ثقافة و فنونعربي فلسطين في مشهدية الخلاص by admin 20 يوليو، 2020 written by admin 20 يوليو، 2020 493 مجلة رمان الثقافية / أحمد زكارنة – كاتب من فلسطين كتب العديد من النقاد والمختصين الكثير عن أعظم مشاهد الفنان الأمريكي “أل باتشينو”، ولكن التاريخ سيدوّن أهم مشاهد التراجيديا العربية في فلسطين، ليس لأن هيكل التراجيديا يجب أن يكون معقدا، يمثل الحوادث التي تثير الخوف والشفقة، وفق رؤية أرسطو، ولكن لأننا لا يمكننا أن نحصر الأزمة المركبة في فلسطين بشكل خاص والمنطقة العربية بشكل عام، في صناعة المعنى السياسي بشكل حصري، ولكن في صياغة المعنى الثوري أيضا، شأنهما في ذلك، شأن أزمة مفهوم الهوية الجمعية لدى العوام من الناس داخل فلسطين وخارجها، والقصد هنا يشير إلى الأفكار التي يمكنها أن تعبر اللحظة التي تستمد قيمتها من قوة فعل الخلق والإبداع، بعيداً عن أي تنظير نظري. فما يكمن بين الفكر السياسي العربي والممارسة الوطنية على أرض الواقع، فضاء فارغ يُشغله شيطان التفاصيل. هنا ومن دون الولوج إلى تعريف “مفترق الطرق” أو “المنعطف الخطير “المستهلكين تاريخياً، علينا الاعتراف أن ما تمر به القضية الفلسطينية في هذا الزمن الرديء، كمثال حي لما تمر به المنطقة بأكملها، هو لحظة فارقة تعري الحقيقة من كل ادعاء محتمل، فإما أن يُنعت الفلسطيني والعربي بالمراهق الذي لا مشكلة لديه، بل هو المشكلة بحد ذاته، وإما أن يُوصف بالثائر الراشد صاحب القضية، الذي لعب دور النموذج لردح من الزمن. ومشكلتنا نحن الفلسطينيون، أننا نعاني من أزمات داخلية متراكمة، تبدو أكثر تعقيداً من مشكلتنا مع العدو المحتل، وأصعب هذه الأزمات يدور في فلك التعريفات القاصرة لمفهوم المصير المشترك، في ظل الشرط الاستعماري المزدوج، استعمار الأرض، وتزييف الوعي؛ بهذا المعنى، يصبح سؤال الهوية، من نحن، وماذا نريد؟ سؤالا ملحاً يعترف بالمجاز بوصفه الوجه الآخر لواقع الحال. فإن ألقينا نظرة فاحصة على اللحظة الراهنة في المنطقة العربية بشكل عام وفلسطين على وجه التخصيص، سنجد وفرة في الشعارات، وندرة في التطبيق، كأن نستمع لحزمة من التطلعات والآمال من قبل النظم الحاكمة، دون أن نرى أي مظهر من مظاهر التخطيط لتنفيذ ولو الحد الأدنى منها. وكذا الحال لدى غالبية الأحزاب والفصائل بكل أطيافها الفكرية والعقائدية التي لا تخجل أن تمارس فعل النقد ونقيضه في ذات اللحظة، كأن تهاجم أوسلو، وتطالب القائمين عليها بصرف مخصصاتها المالية، أو أن تنتقد الفساد والمفسدين وتعمل مع الفاسد في السر والعلن، ولنا أن نتأمل مشهد التحالف العجيب الغريب القائم ما بين حركة دينية كحركة حماس مع القيادي السابق في حركة فتح “محمد دحلان” فيما يُتهم الطرفان بإنتاج الانقسام الذي ابتلي به الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج. ولا يستثنى من ذلك كله، ما يطلق عليهم النخب الثقافية، التي لا يُنتج بعضها إلا فائضا من الكلام الفارغ من أية مضامين تذكر، فيما يعمل هذا البعض لصالح توجهاته الفكرية والحزبية منظراً ومبرراً. ما يجعلنا بحاجة ماسة وفعلية لتدشين وزارة للخجل على حد اقتراح أستاذ الفلسفة الشاعر والناقد الدكتور عبد الرحيم الشيخ. واقتراح الشيخ، يذكرنا بقصة سعيد أبو النحس في رواية إميل حبيبي الأشهر، “المتشائل”، حيث يأتي نحت كلمتي تفاؤل وتشاؤم لدى حبيبي، ليصور لنا حالة فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948 وهي التشاؤل؛ فإن حصل مكروه للمتشائل فإنه يحمد الله على عدم حصول مكروه أكبر أو كما شُرِحت في الرواية: “خذني أنا مثلاً، فإنني لا أميز التشاؤم عن التفاؤل. فأسأل نفسي: من أنا؟ أمتشائم أنا أم متفائل؟ أقوم في الصباح من نومي فأحمد الله على أنه لم يقبضني في المنام. فإذا أصابني مكروه في يومي، أحمده على أن الأكره منه لم يقع، فأيهما أنا: أمتشائم أم متفائل”. فإن كانت البنى الفكرية في المنطقة العربية، هي من شكلت النسق السياسي والاجتماعي في منتصف القرن الماضي على أرضية البحث الناصري أو البعثي عن تبني فكرة القومية العربية في مواجهة الإيديولوجية الدينية، التي قامت على النفاق أكثر من قيامها على الإيمان، فإننا اليوم هنا في فلسطين كما في عديد دول الإقليم، نواجه بُنى هرمية طبقية أسست لنزعة “الأنا” الفردية على حساب الأنا الجمعية ضمن نظام أبوي شمولي متعال بكل ما لمفهوم الكلمة من دلالة انعكست بوضوح جلي على أرض الواقع الذي نجد فيه حكومات لا تمارس دورها المنوط بها في الحكم، ولكنها تعلن ليل نهار أنها تعمل لصالح الناس، وفي الجهة المقابلة نسمع كلاماً لا حصر له عن المفاهيم المتأصلة في مواجهة العولمة والليبرالية إلى آخره من قافلة الكلام المرسل والمطلق في آن. بيد أن الشواهد تؤكد أن تراجيديا الواقع تختلف اختلافاً عميقاً ينمط على نحو ما، ثقافة الهزيمة، هزيمة الأنا الفردية، والنحن الجمعية، هزيمة من لا يمانع، ولكنه يرفض، ولا ينتقد وإنما ينتقص، لا يجتهد أو يجاهد ولكنه يرفع شعار المقاومة، وكأننا في إحدى مدارس المستشرق الأمريكي “صمويل مارينوس” نكرس ما فسره من فعل الاستعمار طيلة نصف قرن مضى بالقول: “إن استهداف المدارس العربية والإسلامية جاء بغية تخريج ناشئة لا هي مسلمة، ولا هي مسيحية، ولا هي يهودية. ناشئة مضطربة، مادية الأغراض، لا تؤمن بعقيدة ولا تعرف حقا، فلا كرامة للدين ولا حرمة للوطن”. في الختام، إن الخروج من هذه الأزمة يستدعي أن نرمم ما أنقطع بيننا وبين ذواتنا، أن نوقف نزيف عزل الإنسان عن مسؤوليته ودوره في صياغة معنى وجوده الفردي والجمعي، أن نعي قيمة الذات الفردية والجمعية ونعود إليها لتنمية ما يعرف بالوعي الوجودي، أن نؤمن بالحق لا أن نستجديه، أن نعلي من شأن مفهوم المقاومة بصرف النظر عن أدواتها وسبلها، أن نقف سدا منيعا في مواجهة كل أشكال الفساد والمفسدين، والأهم أن نتعلم بأن الحرية لا تعني الفوضى، وأن كلمة لا على أهميتها ليست للمزايدات أو رفع الشعارات، ولكنها انتصارٌ فاعلٌ يسلك مسلك العمل عكس الاتجاه السائد من وجع مقيم؛ فإنه لمن سوء التقدير أن نكون ضحايا لشهواتنا واحقادنا واعدائنا معا، أن ننصرف عن الهم العام لصالح الهم الفردي. فمن يدقق في تفاصيل الحال، يجد أنه يأتي في ظل مقاربة مدهشة لما نحضره اليوم في بث حي ومباشر لمشهد التعرية، تعريتنا من ورقة التوت التي لم تستر، قدر ما فضحت، وهي الورقة التي تغاضينا عنها بملء إرادتنا عجزا ودهاء، فأما العجز فهو نتاج طبيعي لقلة الحيلة، والدهاء، تصور غبي بأننا قد ننجو، وأما التوت، فهو توت الفرص الضائعة في مشوار السلام التائه عن مساره الكاذب، وقد نجح ممثلو المشهد ومخرجوه، في استبدال مفاهيم الخلاص الجمعي بالفردي، والوطني بالاستهلاكي. ليصوروا لنا وللعالم أجمع، فلسطين في مشهدية الخلاص المشوه. 36 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “مقابلة مع السيّد آدم”… إنسان الحقّ الضائع next post لقاح كورونا.. 3 أسباب تدعو أخيرا للتفاؤل You may also like زنوبيا ملكة تدمر… هل يسقطها المنهج التربوي السوري... 11 يناير، 2025 (15 عرضا) في مهرجان المسرح العربي في مسقط 11 يناير، 2025 أبطال غراهام غرين يبحثون عن اليقين عند الديكتاتور 10 يناير، 2025 رحيل “صائدة المشاهير”…ليلى رستم إعلامية الجيل الذهبي 10 يناير، 2025 سامر أبوهواش يكتب عن: حسام أبو صفية… الرجل... 10 يناير، 2025 كتب يناير الإنجليزية: سيرة هوليوودي واعترافات 3 نساء 9 يناير، 2025 عبده وازن يكتب عن: بثينة العيسى تروي خراب... 9 يناير، 2025 أعظم 20 فيلما في تاريخ سينما الغرب الأميركي 9 يناير، 2025 وليام هوغارث يغزو بيوت لندن بلوحات شكسبيرية 9 يناير، 2025 استعادة الشاعر بول إلويار في الذكرى المئوية للبيان... 9 يناير، 2025 36 comments зарубежные сериалы смотреть онлайн 25 مارس، 2024 - 10:43 م Amazing blog! Is your theme custom made or did you download it from somewhere? A design like yours with a few simple adjustements would really make my blog shine. Please let me know where you got your design. Thank you Reply глаз бога телеграмм бесплатно 10 أبريل، 2024 - 5:02 ص I’m not sure why but this site is loading extremely slow for me. Is anyone else having this issue or is it a problem on my end? I’ll check back later and see if the problem still exists. Reply глаз бога телеграмм бесплатно 10 أبريل، 2024 - 6:19 م If you are going for best contents like I do, only go to see this web site every day since it gives quality contents, thanks Reply steam cs 2 skin betting websites 7 مايو، 2024 - 9:20 م Woah! I’m really enjoying the template/theme of this site. It’s simple, yet effective. A lot of times it’s challenging to get that “perfect balance” between user friendliness and visual appeal. I must say that you’ve done a excellent job with this. Additionally, the blog loads extremely fast for me on Chrome. Exceptional Blog! Reply F. Skorina Gomel State University 15 مايو، 2024 - 10:14 م Francisk Skorina Gomel State University Reply Гостиничные Чеки СПБ купить 24 مايو، 2024 - 1:49 م When I originally commented I seem to have clicked the -Notify me when new comments are added- checkbox and now every time a comment is added I recieve four emails with the same comment. Perhaps there is a way you can remove me from that service? Thanks! Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 30 مايو، 2024 - 4:19 م If you are going for most excellent contents like I do, only visit this site everyday as it provides quality contents, thanks Reply 乱伦色情 3 يونيو، 2024 - 2:55 م Simply wish to say your article is as surprising. The clearness on your publish is simply excellent and i can think you are a professional in this subject. Well with your permission allow me to grab your RSS feed to stay up to date with coming near near post. Thank you a million and please keep up the rewarding work. Reply hot fiesta игра 12 يونيو، 2024 - 9:22 م Hey there just wanted to give you a quick heads up. The text in your content seem to be running off the screen in Internet explorer. I’m not sure if this is a format issue or something to do with web browser compatibility but I thought I’d post to let you know. The design and style look great though! Hope you get the problem resolved soon. Many thanks Reply hot fiesta играть 13 يونيو، 2024 - 3:54 م After looking into a number of the blog articles on your web site, I really like your way of blogging. I saved it to my bookmark site list and will be checking back soon. Take a look at my web site as well and let me know what you think. Reply хот фиеста слот 15 يونيو، 2024 - 1:56 ص Hi everyone, it’s my first visit at this site, and post is really fruitful designed for me, keep up posting these articles or reviews. Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 6:43 ص Hey there would you mind stating which blog platform you’re working with? I’m looking to start my own blog in the near future but I’m having a tough time making a decision between BlogEngine/Wordpress/B2evolution and Drupal. The reason I ask is because your design seems different then most blogs and I’m looking for something completely unique. P.S My apologies for getting off-topic but I had to ask! Reply Прогнозы на футбол 1 يوليو، 2024 - 6:44 م Appreciating the hard work you put into your site and in depth information you provide. It’s great to come across a blog every once in a while that isn’t the same outdated rehashed material. Excellent read! I’ve saved your site and I’m including your RSS feeds to my Google account. Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 3:44 ص What’s up Dear, are you actually visiting this website daily, if so then you will absolutely get pleasant knowledge. Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 6:13 ص I am extremely impressed with your writing skills and also with the layout on your blog. Is this a paid theme or did you customize it yourself? Either way keep up the nice quality writing, it’s rare to see a nice blog like this one nowadays. Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 7:03 م Ahaa, its pleasant discussion regarding this piece of writing here at this blog, I have read all that, so now me also commenting here. Reply мойка самообслуживания под ключ 5 يوليو، 2024 - 8:46 م Строительство автомойки – сложный процесс. Мы обеспечиваем профессиональный подход на каждом этапе, чтобы ваш бизнес процветал. Reply автомойка под ключ 6 يوليو، 2024 - 4:35 م Строительство автомойки под ключ – ваш шаг к автономному и прибыльному бизнесу. Наши специалисты помогут на каждом этапе. Reply строительство автомойки 7 يوليو، 2024 - 6:46 ص 1Мойка самообслуживания под ключ – уникальная возможность начать простой в управлении бизнес. Идеально для начинающих предпринимателей. Reply строительство автомойки 7 يوليو، 2024 - 7:25 م Инвестиции в строительство автомоеок под ключ обещают быструю окупаемость благодаря оптимальной цепочке поставок оборудования и расходных материалов, а также продуманной системе управления бизнесом. Reply автомойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 7:02 ص 1Хотите собственное дело с низкими инвестициями? Попробуйте автомойку самообслуживания под ключ – новый формат быстрой очистки автомобилей. Reply автомойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 6:39 م Франшиза автомойки – это возможность стать частью успешной сети с готовым бизнес-планом и маркетинговой поддержкой на всех этапах работы. Reply автомойка самообслуживания под ключ 9 يوليو، 2024 - 6:20 ص Автомойка под ключ – простой путь к своему бизнесу. Получите современное, энергоэффективное и привлекательное для клиентов предприятие. Reply Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 3:40 م What’s up, always i used to check website posts here early in the break of day, since i like to gain knowledge of more and more. Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 12:18 ص Thanks for one’s marvelous posting! I definitely enjoyed reading it, you’re a great author.I will be sure to bookmark your blog and will come back down the road. I want to encourage one to continue your great writing, have a nice day! Reply Прогнозы на футбол 12 يوليو، 2024 - 1:59 ص Incredible points. Great arguments. Keep up the amazing work. Reply строительство автомойки 15 يوليو، 2024 - 1:38 ص Автомойка самообслуживания под ключ становится всё популярнее. Это экономичный и простой способ начать своё дело с минимальными вложениями. Reply мойка самообслуживания под ключ 15 يوليو، 2024 - 10:08 ص Автомойка самообслуживания под ключ — современный и прибыльный проект. Мы предложим лучшее оборудование и технологии. Reply автомойка под ключ 15 يوليو، 2024 - 6:41 م 1Строительство автомоек под ключ – наша специализация. Мы предлагаем полный пакет услуг и качество по доступным ценам. Reply мойка самообслуживания под ключ 16 يوليو، 2024 - 3:14 ص Автомойка под ключ – это ваш легкий старт в автосервисном бизнесе. Не требуется прежний опыт – мы сопровождаем вас на каждом шагу. Reply строительство автомоек под ключ 16 يوليو، 2024 - 11:43 ص Франшиза автомойки – отличная возможность войти в готовый бизнес с мощной поддержкой нашей команды. Присоединяйтесь и растите вместе с нами! Reply строительство автомойки 16 يوليو، 2024 - 8:36 م Быстрое строительство автомойки – это наша специализация. Мы обеспечиваем высокое качество и готовность к открытию в кратчайшие сроки. Reply мойка самообслуживания под ключ 17 يوليو، 2024 - 5:39 ص С нами строительство автомоёк под ключ превращается в приятный и легкий процесс, ведь мы заботимся о каждом аспекте вашего будущего предприятия. Reply Lamborghini performance 28 يوليو، 2024 - 8:39 م I never thought about it this way before. Thanks for opening my eyes. Reply купить JAC 19 أغسطس، 2024 - 3:12 ص Hi! I’m at work browsing your blog from my new iphone! Just wanted to say I love reading your blog and look forward to all your posts! Keep up the fantastic work! Reply theguardian 22 أغسطس، 2024 - 11:27 م This article gives clear idea for the new viewers of blogging, that in fact how to do blogging and site-building. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.