من مقابلة تلفزيونية مع الحاج ثقافة و فنون كوليت مرشليان تكتب عن: الصحافي والكاتب جاد الحاج أنهى ترحاله… فهل بلغ الميناء؟ by admin 26 ديسمبر، 2024 written by admin 26 ديسمبر، 2024 59 عاشق السفر والشعر والثورة نداء الوطن / كوليت مرشليان رحل الكاتب والصحافي والناقد اللبناني جاد الحاج بعد عمر قضاه في السفر والكتابة، وهما تحديداً كلّ ما أحبّ والتزم به طوال حياته. هو ابن قيتولي، المولود في حيّ المزرعة ببيروت عام 1946، مع انه كان يودّ أن يكون مولوداً في صُور، المدينة التي انتقلت اليها العائلة بعد حين، حيث التحق بمدرسة الآباء الكبوشيين، وهذا ما كان يُصرّح به في كلّ مقابلاته الصحافية والتلفزيونية. كلّ من عرف جاد الحاج في كل مراحل حياته وفي كل أمكنته، من بيروت إلى باريس ولندن وأستراليا وغيرها، عرف فيه الإنسان الثائر والمثقف والمناضل في شؤون حياتية وثقافية. بدأت هذه الثورة في سنّ العشرين حين كان مندفعاً وساخطاً وطافحاً بالرفض، فأسّس “منظّمة ثوريّة” أسماها “لا” مع بعض الأصدقاء المؤمنين مثله برفض الطائفيّة وتدمير الموروث الإقطاعي وتحرير لبنان من الفساد. فكان أن أوقفه “المكتب الثاني”، وبعد مفاوضات أُطلق سراحه، فكان قرار العائلة أن يسافر لبعض الوقت لإغلاق الملف. من ثورة إلى ثورة السفر الأول كانت وجهته باريس، حيث لم يتراجع عن حسّه النضالي. شارك هناك بثورة الطلاب فأوقف ثانية. كان ذلك في الستينيّات من القرن الماضي، وكانت انطلاقة الحياة والترحال والأدب والكتابة لجاد الحاج، من باريس إلى العالم. زاره المرض في منتصف العمر، ثم عاوده بعد حين، وكُتب له الشفاء ليستكمل دربه. لجاد الحاج مجموعة كتب صدرت تباعاً في بيروت ومدن أخرى. له بالإنكليزية: “الهجرة الأخيرة”، و “شجرة الآس”، و”يوم في نيسان”. كما له بالعربيّة “قطار الصدفة”، “26 قصيدة”، “الكتاب الثالث”، “واحد من هؤلاء”، “الأخضر واليابس”، “عندما وأخواتها”، “خمسة”، “ثلاثون حكاية”. وباللغة العاميّة اللبنانية كتب الحاج “كتاب دارج”. مغامرة غير مقصودة جال جاد الحاج الكرة الأرضيّة، عملاً وإقامة، وجسّد غربة اللبناني المثقّف في العالم. أخذته الحياة باتجاهات مختلفة، لكنه من قيتولي انطلق بموهبته في الكتابة. وبدأ العمل بدعم من ابن بلدته الشاعر أنسي الحاج، الذي عرّفه إلى الوسط الثقافي وأدخله إلى صحيفة “لسان الحال”. هناك تعرّف إلى كتّابها، وكان من بينهم الشاعران سعيد عقل وأدونيس. ثم انتقل إلى “النهار” قبل أن يصيبه “مرض الترحال والسفر”، الذي بدأه بمغامرة صبيانيّة لم تكن مقصودة حين شاهد يوماً باخرة متوقفة عند شاطئ صور، فدخل إليها خلسةً بفضوليّة الولد. وكان أن أقلعت الباخرة قبل أن يكتشف القبطان أمره، فسافر مع الطاقم وعاد، وصارت العدوى ، كما صرّح دائماً. كتب جاد الحاج في عشرات الصحف في العالم، فإلى جانب “لسان الحال” و “النهار” التحق في بريطانيا بصحيفة “الحياة”،وبالـ “BBC”. وإلى جانب الصحافة والشعر كتب أيضاً للمسرح “بنت أصل” و “لوحة بيضا”، واقتبس عن مسرحية جورج شحادة “مهاجر بريسبان”، وغيرها من الأعمال. معرفة واسعة لم يكن جاد الحاج يطلّ على الصحافة اللبنانية بكثرة، لكنّ كتبه كانت تصل قبله إلى بيروت. ومنذ أعوام قليلة حاوره الشاعر والصحافي حبيب يونس في برنامجه التلفزيوني “نقطة فاصلة”، فكانت إطلالة مميّزة وكافية ووافية أضاءت على حياة كاتب كبير من لبنان لفظته الحرب إلى الخارج، حيث أضاء بمعرفته وثقافته الواسعتيْن على الأدب والسينما والمسرح والشعر، في كلّ نبضة من حياته. عرف لبنانيّو الاغتراب جاد الحاج أكثر من لبنانيّي الوطن، فأحبّوا شغفه وتتّبعوا ثقافته الواسعة التي وزّعها في تنقله المستمر، كتباً ومقالات حطّت هنا وهناك لتقول كل أحلامه وثورته التي لم تعرف السكينة حتى الرمق الأخير. سلام وتحية وداع من لبنان، إلى جاد الحاج بكل لغات العالم، وخاصة من قيتولي، تلك القرية التي عشقها فكانت البداية وكانت كل السحر، وربما كانت جزءاً من الصورة المثالية أو الحقيقة التي بحث عنها في ترحاله الذي لم يهدأ يوماً. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post إسماعيل فقيه يكتب عن: “دعوني أخرج”!… قالها الشّاعر جاد الحاج ثمّ رحل next post زمن ميلاد المسيح ومكانه… جدل إلى الأبد You may also like ظاهرة الزواج العصري المأزوم في مقاربة فلسفية 30 يناير، 2025 “موجز تاريخ الأدب البولندي” يرصد محطات الشيوعية وما... 30 يناير، 2025 فيلم “الخرطوم”: توثيق إرث ضائع وسط لهيب الحرب 30 يناير، 2025 محمود الزيباوي يكتب عن: أفاعي موقع مسافي في... 28 يناير، 2025 جماليات التجريد الغنائي في لوحات جنان الخليل 28 يناير، 2025 قضايا الحرية والهوية والاغتراب تشغل 5 مجموعات قصصية 28 يناير، 2025 ياباني يكتب رواية صينية معاصرة عن الذاكرة الثقافية 28 يناير، 2025 مبادرات لدعم القارئ والناشر في معرض القاهرة للكتاب 28 يناير، 2025 هل يستحق “إميليا بيريز” 13 ترشيحا لـ”الأوسكار”؟ 28 يناير، 2025 المؤرخ الفرنسي هيرفي لو برا: لا يوجد عرق... 28 يناير، 2025