الأربعاء, نوفمبر 6, 2024
الأربعاء, نوفمبر 6, 2024
Home » كيف وظفت دول عظمى الذكاء الاصطناعي في الفضاء؟

كيف وظفت دول عظمى الذكاء الاصطناعي في الفضاء؟

by admin

 

الولايات المتحدة استخدمته لتسريع وتيرة اتخاذ القرار ويساعد الصين على تطوير أنظمة أمن سيبراني

اندبندنت عربية / سامي خليفة صحافي متخصص في العلوم والتكنولوجيا

كان الفضاء منذ فترة طويلة مجالاً بالغ الأهمية للعمليات العسكرية، لكن أهميته على وشك أن تتضاعف مع تمكين الذكاء الاصطناعي للدول القيام بمجموعة من العمليات لم تكن ممكنة من قبل ومن ثم إعادة كيفية تعامل هذه الدول مع الاكتشافات الفضائية، ويمكن الشعور بتأثيره في تعزيز الوعي الظرفي وزيادة أجهزة الاستشعار وصولاً إلى الصيانة التنبؤية ودفع عملية صنع القرار المستقلة ودعم المهام العلمية ورواد الفضاء.

ولدمج الذكاء الاصطناعي في تكنولوجيا الفضاء أهمية خاصة كون الأصول الفضائية توفر ميزة المعلومات ومرونة الاستجابة للجيوش لتتكيف بسرعة، فيما توفر الأقمار الاصطناعية مزايا حاسمة في الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، مما يسمح للتشكيلات العسكرية بكشف التهديدات والاستجابة والبقاء على أهبة الاستعداد دائماً.

الصيانة والأمن السيبراني

بدأت قوة الفضاء الأميركية أخيراً باستخدام الذكاء الاصطناعي لتسريع وتيرة اتخاذ القرار وتحسين التخطيط الاستراتيجي، إذ يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي من خلال تحليل مجموعات البيانات المستمدة من الفضاء، التنبؤ بالتهديدات المحتملة وتحسين استراتيجيات الاستجابة وتوفير القدرة على التكيف.

وعلى صعيد متصل، تخطط قيادة العمليات الفضائية الأميركية (SpOC) لاستخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي للتنبؤ بحاجات الصيانة وتعزيز الكفاءة، مستفيدة من تطوير الباحثين في معهد “ماساتشوستس للتكنولوجيا” نماذج تتنبأ بنمط حياة الأقمار الاصطناعية، إذ تشير الانحرافات في هذه النماذج التنبؤية إلى مشكلات أو تدخلات غير مرغوب فيها تواجهها الأقمار الاصطناعية.

وتحقق الصين تقدماً مماثلاً في معهد “هاربين للتكنولوجيا”، مع التركيز على التحليلات التنبؤية القائمة على الذكاء الاصطناعي لتوقع حاجات الصيانة وضمان التوافر التشغيلي المستمر للأقمار الاصطناعية.

اقرأ المزيد

دراسة تكشف إمكانية إنتاج أعضاء بشرية في الفضاء وإعادة زراعتها على الأرض

الصين تبتكر أداة ذكاء اصطناعي منافسة لمنتجات أميركية

مسيرات وذكاء اصطناعي ضمن خطط الموازنة البريطانية

شركات عالمية تتعهد “ذكاء اصطناعيا أكثر أخلاقية”

إلى ذلك، ساعد الذكاء الاصطناعي في تطوير الأمن السيبراني الفضائي وبدأت القيادة السيبرانية الأميركية باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحديد التهديدات السيبرانية ومواجهتها خلال الوقت الفعلي، بينما تعمل الصين أيضاً على تطوير أنظمة أمن سيبراني مماثلة مدفوعة بالذكاء الاصطناعي، مع تأكيد قدرته على اكتشاف الاختراقات ومنع الوصول غير المصرح به إلى شبكات الفضاء الحساسة.

التعاون الفضائي وحرب البيانات

إضافة إلى ما تقدم يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً في تحسين التكامل مع القوات المتحالفة، وخير دليل على ذلك تعاون قوة الفضاء الأميركية مع شركائها الدوليين لتبادل الأفكار والمعلومات الاستخباراتية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. وأدركت الصين مثل الولايات المتحدة هذه الميزة المحتملة، وتستكشف البحوث التي تجريها “أكاديمية العلوم العسكرية” التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني أطر الذكاء الاصطناعي التي تمكن من تبادل البيانات بسلاسة والتنسيق العملياتي بين القوات الصينية والقوات المتحالفة، فيما شملت بعثات الفضاء الصينية الأخيرة مثل “تشانغ أي 6” التي أطلقت خلال الثالث من مايو (أيار) 2024 مشاركة عديد من الدول.

وأنشأت الصين بالفعل شبكة اتصالات في الفضاء العميق بحيث يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي المتقدمة إدارة وتحسين الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية، والتعامل مع التوجيه وإعادة التوجيه. والواقع أن البحوث الجارية في جامعة “شنغهاي جياو تونغ” تركز على بروتوكولات الاتصالات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين مرونة شبكات الأقمار الاصطناعية وكفاءتها.

وفي كل هذه المجالات من التطبيق يلوح مفهوم الحرب القائمة على البيانات في الأفق، إذ تستفيد الولايات المتحدة والصين من الذكاء الاصطناعي لإدارة وتحليل كميات هائلة من البيانات، وتوفير معلومات استخباراتية دقيقة خلال الوقت المناسب، وهو أمر بالغ الأهمية لنجاح البعثات الفضائية فضلاً عن العمليات متعددة المجالات التي تتيحها الأصول الفضائية. وهناك بالفعل أمثلة ملموسة للبحوث التي تهدف إلى ترسيخ هذه المزايا ومنها سعي الباحثين في جامعة “بكين” إلى تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي تدمج المعلومات من مصادر بيانات متنوعة، وتعزز الذكاء البصري والاستدلال فضلاً عن العمل على الاستقلالية، وهي المجالات التي تنطبق بصورة كبيرة على الحرب القائمة على البيانات.

البيانات الفلكية

من ناحية ثانية، يستخدم علماء الفلك الذكاء الاصطناعي لفحص مجموعات البيانات الفلكية، وتتعرف أدواته على أنواع المجرات والعناقيد النجمية وتصنفها بناء على الحركة المشتركة.

ومن النجاحات التي يمكن ذكرها هنا تعاون وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” مع شركة “غوغل” لتدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع لتحليل البيانات من مهمة “كيبلر” للكواكب الخارجية، الذي تمخض عنه اكتشاف كوكبين خارجيين جديدين وهما “كيبلر أي 90” و”كيبلر جي 80″، كان العلماء تجاهلوهما سابقاً.

يستخدم علماء الفلك الذكاء الاصطناعي لفحص مجموعات البيانات​​​​​​​ (رويترز)

فيما استطاعت جامعة “ليدز” البريطانية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات تلسكوب “جايا” الفضائي وأدى هذا الأمر إلى اكتشاف 2000 نجم أولي، وهو تحسن كبير مقارنة بتحديد العلماء السابق لنحو 100 نجم فحسب قبل اعتمادهم تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.

الاستكشاف الكوكبي الآلي المستقل

ويعمل الذكاء الاصطناعي على تمكين المركبات الروبوتية على الأسطح الكوكبية مثل المريخ من خلال توفير استقلالية متقدمة لمهام كثيرة ومنها الملاحة القائمة على الرؤية وتخطيط المسار، واكتشاف الأجسام وتحديد أولويات المهمة التكيفية، وهذا يمكنها من عبور التضاريس الوعرة وغير المألوفة باستخدام الخرائط الموجودة على متن المركبة وبيانات الاستشعار.

وتستفيد مركبات “ناسا” وأهمها “كيريوسيتي” و”بيرسيفيرانس” من نظام “AEGIS” القائم على الذكاء الاصطناعي لبناء خرائط تضاريس ثلاثية الأبعاد مستقلة وتحديد سمات الصخور وتكوين التربة، لا بل يمكنه حتى التوصية بالأنشطة اليومية بناء على تعقيد التضاريس واستخدام الطاقة والقيمة العلمية.

دعم صحة رواد الفضاء

وبما أن العبء العقلي والجسدي خلال البعثات التي تستغرق أعواماً عدة يخلق الحاجة إلى رعاية طبية محسنة لرواد الفضاء، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً واعداً في تحسين أنظمة دعم الطاقم في المستقبل.

ومن خلال دمج تدفقات البيانات متعددة الوسائط من أجهزة الاستشعار التي تتبع معدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجلد إلى تسجيل أنماط التمارين والنوم، يمكن للتحليلات الصحية التنبؤية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تمكين التدخلات المخصصة المصممة خصيصاً لكل رائد فضاء. ويسمح الجمع بين العلامات الحيوية خلال الوقت الفعلي والمؤشرات السلوكية والظروف البيئية بصورة شاملة بإجراء تشخيصات متطورة وتحذيرات مبكرة من الأخطار وتقديم خطط علاج مخصصة.

والمثال الأبرز على ذلك إطلاق شركتي “إيرباص” و”أي بي أم” ومركز الفضاء الألماني عام 2018 روبوتاً ذكياً يتحكم فيه صوتياً إلى محطة الفضاء الدولية، وتميز هذا الروبوت بقدرته على الرؤية والسمع والفهم والتحدث عبر التعرف على الصوت والوجه، والأهم من ذلك أنه يعمل كرفيق عاطفي يمكنه استشعار مستويات التوتر، ودُرب على الدعم النفسي باستخدام قدرات اللغة الطبيعية وقيادة رواد الفضاء من خلال التجارب العلاجية لرفع الحال المزاجية.

المزيد عن: الذكاء الاصطناعيعلوم الفضاءالولايات المتحدةالصينالاستخباراتالمراقبة والاستطلاعالمريخالأمن السيبراني

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00