من الجو القمعي في كومبوديا (ملف الفيلم) ثقافة و فنون كاميرا الكمبودي ريثي بان تسترجع جرائم “الخمير الحمر” by admin 15 يناير، 2025 written by admin 15 يناير، 2025 24 “لقاء مع بول بوت” شهادات 3 صحافيين فرنسيين من قلب الحصار اندبندنت عربية / هوفيك حبشيان “الخمير الحمر”هو الحزب السياسي الذي حكم كمبوديا، أو ما سُمي آنذاك “كمبوتشيا الديمقراطية” وأغرق البلد في الاعتقالات والقتل والتعذيب طوال خمسة أعوام ما بين 1975 و1979. وخلالها قضى أكثر من مليون مواطن إعداماً، بعدما تبنى رئيسه بول بوت نسخة متشددة من الشيوعية، عرفت باسم “الهندسة الاجتماعية”. وفي العام الأخير لسيطرة “الخمير الحمر” على البلاد، استطاع ريثي بان المراهق آنذاك الهرب إلى فرنسا (عبر تايلاند)، بعدما كان شاهداً على فظائع هذا النظام الدموي الذي تسبب بقتل عدد من أفراد عائلته. بعدما أنجز أفلاماً وثائقية مهمة عن هذه القضية تُعدّ مرجعية اليوم، أشهرها “أس 21، آلة قتل الخمير الحمر” وفيه يعود اثنان من المعتقلين السابقين إلى مركز للتعذيب للإدلاء بشهاداتهما عمّا تعرضا له، جاء ريثي بان في منتصف العام الماضي بجديده “لقاء مع بول بوت”، فيلم روائي مستوحى من كتاب “عندما انتهت الحرب” للصحافية الأميركية إليزابيث بيكر عن تجربتها في كمبوديا. وعُرض في مهرجان “كاّ” الأخير واستعاده مهرجان “أجيال” في الدوحة، والحكاية هذه المرة تتناول ثلاثة صحافيين فرنسيين في كمبوديا إبان سيطرة الخمير عليها. فضح النظام من الداخل (ملف الفيلم) تبدأ الأحداث عام 1978 مع وصول الصحافيين الفرنسيين الثلاثة (إيرين جاكوب وغريغوار كولان وسيريل غيه) وتولّي السلطات استقبالهم وتنظيم جولة مكثفة تحت رقابة صارمة، هدفها إظهار “إنجازات” النظام الحاكم وإبراز صورة مزيفة للبلاد من خلال إخفاء الواقع عن الزوار الغربيين، وكانت كمبوديا تشهد تهديداً بالغزو من جارتها فيتنام، مما يمنح النظام ذريعة للتعامل مع أي معارضة بوصفها خيانة. الصحافيون الثلاثة يبدون في البداية مفتونين بفكرة تغطية تجربة غير مألوفة في بلد بعيد وغريب. لكنهم يجهلون تماماً فداحة الأوضاع والمعاناة التي يتكبدها الشعب. غير أن الأمور تأخذ منحى مختلفاً عندما يقرر المصور المرافق لهم التمرد على الدور الذي فُرض عليه كأداة دعائية، في محاولة لاستعادة استقلاليته، فيختفي بين ليلة وضحاها. ومع ذلك، يظل زميلاه مترددين في اتخاذ موقف حاسم، بسبب الوعد بلقاء الزعيم بول بوت، وهو لقاء يبدو بعيد المنال. تتوالى الأحداث في انتظار اللقاء المرتقب، حتى وصول لحظة المواجهة مع بول بوت الذي يظهر في مشهد رمزي، إذ يخفي الظل ملامحه ويقوم بدوره المخرج نفسه. وعلى رغم أهمية الفيلم في إلقاء نظرة على واحدة من أحلك فترات التاريخ الشرق آسيوي، فالعمل يعاني ثغرات واضحة وبعض الخلل هنا وهناك، يتقدّمها الخيار غير الصائب في أداء الممثلة إيرين جاكوب دور الصحافية. خيار المخرج ريثي بأن الاعتماد على رواية مستوحاة من تجربة صحافية أميركية، وتحويلها إلى قصة فرنسية يثير هو الآخر أسئلة حول مدى أصالة المشروع. ويحاول الفيلم مناقشة قضايا أخلاقية تتعلق بدور الصحافي كشاهد على الأحداث، لكنه لا يتعمق فيها كثيراً، بخاصة مع التركيز الكبير على اللقاء مع بول بوت كذروة للأحداث وحاضن لها. واستخدام لقطات أرشيفية أيضاً داخل مشاهد خيالية أضر بالسرد، خصوصاً أنها ظهرت مفصولة عن سياقها. وعلى رغم هذه الملاحظات، يستحق الفيلم المشاهدة، لكنه لا يرقى إلى مستوى أعمال ريثي بان السابقة التي استطاعت بذكاء شديد تقديم رؤية أعمق لتاريخ “الخمير الحمر”، بعيداً من الغموض والرمزية واللجوء إلى التجسيد وإعادة خلق الواقع. الصحافة تكشف الأسرار (ملف الفيلم) السينما زاخرة بتجارب صحافيين وصحافيات نقلت تجاربهم إلى الشاشة. والفيلم، على رغم ما طرأ عليه من تعديلات جعلت منه شهادة غير مباشرة، يبقى رد اعتبار للعمل الصحافي. ففي كتابها “عندما انتهت الحرب”، تسرد الصحافية إليزابيث بيكر رحلتها إلى “كمبوتشيا الديمقراطية” التي جاءت تحت مراقبة مشددة ومحاولتها الانتصار للحق. هكذا تروي تجربتها على أرض الواقع “كنت جزءاً من مجموعة صغيرة من الصحافيين الغربيين الشباب الذين بدأوا حياتهم المهنية بتغطية الحرب الأهلية في كمبوديا (1967 – 1975). شعرتُ بأننا أصبحنا بالغين خلال وجودنا في كمبوديا. في الحرب، فقدنا أصدقاء، وشهدنا، من دون أن ندرك، بداية واحدة من أكبر المآسي في هذا القرن. بعد الحرب، رفض معظمنا تصديق الشهادات المروعة الأولى التي أدلى بها اللاجئون، خوفاً من أن يعني ذلك أن الكمبوديين الذين ارتبطنا بهم بصداقات، أصبحوا الآن في خطر. ظننا أننا رأينا الأسوأ أثناء الحرب، القصف والدمار والتدهور السريع للبلاد، على عكس ما كان يحدث في فيتنام. لقد فوجئتُ مثل أي شخص آخر بتدمير المجتمع “الخميري” الذي تلا ذلك. فقلتُ لنفسي إن عليّ أن أعود لكمبوديا لأرى الثورة بعيني. وصلنا نحن الثلاثة إلى كمبوديا مع وجهات نظر مختلفة حول ثورة الخمير الحمر. كان زميلي يراهن سياسياً على نجاحها، أما أنا فكنت ملتزمة منذ فترة طويلة، على المستويين الشخصي والمهني، الكشف عن معناها. فيما أظهر زميلي الآخر تجاه القضية، حياداً يُحسد عليه. لكن سرعان ما اكتشفنا ما كانت تعنيه كمبوديا لكل واحد منّا. ما لم نكن نعلمه هو أنه، حتى قبل وصولنا، كان قد تقرر موت أحدنا”. انطلاقاً من هذه المعطيات، حمل الفيلم وظيفة مزدوجة، الحديث عن جرائم “الخمير الحمر”، وفي الحين نفسه التأمل في مسألة دور الصحافي الميداني “الذي يبدو أنه يتلاشى تدريجاً”، وفق ما صرح به ريثي بان، إذ قال “أصبحنا اليوم نعتمد أكثر على الأخبار السريعة، من دون التعمق في الجوهر. والمؤسسات الإعلامية أصبحت أقل استعداداً لإرسال صحافيين إلى الميدان لمدة ثلاثة أو أربعة أسابيع. الفيلم يضيء على هذا الواقع مذكّراً إيانا بمدى خطورة غياب المعلومات أو التضليل الإعلامي أو التلاعب بالمعلومات، وهذه استراتيجيات تتبعها بعض الحكومات. هذه الظواهر تشكل خطراً وقيوداً تحاصرنا، بالأمس كما اليوم. وعلى رغم أن الفيلم يركز على ماضٍ انتهى، فهو يتناول أيضاً قضايا معاصرة تتعلق بالأيديولوجيات الراديكالية التي تستبعد الآخرين، تنغلق على ذاتها وترفض المواجهة الفكرية. وددتُ أن أتناول أيضاً عودة ظهور تلك الطوباويات التي تدّعي التفكير والعمل من أجل مصلحة الجميع، لكنها تنحرف نحو البحث عن ’النقاء‘، وهو بحث يشوّه مفهوم الثورة”. المزيد عن: مخرج كومبوديفيلمالخمير الحمربول بوتالدكتاتوريةجرائمالصحافةتوثيقكاميرا 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post هل اقتربنا من إقامة مدن بشرية مزدهرة على المريخ؟ next post “نتفليكس” تستجيب لشروط ماركيز ولكن… You may also like “نتفليكس” تستجيب لشروط ماركيز ولكن… 15 يناير، 2025 بيروت تستعيد بريقها السينمائي مع 50 مخرجا لبنانيا... 15 يناير، 2025 مرصد كتب “المجلة”… جولة على أحدث إصدارات دور... 15 يناير، 2025 محمود الزيباوي يكتب عن: 3 قطع برونزية من... 14 يناير، 2025 ندى حطيط تكتب عن: قصة كلب فيلسوف وحيد 14 يناير، 2025 جواب دركهايم المبكر: لهذه الأسباب ينتحر الإنسان 14 يناير، 2025 “متل قصص الحب”… ثلاث شخصيات يجمعها حلم واحد 14 يناير، 2025 “سنوات باريس”… رحلة آدم حنين بين الحجر والروح 13 يناير، 2025 البريطاني إدوارد بارينغ يتتبع رحلة دريدا نحو عصر... 13 يناير، 2025 يوم أثار فريق “البيتلز” الإنجليزي جنون شبيبة أميركا 13 يناير، 2025