كندا تخفف العقوبات المالية عن سوريا وتندّد بالمجازر في منطقة الساحل

راديو كندا الدولي /  RCI

أعلنت كندا أمس عزمها تخفيف عقوباتها المالية المفروضة على سوريا وتعيين سفير لها في دمشق، وهذا في وقتٍ تسعى فيه الحكومة السورية المؤقتة للحصول على مزيد من الدعم الدولي.

’’تؤكّد كندا من جديد التزامها بدعم عملية انتقال سياسي سلمية وشاملة للجميع، بقيادة سورية‘‘، قال مبعوث كندا الخاص إلى سوريا، النائب عمر الغبرا، مضيفاً أنّ كندا تريد مساعدة سوريا ’’على تجنب الانزلاق إلى الفوضى وعدم الاستقرار‘‘.

ووفقاً لبيان صحفي صادر عن وزارة الشؤون العالمية في أوتاوا، سيتم تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا ’’للسماح بإرسال أموال عن طريق بعض مصارف البلاد، مثل المصرف المركزي السوري‘‘.

وستقوم سفيرة كندا في لبنان، ستيفاني ماكولوم، بدور سفيرة غير مقيمة لدى دمشق بالإضافة إلى مواصلة مهامها كسفيرة لدى بيروت.

وكانت كندا قد فرضت، أسوة بالعديد من الدول الأُخرى، عقوبات شديدة على نظام الدكتاتور السوري السابق بشار الأسد وعلى قطاعات كاملة من الاقتصاد السوري خلال الحرب الأهلية التي بدأت في هذا البلد العربي عام 2011.

وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي تردّ على سؤال في مؤتمر صحفي في أوتاوا (أرشيف).
الصورة: La Presse canadienne / Adrian Wyld

ومنذ سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، تطالب السلطات السورية الجديدة برفع هذه العقوبات بشكل كامل من أجل إعادة إطلاق الاقتصاد وإعادة بناء البلاد التي دمرتها 14 سنة من الحرب.

’’تمّ استخدام هذه العقوبات كأداة ضد نظام الأسد، وسيتيح تخفيفُها إيصال المساعدات ودعم جهود إعادة التنمية المحلية والمساهمة في إعادة إعمار سوريا بسرعة‘‘، أضاف بيان الحكومة الكندية الصادر عن وزيرة الخارجية ميلاني جولي ووزير التنمية الدولية أحمد حسين.

كما رحّب البيان بالاتفاق الذي تمّ التوصل إليه يوم الاثنين بين السلطة الانتقالية في دمشق برئاسة أحمد الشرع و’’قوات سوريا الديمقراطية‘‘ بقيادة مظلوم عبدي التي تسيطر على مساحات واسعة في شمال شرق سوريا والذي يقضي باندماج هذه القوات التي يشكّل الأكراد عمودها الفقري ضمن مؤسسات الدولة السورية.

وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن أواخر شباط (فبراير) تعليق العقوبات التي تستهدف قطاعات اقتصادية رئيسية في سوريا من أجل المساعدة في إعادة الإعمار ودعم المرحلة الانتقالية.

وكان رئيسُ الحكومة الكندية جوستان ترودو قد هنّأ الرئيسَ السوري للمرحلة الانتقالية في اتصال هاتفي في 13 شباط (فبراير) الفائت. وقال بيان صادر آنذاك عن مكتب رئيس الحكومة الكندية إنّ ترودو والشرع ’’اعترفا بالتحديات التي تشكّلها العقوبات الحالية (على سوريا) وأيضاً بالجهود التي تبذلها الحكومة الانتقالية لوضع سوريا على طريق النجاح‘‘.

سوريون من الطائفة العلوية يجتازون النهر الكبير في الأيام الماضية للدخول إلى لبنان بصورة غير شرعية هرباً من المجازر التي وقعت في المنطقة الساحلية في بلادهم.
الصورة: afp via getty images / FATHI AL-MASRI

لكنّ الوضع في سوريا لا يزال هشاً للغاية. فقد وقعت في الأيام الماضية، لاسيما في 7 و 8 آذار (مارس)، مجازر في المنطقة الساحلية تُعدّ أسوأ أعمال عنف في سوريا منذ وصول تنظيم ’’هيئة تحرير الشام‘‘ الإسلاموي بقيادة الشرع إلى السلطة في دمشق قبل ثلاثة أشهر ونيف.

وأسفرت هذه المجازر، التي ارتُكبت عقب هجمات شنها موالون للرئيس المخلوع بشار الأسد، عن مقتل 1.476 شخصاً، معظمهم من الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد، وفقاً لتقرير محدَّث للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

’’إننا ندين بشدة هذه الفظائع وندعو السلطات المؤقتة إلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة لوضع حدّ للعنف‘‘، قالت الحكومة الكندية في بيانها أمس، ’’يجب حماية المدنيين، ويجب احترام كرامة كافة الجماعات الدينية والعرقية وحقوقها الإنسانية، ويجب محاسبة مرتكبي هذه الأفعال‘‘.

(نقلاً عن وكالة الصحافة الفرنسية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

روابط ذات صلة:

• ترودو اتصل بالشرع مهنئاً ومؤكداً على تضامن كندا المتواصل مع السوريين

• ترودو يقول إنّ سقوط نظام الأسد ’’ينهي عقوداً من القمع الوحشي‘‘

• [تقرير] مونتريال : فرحة بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد