كيف خدع “مستر حسين” ضحاياه واستولى على 95 مليون دولار؟

استعان بـ”رجال الدين” لتحريم فوائد البنوك وجذب المواطنين إلى شركته بأرباح مغرية سرعان ما تعثرت

اندبندنت عربية / عبد الرحمن أبو بكر  @korashy83

ألقت الأجهزة الأمنية في محافظة المنيا في صعيد مصر القبض على المدعو حسين.م الشهير بـ”مستر حسين”، لاتهامه بالاحتيال والنصب، بعد أن جمع ما يزيد عن مليار ونصف المليار جنيه (95 مليون دولار أميركي) من أهالي قرى مركز مغاغة في المحافظة وعدد من المراكز المجاورة لها، بحجة استثمارها في التجارة وتصدير الرخام إلى الصين، بأرباح شهرية تصل إلى 25 في المئة، لكنه سرعان ما تعثر في سداد تلك الأرباح، ما جعل الرأي العام المصري يطلق عليه لقب “مستريح مغاغة” أو “مستريح المنيا”.

ضحايا “المستريح”

قال أحمد عبدالله، أحد ضحايا “حسين.م ” لـ”اندبندنت عربية” إن المتهم قام بإغراء الأهالي بأرباح مرتفعة تجاوزت قيمتها 25 في المئة عبر صناعة الرخام وتصديره إلى الخارج، واستعان بعدد من رجال الدين المزيفين الذين وجهوا خطاباً لأهالي قرى مركز مغاغة، مفاده أن فوائد البنوك محرمة دينياً لكن “تسعة أعشار الرزق في التجارة”، ونصحوا الأهالي بالمبادرة في توظيف أموالهم ومدخراتهم مع المتهم. وتبين بعد ذلك أن رجال الدين هؤلاء يعملون لديه كمندوبين لجمع الأموال.

وكشف أحمد أنه سرعان ما بادر إلى بيع بعض العقارات التي يملكها ليوظف 500 ألف جنيه مصري، نحو (31 ألف دولار أميركي) في شركته، لافتاً إلى أن الأرباح كانت منتظمة خلال خمسة أشهر، لكنه سرعان ما تعثر في السداد.

وأضاف “أن المتهم نجح في تكوين شبكة كبيرة من المندوبين الذين كانوا يوظفون استخدام أسماء أشخاص لهم سمعة طيبة يحظون بثقة الأهالي داخل قرى محافظة المنيا في صعيد مصر، نظراً لبساطة الأهالي، ما جعل عديداً من العملاء يقعون في شباكه، حتى لجأ بعض الضحايا للاقتراض لتوظيف الأموال في شركته”.

وكشف الضحية “أن المتهم حينما تعثر في سداد الأرباح، كان يخدع الأهالي بأن جائحة فيروس كورونا تسببت في تعطل حركة تصدير الرخام إلى الخارج، بسبب سياسة الإغلاق الكامل في أغلب دول العالم، لكن عبر التحري عن شركته تبين أنها لم تعمل في التصدير من قبل”.

وتروي فاطمة العربي، إحدى الضحايا، أنها نصحت زوجها وألحت عليه لبيع منزلهم بهدف توظيف قيمته في شركة المتهم، ليسكنوا بعدها بالإيجار، إلا أنه بعد تعثر المستريح وافتضاح أمره تسببت تلك الأزمة في طلاقها.

وكانت الأجهزة الأمنية قد ألقت القبض على “مستر حسين” ومعاونه خلال تواجدهما في أحد المنازل في مركز العدوة، بعد هروبهما من المواطنين الذين شددوا الخناق عليهما في مقر إقامتهما الأصلي في قرية قفادة بمركز مغاغة.

نفي عائلة المتهم 

من جانبه نفى أحد أفراد عائلة المتهم أنه كان في نيته النصب على الأهالي، مؤكداً أنه “كان يرغب في توظيف أموالهم عبر التجارة والاستثمار، وحقق نجاحاً خلال المرحلة الأولى من التجارة، لكنه لم يخطط لعملية توظيف الأموال بشكل علمي وخطوات واقعية، بخاصة أن جائحة كورونا تسببت في انهيار أسواق الاستثمار والتجارة، ما أسفر عن تعثر سداد الأرباح للمواطنين”.

وأشار إلى أن القبض على المتهم لن يحل أزمة الضحايا، لأن المتهم شكل لجنة عرفية من عمد القرى، ووعد كافة الضحايا بتقسيط المستحقات التي دفعها المودعون، لافتاً إلى أنه ضحية لسوق التجارة و التصدير خلال جائحة كورونا، مطالباً الأهالي بعدم إثارة الأزمة في وسائل الإعلام مرة أخرى، لأن الإعلام يزيد من تفاقم الأزمة، على حد وصفه.

من جانبه كشف اللواء عادل عبدالعظيم، مساعد وزير الداخلية الأسبق أن ظاهرة “المستريح” تنتشر داخل قرى الصعيد والدلتا، نظراً لانتشار الأمية في تلك القرى، مع غياب الوعي التجاري والمصرفي”، مطالباً ضحايا “مستريح مغاغة” بضرورة تقديم بلاغات للنائب العام حتى يجري الحجز على أملاك المتهم ومندوبيه لضمان حقهم.

وأضاف قائلاً، “مع كل حالة نصب واحتيال جديدة نحذر المواطنين من التعامل مع شركات توظيف الأموال غير المرخصة من قبل الدولة، أو التعامل مع المندوبين المجهولين مهما كانت أرقام الأرباح مغرية، لكن طمع البعض وقلة وعيه يجعل الضحية فريسة سهلة لأي محتال”.

المزيد عن: مصر/مستريح مغاغة/مستريح المنيا/مستر حسين/تعثر السداد/الفوائد