كحول للحصول على الأصوات.. هكذا انتخب الأميركيون سابقاً

خلال فترة المستعمرات الـ 13 قدّم جورج واشنطن كميات كبيرة من الكحول للفوز بانتخابات مجلس بورغيسيس

العربية.نت – طه عبدالناصر رمضان

قبل الانتخابات، يباشر المترشحون لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية بحملاتهم الانتخابية بهدف حشد الدعم الجماهيري وجلب انتباه الناخبين. فضلا عن ذلك، يقوم عدد من المترشحين بإجراء تحالفات مع أطراف سياسية أخرى ويقدم آخرون على الاستعانة بمشاهير وأثرياء لدعمهم. ويوم الانتخابات، يقدم الأميركيون أصواتهم بهدف اختيار الرئيس المستقبلي لبلادهم والذي سيحكم الولايات المتحدة الأميركية لمدة أربع سنوات.

إلى ذلك، اختلفت الانتخابات قبل الاستقلال عما هي عليه اليوم. فبالمستعمرات الثلاث عشرة، شهد يوم الانتخابات حفلات وزع خلالها النبيذ والكعك والحلويات على الناخبين بهدف التأثير عليهم ودفعهم للتصويت.

خريطة المستعمرات الثلاثة عشر

الحفلات الخمرية لجلب الناخبين

وخلال انتخابات مجلس بورغيسيس (House of Burgesses)، المعروف أيضا بمجلس نواب فيرجينيا، عام 1758، توجه الناخبون للإدلاء بأصواتهم واختيار مرشح واحد من بين عشرات المرشحين. وبهذه الانتخابات التي أجريت سنة 1758، تواجد جورج واشنطن، بطل حرب الاستقلال والرئيس المستقبلي للولايات المتحدة الأميركية، ضمن قائمة المرشحين. وللتأثير على الناخبين ودفعهم للتصويت له، جلب جورج واشنطن، الذي كان حينها مزارعا ثريا وواحدا من أبطال الحرب الفرنسية الهندية، معه 180 لترا من البيرة و132 لترا من النبيذ و8 لترات من مشروب السيدر الكحولي إضافة لكميات أخرى من شراب الروم (Rum).

وبفضل هذه الكميات الكبيرة من المواد الكحولية التي وزعها على الناخبين المحتملين، فاز جورج واشنطن بالانتخابات عقب حصوله على 310 أصوات.

إلى ذلك، لم تقتصر الحفلات الخمرية، التي أقيمت لجذب الناخبين، على جورج واشنطن فقط. فلحدود آخر انتخابات شهدتها المستعمرات الثلاث عشرة قبل بداية حرب الاستقلال، أقام أغلب المترشحين مثل هذه الحفلات أملا في الظفر بأصوات الناخبين.

كحول للحصول على الأصوات.. هكذا انتخب الأميركيون سابقاً

طرق التواصل مع الناخبين

وخلافا لما نعرفه اليوم، كانت الحملات الانتخابية بالسابق تتم إما شخصيا، عن طريق تواصل المرشح بشكل مباشر مع الناخب، أو عن طريق البريد.

وبالنسبة للناخبين الأثرياء، تلقى هؤلاء زيارات مباشرة بمنازلهم من قبل المرشحين. وبالنسبة لأولئك الأقل ثراء، جرى التواصل معهم يوم الانتخابات بشكل مباشر من خلال الحفلات الخمرية والاستعراضات. من جهة ثانية، توجّب على جميع المترشحين الحضور بالحفلات التي أقاموها يوم الانتخابات والتحلي باللباقة تزامنا مع تحيتهم لجميع الحاضرين.

وبمدينة نيويورك، تسابق المترشحون يوم الانتخابات لاستئجار الحانات بهدف الحصول على كميات وافرة من المواد الكحولية. وبتلك الحانات التي استأجروها، أقام المترشحون حفلات صاخبة ووفروا في الآن ذاته وسائل نقل لنقل الناخبين نحو مناطق الاقتراع. ومع ظهور النتائج، يقدم المرشح الفائز على استدعاء جميع الناخبين نحو الحانة لمنحهم مزيدا من المشروبات الكحولية.

من جهة ثانية، جذبت انتخابات المجلس الاستعماري عددا كبيرا من الناخبين، من صنف الذكور، الذين تنقلوا لمسافات بعيدة للإدلاء بأصواتهم. وخلال سفرهم، اصطحب الناخبون أفراد عائلاتهم للتمتع بمشاهدة الحفلات الانتخابية.

وببعض المناطق التي عجّت بمناهضي العبودية مثل إنجلترا الجديدة (New England)، أقام ذوو الأصول الأفريقية حفلات انتخابية عرفت باليوم الانتخابي للسود. ولحد ما، كانت هذه الحفلات شبيهة بتلك التي أقامها البيض خلال يوم الانتخابات.

المزيد عن: قصص تاريخية الانتخابات الأميركية