الإثنين, نوفمبر 25, 2024
الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Home » عندما رفض الموارنة إملاءات حافظ الأسد فاشتعلت الفوضى في لبنان

عندما رفض الموارنة إملاءات حافظ الأسد فاشتعلت الفوضى في لبنان

by admin

 

ديفيد هيل في كتاب جديد: الرئيس السوري الراحل قدم للأميركيين اسماً واحداً يقبل به لرئاسة لبنان هو مخايل الضاهر

اندبندنت عربية

قدم وكيل وزارة الخارجية الأميركية السابق للشؤون السياسية ديفيد هيل، أخيراً تقييماً لسياسة بلاده تجاه لبنان، متوقفاً عند إخفاقاتها ونجاحاتها، علماً أن تجربته اللبنانية بدأت منذ أن كان في أسفل السلك الدبلوماسي، قبل أن يتولى منصب السفير لدى لبنان، ولاحقاً منصب وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية.

يبدأ هيل تقييمه في كتابه الجديد “الدبلوماسية الأميركية تجاه لبنان: ست محطات وأمثولاتها”، الذي نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية تقريراً عنه في الثاني من مارس (آذار) الجاري، من أول مرة وضع فيها قدميه في لبنان. يقول هيل، “كان ذلك في سبتمبر (أيلول) 1988، بعمر 27 سنة، وكان ديك (ريتشارد) مورفي، مساعد وزير الخارجية، في مهمة إنقاذية ترمي إلى تسهيل عملية اختيار رئيس لبناني مقبول من الرئيس السوري حافظ الأسد والقيادات اللبنانية. وكان مفتاح الحل هو قبول المسيحيين الموارنة بمن سيقع عليه الاختيار من بينهم بموجب الميثاق الوطني غير المكتوب. كانت تلك الرحلة الفصل الأخير من مسرحية دبلوماسية أميركية استمرت لمدة عام، تسابق الموعد النهائي لانتهاء ولاية الرئيس آنذاك أمين الجميل”.

لحفظ ماء الوجوه

بحسب هيل، أعطى الاحتلال السوري لجزء كبير من لبنان الأسد معظم الأوراق، لكن مورفي أراد منه أسماء مرشحين أو ثلاثة وسطيين للرئاسة لإعطاء اللبنانيين المسيحيين الموارنة خياراً يحفظ لهم ماء الوجه من قائمة الأسماء التي اختارها الأسد.

ديفيد هيل متحدثاً للصحافيين في بيروت عام 2019 (رويترز)

 

ويكمل هيل، “بعدما تركه ينتظر لمدة أسبوع في دمشق، استدعى الأسد مورفي في إحدى الأمسيات، وأعطاه اسم مرشح واحد (مخايل الضاهر). كان الضاهر محامياً وعضواً في البرلمان من منطقة شمالية متاخمة لسوريا وخاضعة لنفوذها، ومتحالفاً مع عائلة فرنجية النافذة. عاد مورفي من القصر الرئاسي، وجمع فريقه في حديقة بيت السفير الأخير تجنباً للتنصت. ودار نقاش ساخن. لم يكن ما ينقله مورفي خياراً، بل كان إنذاراً نهائياً للقادة الموارنة، وكنا نعلم أنهم سيرفضونه. وبالنظر إلى اقتراب الموعد النهائي لخروج الجميل من القصر، قرر مورفي أن لا خيار أمامه سوى التوجه إلى بيروت في اليوم التالي، والاستفادة القصوى مما قدمه له الأسد”.

أما بالنسبة إلى الصورة الكبرى، وفقاً لهيل، فقد اختصرت الرسالة التي حملها مورفي إلى اللبنانيين بأنها “الضاهر أو الفوضى”. لم يكن مورفي يميل إلى مثل هذه العبارات الفاقعة، لكنها كانت جوهر رسالته. كما توقعنا. رفض الموارنة إملاءات الأسد، ولكن من دون أن يكون لديهم بديل. غادر الجميل منصبه في الوقت المحدد، وسلم المفاتيح إلى قائد الجيش اللبناني ميشال عون. وسقط البلد بالفعل في حال من الفوضى، مزقت أزمة دستورية الحكومة، وولدت مضماراً جديداً للقتال، ليس بين المسلمين والمسيحيين فحسب، بل بين المسيحيين أنفسهم. وفي نهاية المطاف، جثا اللبنانيون على ركبهم واكتملت السيطرة السورية.

لبنان الحقائق المحزنة

يقول وكيل الخارجية الأميركية السابق، “لقد اعتادت كل فئة لبنانية أن تستغل وتستغل من قبل القوى الخارجية، حرصت على أن تكون لها علاقاتها الخاصة مع سفارات القوى العظمى. في تلك المرحلة، بعد الحرب الأهلية مباشرة، كان الاتصال بوزارة الخارجية اللبنانية مجرد علاقة من علاقات لا تحصى ولا تعد حافظت عليها سفارتنا مع صناع القرار اللبنانيين. كانت تلك العلاقة أبعد ما يكون عن كونها الأكثر أهمية بين علاقاتنا، إنها حقيقة محزنة بالنسبة إلى الدبلوماسيين اللبنانيين الموهوبين، الذين كانوا يمثلون دولة عاجزة، وليس بالضرورة ممن كانوا يمثلون قادة الفصائل النافذة في البلد”.

أعطى الاحتلال السوري لجزء كبير من لبنان الأسد معظم الأوراق (أ ف ب)

 

ويتابع هيل، “واصلت بعد جولتي الأولى في بيروت مواجهة القضايا اللبنانية، سواء بصفتي مستشاراً سياسياً أميركياً في مجلس الأمن من خلال مناقشة مسألة قانا عام 1996، أو ضمن طاقم الوزيرة مادلين أولبرايت أثناء قيامها برفع الحظر المفروض على سفر المواطنين الأميركيين إلى لبنان. وبصفتي رقم اثنين في السفارة، شاهدت الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب عام 2000، وفشلنا في بذل جهد لإعداد الدولة اللبنانية، أو الجيش اللبناني، لتلك اللحظة. وبصفتي سفيراً بعد 12 سنة، أسهمت في الجهود المبذولة لحماية لبنان من التطرف التكفيري من خلال تأمين دعم قوي للجيش اللبناني”. ويستطرد، “كانت زيارتي الأخيرة إلى بيروت خلال إدارة ترمب، بصفتي مساعداً لوزير الخارجية للشؤون السياسية، في الـ13 من أغسطس (آب) 2020، بعد انفجار المرفأ في الرابع منه. كنت مهيأ للدمار المادي، بعد أن رأيت المدينة في أسوأ أحوالها إثر نهاية الحرب الأهلية قبل 30 عاماً. ما لم أكن متأكداً منه هو رد فعل الناس، بخاصة اللبنانيين العاديين الذين تعرضوا للخيانة مرة جديدة بسبب فساد قادتهم وإهمالهم. وجاء الانفجار في سياق أسوأ انهيار اقتصادي ومالي عرفته دولة في العصر الحديث، مع تفش لوباء كورونا، واستمرار لتدفق اللاجئين من سوريا، زادا الوضع الإنساني بؤساً”.

رئيس الحكومة العسكرية ميشال عون بقصر بعبدا في أكتوبر 1989 (غيتي)

 

ويواصل هيل، “كانت رحلة ليلية طويلة من واشنطن في طائرة صغيرة محملة بإمدادات إغاثية لمواجهة كورونا، تخللتها محطتان للتزود بالوقود. عند الهبوط، توجهت أنا والفريق مباشرة إلى موقع قرب المرفأ أقام فيه المتطوعون مخيماً للإغاثة. لم يجرؤ أي سياسي أو مسؤول حكومي لبناني على الظهور هناك في الأسبوع الذي تلا الانفجار، ولم أكن متأكداً مما عليَّ توقعه. إن رؤية بعض أبناء وبنات أصدقاء قدامى في هذا التجمع، إضافة إلى بضعة أشخاص أعرفهم من المنظمات غير الحكومية، جعلتني فخوراً بهم. وكان الاستماع إلى شروحات عن العمل الجاري – من دون أدنى مساعدة من الحكومة اللبنانية – ملهماً، والكرم الذي عايناه استثنائياً، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المبادرات اللبنانية المكرسة لمساعدة المشردين الجدد على استعادة حياتهم من خلال تقديم الغذاء والماء والدواء لهم، وأعمال الإصلاح السريع لمنازلهم، ووضع استراتيجيات إغاثة طويلة الأجل”.

ترياق لسنوات المحنة

ويقول السفير الأميركي السابق لدى لبنان، “كان هناك عدد من أفضل المهندسين وعباقرة الكمبيوتر والمنظمين والعاملين المحترفين في مجال الصحة الشباب في لبنان، الذين تركوا وظائفهم اليومية لمساعدة جيرانهم. أعرب الحشد عن تقديره للاهتمام الأميركي بعملهم، لكن كان هناك نوع من احتجاج صغير: في طريق العودة إلى سيارتي كانت هناك مجموعة تحمل لافتات وتهتف (No Bailout)، كانوا يخشون أن أكون هناك لأتعهد إنقاذ التركيبة الحكومية اللبنانية المفلسة بكل معنى الكلمة، اولتي كان ينظر إليها على أنها متواطئة بشدة في التفجير الحاصل. طمأنتهم برفع إبهامي، ورددت في كل فرصة متاحة خلال الأيام التالية عبارة (لا إنقاذ) من دون إصلاحات ملموسة. وحتى ذلك الحين، فإن مساعدتنا الاقتصادية ستذهب، كما في العقود الماضية، مباشرة إلى الشعب اللبناني”.

لبنان ليس مجرد مجموعة من المصالح الإقليمية (غلاف الكتاب- مواقع التواصل)

لبنان ليس مجرد مجموعة من المصالح الإقليمية (غلاف الكتاب- مواقع التواصل)

 

ويتابع هيل، “كان هذا التجمع بمثابة ترياق لسنوات من التحليل العبثي الساخر حول الطبيعة الوحشية للنظام الطائفي في لبنان. كان من الصعب ألا نشعر بالتأثر، سواء بسبب الدمار المحيط بنا، أو من جراء العزم والمستوى العالي من الإنسانية والكرامة. وسرعان ما تبدد هذا المزاج الملهم لدى الاجتماع بالمسؤولين الحكوميين والنخبة السياسية في البلد. إنهم جميعاً أصدقاء محترمون، لكن غياب القيادة، والرغبة في التنصل من اللوم، وعدم القدرة على تنحية خلافاتهم جانباً حتى لفترة وجيزة لمعالجة الأزمة، كان مخيباً للآمال، وإن كان متوقعاً، بخلاف ما رأيته في محطتي الأولى. وبينما كنت أتجول في المرفأ في اليوم التالي، أذهلتني أيضاً مفارقة. خلال الحرب الأهلية، دمرت بيروت بصورة منتظمة عبر الاستخدام المتعمد للعنف. في هذه الحال، كان الانفجار – وهو أحد أكبر الانفجارات غير النووية المسجلة – حادثاً واضحاً ناجماً عن كمية غير عادية من نيترات الأمونيوم المخزنة هناك لأسباب غامضة، من دون ضوابط كافية. إن التحقيقات القضائية اللبنانية في الجرائم ذات البعد السياسي لها تاريخ من عدم الوصول إلى كشف الحقيقة. وبعد مرور عام، أعطت جهود (حزب الله) لترهيب المحققين وإيقاف عملهم في حد ذاتها دليلاً كافياً على أنها للتستر على أمر ما”.

ويعلق هيل، “بالنسبة إلى الأميركيين، كثيراً ما ينظر إلى لبنان على أنه سلسلة من المشكلات المحيرة التي تثير قلقنا، لكنها لا تشكل شاغلاً حيوياً لنا. لقد انجذبت أميركا إلى لبنان بصورة عرضية فقط لأسباب أكبر من ذلك البلد. بحكم مكانته الجغرافية وتركيبته الطائفية. قدره أن يكون مسرحاً للصراعات الأوسع نطاقاً التي يمكن أن تعصف بالشرق الأوسط في أي وقت من الأوقات”.

ديفيد هيل خلال تفقده موقع الانفجار الضحم من مرفأ بيروت عام 2020 (رويترز)​​​​​​​

 

لقد حددت المصالح الأميركية المتصورة في تلك الصراعات والمشكلات الإقليمية سياسة الولايات المتحدة تجاه لبنان. ومع ذلك، فإن لبنان ليس مجرد مجموعة من المصالح الإقليمية، إنه مكان يسكنه أشخاص مميزون هم في آن واحد ضحايا ومستفيدون من تلك الشؤون الإقليمية وكيفية تعامل قادتهم معها. وعديد منهم لديهم ارتباطات قوية بالقيم الأميركية التي لا علاقة لها بالشؤون الجيواستراتيجية”.

المزيد عن: لبنانسنوات الحرب الأهليةالخارجية الأميركيةأمين الجميلالموارنةحافظ الأسدديفيد هيل

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00