راديو كندا الدولي / RCI
تعهّد زعيم الحزب الليبرالي مارك كارني في خطاب الفوز في الانتخابات الفدرالية العامة بتوحيد بلد منقسم من أجل مواجهة التوترات المستمرة مع الولايات المتحدة على خلفية الحرب التجارية التي شنتها إدارة الرئيس دونالد ترامب والتصريحات المتواصلة لهذا الأخير عن الرغبة بضمّ كندا إلى بلاده لجعلها ’’الولاية الـ51‘‘ فيها.
ووعد كارني بقيادة حكومة تمثل جميع الكنديين، مؤكداً أنّ كندا تعمل جيداً عندما يعمل مواطنوها معاً.
’’دعونا نضع حداً لانقسامات الماضي وغضبه‘‘، قال كارني. ’’نحن جميعاً كنديون، وستعمل حكومتي من أجل الجميع ومع الجميع‘‘.
من جهته قال زعيم حزب المحافظين الكندي بيار بواليافر في خطابه، بعد أن أظهرت النتائج غير النهائية فوز الليبراليين، إنه سيبقى في منصب زعيم الحزب على الرغم من الخسارة أمام الليبراليين.
وأسكت بواليافر بعض صيحات الاستهجان التي تعالت من جمهور حزبه عندما قام بتهنئة كارني على فوزه. ’’لا، لا، سيكون لدينا الكثير من الفرص للنقاش والاختلاف. لكننا الليلة نجتمع معاً ككنديين‘‘.

زعيم حزب المحافظين الكندي بيار بواليافر ينظر إلى أوراقه أمس خلال إلقائه خطاباً أمام مناصريه بعد أن تأكد فوز الحزب الليبرالي الكندي في الانتخابات.
الصورة: Reuters / Patrick Doyle
’’علينا أن نتعلم من دروس الليلة حتى نتمكن من الحصول على نتيجة أفضل في المرة القادمة‘‘، أضاف بواليافر الذي خسر أيضاً مقعده النيابي في دائرة ’’كارلتون‘‘ في العاصمة الفدرالية أوتاوا أمام المرشّح الليبرالي بروس فانجوي.
وانتخابات أمس هي الأولى التي يخوضها بواليافر كزعيم لحزب المحافظين الكندي، وحقق فيها حزبه نتائج أفضل من التي حققها في الانتخابات الفدرالية العامة السابقة عام 2021 بقيادة زعيمه السابق إرين أوتول.
زعيم الحزب الديمقراطي الجديد (NDP / NPD) جاغميت سينغ أعلن الليلة الماضية، بعد النتائج الكارثية لحزبه وخسارته هو نفسه مقعده النيابي في منطقة فانكوفر الكبرى، أنه سيستقيل من زعامة الحزب ما أن يختار الحزب زعيماً مؤقتاً له.
’’قد نخسر في بعض الأحيان، وهذه الخسائر مؤلمة‘‘، قال سينغ، لكن ’’نحن لا نُهزم إلّا عندما نصدّق… أولئك الذين يقولون لنا إننا لا نستطيع أن نحلم بكندا أفضل، بكندا أكثر عدلاً، وبكندا أكثر تعاطفاً‘‘.

زعيم الحزب الديمقراطي الجديد جاغميت سينغ متحدثاً أمام مناصريه الليلة الماضية في بورنابي في منطقة فانكوفر الكبرى وبجانبه زوجته غوركيران كاور سيدهو.
الصورة: Reuters / Chris Helgren
وكان سينغ، المولود في أونتاريو لأبويْن مهاجريْن من الهند، يقاوم مشاعره وهو يتحدث، فيما تقف بجانبه زوجته على المنصة في مدينة بورنابي في مقاطعة بريتيش كولومبيا في أقصى غرب البلاد على ساحل المحيط الهادي.
وأونتاريو، كبرى المقاطعات الكندية من حيث عدد السكان والتي تتمثل بـ122 نائباً في مجلس العموم، لم يكسب فيها أمس الحزبُ الديمقراطي الجديد أيّ مقعد نيابي.
وفي كيبيك، ثانية كبريات مقاطعات كندا من حيث عدد السكان والوحيدة بين مقاطعات البلاد التي تقطنها غالبية ناطقة بالفرنسية، تراجعت حصة حزب الكتلة الكيبيكية من 33 مقعداً عند حلّ مجلس العموم الأخير إلى 23 مقعداً في النتائج غير النهائية لانتخابات أمس، من بينها 21 مقعداً مؤكَّداً

تجمّع لمناصري حزب الكتلة الكيبيكية مساء أمس قبل انضمام زعيم الحزب إيف فرانسوا بلانشيه إليه.
الصورة: Radio-Canada / Ivanoh Demers
زعيم الكتلة الكيبيكية، إيف فرانسوا بلانشيه، الذي تمكّن أمس من الاحتفاظ بمقعده النيابي في دائرة ’’بيلُويْ – شامبلي‘‘ جنوب شرق جزيرة مونتريال قال بُعيْد منتصف الليلة الماضية: ’’نحن نتحمل المسؤولية التي يمكن أن تكون مسؤوليتنا‘‘.
’’في التاريخ المقبل لكيبيك وكندا قد تصبح القضايا التي سبق أن حددناها ضرورية بالنسبة للحكومة الكندية. وقد يكون للحجم النيابي للكتلة الكيبيكية أهمية استثنائية في تشكيل البرلمان المقبل‘‘، أضاف بلانشيه.
يُشار إلى أنّ الليبراليين بقيادة كارني فازوا أمس بحكومة من غير الواضح بعد ما إذا كانت حكومة أكثرية أم أقلية. وسيتضح هذا الأمر مع استكمال فرز النتائج.
(نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)
روابط ذات صلة:
- ترامب تطرّق إلى فكرة ’’الولاية الـ51‘‘ في حديث مع كارني قبل شهر
- ترامب أجرى ’’مكالمة مثمرة للغاية‘‘ مع كارني الذي وصفها بالـ’’بناءة‘‘
- زمن التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة ’’انتهى‘‘، حسب كارني
- زعماء الأحزاب الرئيسية ينددون برسوم ترامب على السيارات
- من الأكثر قدرةً، كرئيس للحكومة الكندية، على الوقوف في وجه ترامب؟