عرب وعالمعربي غزة وإسرائيل: من المنتصر بعد وقف إطلاق النار؟ by admin 25 مايو، 2021 written by admin 25 مايو، 2021 22 جيرمي بوين / محرر شؤون الشرق الأوسط – بي بي سي بعد إعلان وقف إطلاق النار، خرج الفلسطينيون في غزة، والذين كانوا في مخابئ معظم الوقت خشية التعرض للقتل خارجها، وتجولوا في أحيائهم لأخذ فكرة أوضح عما فعلته إسرائيل فيها. ويتفحص الناس أكواما من الركام الخرساني للأبراج التي قصفتها إسرائيل. حتى أن الركام أغلق بعض الشوارع، وتعمل الحفارات على مدار الساعة لنقل هذا الركام. ولم يكن أي مما رصده الفلسطينيون مفاجئا، فكل ما حدث نقلته شاشات التليفزيون بالتفصيل. لكن البعض يحبون أن يروا ما حدث بأعينهم. وفي بلدة خان يونس في غزة، شُيعت جنازات تسعة من المقاتلين الذين قتلوا إثر انهيار جزء من شبكة الأنفاق التي استهدفتها إسرائيل. وقال الساسة والقادة الإسرائيليون إنهم ألحقوا خسائر بالغة بما أطلقوا عليه “البنية التحتية الإرهابية” التي تديرها حماس والفصائل الأصغر في غزة. إن الدمار الذي لحق بالمباني واضح. ولم أتمكن من رؤية أي بنى عسكرية تحت الأرض، لكن الكلام الدائر هنا مفاده أن حماس صُدمت من قدرة إسرائيل على قتل رجالها في الوقت الذي ظنوا أنهم في مأمن تحت الأرض. لكن الحالة المعنوية بين مؤيدي الفصائل المسلحة في غزة شأن آخر، إذ تبدو صلبة، وربما عضدتها الحرب الأخيرة التي استمرت 11 يوما. وتوقفت خان يونس لإقامة صلاة الجنازة. وصلى آلاف الرجال في ملعب رياضي، ومشوا خلف النقالات التي تحمل أجسادا ملفوفة بأعلام فلسطين، وأصواتهم تصدح بشعارات تعبر عن دعمهم وتأييدهم وهم في طريقهم إلى المدافن. REUTERS شُيعت في خان يونس جنازات تسعة من المقاتلين الذين قتلوا إثر انهيار جزء من شبكة الأنفاق التي استهدفتها إسرائيل وادعت كل من إسرائيل وحماس النصر في هذه الحرب. وأعلن القادة الإسرائيليون قائمة بالمباني التي دُمرت، وأسماء قادة ومقاتلي حماس الذين اُستهدفوا وقتلوا، وتحدثوا النجاح الباهر للقبة الحديدية في اعتراض صواريخ حماس. وفي المقابل، ترى حماس أن البقاء والنجاة من الحرب نصرٌ في حد ذاته. وظهر قائدها في غزة، يحيى سنوار، منتصرا في الشوارع بعد خروجه من مخبئة بعد وقف إطلاق النار. وتنظر حماس إلى سجل الانتصارات السياسية ببعض الرضا. وسُمعت شعارات حماس في المسجد الأقصى في القدس بعد أداء الصلاة، على بعد 96 كيلومترا من غزة. وأرسلت بذلك حماس رسالة للفلسطينيين بأنها على استعداد للقتال والتضحية في سبيل حقوقهم في القدس. وتصر إسرائيل على أن القدس بأكملها عاصمتها الدائمة، وهي أحدى أكبر نقاط الخلاف مع الفلسطينيين. ويحظى الرئيس الفلسطيني محمود عباس باعتراف دولي كممثل للشعب الفلسطيني برئاسته لمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الأراضي المحتلة، وكان من المفترض أن تكون نواة لإعلان دولة فلسطين وفقا لاتفاق أوسلو في تسعينيات القرن الماضي. لكن الفلسطينيين غير راضين عن أداء الرئيس، فقد ألغى الانتخابات التي كانت مقررة في مايو/أيار الجاري والتي بدا أنه سيخسرها. ولم يتمكن الفلسطينيون من التصويت في أي انتخابات رئاسية أو تشريعية منذ عام 2006. وفي المقابل، لاقت رسالة بسيطة من حماس باستعدادها للقتال حتى الموت من أجل القدس صدى واسعا لدى الفلسطينيين اليائسين من قدرة الرئيس على الحد من، ناهيك عن وقف، الزيادة المطردة في الاستيطان الإسرائيلي، الذي يعد غير شرعي بعرف القانون الدولي، في الأراضي التي يجب أن تقوم عليها دولتهم. AFP VIA GETTY IMAGES مؤيدو حماس احتفلوا بعد إعلان وقف إطلاق النار وفي إسرائيل، سيعود رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمعركة البقاء السياسي التي كان يخوضها قبل حربه مع حماس. وتجري محاكمة نتنياهو في تهم فساد ربما تضعه في السجن كسلفه إيهود أولمرت. وفي العاشر من مايو/أيار، اليوم الذي صعدت فيه حماس الصراع بإطلاقها صواريخ على القدس، كان رئيس الوزراء على وشك خسارة منصبه. وكان نتنياهو مجرد مسير أعمال للمنصب بعد رابع انتخابات غير حاسمة تُجرى خلال عامين. وبعد شهر من المحاولات، فشل نتنياهو في تشكيل حكومة ائتلافية تحصل على الـ 61 صوتا اللازمة لتأمين أغلبية برلمانية. وكان قد حان دور خصمه الأكبر يائير لبيد، الذي كان على بعد أيام، وربما ساعات، من إعلان حصوله على الأصوات اللازمة لتشكيل الحكومة. وانهارت خطط لبيد أثناء القتال. ما زال لديه الوقت لإعادة هذه الخطط، إلا أن الاحتمال الأرجح هو إجراء انتخابات خامسة. كما يتعين على إسرائيل التعامل مع انهيار التعايش بين الأغلبية اليهودية والأقلية العربية الفلسطينية، التي تشكل نحو 20 في المئة من السكان. وزادت الأزمة بسبب خطاب نتنياهو الإقصائي والاستقطابي الذي يجذب القوميين اليهود المتشددين. REUTERS نتنياهو يستأنف الآن معركته من أجل البقاء السياسي ويعد وقف إطلاق بمثابة هدنة، كما حدث في جولات سابقة من الصراع بين إسرائيل وحماس. فالصراع لم يحل بعد، ولم يتجمد حتى. وسيستمر وقف إطلاق النار حتى يتعرض للاختبار في أزمة جديدة. قد تكون هذه الأزمة صاروخا يُطلق من غزة، أو المزيد من عنف الشرطة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين في القدس. أو ربما يأتي الاختبار في شكل دعوى قضائية يقيمها مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين لطرد الفلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح الواقع في القدس الشرقية المحتلة. وقد كانت محاولة طرد الأسر الفلسطينية من منازلها في الحي ومنحها لمستوطنين يهود سببا في اندلاع أعمال العنف في القدس في الأساس. وأُرجئ الحكم في القضية كمحاولة متأخرة لتهدئة الأوضاع. لكن القضية لم تسقط، والحكم سيصدر إن عاجلا أو آجلا. فربما يكون جدول القضاء في إسرائيل هو التحدي الأكبر لوقف إطلاق النار الحالي. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post دافيد بارنيع.. من هو الرئيس الجديد للموساد الإسرائيلي؟ next post الانتخابات السورية: انقلابات وانشقاقات وقمع، حكاية عائلة الأسد مع السلطة You may also like وزير المالية الإسرائيلي يدعو لخفض عدد سكان غزة... 26 نوفمبر، 2024 غسان شربل يتابع الكتابة عن .. جمال مصطفى:... 26 نوفمبر، 2024 بعد أنباء استهدافه في بيروت… مَن هو طلال... 26 نوفمبر، 2024 ماذا وراء رفع مصر مئات الأسماء من “قوائم... 26 نوفمبر، 2024 صور فضائية تكشف خطط كوريا الشمالية في “مصنع... 26 نوفمبر، 2024 سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة نصفهم... 26 نوفمبر، 2024 هل لبنان على موعد مع الإعلان عن اتفاق... 26 نوفمبر، 2024 الكشف عن هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي... 25 نوفمبر، 2024 هيئة البث الإسرائيلية: الاتفاق مع لبنان تم إنجازه 24 نوفمبر، 2024 تفاصيل خطة إسرائيل لتسليم إدارة غزة إلى شركات... 24 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.