ثقافة و فنونعربي فيلم صوفيا كوبولا “مع الثلج” وريث روحي لـ”فُقِد في الترجمة” by admin 11 أكتوبر، 2020 written by admin 11 أكتوبر، 2020 24 يروي حكاية امرأة تعيش تحت ظل والدها في الشريط الأكثر تماسكاً لمخرجته، إضافة لكونه لماحاً وآسراً اندبندنت عربية/ كلاريس لوفري مراسلة ثقافية @clarisselou فيلم “مع الثلج” من إخراج صوفيا كوبولا، وبطولة رشيدة جونز، وبيل موراي، ومارلون ويانز، وجيسيكا هينويك، وجيني سليت. صُنِّف الشريط رقابياً بأنه صالح للمشاهدة لمن هم في عمر 12 سنة فما فوق، مع النصح بوجود راشد معهم. مدة الفيلم 97 دقيقة. يفتتح أحدث أفلام المخرجة صوفيا كوبولا بالصوت الأجش والرخيم لشخصية فيليكس التي يؤديها الممثل بيل موراي. نسمعه متحدثاً إلى ابنته الصغيرة لورا، “تذكري، لا تعطي قلبك لأي فتى. أنت ملكي إلى أن تتزوجي. وبعدها، ستبقين ملكي”. يستكشف فيلم “مع الثلج” On the Rocks ماهية العيش في الظل المديد الهائل لأب يعيش حياة شديدة الجرأة إلى درجة تجعل كل فرد في ذريته يشعر كأنه قطعة ديكور بدلاً من كونه فرداً له كيانه الكامل. ويمكننا من هذا المنطلق افتراض أن صوفيا كوبولا، ابنة المخرج فرانسيس فورد كوبولا، قد تجد نوعاً من الصلة بينها وبين موضوع القصة. نجد في هذا الفيلم بضعة أوجه تشابه أخرى مع حياة المخرجة. إذ ستصبح لورا (التي لعبت دورها الممثلة رشيدة جونز) لاحقاً في حياتها أماً لابنتين، على غرار حالة المخرجة كوبولا. وتعيش كلتاهما في حي “مانهاتن” برغد وسِعَة. قد يكون من المغري حتى تصنيف العمل بوصفه الخليفة الروحي لفيلم “فُقِد في الترجمة” Lost in Translation الصادر في 2003. وآنذاك، تضمن ذلك الفيلم عنصر التصوير الذاتي في الشخصية الهائمة الوحيدة التي لعبتها سكارليت جوهانسون. ويبدو أن الأمر ينطبق على فيلم “مع الثلج” أيضاً. وعلى الرغم من ذلك، فقد تغيرت الأمور مع مرور السنين. إذ يعد “مع الثلج” أكثر أفلام كوبولا تماسكاً، إضافة إلى كونه لماحاً وآسراً بالمقدار نفسه. وتقدم المخرجة كل قصصها ضمن عوالم محكمة الإغلاق تسودها الثروة والامتيازات، لكن شخصياتها الشابة طالما صُورت كطيور نادرة محتجزة في أقفاص مذهبة. وقد برز ذلك الملمح حرفياً في الأخوات الثلاث لعائلة ليزبون في فيلم “انتحار العذراوات” (The Virgin Suicides (1999. في المقابل، ثمة شعور مختلف بالحصار لدى لورا في هذا الفيلم. إذ تبدو عالقة بين شخصين لهما أكبر تأثير في حياتها، هما زوجها ( دين الغامض طوال الوقت، وأدى دوره الممثل مارلون ويانز) ووالدها فيليكس، تاجر قطع فنية، يغمرها بحبه، ويناديها متندراً يا “قصيرة” و”طفلة”. وكذلك يجلب لها في إحدى الرحلات الليلية، الكافيار الأميركي معبأً في حقيبة تبريد الطعام تحمل علامة تجارية شهيرة. من جهة أخرى، أسلوبه شوفيني قديم، يركز على تصوير نفسه كفتى أرستقراطي مستهتر. وكذلك يغازل فيليكس كل امرأة جديدة يقابلها (في أحد المشاهد، خمن بشكل صحيح أن النادلة طويلة الأطراف التي كانت تخدم طاولتهم قد تدربت في ما مضى كراقصة باليه). ويضاف إلى ذلك إصراره على أن يصم أذنيه عن أصوات النساء على وجه التحديد. ووفق كلماته، “أعتقد أن السبب [يكمن في] النبرة الرفيعة [المميزة لصوت الإناث]”. ربما يتصرف فيليكس بلطف، لكن لا يوجد شك في أنه خلف تأثيرات عرضية من القسوة. في هذه الأثناء، يكون زوج لورا محباً عندما يكون حاضراً، لكن انتباهه غالباً ما يتشتت بسبب العمل. لقد بدأت تشك لورا في أنه ربما يخونها. يتشبث والدها بالفكرة على الفور كدليل على الطبيعة البدائية للرجال. إذ يورد لابنته أن “الذكور مجبورون على القتال من أجل السيطرة على جميع الإناث وتلقيحهن”، محاولاً تسويق قوله كنوع من الحكمة. لكن الأرجح أنه يحاول تخفيف ذنب الخيانات التي ارتكبها بنفسه في السابق. في منحى آخر، تميل كوبولا إلى أسلوب الكوميديا الخرقاء في هذا الفيلم. إذ يشكل مواري وجونز ثنائياً متضاداً يثير البهجة، إنه غريب الأطوار مغلف بيأس ثقيل، وهي منارة للهدوء والعقلانية. ولم يكرر مواري أداءه الذي قدمه في “فُقِدَ في الترجمة”، بل تنتجح شخصية فيليكس أكثر بكثير في إخفاء شعورها بالوحدة. في المقابل، يقدم موراي دليلاً على أنه يصل إلى قمة التألق دائماً عندما يعمل مع كوبولا (لقد تعاون الثنائي أيضاً 2015 في فيلم “ميلاد بطابع موراي تماماً” A Very Murray Christmas). لا يحتوي فيلم “مع الثلج” على رؤى عظيمة في الحبكة. إذ لا يهمس أحدهم بأسرار الكون في آذان الآخرين. يضاف إلى ذلك أن التحول الذي يطرأ على شخصية لورا يأتي كتحول هادئ في هيئة تحلل لطيف من القيود التي تفرضها على نفسها باعتبارها “ابنة شخص مهم” و”زوجة شخص مهم”، والانتقال إلى شعور أكثر استقلالية بالكينونة الذاتية. واستطراداً، يقدم لنا المصور السينمائي فيليبي لو سورد، مدينة نيويورك بطريقة أقل جاذبية وإثارة من طوكيو في التي ظهرت في فيلم “فُقِدَ في الترجمة”، لكنها غنية بعناصر الإمتاع المتصلة باللقطات الليلية المصورة في الحانات المنارة بأضواء ذهبية والشوارع التي تغمرها عتمة مخملية فخمة. باختصار، يشكل فيلم كوبولا واحة مريحة يجب على المرء أن ينغمس فيها. © The Independent المزيد عن: صوفيا كوبولا/مع الثلج/بيل موراي/فُقِدَ في الترجمة 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “باب الأسباط”: قراءة سوسيولوجيّة للهبّة وانتصارها next post هل سيبدأ عصر العملة البلاستيكية؟ You may also like عندما يصبح دونالد ترمب عنوانا لعملية تجسس 24 نوفمبر، 2024 الجزائري بوعلام صنصال يقبع في السجن وكتاب جديد... 24 نوفمبر، 2024 متى تترجل الفلسفة من برجها العاجي؟ 24 نوفمبر، 2024 أليخاندرا بيثارنيك… محو الحدود بين الحياة والقصيدة 24 نوفمبر، 2024 مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال... 24 نوفمبر، 2024 فيلمان فرنسيان يخوضان الحياة الفتية بين الضاحية والريف 24 نوفمبر، 2024 مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.