فيلم _حادثة بسيطة_ لجعفر بناهي الفائز بـ_سعفة_ كان (ملف الفيلم) ثقافة و فنون كيف توزعت جوائز مهرجان كان السينمائي؟ by admin 27 مايو، 2025 written by admin 27 مايو، 2025 15 إنتاج الفيلم جرى في سرية بتمويل فرنسي وجهد فريق حريص على إبقاء المشروع بعيداً من الأعين حتى لحظة عرضه اندبندنت عربية / هوفيك حبشيان في أمسية ختامية حملت كثيراً من الرمزية، منح مهرجان كان السينمائي من الـ13 إلى الـ24 من مايو (أيار) الجاري “سعفته الذهبية” للمخرج الإيراني جعفر بناهي عن فيلمه الجديد “حادثة بسيطة”، واضعاً بذلك حداً لمسيرة طويلة من المنع والقمع، ومفتتحاً فصلاً جديداً في علاقة هذا السينمائي المتمرد مع العالم. وبعد أعوام من الصمت المفروض والسفر الممنوع والكاميرا المخبأة، ها هو بناهي ابن طهران يقف على المسرح الأكثر شهرة بين المهرجانات الدولية (صالة لوميير في كان)، في لحظة لا تخصه وحده، بل تعبر عن مقاومة الفن لكل ما يراد له أن يسكت. جاء تتويجه بعد 28 عاماً من فوز والده الروحي عباس كيارستمي بـ”السعفة” الأولى لإيران عن “طعم الكرز”، في مصادفة تتجاوز التقدير الفني لتلامس بعداً تاريخياً. وبين الجائزتين تاريخ من الاعتقالات والملاحقة والتعنت على صناعة فن ضمن قيود حولها بناهي إلى لغة. ومن فيلم إلى آخر رفض بناهي الاستسلام، مواصلاً عمله تحت طائلة الحظر والمنع، مستعيناً بالكاميرا كأداة بقاء قبل أن تكون أداة تعبير. بناهي ثاني مخرج في تاريخ المهرجان يفوز بـ”السعفة” عقب تجربة السجن، بعد التركي الكردي يلماز غونيه عام 1982 الذي نالها عن فيلمه “يول”. كما لو أن كان يكرس، مرة أخرى، دور السينما كمساحة حرة للعدالة الرمزية، تكرم المنفيين والمنبوذين والمقموعين. “قيمة عاطفية” فاز بـ”الجائزة الكبرى” (ملف الفيلم) الفيلم نفسه “حادثة بسيطة” لا يحمل من البساطة سوى العنوان فهو يبدأ بحادثة سيارة عابرة، ويقود المشاهد نحو مواجهة مفاجئة بين ضحية وجلاد محتمل. رجل كان يوماً في صفوف أجهزة القمع، يقود سيارته ويصطدم بكلب، فيصادف شخصاً يتعرف إليه ويشك في أنه أحد معذبيه. وتبدأ حينها رحلة استقصاء شخصية وتاريخية يجمع فيها الضحية شهوداً من السجناء والمعارضين السابقين لتأكيد هوية الجلاد. ويفتح الفيلم الباب على أسئلة مؤلمة منها، هل يمكن للضحية أن تظل ضحية إذا أمسكت بزمام القوة للانتقام؟ في هذا العمل، لا يقدم بناهي سردية مبسطة للخير والشر. ونراه يعقد المشهد ويضخ فيه أسئلة أخلاقية تتجاوز السياق الإيراني. فالفيلم لا يكتفي بإدانة السلطة، محولاً لحظة الاصطدام إلى تفكيك لذاكرة جماعية مشروخة. إنتاج الفيلم جرى في سرية وبتمويل فرنسي وجهد فريق حريص على إبقاء المشروع بعيداً من الأعين، حتى لحظة عرضه في “كان”. فالحساسية السياسية لموضوعه والجرأة في تصوير بنية القمع من الداخل، جعلتاه عملاً محفوفاً بالأخطار، لكنه خلال الوقت نفسه محفوف بالأمل. عودة بناهي إلى الساحة الدولية وحضوره لتسلمه الجائزة بعد أعوام كان يترك فيها كرسيه فارغاً كمبادرة رمزية، ليسا فقط انتصاراً فنياً، بل شهادة على صلابة الفنان حين يقرر المقاومة الفنية. أعوام المنع لم تسكته، بل دفعته إلى تطوير أسلوب فريد يقوم على الحد الأدنى من الوسائل والحد الأقصى من التأثير. ربما لهذا السبب بدا فوز بناهي محملاً بأكثر من مجرد قيمة فنية، فقد قرأ بعضٌ الجائزة بوصفها موقفاً سياسياً. ولعل اللجنة التي ترأستها الممثلة جولييت بينوش وجدت في تتويج بناهي لحظة رمزية نادرة: مكافأة رجل لم يغادر بلده ولم يستسلم ولم يساوم، لكن الأسئلة التي يطرحها الفيلم وأهميته الفنية تجعلان من فوز بناهي لحظة استرداد لكرامة سينما كاملة. اختيارات لجنة التحكيم الأخرى عبرت عن تنوع التجارب والرؤى. و”الجائزة الكبرى” ذهبت إلى المخرج النرويجي يواكيم ترير عن فيلمه “قيمة عاطفية”، دراما عائلية رقيقة تتناول علاقة أب بابنتيه بعد أعوام من الانقطاع. يلامس ترير تعقيدات الذاكرة العائلية بتوازن دقيق بين الحنين والسخرية، مؤكداً مكانته كواحد من أبرز صانعي السينما المعاصرة. جائزة الإخراج لـ”عميل سري” (ملف الفيلم) أما جائزة لجنة التحكيم، فكانت مناصفة بين فيلمين مختلفين شكلاً ومضموناً، لكنهما يلتقيان في الحس التأملي. الأول “صوت السقوط” للألمانية ماشا شيلينسكي يُعد تجربة متعددة الأزمنة تسرد مراهقة أربع فتيات في عصور مختلفة داخل مزرعة واحدة شمال ألمانيا. وعبر المكان الذي يحتفظ بصدى حيواتهن، يصبح الفيلم تأملاً في استمرارية الروح النسوية عبر الأجيال، وشارك الجائزة “صراط”، عمل بصري وروحي للمخرج الفرنسي الإسباني أوليفييه لاشيه، يصور رحلة أب في الصحراء بحثاً عن ابنته. وتتحول الصحراء إلى فضاء وجودي يتقاطع فيه الألم والفقد مع بحث عن التحرر. في خط آخر، فاز البرازيلي كليبير مندونسا فيلو بجائزة الإخراج عن “عميل سري”، فيلم يستعرض فترة الديكتاتورية في البرازيل في سرد زمني متشابك يبرز عبث السلطة ومقاومة الذاكرة. الممثل فاغنر مورا الذي يلعب دور البطولة فيه فاز بجائزة التمثيل. جائزة السيناريو لـ”أمهات شابات” (ملف الفيلم) “أمهات شابات” فيلم الأخوين البلجيكيين درادن فاز بجائزة السيناريو. ومن خلال خمس مراهقات في دار أمومة، يرصد الفيلم تحديات الأمومة المبكرة في بيئة قاسية، ويمنح صوتاً لفئة غالباً ما تهمش. ومن هذه الأرضية تنطلق أيضاً الفرنسية التونسية حفصية حرزي في فيلمها “الصغيرة الأخيرة”، الذي نالت بطلته ناديا مليتي جائزة التمثيل، في دور مراهقة تواجه صراع هويتها الجنسية داخل مجتمع تقليدي. وفي مبادرة نادرة، أهديت “جائزة خاصة” إلى المخرج الصيني بي غان عن “انبعاث”، فيلم مستقبلي عن امرأة تعود إلى الوعي بعد عملية في عالم منهار، وتبدأ بسرد حكايات صينية لروبوت. عمل بصري يعد تحية إلى فن السينماتوغراف، كان أضيف خلال اللحظة الأخيرة إلى التشكيلة الرسمية، وعدَّه بعض رائعة من روائع هذه الدورة، لكن اللجنة لم تره أهلاً لـ”السعفة”. المزيد عن: مهرجان كانالجوائز السينمائيةالسعفة الذهبيةيلماز غونيهجعفر بناهي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post مخاوف 1992 تتجدد… هل مصر آمنة من الزلازل المدمرة؟ next post الرواية وخطابها في “صلاة القلق” لمحمد سمير ندا You may also like شوقي بزيع يكتب عن: «دون جوان» صديق المرايا... 28 مايو، 2025 محمود الزيباوي يكتب عن: قطع عاجية من موقع... 28 مايو، 2025 بول موران يعود في “جلاد إشبيلية” إلى علاقة... 27 مايو، 2025 مهى سلطان تكتب عن: الهوية والذاكرة في الفن... 27 مايو، 2025 نتائج سياسية للدورة الـ78 في «كان» 27 مايو، 2025 الرواية وخطابها في “صلاة القلق” لمحمد سمير ندا 27 مايو، 2025 “عائشة لا تستطيع الطيران” في قاهرة الغربة 25 مايو، 2025 “أسطورة العود الأبدي”… تأسيس للموسوعة الكبرى في تاريخ... 25 مايو، 2025 الموسم السابع من “بلاك ميرور”… في مديح الحب؟ 25 مايو، 2025 مراسلات الأربعة الكبار في الأدب الأميركي اللاتيني 25 مايو، 2025