الفيلسوف الالماني كانط (صفحة فلسفة - فيسبوك) Uncategorized عندما اعترف كانط بأن مادة المعرفة تأتي عبر الحواس والتجربة by admin 15 مارس، 2025 written by admin 15 مارس، 2025 16 لا يمكن الحديث عن الذات المجاوزة ما دمنا في الفضاء الثقافي لثنائي الظاهر والباطن اندبندنت عربية / جمال نعيم أكاديمي لبناني أراد ديكارت أن يصل إلى اليقين انطلاقاً من النور الطبيعي الموجود في كل واحد منا، ومن هنا قوله بالأفكار الفطرية، وأسس ما عرف لاحقاً بفلسفة الذات التي بلغت إحدى قممها الكبريات مع كانط، لكن ما قاله ديكارت رفضه هيوم من بعده عندما ذهب إلى أن الذهن البشري صفحة بيضاء، أي خال من أي مكون أو عنصر ذاتي قادر على إنشاء المعرفة التي يمكن تأسيسها على قوانين التداعي، ومن ثم ندخل في نوع من الريبية حين لا نعود نطمح إلى يقين مطلق. يقوم كانط بنقد العقل المحض، أي بنقد العقل بما هو كذلك، ليرى إلى إمكاناته وحدوده وقدراته قبل تصديه لمسألة المعرفة، ليعرف إن كانت الميتافيزيقا الكلاسيكية (أي ميتافيزيقا الجواهر الثلاثة: الله والنفس والعالم) ممكنة، وكيف تكون ممكنة. كتاب كانط الأساس بترجمة الفيسلوف موسى وهبة (دار التوير) يجري نقد قدرات العقل وملكاته بمعزل عن مواضيع المعرفة، أي قبل قيام العقل بنشاطه المعرفي، ومن وراء هذا النقد يهدف كانط إلى معرفة إن كان يوجد في الذهن شيء ما يسهم في نشوء المعرفة وما حدود هذا الشيء، وبالتوافق مع لوك وهيوم يعترف كانط بأن مادة المعرفة كلها تأتي من طريق الحواس، من طريق التجربة، لكن هذه المادة غير كافية لإنشاء المعرفة، ولذلك لا بد من نشاط ذهني يرافق هذه العملية، فيشكل المعرفة وفقاً لبنية الذهن القبلية، أي يسهم في صورة المعرفة، ولذلك قال كانط بالثورة الكوبرنيقية التي تجعل الموضوع يدور حول الذات العارفة وحول الذهن وليس العكس. إذاً هناك شيء ما في الذهن يجعل المعرفة ممكنة، وهناك بنية ذهنية قبلية تسهم في إنشاء المعرفة وبذلك لا يكون الذهن صفحة بيضاء كما كان يقول هيوم، لأن لديه قوالب ذهنية نشطة تقولب المواضيع، فلا تبدو لنا كما هي في ذاتها. البنية المجاوزة لكن مم تتألف البنية الذهنية الفطرية القبلية النشطة المجاوزة هذه؟ إنها تتألف تشريحياً من قدرات أو ملكات: الحساسية والمخيلة والفاهمة والعاقلة.، فالحساسية ملكة التلقي أو قدرة التلقي أو الحدس الحسي، والمخيلة هي الملكة أو القدرة المنتجة للتصورات، والفاهمة هي ملكة الفهم أو القدرة التلقائية الوحيدة القادرة بما لديها من قوالب فارغة نشطة أن تفكر المعطى وأن توحد المتنوع المعطى في أفهوم، وأما العاقلة أو العقل باختصار فهي الملكة العاقلة أو القدرة على التعقل التي لديها ميل أو نزوع نحو السستمة، إذ تقوم بالبحث عن نهايات المعرفة. الكتاب بالترجمة الانجليزية (امازون) في ملكة الحساسية نفترض وجود صورتين قبليتين أو حدسين قبليين، هما حدسا المكان والزمان، وهما حدسان قبليان محضان، وهذان الحدسان المحضان هما شرطان قبليان ضروريان لتلقي الانطباعات الحسية، وهما اللذان يسمحان بتشكل الموضوع بما هو ظاهرة، أي أن الموضوع لا يمكنه أن يظهر، بل حتى لا يكون موضوعاً من دون أن يظهر في صورتي الحساسية القبليتين هاتين، أي المكان والزمان، فكل موضوع يظهر في الآن – هنا ولا يمكن تخيل موضوع من دون المكان والزمان. تتضمن الفاهمة بما هي قدرة تلقائية نشطة الأفاهيم الفاهمية المحض أو المقولات (بتعبير أرسطو) أو الأفعال التلقائية بما هي قوالب فارغة نشطة تقولب المتنوع المعطى وتؤلفه، وسميت مقولات لأنها تنطبق على كل موضوع، إذ إنها بمنزلة محمولات كلية ضرورية تحمل على كل موضوع، ولذلك هي قبلية، بل أكثر من ذلك أنها بمنزلة شروط إمكان كل تجربة ممكنة، وهذه المقولات هي الشروط الذاتية والأولية لكل معرفة ممكنة، أي الشروط القبلية لإمكان التجربة، ومن دون الشروط الذاتية هذه لا يمكن المعرفة أن تكون. القبلي والبعدي ولكننا نتساءل: ما القبلي؟ نلاحظ أننا نطرح هذا السؤال لكننا لا نطرح السؤال الآتي: هل القبلي موجود؟ هل هناك أشياء مستقلة عن التجربة؟ هذا يعني أن سؤال الوجود ثانوي وهامشي في الفلسفة لأن الفلسفة تبني عوالمها الافتراضية، أي لنفترض أن القبلي موجود فماذا عساه أن يكون هذا الشيء المستقل عن التجربة في حال افترضنا وجوده؟ القبلي هو أولاً المستقل عن التجربة الذي لا يتعلق بها بالتعارض مع البعدي الذي يعطى في التجربة، وثانياً هذا المستقل عن التجربة هو الكلي والضروري، فالتجربة لا تعطينا سوى الجزئي والعرضي، فعبارات من مثل “كل” و”بشكل ضروري” و”بالضرورة” وحتى “غداً”، لا تعطينا إياها التجربة. ثالثاً، المقولات أو الأفاهيم الفاهمية المحض، وهذا ما يشكل التحديد الثالث للقبلي، فقد انشغل بعض الفلاسفة ولا سيما أرسطو بتحديد لوحة المقولات، أي المحمولات الكلية والضرورية التي تنطبق على كل الأشياء، وعرفت عن أرسطو مقولاته الـ 10، ولا شك في أن كانط تأثر بأرسطو لكنه قال بـ 12 مقولة، فالمقولة محمول يحمل على كل شيء. الكتاب بالترجمة الفرنسية (دار فلا ماريون) لنلاحظ الفرق: اللوح أخضر/ لكل شيء سبب، في الجملة الأولى نلاحظ أن الأشياء ليست كلها ألواحاً كما أن هناك ألواحاً سوداً مثلاً، ولا مانع من أن تكون حمراً. لكننا عندما ندقق في الجملة الثانية نجد أنها تنطبق على كل شيء حتى إن الشيء، أي شيء، لا يكون شيئاً إن لم يكن له سبب، وإذاً فالأفاهيم الفاهمية المحض أو المقولات الـ 12 هي التحديد الثالث للقبلي. رابعاً هذه المقولات بالإضافة إلى المكان والزمان تشكل شروط إمكان التجربة الممكنة، شروط إمكان كل تجربة ممكنة، فهل هناك شيء آخر قبلي في بنية الذهن القبلية ويشكل شرطاً من شروط التجربة الممكنة؟ عند كانط هناك أيضاً المكان والزمان اللذان يميزهما كانط من المقولات، فالمقولات تصورات أو أفاهيم، في حين أن المكان والزمان “تقديمان، استحضاران”، حدسان محضان وليسا أفهومين، ويميز كانط بين la présentation الخاص بالمكان والزمان والـ la représentation الخاص بالمقولات، وعليه نجد في بنية الذات القبلية المكان والزمان بما هما حدسان محضان في ملكة الحساسية من جهة، والمقولات أو الأفاهيم الفاهمية المحض في ملكة الفاهمة من جهة أخرى، وما يقوله كانط إنما يقوله ليميز بين الظاهرة (phénomène) والشيء في ذاته. (le noumène) الظاهرة تخضع للذات العارفة، أي الموضوع بما هو ظاهرة يخضع للذات العارفة ويدور حولها، وعليه فإن كانط يميز تمييزاً حاسماً بين الأشياء كما تبدو لنا أي الظاهرات، والأشياء كما هي في ذاتها أي النومينا، ومن جراء التمييز بين الظاهرة كظهور وشروط الظاهرة ينقلنا كانط إلى فضاء فكري جديد تماماً هو فضاء الفيمياء أو الفنومنولوجيا التي من أشهر أعلامها الفيلسوف الألماني هوسرل الذي اشتغل على بنية الوعي القصدية وعلى الأنا المحض المطلق، ولم نعد هنا إزاء مقولتي الظاهر والباطن، الظاهر والمعقول، الظاهر والماهية، اللتين اشتهر بهما الفلاسفة منذ أفلاطون على الأقل، بل إزاء مقولتي الظاهرة وشروط الظاهرة، وبذلك يكون كانط قد مهد للفيمياء. الذات الأمبيرية والذات المجاوزة كانط بالأسود والأبيض (صفحة فلسفة – فيسبوك) لا يمكن الحديث عن الذات المجاوزة ما دمنا في الفضاء الثقافي للثنائي: الظاهر والباطن أو الظاهر والماهية، فالذات مع هذا الثنائي هشة ويلزمها منهج لئلا تقع في الأخطاء، كما هي الحال في أخطاء الحواس، ولسنا هنا بإزاء ذات مكونة نشطة، فمع الثنائي: ظاهرات/الشروط أو ظهورات/الشروط يمكننا الكلام على الذات المجاوزة التي تشكل شروط الظهور بدلاً من أن تكون مسؤولة عن أوهام الظاهر، وهناك ذات كما يقول كانط، وهي تسقط في الأوهام المحسوسة، لكن هذه الذات هي الذات الأمبيرية وليست الذات المجاوزة، والذات الأمبيرية هي ذاتي أو ذاتك أو أي ذات أخرى، لكن الذات الترنسندنتالية أو المجاوزة لا يمكن اختزالها إلى الذات الأمبيرية، وهي لا تنتمي إلى أي ذات مخصوصة، بل إنها عبارة عن وحدة جميع الشروط التي في ظلها يظهر شيء ما، لكن يظهر لمن؟ إنه يظهر إلى كل ذات من الذوات الأمبيرية، وكل ما يظهر فإنه يظهر تحت شرطي المكان والزمان وفي ظل شروط المقولات، فالظاهرة ليست ظاهراً نجد خلفه ماهية ما بل الشيء كما يظهر لشخص ما، لذات أمبيرية، وكل تجربة ترتبط بذات أو تنسب إلى ذات، ذات يمكن تعيينها وتحديدها في المكان والزمان، وهنا والآن أضع تلفوني على الطاولة أمامي، وهنا والآن أدخن سيجارتي، إذاً كل ظهور يظهر لذات أمبيرية ويمكن القول لأنا أمبيرية، لكن كل ظهور لم يعد يحيل على ماهية وراءه، بل على الشروط التي تشرط ظهوره نفسه، إذ إن الشروط أشكال وصور وقوالب إذا شئنا، لأن الظهورات تظهر في هذه الأشكال وفي ظلها. هل البنية المجاوزة بمنزلة بنية رمزية؟ عرفت البنيوية ازدهاراً واسعاً خلال النصف الثاني من القرن الـ 20 مع أعمال الألسني رومان جاكبسون وأعمال عالم الاجتماع ليڤي ستروس وأعمال الفيلسوف الماركسي لوي ألتوسر الذي قرأ الماركسية قراءة بنيوية جديدة، وأعمال المحلل النفسي جاك لاكان الذي عاد لفرويد وقرأه قراءة مختلفة، وأعمال الناقد الأدبي رولن بارت، وأعمال الفيلسوف ميشل فوكو الذي جدد الأبستمولوجيا، وبعض هؤلاء يستعمل لفظ البنية، في حين أن غيرهم يفضل استعمال لفظ السيستام، ومن الشائع أن الألسنية مصدر البنيوية ليس فقط سوسور بل أيضاً مدرسة موسكو ومدرسة براغ، وليس هناك من بنية إلا لما هو بمنزلة لغة، وليس هناك من بنية للاوعي إلا بقدر ما يتكلم اللاوعي ويكون لغة، وليس هناك من بنية للأجسام إلا بقدر ما يمكنها أن تتكلم بواسطة الأعراض، كما أنه ليس هناك من بنية للأشياء إلا بقدر ما تتضمن خطاباً أو قولاً صامتاً يشكل لغة العلامات أو الإشارات، وهكذا دواليك. وأهم معيار للحكم على التحليل البنيوي والطريقة البنيوية هو معيار الرمزي، هو معيار اكتشاف ما هو رمزي، فقد تعودنا قبل البنيوية على التمييز بين ما هو واقعي وما هو خيالي أو متخيل، والواقعي نضعه في معارضة الخيالي. ولم تنج حتى الفرويدية من تبني هذين المعيارين من خلال تمييزها بين مبدأ الواقع ومبدأ اللذة، مع قدرة هذا الأخير على الإشباع الهلوسي، أي على الإشباع عبر الهلوسات. معيار البنيوية الأساس هو إذاً اكتشاف معيار ثالث أهم وهو معيار الرمزي مع تمييزه من كل من الواقعي والخيالي، وهذا التمييز جاء بداية من الألسنيات وتمسك به من ذكرناهم أعلاه، مثالاً: في ما وراء تاريخ البشر وتاريخ الأفكار اكتشف فوكو من خلال أعماله الحفرية ولا سيما في كتابه “الكلمات والأشياء” أرضية أبستمولوجية أعمق، حقلاً أبستمولوجياً أعمق سماه الأبيستمه، وفي التحليل النفسي كان لدينا الأب الواقعي وصور الأب، لكن لاكن اكتشف أباً ثالثاً أبعد عمقاً هو الأب الرمزي أو اسم – الأب. هل يمكننا أن نعد البنية القبلية المجاوزة التي تكلم عليها كانط في الذات المجاوزة، بمنزلة بنية رمزية بتمييزها من الذات الواقعية الأمبيرية والذات المتخيلة؟ ألا يمكن أن يكون كانط بكلامه على البنية المجاوزة قد سبق اللغويين والألسنيين في حديثهم عن البنية الرمزية من دون أن يستعمل هذا اللفظ؟ ما نطرحه هنا من تساؤلات لا نطرحه للإجابة عنها، بل لإثارة الذهن والتفكير وحسب. المزيد عن: فيلسوف ألمانيفلسفةنقدالعقلالفلسفةالسجال المعرفيالافكارالكونالذاتالحواس 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post لماذا ركز حفل الأوسكار على بوند وترك لينش على الهامش next post سمير قسيمي يجعل من السلحفاة بطلة نسائية You may also like مرصد كتب “المجلة”… جولة على أحدث إصدارات دور... 15 مارس، 2025 نصائح لحياة جنسية أفضل لمرضى القلب 23 فبراير، 2025 خدام: ماهر الأسد خدع رفيق الحريري قبل اغتياله…... 15 فبراير، 2025 تجمّع لِعمّال أمازون المُسرَّحين في مونتريال 13 فبراير، 2025 «الحرس الثوري»: سنستهدف المصالح الأميركية حول العالم رداً... 13 فبراير، 2025 شوقي بزيع يكتب عن: هل هناك مدرسة لبنانية... 27 يناير، 2025 Tourism in HRM sees banner year in 2024 22 يناير، 2025 “على الحافة” رحلة تشكيلية بين ماض وحاضر 22 يناير، 2025 الرئيس بري: ليس هذا ما اتفقنا وتفاهمنا عليه... 14 يناير، 2025 مرصد كتب “المجلة”… جولة على أحدث إصدارات دور... 16 ديسمبر، 2024