عون يدعم القضاء وجنبلاط لحزب الله: اتركوا العمل العسكري

جريدة المدن الالكترونية – بيروت

إلى جانب المشهد الأمني في الجنوب، يحتل ملف تشكيل الحكومة الجديدة حيزاً كبيراً من الاهتمام السياسي. ومن المتوقع أن يزور الرئيس المكلف نواف سلام قصر بعبدا خلال الـ48 ساعة المقبلة، وسط تكهنات عادت للحديث عن إيجابية في تذليل عقبات التشكيل، على الرغم من غياب حركة الاتصالات علنياً. فإمّا أن تتشكل الحكومة في الأيام المقبلة، أو قد يكون مصيرها مشابهاً لحكومات إستمرت أشهراً طويلة، على غرار حكومة الرئيس تمام سلام التي استلزمت 315 يوماً لتشكيلها في العام 2014، او حكومة الرئيس سعد الحريري في العام 2018 التي لم تتشكل إلاً بعد مرور 252 يوماً.

على مستوى المواقف السياسية، أكدّ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون  للمدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم  والوفد المرافق انّ “محاربة الفساد مهمة اساسية في عهدي وعندما يقول القضاء كلمته فستكون كلمة الفصل”. عون قال “أنا الدرع الأول لكم ودوركم أساسي في مكافحة الفساد فلا تخضعوا لأي ضغوطات او تدخلات من أي جهة أتت”.

جنبلاط: العبور إلى الضفة
وسُجل موقف متشائم للرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي أعرب عن عن “تشاؤمه مما هو قادم”، مشدداً على “أهمية وحدة لبنان وتماسكه وإمكان العبور إلى الضفة والهروب من تداعيات العالم الجديد وصراعاته”.

جنبلاط أضاف في حديث صحفي بما يتعلق بتعطيل تشكيل الحكومة “هذه مشكلة قائمة في لبنان، ولكن لا بد أن ننبّه السياسيين اللبنانيين إلى هذا الأمر. فإسرائيل تستغل الفراغ الحكومي، وما تزال تدمر القرى في الجنوب، وإذا ما تم التعطيل واستمر، فإننا نعود إلى الماضي”. وعما اذا كان سبب التعطيل الجدل حول حقيبة المالية وما نص عليه اتفاق الطائف قال: “هذا ليس صحيحاً إطلاقاً، الاحتفاظ بأي حقيبة وزارية ليس من اتفاق الطائف، إلا إذا كان هذا حصل في الكواليس أن تكون حقيبة المالية لمكوّن مذهبي معيّن، لكن الأصل في الموضوع أن تكون الحقائب الوزارية مداورة وتنتقل بين كل المكونات وليس حكراً على مكون ما. أما وجود مثل هذا في اتفاق الطائف فليس صحيحاً”.

واعتبر أن “هناك مشهدًا جديدًا وأدوارًا جديدة في المنطقة، نحن نرى الدور السعودي الإيجابي العائد إلى لبنان بعد 15 عاما، وأيضاً الانفتاح السعودي على سوريا، وهذا أمر مهم وإيجابي”.

وبالنسبة الى قوة “حزب الله” وموقعه اليوم بعد الضربات الإسرائيلية، اعتبر أنّه “على السياسيين والعسكريين في حزب الله أن يدركوا أن الماضي انتهى وأن عليهم التوجه إلى العمل السياسي وترك العمل العسكري”.

في الشأن السوري
وعما اذا كان لقاؤه بقائد الادارة السورية الجديدة أحمد الشرع بالاتفاق مع حلفائه في لبنان، نفى ذلك وقال: “كلا… ذهبت وابني تيمور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان الشيخ سامي أبو المنى، وباعتباري رئيس تكتل نيابي ورئيساً سابقاً للحزب مع بعض الشخصيات من الطائفة التوحيدية، فلم أمثّل أي أحد آخر. وكان لقاءً إيجابياً مع الشرع لأني أعرف أن قوة ووحدة واستقرار سوريا من مصلحة لبنان والمنطقة، وبالتالي عنوان سوريا هو دمشق ومن هنا جاءت زيارتي”. وعن تصوّر الشرع للعلاقة مع لبنان، أوضح جنبلاط انه “كان جداً منفتحاً على الحوار مع لبنان، ولديه رغبة في فتح حوار واسع، وهذا هو المطلوب في المرحلة الحالية أن تكون العلاقات من دولة الى دولة”.

وعما إذا كان لبنان سيرفع دعاوى قضائية ضد أركان النظام السوري؟ أجاب جنبلاط: “نعم من الضروري ذلك، وبعد تاليف الحكومة اللبنانية لا بد من رفع دعاوى قضائية في حق الضباط السوريين المتورطين باغتيالات في حق السياسيين اللبنانيين”.

حكومياً، استقبل الرئيس المكلف نواف سلام صباح في دارته في قريطم، سفيرة الاتحاد  الاوروبي ساندرا دو وال، وجرى البحث في العلاقات بين لبنان والاتحاد الأوروبي، وعرضت دو وال ما يقوم به الاتحاد لمساعدة لبنان واستعداده للتعاون مع الحكومة المرتقبة.

السفير القطري
بدوره أكد سفير قطر في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني “إيمان دولة قطر الراسخ بأن لبنان هو بلد الرسالة والعيش المشترك”، مشدداً على “أهمية استقراره وازدهاره كركيزة أساسية للسلام في المنطقة”. كلام السفير القطري جاء خلال لقائه رئيس “تجّار لبنان الشمالي” أسعد الحريري، حيث تم البحث في التعاون بين البلدين في مختلف المجالات. وشكر الحريري وفق بيان عنه للسفير القطري “جهوده الكبيرة ومبادراته لدعم لبنان وشعبه”، ونقل “رسالة دعم لدور قطر الرائد في السعي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط وضغطها على الدول الداعمة للسلام العادل والشامل في المنطقة”.