Jake Pace Lawrie / رئيس مجلس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة عرب وعالم فؤاد السنيورة لـ”المجلة”: القرار 1701 هو قارب النجاة الأخير للبنان by admin 6 نوفمبر، 2024 written by admin 6 نوفمبر، 2024 20 يجب أن يقدم لبنان فكرا وممارسات جديدة لينهض مما أصابه المجلة / جهينة خالدية في ظل التصعيد الإقليمي والمواجهة المتفاقمة بين إيران وإسرائيل، ومع تعاظم الفراغ السياسي في لبنان من دون أي أفق واضحة لنهاية الحرب الإسرائيلية، يرى فؤاد السنيورة، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق و”عرّاب” القرار الدولي 1701، أن الالتزام بهذا القرار ما زال السبيل الوحيد لوقف النزيف السياسي والعسكري والبشري في البلاد. وفي مقابلة خاصة مع “المجلة”، تحدث السنيورة عن إمكانية الوصول لوقف إطلاق النار في حرب 2024 من خلال بحث شروط تنفيذ القرار الدولي، الذي صدر في عام 2006 بإجماع الأعضاء الـ15 لمجلس الأمن، لوقف القتال بين إسرائيل و”حزب الله”، فيما يترقب الجميع الانتخابات الأميركية التي تؤثر نتائجها على العالم بأسره. ويروي السنيورة كواليس صدور القرار في مجلس الأمن، وما حصل عشية تبنيه في مجلس الوزراء اللبناني الذي ضم في حينه وزراء “حزب الله” ومختلف الفرقاء. في عام 2006، تلقى السنيورة رسالة من رئيس مجلس النواب نبيه بري تطالبه بالإسراع في اعتماد القرار 1701 بسبب “الموقف الحرج” لـ”حزب الله”. لكن اليوم، ومع اشتعال جبهات جديدة، يقول السنيورة إنه “لا رغبة دولية في إصدار قرار جديد”. لم تكن مسيرة السنيورة السياسية سهلة، فقد واجه أزمات متتالية بين 2006 و2008، خلال فترة رئاسته للحكومة من أحداث “نهر البارد” إلى الصراع مع المعارضة، وخاصة مع “حزب الله”، الذي بلغت ذروته في اجتياح بيروت في 7 مايو/أيار 2008، ردًا على قرارات حكومته بإقالة رئيس جهاز أمن المطار، وتفكيك شبكة الاتصالات التابعة للحزب. “حزب الله” تحول إلى جيش بدلًا من أن يكون مقاومة ولم تعد عملياته محصورة في لبنان فقط، بل توسعت نشاطاته في سوريا والعراق واليمن وفي أماكن عديدة يقدم رئيس وزراء لبنان ووزير المالية الأسبق في أربع حكومات رأسها الراحل رفيق الحريري، رؤية شاملة لواقع لبنان اليوم الذي يعيش حرب استنزاف طويلة، والسبل لإنقاذه من حرب بين مشروعين تدفع المنطقة نحو تصعيد أوسع، وتسهم في رسم الشرق الأوسط الجديد، واليوم التالي فيه. ناقشنا مع السنيورة أسئلة كثيرة، ماذا تريد إيران من لبنان؟ وما مستقبل “حزب الله”؟ ليكرر ثوابت أساسية: حضور الدولة في واجهةِ التصدّي، والعودة إلى “اتفاق الطائف” والاتفاقيات الدولية، وانتخاب رئيس جمهورية، والعمل على إعادة “حزب الله”، إلى كنف الدولة… بعد أن تحول في السنوات الأخيرة إلى جيش عابر للحدود. ويتمسك بأمل الإنقاذ، مردداً أن “لبنان يمكن إنقاذه… ويجب إنقاذه”. * من ينقذ لبنان في هذه اللحظة التاريخية المفصلية؟ وما خارطة الطريق لاستعادة دولة لبنانية قادرة على تجاوز الأزمة؟ – مما لا شك فيه أن لبنان افتقد خلال هذه السنوات الإرادة الرؤيوية والقيادية والشجاعة التي تستطيع فعليًا أن تقود بلدًا، لتخرجه من أتون هذه الحروب المستمرة والمشاكسات التي حصلت، والتي لا زلنا في خضمها، وعلينا إعادة تكوين مؤسساتنا الدستورية، وانتخاب رئيس جديد يؤمن بدوره أنه رئيس كل السلطات، ولكنه ليس جزءًا من السلطة التنفيذية. رئيس الجمهورية فوق الجميع، وليس باحثًا عن حصة في الحكم. همه الأساسي الدفاع عن الدستور، والتأكيد على أهمية أن يكون الحكم قادرًا على خدمة مصالح اللبنانيين، وليس على خدمة مصالح الفرقاء، ولا من أجل تعزيز حصص كل واحد من هذه الجماعة في إدارة الشأن العام. أ.ف.ب / خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز يستقبل فؤاد السنيورة في جدة في 23 أغسطس 2006 جرى تخريب عقول اللبنانيين على مدى أكثر من عقدين بأن رئيس الجمهورية، يجب أن يكون من ضمن أكبر مجموعة مسيحية في لبنان، وأننا بحاجة إلى الرئيس القوي. وفي الواقع أن الرئيس القوي هو الرئيس الذي يحمي الدستور، وينطلق من حماية الدستور في إدارة الحكم. * من هو الشخص أو المشروع الذي يمكن أن يجمع اللبنانيين اليوم؟ هل أنت على تواصل مع الرئيسين بري وميقاتي ومختلف الأطراف اللبنانية؟ – أنا على تواصل مع كل الفرقاء، وطبعا هناك وجهات نظر مختلفة. وشخصياً قناعتي أنه يجب أن يكون لدينا حكم رشيد، ودولة رشيقة، وإدارة محكمة. هذه قواعد أساسية، وليست مجرد ألفاظ نكررها ونسمعها ونفعل عكسها. لا، بل علينا أن نعمل بها، ونؤمن بها، ونتحاسب على أساسها. من الأخطاء التي ارتكبناها دعوتنا لـ”حكومة وحدة وطنية”، حكومات الوحدة الوطنية لا تصلح دائما. في النظام الديمقراطي البرلماني، تؤلف أحيانًا “حكومة وحدة وطنية” لمواجهة أزمة سياسية معينة، لكن تعود الأمور إلى الحكومة الديمقراطية بعدها، أي حكومة الأكثرية التي تتولى الحكم وتُحاسب عليه. * وهل يمكن تطبيق ذلك اليوم في بلد لم يستطع كل أطرافه الاجتماع تحت مظلة واحدة لإنقاذ أهله رغم الحرب الدموية، وعشرات آلاف الضحايا والجرحى وأكثر من مليون نازح؟ وأيضاً في ظل حالة الإنكار التي يعيشها “حزب الله”؟ – مما لا شك فيه أن “حزب الله” يعيش حالة إنكار، ولكن في الوقت نفسه، الوضع يتطلب من الجميع أن يعرف أن “الحزب” لن ينتهي في المعركة، لأنه حزب متجذر في بيئته، وله دور فيها. والهدف الآن هو استعادة “حزب الله” إلى كنف الدولة، وأن تكون الدولة صاحبة السلطة الوحيدة في لبنان، ولا تكون هناك أي سلطة أخرى أو قرار يتخذ من خارج الدولة، سواء من فريق داخلي أو خارجي. * هناك وجهة نظر أخرى مختلفة تمامًا، ترى أن هذا “الحزب” المتجذر في بيئته، كما ذكرتَ، يحتاج إلى سلطته ونفوذه خارج الدولة كضرورة من ضرورات “المقاومة”، ولا بديل عنه لمحاربة إسرائيل. كيف ترى ذلك؟ – “حزب الله” تحول إلى جيش بدلا من أن يكون مقاومة، “كوماندوس”، ولم تعد عملياته محصورة في لبنان فقط، بل توسعت نشاطاته في سوريا والعراق واليمن وفي أماكن عديدة. يجب الالتزام بتطبيق القرار 1701، ولا “شهية” لإصدار قرار دولي جديد في الواقع، تبين أن الرهان على مقاومة “حزب الله” كرادع لإسرائيل وعلى سلاحه، الذي قيل إنه الوسيلة الوحيدة لحماية لبنان، ليس صحيحا. “حزب الله” قد يكون قادرا على إلحاق ضرر كبير بإسرائيل، لكن تفوقها العسكري والتكنولوجي والاستخباراتي عليه يلحق ضررا أكبر بكثير، ويؤدي إلى تدمير لبنان. وكان لا بد قبل التورط في هذه المواجهة، من طرح سؤال أساسي: ما حجم الضرر والدمار الذي يمكن لإسرائيل أن تلحقه بلبنان؟ وفي هذه المعركة، استطاعت إسرائيل أن تحتفظ بمظلوميتها وتظهر أمام العالم وكأنها تدافع عن نفسها، وفي الواقع نحن الآن المظلومون، الذين تفتك بهم إسرائيل. واليوم ليس وقتاً للتلاوم أو لأي تصرف غير عاقل. على العكس، يجب أن يكون همنا كيف نتضامن مع بعضنا، ونبحث عن حلول حقيقية، ونعود إلى ما يحتاجه لبنان، وما يحتاجه اللبنانيون لرأب التصدعات، ويجب أن يكون همنا هو وضع قضية لبنان المظلوم، لبنان الذي يمثل شيئًا لمنطقته العربية ولأشقائه وللعالم. عندما نحترم بلدنا واستقلالنا ودستورنا، سيقف العرب والعالم إلى جانبنا ويدعموننا لاحقاً في إعادة إعمار لبنان. أ.ف.ب / فؤاد السنيورة ونبيه بري وأمين الجميل وحسن نصرالله خلال الحوار الوطني عام 2006 وهنا لدي نظرية بخصوص النظريات السابقة التي سادت لعقود حول قوة لبنان في ضعفه، ومن ثم قوة لبنان في مقاومته، وبرأيي أن القوة الأساسية في بلد متنوع ومتعدد، وفي منطقة زلزالية كالتي نعيش فيها، هي أساسًا في وحدة اللبنانيين. * هل هذا ممكن في ظل الحرب الوجودية للطرفين، وسعي إسرائيلي حثيث لفرض منطقة عازلة وجعل الجنوب منطقة محروقة تماما، وفي المقابل نرى مطالبات بوقف إطلاق النار دون أن نرى تنازلات أو صوتا لبنانيا موحدا للحل؟ – أحب هنا أن أستشهد بتجربة الإمام الخميني كدرس نتعلم منه العبر. يوم قرأ المتغيرات التي حصلت في خلال “حرب العراق وإيران”، وقرر أن يقبل بالقرار الدولي لوقف الحرب، واعتبر القبول به بمثابة تجرّع كأس السم، لكنه قبل به! علينا أن نستخلص العبر من هذه التجربة. ما يميز القادة الحقيقيين هو تحملهم للمسؤولية، باتخاذ قرارات تحمي بلادهم وشعوبهم. حتى لو كانت قرارات غير شعبوية. يجب أن يقدم لبنان فكرا وممارسات جديدة لينهض مما أصابه وليقف معه أصدقاؤه، لأننا في الوضع الحالي لسنا أولوية لأحد، لاسيما أن لبنان كان غائبا في الفترة الأخيرة، والعالم اعتاد غيابه. أ.ف.ب / مسلح من حركة أمل يتخذ موقعه في منطقة كورنيش المزرعة في بيروت خلال أحداث 7 أيار/مايو في 8 مايو 2008 * القرار 1701 الذي كنت عرابه وحاربت لتبنيه، هو مطلب الجميع اليوم، اطلعنا على كواليس التصديق عليه، فلماذا لم يتم الالتزام به برأيك؟ – القرار 1701 صدر في مجلس الأمن يوم 11 أغسطس/آب 2006 بإجماع الأعضاء الـ15 أي بإجماع دولي، وناقشته الحكومة اللبنانية في 12 أغسطس 2006، وأقرته. وللمفارقة رأينا مكابرة ورفضا للقرار الذي أوقف العمليات العسكرية على لبنان، وتكررت التبريرات والحجج لخرقه، ومنها أن إسرائيل هي من تخرقه. في الواقع كان علينا الالتزام به، ومن ثم نقوم بانتقاد ومهاجمة إسرائيل لعدم الالتزام. إسرائيل متفوقة علينا عسكريًا واستخباراتيًا وتكنولوجيًا، وكان علينا أن ندرك خطورة ما تورطنا فيه والقرار ينص صراحة على منع إدخال الأسلحة إلى لبنان عبر أي منفذ لأي جهة خارج السلطة اللبنانية الشرعية وخارج قوات “اليونيفيل”، ويمنع وجود أي أفراد مسلحين أو سلاح في منطقة “جنوب الليطاني”، لكن هذا لم يُطبق فعلياً. * لكن برأيك في الظروف الحالية، هل يُمكن أن يُنفذ 1701 بصيغته الأساسية؟ أم إن هناك حاجة لقرار أممي جديد؟ – لا أعتقد أن هناك ما يمكن تسميته “شهية” لقرار دولي جديد، فالعالم تغيّر بين 2006 و2024 والانقسام الدولي يمنع أي إجماع في مجلس الأمن على قرار جديد من دون استخدام حق النقض “الفيتو”. أ.ف.ب / السنيورة يستقبل وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنر وأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى في السراي الحكومي في 20 نوفمبر 2007 * الدعوات لتطبيق القرار صدرت عن معظم الفرقاء في لبنان، لكن لا يبدو أنها تثمر، وهناك من يرى في زيارات المسؤولين الإيرانيين المتكررة دورا في ذلك، وتدخلا صريحا في شؤون لبنان، ماذا تريد إيران من لبنان، وكيف من المفترض أن ترد الدولة اللبنانية؟ – يجب أن تكون لنا قيادة حقيقية، قيادة من خلال حكومة شرعية فاعلة تتولى السلطة، وتكون هي المسؤولة عن القرارات التي ينبغي أن تُتخذ في لبنان، وليس أي طرف آخر، لا محلي ولا خارجي، باستثناء الدور الذي يجب أن تقوم به الحكومة الشرعية في لبنان. الأساس هو أن تتشكل الإرادة في أننا فعليًا نريد أن تكون لنا دولة، وليس أن تكون لنا دولة فاشلة. هذا هو التحدي. وحتما هذه الأمور التي حصلت ليست بسيطة ولا قليلة، بل هي أمور كبرى وكبرى جدا. ويجب أن نقر بأن ما حصل لم تكن الدولة اللبنانية المتسببة به. طبيعي أن الذي افتعل هذه العمليات في النهاية هو إسرائيل. لكن هذا الأمر جرى من خلال مغادرة القواعد التي ينبغي أن يستند إليها لبنان، بأن القرارات الأساسية يجب أن تتخذها الحكومة الشرعية في لبنان. * هناك تشابه بين حرب 2006 والحرب الحالية، لكن أيضا هناك مفارقات عديدة، ما الذي سيجعل نتائج هذه المرة مختلفة برأيك؟ – حرب 2006 اندلعت إثر قيام “حزب الله” بعملية عبر “الخط الأزرق”، وأيضا في الحرب الحالية، “حزب الله” هو من بادر ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بفتح ما سماه “جبهة إسناد لغزة”، تحت نظرية “وحدة الساحات”. لكن المختلف هو في دور الحكومة، ففي 2006 وقبل الحرب، كان أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله قد أعطانا تطمينات، وأكد لنا تكرارا أنه لن تجري أي عملية، وإن حصلت، فستكون للتذكير ولن تكون عبر “الخط الأزرق”. ولكن وقعت العملية بأسر “حزب الله” لجنديين إسرائيليين على “الخط الأزرق”، فسارعت الحكومة للإعلان أنها لم تكن على علم، وأنها لا تتبنى ما جرى، وبنت مسافة بين الدولة و”حزب الله”. أما ما جرى هذه المرة، فهو مختلف كما نعلم. كما تجدر الإشارة إلى أن الحكومة في 2006، أعلنت أنه رغم عدم تبنيها ما جرى، لكن إن حصل عدوان على لبنان (وهو ما حصل فعلاً) فإن لبنان كله سيقف من أجل التصدي لإسرائيل. وللتاريخ، بادرتُ في اليوم الثاني لعملية “طوفان الأقصى“، وأعلنت أن لبنان لا يستطيع ولا يتحمل أن يُزج به في هذه العملية العسكرية، لأن هناك مشكلات كبرى يقع لبنان في خضمها، تتمثل بعدم انتخاب رئيس جمهورية، ومشاكل اقتصادية، وأزمة النازحين السوريين وغيرها، والأهم أن الأغلبية الساحقة من اللبنانيين غير موافقة على أن يزج بلبنان في هذه المعركة العسكرية. تدعي إسرائيل المظلومية وتظهر أمام العالم أنها تدافع عن نفسها، رغم أننا نحن المظلومون الذين تفتك بهم إسرائيل وذكرت أن شبكة الأمان العربية والدولية التي استطاع أن يبنيها على مدى السنوات، وجرى تعزيزها، وهي التي مكنته من خلال دعمها السياسي ودعمها الاقتصادي والمالي من أن يتصدى لعدوان إسرائيل في عام 2006، وأن يعيد بناء ما تهدم من البنى التحتية، وأيضًا أن يعيد بناء 115 ألف وحدة سكنية من خلال الدعم الذي كانت قد تبنته وقدّمته الدول العربية، وأيضًا الدول الصديقة. وهنا لا بد لي من أن أذكر بكثير من الخير بدايةً المملكة العربية السعودية والكويت ودولة الإمارات العربية وغيرها، والكثير من الدول العربية والصديقة. * المفارقات بين 2006 واليوم، تنسحب أيضا على الأوضاع الخارجية، ما الاختلاف برأيك عربيا وإقليميا ودوليا؟ – كل شيء اختلف. الوضع العربي لم يكن كما هو الآن، يعني منشطرا بسبب الأزمات التي تعصف به، لقد كان ذلك بفعل عمليات “الربيع العربي” التي طالت عددًا من الدول العربية، من ليبيا إلى السودان، إلى سوريا، إلى العراق، إلى اليمن وغيرها، والتي فعليًا أثرت على الوضع العربي. وأيضًا، هناك إشكالات كبرى في العالم العربي، والتي يعاني منها، ولم تكن موجودة في عام 2006. يضاف إلى ذلك الوضع العالمي، الذي يعاني اليوم من الانقسام والتنافس الشديدين: حرب أوكرانيا وروسيا، صعود اليمين في أوروبا، والمواجهة بين الغرب والولايات المتحدة من جهة، وروسيا والصين من جهة ثانية. وما يجري من مشاكسات في “بحر الصين الجنوبي”، إضافة إلى الانتخابات في الولايات المتحدة. كل هذه عناصر لم تكن مواتية، وبالتالي لا يمكن للبنان أن يخوض مثل هذه الحرب. * ما مصير “اتفاق الطائف” اليوم وسط الأزمات المتفاقمة؟ هل لا يزال يشكل بوابة لتحقيق سيادة الدولة الكاملة وإنقاذ لبنان؟ – “اتفاق الطائف” واضح بشكل لا يقبل اللبس على الإطلاق، ويؤكد على أن الدولة هي صاحبة السلطة الوحيدة، والجهة الوحيدة التي يكون لديها السلاح والحق في استعمال السلاح في لبنان. وهنا أود أن أقول بوضوح: “اتفاق الطائف” من صُنع الإنسان، وليس كتابًا سماويا. بمعنى آخر، من صنعه يمكن أن يصنع غيره. لكن الظروف التي وُضع فيها “اتفاق الطائف” ليست متوفرة الآن، والوقت ليس مناسبًا لفتح ما يسمى “صندوق باندورا” الذي يأخذنا نحو المجهول في ظل النفوس المشحونة. أ.ف.ب /اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت 7 أغسطس 2006 أهمية “اتفاق الطائف” أنه أفضل ما لدينا لإدارة التنوع في لبنان. وهو يقوم على أمرين أساسيين، احترام إرادة الفرد، واحترام إرادة الجماعات. والمقصود بذلك أن المواطن اللبناني، مهما كانت ديانته أو طائفته هو بحاجة للأمان ولأساسيات الحياة، كأي مواطن آخر.. لكن هذا الفرد هو أيضاً جزء من جماعة، والجماعات تحتاج أن تحترم وأن تكون في نظام يحترم التنوع. وهذا التنوع مصدر ثراء وغنى، إذا تمكنا من إدارته، وهو مصدر خلاف وهشاشة في حال لم يدر بشكل صحيح. اليوم، لبنان لا يحتمل المزيد من تضييع الوقت. لبنان الآن منهار، لكن هناك إمكانية لإنقاذه. ويجب إنقاذه. علينا إعادة تكوين مؤسساتنا الدستورية، وانتخاب رئيس جمهورية يكون فوق كل السلطات، وليس باحثًا عن حصة في الحكم * ما مدى واقعية المخاوف المتزايدة من التغيير الديموغرافي في لبنان؟ وهل فعلاً تكتمل اليوم عناصر قد تعيد البلاد إلى مشهد الحرب الأهلية؟ – دون أدنى شك، في ظل الظروف الحالية، هناك درجة من الهشاشة، وإمكانية انزلاق الأمور نتيجة عدم التبصر، أو نتيجة عدم الإدراك، أو الاستسهال. على الجميع العمل للحفاظ على وحدة اللبنانيين. هناك من استقوى بسلاح “حزب الله” وهناك من بدأ محاولات مع مجموعات أخرى… لكن على الجميع أن يعرف أنه في لبنان لا يمكن أن يكون هناك غالب أو مغلوب. الجميع مهزومون إذا لم يكونوا صوتاً واحدا، والجميع منتصرون إذا وقفوا مع بعضهم البعض. هذا البلد عصي، لأنه صغير، لا يُقسم بسهولة، وكبير لا يمكن ابتلاعه. كما يقول بيت الشعر: “تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا/ وإذا افترقن تكسرت آحادا”. * دولة الرئيس، في حال تجاوز الأزمات وتشكيل حكومة جديدة، هل من الممكن أن نشهد عودتكم إلى السراي الحكومي؟ – أنا لا زلت ناشطًا في العمل السياسي كما كنت، بل أكثر. ولكني لست عاملًا من أجل العودة إلى السلطة. على مدى 30 سنة، كنت في السلطة كوزير للمالية، وكرئيس للحكومة، وبعد ذلك نائبًا وأنا سعيد في هذه التجربة، وأيضًا لدي الكثير من السكينة والشعور بالرضا على ما قمت به من أجل خدمة بلدي. وبالتالي، عندما أشعر أن هناك حاجة لي أو لغيري، لن أترك أهل بلدي. لكن العمل السياسي شيء، والعودة إلى تسلم المناصب شيء آخر. المزيد عن: لبنان تغطية خاصة حزب الله اسرائيل قطاع غزة مجلس الامن الدولي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post خطار أبودياب يكتب عن: هل يشهد الشرق الأوسط بدء أفول الحقبة الإيرانية الراهنة؟ next post محمود الزيباوي يكتب عن: أحصنة برونزية من شبه جزيرة عُمان You may also like «هدية بن غفير إلى نتنياهو»… ماذا نعرف عن... 6 نوفمبر، 2024 صاروخ أطلقه «حزب الله» يسقط في مطار بن... 6 نوفمبر، 2024 كيف يصوت رواد الفضاء في الانتخابات الأميركية؟ 6 نوفمبر، 2024 خاص سكاي نيوز عربية : ما الأدوات التي... 6 نوفمبر، 2024 ذكرهم ترامب خلال خطاب النصر.. من هم الداعمون... 6 نوفمبر، 2024 أول تعليق من حماس على فوز ترامب 6 نوفمبر، 2024 سارة ماكبرايد… أول متحولة جنسياً في الكونغرس الأميركي 6 نوفمبر، 2024 خطار أبودياب يكتب عن: هل يشهد الشرق الأوسط... 6 نوفمبر، 2024 بادية فحص تكتب عن: “الشيخ” نعيم قاسم… خيميائي... 6 نوفمبر، 2024 “إخوان” الأردن يلاعبون الحكومة بورقة “رئاسة البرلمان” 6 نوفمبر، 2024