سبق للرئيس الأميركي دونالد ترمب أن اعترف خلال نهاية فترته الرئاسية الأولى بسيادة المغرب على الصحراء (أ ف ب) عرب وعالم قلق في إسبانيا من أن يعلن ترمب سيادة المغرب على سبتة ومليلية by admin 10 مارس، 2025 written by admin 10 مارس، 2025 20 لا تبدي الإدارة الأميركية الجديدة كثيراً من الاهتمام بمدريد ولا تضعها ضمن أولويات دبلوماسيتها الخارجية اندبندنت عربية / حسن الأشرف صحافي وكاتب أثارت صحف إسبانية جدلاً سياسياً بنشر تقارير في شأن إمكان حدوث “مسيرة خضراء جديدة” بدعم من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، على غرار “المسيرة الخضراء” التي أعلنها العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني عام 1975 وانتهت بتحرير الأقاليم الجنوبية من الاستعمار الإسباني. وتطرقت صحف إسبانية إلى وجود “مخاوف من تأثير تطور العلاقات الأميركية – المغربية على الوضع الجيوسياسي لسبتة ومليلية”، ومن اعتراف ترمب بمغربية سبتة ومليلية، المدينتان الواقعتان في أقصى شمال المملكة واللتان تخضعان للسيادة الإسبانية، إذ سبق للرئيس الأميركي أن اعترف خلال نهاية فترته الرئاسية الأولى بسيادة المغرب على الصحراء ضمن صفقة شملت استئناف المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل. قلق وهواجس بدأت القصة عندما نشرت صحيفة “إل إسبانيول” أخيراً تقريراً بخصوص نشوء مخاوف في مدينتي سبتة ومليلية من “مسيرة خضراء جديدة” بدعم من ترمب، في إشارة إلى “المسيرة الخضراء” عام 1975 التي أفضت إلى دحر الاحتلال الإسباني لمناطق صحراوية في المغرب، وأوردت الصحيفة الإسبانية معطيات نسبتها إلى مصادر مسؤولة محلية في مدينتي سبتة ومليلية، مفادها بأن هناك توجهاً لدى إدارة ترمب لدعم مغربية سبتة ومليلية، مما سيؤثر في الوضع الجيوسياسي لهاتين المدينتين. وأعربت وسائل إعلام إسبانية تناقلت هذه الأخبار عن قلقها من إمكان التأثير في الاستقرار السياسي داخل سبتة ومليلية، بسبب تطور العلاقات بين الرباط وواشنطن ووجود سابقة اعتراف ترمب بسيادة المغرب على الصحراء. ووفق هذه المصادر فإن حالاً من القلق تنتاب الأجهزة العسكرية والأمنية والسياسية في إسبانيا من احتمال تحقق سيناريو إعلان ترمب الاعتراف بسيادة المغرب على سبتة ومليلية، في خطوة تعزز العلاقات مع المملكة. وعزت التقارير الإعلامية هذا القلق الإسباني إلى تحفظات لا يخفيها الرئيس الأميركي حيال حكومة بيدرو سانشيز ومن حجم الإنفاق العسكري، كما هدد بفرض رسوم جمركية كبيرة على إسبانيا علاوة على استبعاد واشنطن لمدريد من دائرة اهتمامها الدبلوماسي. وفي وقت لا تبدي إدارة ترمب الجديدة كثيراً من الاهتمام بإسبانيا ولا تضعها ضمن أولويات دبلوماسيتها الخارجية، فإنها ترتبط مع المغرب بعلاقات تبدو قوية وخصوصاً بعد “القرار التاريخي” لترمب باعترافه بسيادة المغرب على الصحراء، وهو الواقع الذي يدفع الإسبان إلى التوجس من أن يؤدي هذا الواقع إلى دعم ترمب للرباط في المطالبة باستقلال سبتة ومليلية ونيل السيادة عليهما بدعم منه، وفق تقارير إعلامية إسبانية. ومددت صحيفة “إل إسبانيول” هذه التخوفات الإسبانية على المستوى الأمني والسياسي لتشمل الشارع الإسباني من خلال استطلاع رأي أفرز نتيجة مفادها بأن زهاء 70 في المئة من المواطنين الإسبان يساورهم القلق حيال مستقبل سبتة ومليلية. نفي رسمي إسباني هذه التقارير المنتشرة حول التخوف من اعتراف ترمب بمغربية سبتة ومليلية على غرار الصحراء دفعت وزير الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون خوسيه مانويل ألباريس إلى الخروج بتصريحات تبدد هذه الهواجس السياسية، إذ شدد ألباريس في حديث مع قناة “تليسينكو” الإسبانية على أن العلاقات الدبلوماسية الجيدة بين المغرب والولايات المتحدة في عهد ترمب لا يمكنها أن تؤثر بالسلب في وضع مدينتي سبتة ومليلية. وبدا المسؤول الحكومي الإسباني ذاته واثقاً تماماً من عدم تأثير العلاقات الودية بين ترمب والمملكة في الوضع القانوني والجيوسياسي لمدينتي سبتة ومليلية، واعتراف ترمب بسيادة المملكة عليهما. وقال وزير الخارجية الإسباني في هذا السياق إن “المغرب بلد صديق وشريك إستراتيجي لإسبانيا، والولايات المتحدة حليف تاريخي طبيعي لجميع الأوروبيين”، مشدداً على أن “سبتة ومليلية تحظيان بوضع قانوني واضح داخل إسبانيا”. واستبعد وزير خارجية إسبانيا إقدام ترمب على الاعتراف بمغربية سبتة ومليلية أو دعم “مسيرة خضراء” لاسترجاع الرباط لهاتين المدينتين، باعتبار أنهما تخضعان لنظام الحكم الذاتي تحت السيادة الإسبانية. رئيس الحكومة المحلية بمدينة سبتة خوان فيفاس حاول أيضاً تبديد هذه التخوفات بتصريحات أكد فيها أنه لا يشعر بأي قلق من تأثر وضع سبتة بالتقارب المغربي – الأميركي ودعم ترمب للرباط في هذا الملف، ووفق فيفاس فإن هذه “التقارير مغلوطة وتؤثر سلباً في استقرار سكان سبتة، كما أن السيادة الإسبانية على هذه المدينة مضمونة تبعاً للقانون والتاريخ”، على حد تعبير رئيس الحكومة المحلية لسبتة. موقف مغربي أما في الجانب المغربي فلم يصدر أي موقف أو تصريح رسمي حيال ما روجته التقارير الإعلامية الإسبانية وفندته الحكومة الإسبانية، وهو موقف غالباً ما تلتزم به الرباط في مثل هذه الملفات ذات الحساسية البالغة بالنسبة إلى الدبلوماسية المغربية. وفي هذا الصدد يرى مراقبون مغاربة أنه من الصعب الوثوق في تصاريح الرئيس الأميركي باعتبار أنه “يبيع مواقف” في مقابل فوائد سياسية أو اقتصادية، لذلك فهو مستعد أن يتخذ القرار ونقيضه بحسب المكاسب التي سيحصل عليها. وأجمع محللون على أنه “من المستبعد جداً أن يدخل المغرب خلال هذا الوقت في صدام سياسي أو جيوسياسي مع إسبانيا التي فتح معها صفحة جديدة من العلاقات الواعدة”. وتبعاً للمحللين أنفسهم فلا يمكن للمغرب أن يفتح ملف سبتة ومليلية في الوقت الراهن حتى لو دعم ترمب الرباط في هذه القضية، باعتبار أنه لم يصل إلى حل بعد في نزاع الصحراء، وبالتالي لا يمكنه فتح جبهة جديدة قبل أن ينتهي من “جبهة الصحراء” التي تستنزف طاقاته وجهود دبلوماسيته. ووفق التحليلات المطروحة فإنه إذا ما دخل المغرب في مطلب السيادة على سبتة ومليلية فإن ذلك سيؤثر بصورة سلبية في العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، خصوصاً أنها تحسنت بصورة لافتة بعد فترة فتور بين البلدين، كما أن هذا المطلب سيدفع مدريد إلى اتخاذ مواقف متشددة ومضادة لمصلحة المملكة في نزاع الصحراء التي تطالب “جبهة بوليساريو” بانفصالها عن سيادة المملكة. وكان آخر تصادم بين الرباط ومدريد في هذا الصدد حصل صيف عام 2023 عندما انتقد المغرب رسمياً المفوضية الأوروبية بعدما وصف أحد مسؤوليها سبتة ومليلية بكونهما أوروبيتان، في وقت احتجت فيه الحكومة الإسبانية شفاهياً على المغرب بسبب وصف الخارجية المغربية للمدنيتين بكونها مغربيتين. المزيد عن: إسبانياالمغربسبتة ومليليةدونالد ترمبالإدارة الأميركيةالمسيرة الخضراءالملك المغربي الراحل الحسن الثانيالاستعمار الإسبانيالأجهزة الأمنيةالاتحاد الأوروبيالهواجس 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post لماذا تعيش النساء مدة أطول من الرجال؟ next post قانون العمل الجديد يمس الاستقرار الوظيفي في الأردن You may also like الحجار يكسر قرار عويدات: “بركة” التعيينات القضائية حلت؟ 10 مارس، 2025 مصادر “المدن”: توجه لاتفاق مع السويداء..مماثل للاتفاق مع... 10 مارس، 2025 بول سالم يكتب عن: ديناميتان تعيدان تشكيل الشرق... 10 مارس، 2025 السلطات السورية تتوصل إلى اتفاق حول دمج “قسد”... 10 مارس، 2025 تغييرات عباس في الأجهزة الأمنية… إصلاح أم إحكام... 10 مارس، 2025 رئيس وزراء كندا المقبل مارك كارني: لا يمكننا... 10 مارس، 2025 تباطؤ التضخم في مصر يثير تساؤلات حول الجنيه... 10 مارس، 2025 أحداث سوريا… أمور دبرت بليل أم أخطاء فردية؟ 10 مارس، 2025 قانون العمل الجديد يمس الاستقرار الوظيفي في الأردن 10 مارس، 2025 القضاء بين سندان المجلس الشيعي ومطرقة الضغوط الدولية 10 مارس، 2025