ثلاثية الاغتيالات المؤثرة بأقلامهم فاروق يوسف يكتب عن: الأكذوبة الإيرانية في اغتيال هنية by admin 6 أغسطس، 2024 written by admin 6 أغسطس، 2024 85 هل علينا أن نصدق أن إيران قد نجحت في خداع العرب والفلسطينيين تحديدا في أنها تدافع عن قضيتهم؟ The Middle East Online / فاروق يوسف بعد اغتيال زعيم حركة خماس اسماعيل هنية لا تسمح الوقائع لنا بإنكار الواقع. فالرجل المطلوب رأسه تمت تصفيته في أرض معادية. لم تقو إيران على حمايته وهو ضيفها. أما كان على هنية أن يكون أكثر حذرا؟ سؤال متأخر يلقي بالكثير من علامات الاستفهام على الجبهة الداخلية الإيرانية التي هي بالتأكيد جبهة مخترقة من قبل إسرائيل. لقد تمكنت إسرائيل من قبل من قتل علماء وضباط إيرانيين كبار داخل إيران. لم يكن صعبا على إسرائيل في أوقات سابقة اختراق البرنامج النووي الإيراني. كان هنية المطلوب رقم واحد. وكان عليه أن لا يثق بدولة أثبتت أنها غير قادرة على حماية مواطنيها المرموقين. لكن المسألة تتجاوز حماية هذا الشخص أو ذاك إلى المشروع التوسعي الإيراني الذي وجد فرصته الذهبية للإنتشار من خلال “الإسلام السياسي” المقفل على عبثيته العدائية التي عملت على تخريب القيم الوطنية بحجة الدفاع عن قيم غيبية سحقت إنسانية الناس البسطاء عقليا. من المستبعد أن يعيد التابعون الذين وقعوا في الفخ الإيراني النظر في إيمانهم بقوة إيران “الإسلامية”. كما أن من الصعب بالنسبة إليهم أن يتمكنوا من اكتشاف الحقيقة الملتبسة للموقف الإيراني من القضية الفلسطينية وهو موقف يقوم أصلا على فك ارتباط فلسطين بالعرب وعزل غزة عن فلسطين اعتمادا على حركة حماس باعتبارها واحدة من واجهات جماعة الإخوان المسلمين التي لا تؤمن بالدولة الوطنية ولا تقيم اعتبارا للمبادئ القومية. وبالرغم من أن إيران كفت منذ سنوات عن رفع شعار “الموت لإميركا. الموت لإسرائيل” فإن هناك مَن يعتز بفيلق القدس الذي كان قاسم سليماني يتزعمه. سليماني الذي أشرف بكفاءة على عمل الميليشيات المسؤولة عن إدارة الحروب الداخلية في العالم العربي لا يزال من وجهة نظر البعض بطلا تاريخيا وهو ما عبر عنه هنية نفسه حين نعاه. لا أدري هل يمكن اعتبار إيران قوة إقليمية كبرى أم لا في ظل ما تتعرض له من اختراق مستمر؟ ولكن السؤال والذي وهبته حرب غزة ثقلا مفضوحا هو “هل تعمل تلك القوة إذا ما كانت موجودة لصالح القضية الفلسطينية حقا؟” ما هو مؤكد أن إيران تكره العرب، شعوبا ودولا وهو ما يعني أنها تكره قضاياهم فهل تتعامل بإنصاف مع القضية الفلسطينية باعتبارها شأنا إسلاميا وهي في حقيقتها ليست كذلك؟ ولكن إيران تستعمل الإسلام قناعا لغاياتها السياسية. صحيح أن إيران جمهورية إسلامية ولكنه إسلام إيراني لا أعتقد أن اسماعيل هنية أو سواه ممَن اقتربوا من إيران يجهلون مبادئه وهي مبادئ سياسية لا تتصل بأصول الدعوة المحمدية إلا بالعبادات. وحتى في العبادات هناك اختلاف في التفاصيل. يكذب زعماء الإسلام السياسي حين يخفون حقيقة معرفتهم بالموقف الإيراني من فلسطين، من قضيتها ومن شعبها وهو موقف فيه الكثير من الانتهازية السياسية. تستعمل إيران أتباعها من أجل فرض هيمنتها على المنطقة والتحول إلى قوة إقليمية وهي في ذلك تخطط لإلغاء الحدود السياسية للدول العربية وصولا إلى إسرائيل. ذلك ما لا تفكر فيه تركيا التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وهي عضو في حلف الناتو الذي تتزعمه الولايات المتحدة التي تتزعم ذلك الحلف. هل علينا أن نصدق أن إيران قد نجحت في خداع العرب والفلسطينيين تحديدا في أنها تدافع عن قضيتهم؟ تلك حكاية سمجة وهي نوع من التضليل المكشوف. ما هو حقيقي يقع في أن إسرائيل لا ترغب في أن تكون إيران جارة لها بدليل أنها تستهدف بين حين وآخر قواعد ومعسكرات ومخازن أسلحة إيرانية في سوريا. لذلك ليس من الصحيح القول أن حماس حركة تحرير وطني فلسطيني وهي التي استظلت بمظلة إيرانية. كان اسماعيل هنية وهو زعيم حركة مسلحة لا تزال غزة تعيش كارثة مغامرتها على دراية كاملة بالغايات السياسية الإيرانية وهي غايات لا علاقة لها بالنضال الوطني الفلسطيني. لم يكن ضحية تضليل أو خداع. لقد كان الرجل كسواه من زعماء الإسلام السياسي مؤمنا بفلسطين أخرى. فلسطين التي لا نعرفها وهي التي لا يفكر فيها الفلسطينيون الذين يحلمون بإقامة دولتهم المستقلة على أرضها. اغتيال هنية هو جزء من حرب غزة. ذلك صحيح. غير أن الصحيح أيضا أن تلك الواقعة قد كشفت عن واقع لا يعد التغاضي عنه إلا نوعا من الغباء. ليست إيران دولة قوية وهي لا تستحق أن يثق المرء بها. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الجيش الاسرائيلي ينبش القبور بحثا عن أنفاق حماس next post العداء الكندي دي غراس يتأهل إلى نصف النهائي في سباق الـ 200 متر You may also like مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: ماذا جرى في «المدينة... 15 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: ترمب ومشروع تغيير... 15 نوفمبر، 2024 منير الربيع يكتب عن..لبنان: معركة الـ1701 أم حرب... 15 نوفمبر، 2024 حميد رضا عزيزي يكتب عن: هل يتماشى شرق... 15 نوفمبر، 2024 سايمون هندرسون يكتب عن.. زعماء الخليج: “مرحبًا بعودتك... 15 نوفمبر، 2024 الانتخابات الأمريكية 2024: وجهات نظر من الشرق الأوسط 15 نوفمبر، 2024