الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Home » قوميات إثيوبيا صراع الوحدة

قوميات إثيوبيا صراع الوحدة

by admin

الانتخابات البرلمانية المقبلة تمثل معبراً للوحدة القومية للبلاد

اندبندنت عربية / هاشم علي حامد 

تعدد القوميات في الدول من المزايا والمساوئ في الوقت ذاته. فإذا قدمنا المزايا، ما يمكن أن يُمثله التعدد من بيئات مختلفة، وإمكانات، وثروات، وموروثات بكل أشكالها، عادات وفن، ورصيد حضاري. وعلى الجانب الآخر يتبع التعدد تنافس ومشكلات إذا لم يُحسن الإحكام. إثيوبيا ضمن الدول الأفريقية تجمع الأمرين في بيئة أفريقية بكل ما يحيط بها من حيثيات، فهل يخضع عامل التعدد لديها ضمن التحديات والرؤية المستقبلية؟

القوميات الرئيسة

تعيش في إثيوبيا أكثر من 80 قومية، تتوزع على مساحة الأراضي الإثيوبية البالغة (1,104,000 كم²) تشكل أربع منها أهمية رئيسة وهي: قومية الأورمو، كبرى القوميات الإثيوبية تسكن في إقليم أروميا جنوب غربي ووسط إثيوبيا، تمثل نسبة 38 في المئة من عدد سكان إثيوبيا المقدر بنحو 110 ملايين نسمة. يتحدث شعب الأورومو اللغة الأورومية، ويعتنق الغالبية العظمى منهم الدين الإسلامي. ويعمل أهل الإقليم بالزراعة، وهو من أغنى الأقاليم لما يحظى به من تنوع محاصيل في مقدمتها البن. ويصنف المؤرخون شعب الأورومو كونه أقدم الشعوب الحاميَّة الكوشية في منطقة القرن الأفريقي، وترجع أصولهم إلى القبائل الأفريقية التي ظلت منتشرة على امتداد واسع من شمال كينيا، وحتى أجزاء من الصومال.

أما قومية أمهرة، تقطن شمال ووسط إثيوبيا، وهي تمثل نسبة 26 في المئة من عدد سكان إثيوبيا. يتميز إقليم أمهرة بمحاصيل الحبوب التي تزرع في السهول، كما يميز الإقليم إمكانات سياحية على مستوى رفيع، ويضم بحيرة تانا التي ينبع منها النيل الأزرق. لقومية الأمهرة عادات وتقاليد مرتبطة بمعتقدات وأساطير قديمة من أكثر شعوب إثيوبيا اهتماماً بتناول القهوة، خصوصاً في المناسبات والأعياد، كما تشكل القهوة جزءاً من التراث.

وتمثل قومية تيغراي المجموعة الثالثة ضمن المجموعات الكبرى للقوميات الإثيوبية. وتقطن شمال إثيوبيا، يقدر سكانها بنسبة 7 في المئة. ظل لها دور سياسي منافس على مدار التاريخ، وخلال العهد الحديث إبان تولي نظام الرئيس السابق ملس زيناوي السلطة عام (1991)، ليستمر النظام فترة قاربت الثلاثة عقود.

يتميز الإقليم بإرث ديني وثقافي متنوع، ويضم تاريخ وقبر الملك النجاشي (اصحمة)، وما لعبه من دور خلال هجرة المسلمين الثانية إلى أرض الحبشة. يفتقر إقليم تيغراي إلى الزراعة مقارنة مع الأقاليم الإثيوبية الأخرى. لكنه يشتهر باغتناء أرضه بالمعادن خصوصاً الذهب.

وتشكل القومية الصومالية ما يقدر بـ 5 في المئة من تعداد الشعب الإثيوبي، يقع الإقليم شرق البلاد، يحظى بثروة حيوانية من الإبل والماشية، وتنقسم القومية الصومالية إلى عشائر، ولها عاداتها الخاصة المستقاة من الإسلام، باعتباره الثقافة الدينية السائدة. وإلى جانب هذه القوميات هناك قوميات أخرى كالعفر، والسيداما، والولايتا، وبني شنقول، وهرر، وسلتي، وقراقي… إلخ تتوزع على التراب الإثيوبي يضمها الجنوب والغرب والوسط بنسب متفاوتة.

طبائع وتباين

وتتميز هذه القوميات بثقافات وعادات متباينة، إلى جانب بيئات غنية ومتنوعة بكل متطلبات الحياة العادية للإنسان البدوي البسيط. ويظل الرابط الوطني جامعاً مشتركاً في مختلف العهود التي مرت بها إثيوبيا، إلى جانب التطلعات الاجتماعية المشروعة. وخلال الأنظمة السياسية التي مرت بها إثيوبيا عاشت مجتمعات القبائل الإثيوبية حياة ما بين الانغلاق والانفتاح، إلى حين تاريخ قريب تحولت فيه إثيوبيا إلى نظام فيدرالي أتاح لها حياة جديدة من التعاطي السياسي.

إثيوبيا جزء من الشرق الأوسط

وفي ما يتعلق بخصائص ومميزات القوميات الإثيوبية يقول المؤرخ آدم كامل، إن إثيوبيا “لها تميزها كذلك بين الدول الأفريقية، فعلى الرغم من أنها دولة أفريقية ظلت مشدودة إلى الشرق بدلاً من الجنوب، ما انعكس عليها في ثقافات واهتمامات أهلها”.

ويوضح “ارتباط إثيوبيا بالشرق الأوسط والعالم العربي ظل هو السائد على مدى التاريخ، ودخلتها الديانات السماوية الثلاثة نتيجة ذلك، بدءاً باليهودية التي تمثلت أخيراً في فئات الفلاشا، الذين ظلوا يقيمون منعزلين في مرتفعات الشمال في إقليم أمهرا، وهاجر معظمهم الآن إلى إسرائيل. ثم كانت المسيحية التي جاءت عن طريق مبشر لبناني عمل على نشرها لتعم أرجاء البلاد وتصبح ثقافة دينية شاملة. كذلك كان مجيء الإسلام عبر البحر الأحمر من الشرق، إلى جانب الشمال مؤثراً على السكان في مختلف القبائل والقوميات”.

واقع أفضل

وعن التحدي والرؤية المستقبلية في عطاء القوميات يقول أستاذ العلاقات الدولية صلاح الدين عبد الرحمن الدومة، “منذ تاريخ مبكر فطنت إثيوبيا إلى أهمية توظيف عامل التعدد القومي، فبدأت بتبني نظام فيدرالي تتوحد فيه جميع الشعوب والمكونات القبلية نحو هدف قومي مشترك. فمنح النظام في تسعينيات القرن الماضي القوميات الكبيرة حكماً ذاتياً، وحرية التعبير عن نفسها عبر مكونها القبلي ضمن فيدرالية الدولة الإثيوبية. ومعروف أن النظام الفيدرالي وحسب التجارب التي تعيشها عديد من الدول عامل توحيد لا فرقة إذا أحسنت إدارته”.

المزيد عن: إثيوبيا/القوميات الإثيوبية/قومية الأورمو/رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد

 

 

You may also like

1 comment

Lamborghini performance 28 يوليو، 2024 - 9:27 م

This was an excellent read. Very thorough and well-researched.

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00