ثقافة و فنونعربي في يومه العالمي يعود “الأمير الصغير” ساحراً وساخراً by admin 29 يونيو، 2020 written by admin 29 يونيو، 2020 121 العالم يحتفل به كل 29 يونيو مستعيدا رسالته الإنسانية وحلمه بغد أفضل اندبندنت عرببية / مايا الحاج بمبادرة من مؤسسة أنطوان دو سانت اكزوبيري، يحتفل العالم اليوم بالذكرى المئة والعشرين على ولادة صاحب “الأمير الصغير”. وبهذه المناسبة، اختارت المؤسسة أن يكون التاسع والعشرون من شهر (يونيو) حزيران، يوماً عالمياً لـ”لأمير الصغير”. ويأتي هذا اليوم في وقتٍ تتضاعف فيه الأزمات، كي يُذكّرنا بالقيم الإنسانية التي يحملها هذا الكتاب. وتقول المنظّمة في بيانها إنّ “تكاثر الأزمات والصراعات في وقتنا الراهن تمنح رسائل الكتاب بُعداً أقوى وأصدق عند القرّاء، وأنّ “الأمير الصغير” قادر بقوته التحفيزية وأمكانيته التأثيرية على المساعدة في بناءِ غدٍ أفضل. وهذا يجعله يستحقّ يوماً خاصاً للاحتفاء به”. وبات واضحاً دور مؤسسة سانت اكزوبيري الريادي في تقديم مبادرات ونشاطات ثقافية دولية، تكريساً منها لقيمة التواصل الإنساني التي شدّد عليها “سانت إكز”، كما يسميه الفرنسيون، في رائعته الخالدة. ومن المقرّر أن يشارك محبّو “الأمير الصغير” في تقديم قراءات ونقاشات ولقاءات حيّة وافتراضية، على غرار ما حدث في احتفال “سبعينية” الكتاب (2013)، التي شهدت تفاعلا عالمياً كبيراً. ومن المشاركين روائيون ومخرجون وطيّارون ومغامرون، من فرنسا وأميركا ودول أخرى. وكلّ مرّة يتجدّد فيها الحديث عن هذا الكتاب، نستعيد السؤال ذاته: ما الذي يصنع أسطورة “الأمير الصغير”؟ ما الذي يجعله الكتاب الأكثر قراءةً وترجمةً في العالم؟ والأهمّ، هل هو فعلاً كتاب للفتيان أم للبالغين؟ نص طفولي وفلسفي قد يكون “الأمير الصغير” هو الكتاب الأوحد الذي وُجِّه للأطفال، فَفَتَن بسحره الكبار، قبل الصغار. وهذا مردّه إلى أنّه نصٌ فلسفي مغلّف بمناخات طفولية. وإذا لم يكن كذلك، فما الذي يدفع بفيلسوف كبير مثل مارتن هايدغر لاختياره كأعظم كتاب في أدب القرن العشرين؟ على رغم بساطته، يُشكّل “الأمير الصغير” نصّاً فلسفياً وضع فيه سانت اكزوبيري خلاصة تجربته الحياتية التي بدأها طفلاً يعشق الرسم وانتهى به المطاف طيّاراً عاشقاً للصحراء ولفراغها اللامتناهي. هذا العمل قابلٌ للقراءة على مستويين متفاوتين (طفولي وفلسفي). وقد نجح الكاتب في صوغ هذا النصّ الاستثنائي، لأنّه يؤمن أساسا بأنّ مرحلة الرشد لا تُناقض مرحلة الطفولة، فيقول: “جميع البالغين كانوا أطفالاً، لكنّ قلّة منهم تتذكّر ذلك”. وقد يكون الأطفال أكثر رُشداً من البالغين لأنهم يرون بقلوبهم، في حين أنّ “الجوهر لا تراه العيون”. أنطوان دو سانت اكزوبري الكاتب والطيار (موقع المؤسسة) يقف الكتاب على الخط الفاصل بين الواقع والخيال، ويُزاوج بين أنواع أدبية متعددة، فيجمع بين القصة وأدب المغامرات، مع بُعدٍ سير- ذاتي. أمّا البطل فهو طفل مثل كلّ الأطفال، لكنه لا يشبه أحداً منهم. ومن يقرأ الكتاب على ضوء حياة الكاتب، يُدرك أنّ “الأمير الصغير” هو طفل أشقر لا يكبر مثل فرانسوا، شقيق سانت اكزوبيري الذي مات صغيراً ولم يكبر. ولمّا كان شاهداً على لحظات احتضاره بسبب الحمّى الروماتيزمية (1917)، وصف أنطوان المراهق موت أخيه قائلا: “ظلّ بلا حركة للحظة. لم يصرخ. سقط رويداً مثل شجرة صغيرة”. وهذا ما أعاد صياغته مجازياً في نهاية “الأمير الصغير” حين قال: “هذا كلّ شيء. تردّد قليلاً ثمّ نهض، وخطا خطوة. أما أنا، فلم أكن أقوى على الحركة. لم يكن هنالك شيء سوى بريق أصفر قرب كعبه، وبقي متسمرّاً للحظة. لم يصرخ. ثمّ هوى ببطء مثلما تهوي شجرة. ولم يحدث أي صوت بسبب الرمل” (ص 93). بين أميركا وفرنسا وفي ظلّ وحدة الكاتب وعزلته في نيويورك، بعيداً عن فرنسا المنكوبة مطلع الأربعينات جرّاء الحرب العالمية الثانية، كان صاحب “بريد الجنوب” يُسلّي نفسه في رسم أميره الصغير، بوشاحه الأصفر وشعره الأشقر. كأنّه يستدعي بذلك زمنه الضائع، أو ربما طفولته المفقودة بجانب شقيقه “الأشقر”. كان يرسم طفله الصغير على الأوراق والمحارم وأغطية الطاولات، إلى أن طالبه ناشره الأميركي بكتابة قصة “مسليّة” من وحي هذه الرسوم، فكان كتاب “الأمير الصغير”، الذي خرج أولاً في الولايات المتحدة، عن دار رينال وهيتشكوك. ولهذا تعتبر أميركا نفسها معنية بهذه الرواية وبالنجاح الهائل الذي حصدته، ومازالت. وليس مستغرباً أن يشارك اليوم نجوم وكتّاب عالميون، من أميركا وفرنسا ودول أخرى، ليكونوا جزءاً من الاحتفالية بواحدة من أكثر القصص الإنسانية تأثيراً وإلهاماً. ينتمي كتاب “الأمير الصغير” إلى نوع “المغامرات الجويّة”، بحيث تُفتتح القصة على مشهدٍ “واقعي” يدور حول طيّارٍ تتعطّل طائرته في الصحراء، ليجد نفسه وحيداً في مكانٍ خالٍ من كلّ شيء، ما عدا الرمال. ثمّ يُقابل طفلاً صغيراً جاء من كوكب رقمه 612، تعطّلت مركبته في المكان نفسه أيضاً. يطلب الأمير الصغير من الطيّار أن يرسم له خروفاً، لكنّ الطيّار يرسم له ثعباناً يأكل فيلاً، وهي الرسمة التي عجز الكبار عن فهمها يوم رسمها وهو طفل في السادسة. من هنا، تنطلق الأحداث، وتدخل الشخصيتان اللتان تنتميان إلى كوكبين مختلفين في حوارات لمّاحة، لا تخلو من أسئلة وجودية وتأملات شعرية وفلسفية. الأمير الصغير كما رسمه سانت أكزوبري (موقع المؤسسة) يحمل الكتاب جرعة تهكمية عالية، بحيث يسخر الأمير الصغير من عالم الكبار الذين ينشغلون مثلاً عن تأمّل وردةٍ جميلة بحجة أنّهم جدّيون. ويعطون الأهمية القصوى للأرقام، بدلاً من الأفكار: “إذا قلت للراشدين إنني رأيت منزلاً جميلاً من القرميد الأحمر، تزيّن نوافذه الرياحين، ويحطّ على سقفه الحمام…، فإنهم لا يتمكنون من تخيّل ذلك المنزل. ينبغي أن تقول لهم: رأيت منزلاً يساوي مائة ألف فرنك. فيهتفون حينها: ما أجمله”… يسخر أيضاً من اهتمام البالغين بالأجوبة، عوض التفكير بالأسئلة، ومن حياةٍ استهلاكية يشترون فيها كلّ الأشياء جاهزة من التجّار بدلاً من استكشافها وصناعتها والتلذّذ بها: “وبما أنّه لا يوجد تجّار يبيعون الأصدقاء، لم يعد للناس أصدقاء”. في خضم الحرب العالمية الثانية، جاء “الأمير الصغير” من كويكبه البعيد ليواجه إنسان القرن العشرين، ويسخر من نضجه المزعوم وحداثته المدمرة وصراعاته العبثية. وكم نحتاجه اليوم، في القرن الحادي والعشرين، كي يواجهنا بحقائقنا المفزعة ويسخر من فراغ عالمنا وخوائنا الداخلي. المزيد عن: أنطوان دو سانت أكزوبري/ادب أطفال/رواية فرنسية/فلسفة/طيران 26 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الأزمة الحادة في وطن الأرز تقلق الكنديين اللبنانيين next post نقاد مصريون يأخذون على اليونسكو حصرها الزجل بالهوية اللبنانية You may also like مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 عبده وازن يكتب عن: فيروز تطفئ شمعة التسعين... 21 نوفمبر، 2024 “موجز تاريخ الحرب” كما يسطره المؤرخ العسكري غوين... 21 نوفمبر، 2024 26 comments зарубежные сериалы в хорошем HD качестве 25 مارس، 2024 - 2:37 ص Heya i’m for the primary time here. I came across this board and I find It truly useful & it helped me out a lot. I hope to offer something back and help others like you helped me. Reply бот глаз бога телеграмм 10 أبريل، 2024 - 9:06 ص Hi there! Do you know if they make any plugins to protect against hackers? I’m kinda paranoid about losing everything I’ve worked hard on. Any suggestions? Reply глаз бога телеграмм 10 أبريل، 2024 - 10:23 م Excellent blog here! Also your website loads up fast! What host are you using? Can I get your affiliate link to your host? I wish my website loaded up as fast as yours lol Reply new cs2 live casino site 2024 8 مايو، 2024 - 1:11 ص Great info. Lucky me I ran across your website by accident (stumbleupon). I have book marked it for later! Reply Гомельский государственный университет имени Франциска Скорины 16 مايو، 2024 - 2:04 ص ГГУ имени Ф.Скорины Reply гостиничные чеки Санкт Петербург 25 مايو، 2024 - 10:22 ص Hurrah! Finally I got a weblog from where I can truly get useful information regarding my study and knowledge. Reply купить удостоверение тракториста машиниста 31 مايو، 2024 - 1:33 م Hey there just wanted to give you a quick heads up. The text in your post seem to be running off the screen in Internet explorer. I’m not sure if this is a format issue or something to do with internet browser compatibility but I thought I’d post to let you know. The layout look great though! Hope you get the problem solved soon. Many thanks Reply 国产线播放免费人成视频播放 3 يونيو، 2024 - 7:00 م Hi, i think that i saw you visited my blog so i came to return the favor.I am trying to find things to improve my website!I suppose its ok to use some of your ideas!! Reply хот фиеста игра 13 يونيو، 2024 - 1:17 ص I don’t even know how I ended up here, but I thought this post was good. I don’t know who you are but definitely you are going to a famous blogger if you are not already 😉 Cheers! Reply hot fiesta игра 14 يونيو، 2024 - 4:40 م Incredible quest there. What occurred after? Good luck! Reply хот фиеста слот 15 يونيو، 2024 - 3:58 ص Hi all, here every one is sharing such experience, so it’s good to read this weblog, and I used to go to see this webpage daily. Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 7:33 م Greetings! Very helpful advice within this article! It is the little changes that make the greatest changes. Thanks a lot for sharing! Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 11:06 ص Usually I do not read article on blogs, however I wish to say that this write-up very forced me to try and do so! Your writing taste has been amazed me. Thank you, quite great article. Reply Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 12:03 ص Hey There. I found your blog using msn. This is an extremely well written article. I will be sure to bookmark it and come back to read more of your useful information. Thanks for the post. I will definitely comeback. Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 4:16 م Informative article, just what I wanted to find. Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 6:12 ص Hi there i am kavin, its my first time to commenting anywhere, when i read this piece of writing i thought i could also make comment due to this brilliant post. Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 7:51 م Greetings from Ohio! I’m bored to death at work so I decided to check out your site on my iphone during lunch break. I enjoy the knowledge you present here and can’t wait to take a look when I get home. I’m shocked at how quick your blog loaded on my mobile .. I’m not even using WIFI, just 3G .. Anyhow, fantastic site! Reply мойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 9:09 ص Выбирая франшизу автомойки, вы получаете готовый бизнес-план, маркетинговую поддержку и постоянное обновление технологий. Reply строительство автомоек под ключ 9 يوليو، 2024 - 8:26 ص Автомойка самообслуживания под ключ становится всё популярнее. Это экономичный и простой способ начать своё дело с минимальными вложениями. Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 12:53 م Pretty section of content. I just stumbled upon your website and in accession capital to assert that I acquire in fact enjoyed account your blog posts. Any way I’ll be subscribing to your augment and even I achievement you access consistently rapidly. Reply строительство автомойки 15 يوليو، 2024 - 11:42 ص Франшиза автомойки – это возможность стать частью успешной сети с готовым бизнес-планом и маркетинговой поддержкой на всех этапах работы. Reply Lamborghini Urus 28 يوليو، 2024 - 8:58 م Your expertise on this subject shines through in this post. Reply Джак 19 أغسطس، 2024 - 7:43 م Hi to all, how is everything, I think every one is getting more from this site, and your views are pleasant designed for new users. Reply theguardian.com 26 أغسطس، 2024 - 12:39 م Pretty nice post. I just stumbled upon your blog and wanted to say that I have really enjoyed browsing your blog posts. In any case I’ll be subscribing to your feed and I hope you write again soon! Reply theguardian.com 28 أغسطس، 2024 - 10:19 ص Awesome! Its in fact remarkable post, I have got much clear idea about from this article. Reply theguardian 28 أغسطس، 2024 - 11:36 م It’s an awesome article for all the internet viewers; they will take benefit from it I am sure. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.