الجمعة, فبراير 28, 2025
الجمعة, فبراير 28, 2025
Home » قصة آخر يهود دمشق… عاش باسم مستعار 50 سنة

قصة آخر يهود دمشق… عاش باسم مستعار 50 سنة

by admin

 

يدعى “بيخور” ويناديه السوريون بـ”عيد” ويعمل في الحياكة وخرج إلى النور بعد رحيل الأسد

اندبندنت عربية / مصطفى رستم صحافي @MustafaRostom1

 

على مدى خمسة عقود مضت عاش الخياط اليهودي السوري “بيخور” حاملاً اسماً مستعاراً يدعى “عيد”، أجبره البقاء في حارة اليهود داخل دمشق على الحذر دوماً من أية حركة مريبة تحيط به، والهرب من تلصص المخبرين وخطوات أجهزة الاستخبارات في كل حركة يخطوها، واليوم يمضي “عيد” وقته بصورة طبيعية بعد إزالة المقر الأمني على مدخل باب حارته فيتنقل ويتجول دون إذن أو مساءلة أو حصار يطوقه.

ويحدق اليهودي بيخور من شرفة بيت العائلة، الذي يقطنه والكائن داخل حارات الشام القديمة، إلى جبل قاسيون ويتذكر هجرة كل أفراد عائلته بعد سماح النظام البائد عام 1992 بقرار من الرئيس السوري السابق حافظ الأسد لليهود بالهجرة، مما دفعهم إلى السفر هرباً من المضايقات التي بلغت ذروتها زمن نظام الأسد الأب.

لا يشعل بيخور النار أثناء زيارتنا بيته، فيوم السبت لا يشعل اليهود النار حسب أعراف ديانتهم، ولكنه أشعل سيجارة على سطح منزله أثناء حديثنا الدائر عن علاقته بمدينته وأهلها، وعلاقته بجيرانه من كل الطوائف والملل الدينية.

كلامه المستفيض عن التسامح دفعه لرواية مواقف كثيرة مع أصدقاء له ومنها زياتهم له في بيته، سأله أحدهم عن القبلة (الجهة التي يصلي المسلمون إليها) وصلى ثمانية أشخاص صلاة جماعية في دار أحد آخر يهود دمشق، ولديه في بيته نسخة من القرآن الكريم باللغة العبرية.

سقط الأسد وهرب إلى روسيا خلال الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024، وهذا التاريخ يعنيه كثيراً كيهودي يعيش المراقبة طوال الوقت بعد أن فضل عدم الهجرة، كما أنه لا يتوقع عودة اليهود المهاجرين لا سيما بعد الضجة التي أثارتها زيارة وفد يهودي دمشق قبل أيام.

الخياط اليهودي السوري بيخور في دمشق (اندبندنت عربية)

وبحسب وصف بيخور “قبل مغادرة اليهود كان العدد 5 آلاف شخص ظل منهم فقط 25 رجلاً وامرأة، والتي بقي منها سبعة أشخاص بعد وفاة سيدة توفيت الشهر الماضي، وهاجر كل يهود دمشق والقامشلي”، مضيفاً “غالب اليهود الباقين كبار بالعمر ومرضى، ويحاولون تدبير أمور معيشتهم”.

ويعود تاريخ اليهود في سوريا إلى مجموعتين هما المزارحون الذين وجدوا منذ العصور القديمة وتحديداً زمن النبي داوود، والمجموعة الثانية في أعقاب طرد اليهود من إسبانيا وسقوط الأندلس خلال القرن الـ16 ويعرفون باسم “السفارديون”، وعرفوا بإتقانهم لمهن وحرف حتى قبل هجرتهم خلال القرن الـ20 أبرزها صناعة الذهب، وهناك يهودي حسب معلومات وردتنا لم يهاجر حتى اللحظة يعمل بالشرقيات والأدوات القديمة (الأنتيكا).

يحكي رئيس الطائفة اليهودية سماطوب عن التصرفات الاستخباراتية والتي تجاوزت حدود المعقول بعد هجرة اليهود الأخيرة، قائلاً “في السبعينيات كان هناك مضايقات فممنوع التملك، فإذا اشترى اليهودي بيتاً ليس من حقه أن يسجله باسمه، وفي حال أراد أن يصطاف عليه أن يحصل على موافقة أمنية، وحتى في حال الاصطياف في بلودان الواقعة قرب العاصمة ينبغي أن يخبر الاستخبارات بصورة مسبقة مع أخذ ورقة فيها الموافقة، وبأثرها يجب مراجعة مخفر بلودان لوضع الختم عليها وبعد العودة إلى الشام يسلم الورقة للمفرزة الأمنية (مقر أمني) المتوضعة برأس الحارة”.

وتفاوت التعامل مع أبناء الطائفة قبل هجرتهم الأخيرة حسب الظروف والأحداث السياسة، فقد هاجر غالبيتهم في أعقاب حرب يونيو (حزيران) عام 1967 واحتلال إسرائيل الجولان مما خلق بعدها وسطاً سياسياً وشعبياً تهجم عليهم، كما حدث في نكبة فلسطين عام 1948 وما رافقها أيضاً من هجرة واسعة إما لدول أوروبية أو أميركا أو إسرائيل.

ويروي بيخور أنه عمل خلال وقت سابق خياطاً وافتتح ورشة يعمل بها، وكانت المفرزة الأمنية تسأل الغرباء عن الحارة والزوار عن وجهتهم ويخضعون للتحقيق والمعاملة القاسية، ويرد زبائن الخياط بيخور عن زيارتهم لدكان “عيد” الخياط بأن عناصر الاستخبارات كانوا ينتفضون كون الزائر يخص بيخور وينهالون بأسلوب تحقيقي مجحف، وعلى حسب الإجابات إما يحال الشخص الزائر إلى التوقيف أو يتعرض للضرب.

ويتابع “أما إذا كان الزائر لحارة اليهود أو لدكاني عسكرياً فهذا ممنوع على الإطلاق، ويتعرض للتوقيف على الفور والتحقيق معه بصورة موسعة، لدي أربع صديقات أتواصل معهن بصورة دائمة تعرضن أيضاً للتوقيف المجحف والإساءة لهم فقط لأنهن يتواصلن معي على رغم أننا لا نتحدث في السياسية، إحداهن سألت أليس بيخور سورياً؟!”.

مدخل كنيس يهودي في دمشق (اندبندنت عربية)

سقوط النظام أتاح لليهودي بيخور أن ينسى اسمه المستعار “عيد” على رغم أنه لازمه منذ عقود طويلة ويناديه جيرانه وأصحابه به، وبات يتحرك أثناء العهد الجديد بحرية تامة في ظل محاولة الإدارة الجديدة برئاسة الرئيس السوري أحمد الشرع ترك صورة حضارية من طريق تعاملها مع الأقليات.

ويتنقل بيخور بطلاقة ويتواصل مع مزيد من الأصدقاء، قال لي إنه يُعلم العبرية لإحدى صديقاته ويطالب الحكومة بأن تحرص في الحفاظ على أملاك اليهود، ويرفض فكرة الهجرة التي عارضها سابقاً أو القبول بالسفر إلى إسرائيل في حال عاد به الزمن إلى الوراء أو في حال أتيحت له الفرصة ثانية.

ويرنو سماطوب الذي يعيش وحيداً في بيت عائلته، التي تتسلق على جدرانه شجرة كباد كبيرة، إلى السلام ويأمل في أن تتوقف الحرب ويعيش الناس بطمأنينة دون النظر إلى الطائفة والديانة، مع نظرته إلى أن لم الشمل اليهودي داخل دمشق لن يكون بالصورة التي ترتسم بزيارة الوفد الديني الأخير، بل ستقتصر على زيارات قصيرة ومحدودة بغية التعرف على أماكن الأجداد، لأن البيوت تحتاج إلى ترميم ومنها ما هو آيل للسقوط.

المزيد عن: حارة اليهودسوريادمشقأحمد الشرعإسرائيلهجرة اليهود

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili