخل لتقديم المساعدات. كانت هذه العملية واحدة من أكبر العمليات العسكريّة الإسرائيليّة منذ حرب 2006، حيث أدّت إلى تغييرات كبيرة في ميزان القوى على الأرض. حاول حزب الله الرد على هذه الهجمات من خلال عمليات محدودة، لكنها لم تكن كافية لتغيير مسار النزاع. وفي هذه الفترة، بدأ يتضح الأثر الاقتصادي المدمر للنزاع، مع تقارير تشير إلى خسائر بمليارات الدولارات في القطاعات الزراعيّة والصناعيّة. وأثار هذا التدخل العسكري موجة جديدة من الجدل الدولي حول ضرورة فرض هدنة تتيح المجال لتقديم المساعدات الإنسانية. من جهة أخرى، أشارت تقارير دولية إلى ازدياد عدد الهجمات العشوائيّة الّتي استهدفت المدنيين في القرى الحدوديّة، ما دفع الأمم المتحدة إلى إصدار بيانات تدين الانتهاكات. أيلول: بداية الحرب الرابعة على لبنان لم يكن قد بقي إلّا أن تنفجر الأجساد أمامهم، ليقول اللّبنانيون إنّهم رأوا كل شيء، حرفيًّا. في 17 و18 أيلول، شهد لبنان حدثًا أمنيًّا خطيرًا، تمثل بإقدام إسرائيل على تفجير أجهزة الـ”Pager” وأجهزة الـ”icom” اللاسلكيّة، وبطاريات الطاقة الشمسيّة، الّتي يحملها مئات عناصر حزب الله، وأصابتهم بجراحٍ بالغة في مختلف أنحاء لبنان (37 ضحية ونحو 3000 مصاب). والأسلوب اللئيم الذي اعتمدته إسرائيل، في عمليتها المُسماة إعلاميًّا بـ”تحت الحزام”، هو في تمكّنها من تحويل لبنان كاملًا إلى ساحة حربٍ لا تُرى. حربٌ من دون رصاصةٍ واحدة. خرقٌ استخباراتيّ من الطراز الأوّل لم يكن اللّبنانيون يتخيلون حتّى وفي أسوأ كوابيسهم وأكثرها سوداويةً وإيلامًا، أنّهم قد يشهدون الحرب في بيوتهم وشوارعهم، تدنو منهم بلا أي سابق إنذار. وفي 20 أيلول، أعلنت إسرائيل عن مقتل إبراهيم عقيل، قائد وحدة النخبة في حزب الله، مع نحو عشرة مسؤولين آخرين في غارةٍ جويّة على الضاحيّة الجنوبيّة لبيروت، قتلت العشرات وجرحت المئات. وجاء مقتل عقيل كضربةٍ موجعة لقيادة الحزب في ظل التوترات المتصاعدة، ما أدّى إلى تراجع واضح في العمليات الميدانية لحزب الله. بالإضافة إلى ذلك، أثيرت تساؤلات حول فاعلية الدفاعات الجويّة للحزب أمام الغارات المكثّفة. في 23 أيلول، شنّت إسرائيل عملية عسكريّة واسعة أطلقت عليها اسم “عملية سهام الشمال”، مستهدفةً مواقع لحزب الله عبر مئات الغارات الجويّة جنوب وشرق لبنان. العملية جاءت في سياق الرّدّ الإسرائيليّ على استهداف حزب الله المستوطنات الشماليّة. وتسببت الغارات المكثّفة في مقتل 558 شخصًا، بينهم مدنيون، أطفال، ونساء، بالإضافة إلى 1835 مصابًا، وفقًا لوزارة الصحة اللّبنانيّة. إلى جانب الخسائر البشرية، أدى القصف إلى نزوح أكثر من 90 ألف مدنيّ من مناطقهم، ما عمّق الأزمة الإنسانية في البلاد. من جهته، ردّ حزب الله بإطلاق عشرات الصواريخ باتجاه المستوطنات الإسرائيليّة الشماليّة ومدينتي صفد ومحيطها. كما حاولت إسرائيل تنفيذ غارة أخرى استهدفت الضاحية الجنوبيّة بهدف اغتيال القيادي البارز علي كركي، لكن العملية فشلت رغم الدعاية الإسرائيليّة الّتي ادّعت نجاحها في البداية. في 27 أيلول، اغتيل الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، في غارةٍ جويّة إسرائيليّة استهدفت الضاحيّة الجنوبيّة في بيروت. العملية جاءت بعد ورود معلومات لجيش الاحتلال الإسرائيلي حول اجتماع قادة حزب الله في المقرّ المركزي للضاحية. ووفقًا للتقارير، استخدمت طائرات إف-35 قنابل خارقة للحصون بوزن يزيد على 2000 طن، مما أدى إلى تدمير ستة مبانٍ بالكامل واستهداف المقرّ. كما أعلن جيش الاحتلال عن اغتيال علي الكركي، قائد الجبهة الجنوبية لحزب الله، والعميد عباس نیلفروشان، نائب قائد فيلق القدس. تشرين الأوّل: الّتدخل الدّوليّ واغتيال هاشم صفي الدين في تشرين الأوّل، شنت إسرائيل هجومًا بريًا واسعًا على جنوب لبنان بهدف إنشاء منطقة عازلة. أدت المعارك العنيفة إلى سقوط آلاف القتلى من المدنيين والمقاتلين. استدعى التصعيد مؤتمرًا دوليًا في باريس، حيث تم الاتفاق على تقديم مساعدات إنسانية ودعم أمني للبنان. لعب هذا المؤتمر دورًا حاسمًا في تخفيف حدة التوترات، لكنه لم يقدم حلولًا جذرية للأزمة.. وفي أوائل تشرين الأوّل، قُتل هاشم صفي الدين، مسؤول بارز في “حزب الله” وخليفة محتمل لحسن نصرالله، في غارة جوية إسرائيلية على بيروت. فيما استمرت الغارات الجويّة العنيفة على امتداد جنوب وشرق لبنان في البقاع الأوسط والشماليّ وصولًا إلى ضاحيّة بيروت الجنوبيّة وبيروت المركزيّة وكسروان وطرابلس. تشرين الثاني: هدنة هشّة بعد جهود دبلوماسية مكثفة، تم التوصل إلى هدنةٍ وُصفت بالهشّة في نهاية شهر تشرين الثاني، بعد وساطةٍ أميركيّة قادها المبعوث الأميركيّ آموس هوكشتاين، بعد شهرٍ دمويّ من الغارت الجويّة الّتي أدّت إلى مقتل وجرح الآلاف. وأنهى اتفاق وقف إطلاق النار، 13 شهرًا من العنف. حيث دخل الاتفاق حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني، ونصّ على نشر القوّات الأمنية والعسكريّة اللّبنانيّة على الحدود والمعابر، وسحب إسرائيل لقواتها تدريجيًا إلى جنوب الخط الأزرق خلال مدّة تصل إلى 60 يومًا. كما تضمن الاتفاق تشكيل لجنة مقبولة لدى الطرفين لمراقبة تنفيذ الالتزامات. على الرغم من التوصل إلى هذا الاتفاق، تستمر الخروقات الإسرائيليّة حتّى اللحظة. كانون الأوّل: نحو مستقبلٍ ملتبس مع نهاية العام، بقيت جهود إعادة الإعمار مستمرة وسط ظروفٍ سياسيّة وأمنية غير مستقرة. أطلقت المنظمات المحلية والدولية مشاريع إغاثة وإعادة بناء، لكن المخاوف من تجدد النزاع لا تزال قائمة. أشارت التقارير إلى أن الخسائر الاقتصادية تجاوزت 8.5 مليار دولار، بينما دُمرت آلاف المنازل، مما جعل عملية التعافي صعبة وطويلة الأمد. ومع تصاعد الضغوط الدوليّة، أعلنت الحكومة اللبنانية عن خطة إصلاح شاملة تهدف إلى معالجة تداعيات النزاع واستعادة ثقة المجتمع الدولي. استمر الحديث عن إصلاحات سياسية ضرورية، أبرزها الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية. بالإضافة إلى ذلك، جرت نقاشات حول ضرورة إجراء إصلاحات في القطاع الأمني لمنع تكرار الانتهاكات التي شهدها العام. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post طرطوس: القبض على محمد كنجو..مصدر أحكام الإعدام بحق المعتقلين next post ثورة في أبحاث القلب… خلال عام 2024 You may also like الإسلام السياسي وكعكة سوريا الجديدة 27 ديسمبر، 2024 ليبيا… استنساخ “معقد” لمسرح صراع دولي 27 ديسمبر، 2024 ما مصير الاتفاقات الروسية مع سوريا بعد هروب... 27 ديسمبر، 2024 ارتفاع وفيات المهاجرين لإسبانيا عبر الأطلسي في 2024 27 ديسمبر، 2024 شجاع العلي.. المسؤول عن مجزرة الحولة وعمليات الاختطاف... 27 ديسمبر، 2024 محمد كنجو “سفاح صيدنايا” الذي قبض عليه في... 27 ديسمبر، 2024 حين أدار الأسد ظهره لنصائح السعودية ومضى في... 27 ديسمبر، 2024 تقرير: إسرائيل تنوي البقاء في لبنان بعد “الـ... 26 ديسمبر، 2024 الأمن السوري يقتل “شجاع العلي” المتورط في جرائم... 26 ديسمبر، 2024 اعتقال المسؤول عن الإعدامات بسجن صيدنايا بعد اشتباكات... 26 ديسمبر، 2024