بأقلامهمعربي شعر علي مطر : 4-2-4* ما تزال صالحة by admin 1 أكتوبر، 2020 written by admin 1 أكتوبر، 2020 29 1 يوما ما سيصبحُ الـ iphone 11 مثل الـ Nokia Mobira Talkman قديما ومهملا. يوما ما ستربطنا تكنولوجيا أخرى متطورة. يومها سأحتاجُ فقط أن أفكرَ فيك كي تحضرَ ال Data خاصتُك. كي تحضر كلُّ عفاريتِ الحب التي ربِّيتِها holographical لتنتحلَ صفة الإدعاء. يومها أحتاج فقط أن أميلَ برأسي كي أموتَ افتراضيا، في الـ Digital الذي يربطنا أغمز بعيني كي أفجرَ كوكباً تسلينا في بنائه. هناك في وادي السيليكون قد تقامُ مراسمُ دفنِ العلاقة أو مراسمُ إحيائها، وفي الحالين تتشتتُ our pixels وتتجمع في الغيوم.. الـ clouds إياها. 2 تتحركينَ في لقطةٍ جامدة. أرجّحُ أن الفلامنغو لا يخضعُ لفيزياء الكاميرا. سيستمرُ بلا توقفٍ في نيجاتيف المخيلة. حتى العرقُ الذي ينحدرُ لامعاً على سلسلة ظهرك العارية..أيضا يستمر. ها أنذا أعيدُ الى جيبي صورةً مبللة. 3 البونزاي ماتتْ. قالت لي: “أخذتُ قراراً بالموت”. تركتُها…أحترمتُ رغبتَها. لكنني احتفظتُ بجثّتِها. جثة ُ البونزاي لا تقل جمالاً عن البونزاي. بلا رائحة. بلا عفونة. حتى لم أحتجْ الى دفنها كما فعلت مرة مع البُلبُلة. بنت قبرها بنفسها. أصورها من وقت إلى آخر كتمثالٍ رخاميّ لراقصةِ فلامنغو مجنونة تعرقُ من الموت، وتتحركُ في لقطةٍ جامدة. 4 على هذا الدفترِ الذي أكتبُ عليه قصائدي، رسم تيّام أقماراً وقلوبا. رسم أيضا سيفا كريستاليا وأربعة stickmen بشكل متقاطع صليب الماء والنار والتراب والهواء ..أحاول أن أتوقف هنا. إذ أشعر أن لا حاجة لمزيد من الكلمات… بما أني اكتشفت تلك الرسوم في المساء وفكرت في جدوى القصائد..لكن، ذلك الطفل لطالما كان أشفّ قصائدي. 5 زوجتي وأنا انفصلنا منذ اسبوع. استأجرت شقة فارغة. حتى اللحظة أعيش كمتشرد داخل شقتي. قال لي جاري الثمانيني: “اتصلت بي زوجتي وقالت: ” إمنح أغراض غرفة نومي الكئيبة هذه بسبب غيابي إلى أحد ما”. ثم قال: “خذها”. أخذتها. قبل سنة كنت أصور جاري وهو يشكر المعزين بوفاتها في قاعة العزاء. … كيف تُرسلُ من العدمِ الأشياء!. 6 ماذا يجدي حقا أن أخفي هشاشتي؟ منذ أسبوع، وكلما أمر في الحديقة ذاهبا للمتجر تتشكل ذراعاي على هيئة ذراعاي الموناليزا. أنتبهُ فجأةً لذلك فأرجّحُ أنني مرئيّ ككائنٍ هش. أفكرُ حالا في تدلّيهما لإخفاء هشاشتي لكن، يتشكلُ حولي إطار. نفس الإطار المعروض الآن في اللوفر، وأنظرُ خلفي باحثا في عمق الحديقة عن الخلفية ذاتها. عند ال cashier كان لا بد أن أمنح الموظفةَ من وراء الماسك ابتسامةَ دفنتشي. 7 أبي ماتَ بسرطان الكولون. شربَ بحرا من الخمر على مدى عمرِه بنى هرماً من الزجاجاتِ الفارغة ليكونَ شاهداً على دفنِ ثروة وعلى هزيمةِ ممثلٍ مسرحيّ بارع. لا تؤاخذني يا أبي لأنني لم أزرْ قبرَك ولا مرة. أنا أؤمنُ بالعدمْ ولا أظنُّ أنك ستتصلُ بي كما فعلتْ زوجةُ جاري الميتة. أساسا لم يكن لديك غرفةٌ خاصة ولا أثاثٌ لكي تمنحه لشاعر مهاجر يعيش كمتشردٍ في شقةٍ فارغة. أساساً تصادمنا وكرهتُك طويلاً، لكن حين انتشرَ ماء السرطان في جسمِك بليلةٍ واحدة رأيتُ في عينيك قبل أن تنطفئا نهائيا، الطفلَ الذي كنته. رأيتُ كلَّ حنان الأرض تتجمعُ في نظراتك الأخيرة نحو العدم. 8 بالصدفة وجدتُ في الخزانةِ الآتية من العدم صورة 30 x 20 لزوجة جاري الثمانيني، داخل إطارٍ مكسور. تحتَ الصورة:” إنا لله وإنا إليه راجعون” أنا يا سيدتي أؤمن بالعدم. تبادلْنا الابتسامات. أصلحتُ الإطارَ بمهارة نجار. أعدته جديدا كما كان. بل لمّعته، كما يليقُ بمتصلةٍ من العدم. وعن قصد أبقيتُه يومين معلقاً عندي في الصالون الفارغ. قلت ربما تساعدني هذه المرأة الستّينية الباسمة في اكتشافِ ساعي البريد بين الوجود والعدم. 9 هل كانت ذراعا الموناليزا المتشابكتان دليلينِ على هشاشتِها؟ هل كتبتْ بهما شعرا؟ هل عانقتْ بجنون؟ هل طلّقت زوجاً لأنه يعيش في عالمَين؟ هل أجهشتْ حين رأتْ ذراعيْها في الإطار؟ تلك الأناملُ التي تنحني على أناملَ التي لا أعرفُ إن كانت تستقبلُ الضوءَ أم تُرسلُه. كيف كانت ستنسكر؟ كقطعةِ بسكويت؟ أم كنظرةٍ أخيرة على آخر وردة قطفتها ورمتْها في البحيرة؟ 10 العَرَقُ المنحدرُ على سلسلةِ ظهرِ راقصةِ الفلامنغو.. اللامعُ فقط ليخبرَ أنه منحدرٌ على سلسلة ظهر راقصة فلامنغو.. لنْ تجدَ له مثيلاً في وادي السيليكون. إنه عطيّتي السرية التي أحرّكُها في لقطةٍ جامدة. إنه الكوكبُ المائيُّ الذي أطارده كسندبادٍ قديم. لنْ يدركَ أحدُ غيري كيف يرتجُ مع خبطِ الحذاء بجذورِ الأرض ويموجُ مع بحةِ صوتِ الغجري.. ولنْ تجدَ مثيلا له في وادي السيليكون. 11 بالغتُ في تشحيلِ أوراق البونزاي. أفكرُ الآن أن ذلك سببّ موتَها. للبونزاي أخواتٌ وأقارب وسلالات وعلي أن أعتذر من كل هؤلاء. والحال، سأضمّ هذا الاعتذار لرصيدِ الاعتذاراتِ التي سبقَ ورتبْتُها على هيئة نقودٍ معدنيةٍ ورميتُها بنبوغ واتقان للحياةِ ذاتِ الفمِ الجائع. بالغتُ في تشحيلِ أوراقِ البونزاي وأنا أحاولُ أن أخرجَ صنوبرة من Ficus . 12 ربما في الخامسةِ والثلاثين وكان شعري طويلا، حين كنتُ أرقصُ بلا توقف، وأسيرُ كصنوبرة في ليالي البرد، انتابتني رؤيةٌ على حين غرة: كنت أميراً اسبانياً في حياة سابقة، وتخلّيتُ عن أرضي طوعا للفلاحين.. هذا يشبه البطولة المجانية حين أروي ذلك كحقيقة.. لكن إن صح ذلك لا أعرف إن كان علي أن أندم على تلك الفعلة. الندم على الرحيل مع الغجر. كل ذلك كان بسببِ راقصة فلامنغو. حين التفتت اليّ فجأة واجتمعا معا، وجهها الناضج وظهرها العاري. آ..ثم ألقت شالَها الأحمرَ على كتفِها لتخفيَ نصف الرخام. 13 دقائقُ طويلةٌ وأنا أنظرُ في المرآة إلى تفاحةِ آدم. إنها لعبةُ تيّام المفضلة. بأنامله الرقيقة والطويلة التي تصلحُ حتما لعازف بيانو، ينتقي السبابة والابهام ليصنع عُقّاصاً ويمسكَ رأسَ التّفاحة. يعقُصُ الجلْدَ كسرطانٍ من موسيقى، إذ ما أشعرُ به ليس وخزاً بل نوتة. النقرةُ الأخيرة لمقطوعةِ موسيقى تصويرية يُخرجها مع شفتين مزمومتين، وتعبيرٍ متكررٍ من “ميم” طيولة عن انتصاره بنجاح عقصته. دقائق طويلة. تفاحة آدم. نقرة تيام المفضلة… لقد مرّ أسبوعٌ ولمْ يفعلْ ذلك. 14 قد لا يكون العمر تغييرا في السنوات بل في الطعم والرائحة والشعور. أنظر إلى الحب، الى الفرح الى الرغبة… إنها أرقام تتبدل وعداد يتغيّر. أغفو على الكرسي كطفل صغير. وحدي في الشقة الخالية إلا من أثاث الزوجة الميتة. ثلاث قطع تشكل غرفة نوم بلا سرير، تحاصرني. أغفو كطفل صغير. تنطعج رقبتي عميقا وحين أصحو عليّ أن أعيدها كما كانت كغطاس يعود بنفس السرعة من الأعماق. قالت أختي في رسالة مسجلة على الواتس آب، مع أنها لم تكتب الشعر في حياتها: “شعرنا أن بيروت تتحطّم مثل بسكويتة”.. ..وها هو عمري يتغير، طعما، رائحة، وشعورا. 15 الإنفجارُ في شاشاتِ العرض. التلفزيون – الموبايل – الأيباد – اللاب توب.. الشاشات نفسها التي عرضتْ وثائقياً عن حُنجرة أم كلثوم ومحاضرة عن ” نقد العقل المحض” لكانط، وشريطاً قديماً لراقصة الفلامنغو. أربعة أيام وصوت البسكويت الهش المتكسر يحتلّ أذني. أريد أن أقفزَ الآن الى وادي السيليكون لأعلنَ استسلامي من هناك. استسلاماً كاملاً محضاً إرادياً، إذا كان العمرُ طعماً ورائحةً وشعوراً، أريد طعمَ ملعبِ الرّمل في المصيطبة وشعورَ اللعب في الوحل وتسجيل الأهداف، الرقصَ تحت المطر مع رفاق الحي. أريد أن أصرخ في وادي السيليكون: الـ 4-2-4 * ما تزال صالحة. 16 ماذا يعني التفكيرُ في الانتحار، ورسمُ سيناريو وتنفيذه في المخيلة؟ علمياً، هو دليل على كآبة حادة، والنصيحةُ المعتمدة زيارة طبيب نفسي في الحال.. أفتحُ قنينة نبيذ جديدة. صوتُ الفلينة إدمان وإشارة لي كي أبدأ تلاوة: “دع عنك لومي فإن اللوم إغراء وداوني بالتي كانت هي الداء” ولا أقصدُ النبيذَ بل ظهرُ راقصة الفلامنغو العاري الذي ينحدرُ العرقُ على سلسلته والتفاتتُها بوجهها الناضج الذي يُوحي بأنها أخذت من الله علمَ الأسرارِ المبللة. أُخرج الصورةَ من جيبي. أضيف عرقَ الراقصة الى كأسي وأنا لا أشك لحظة أن هذا النبيذ هو دمها. 17 ما هي العبارة المثيرة في وادي السّيليكون؟ Unlimited لكني أعرف أن الحب limited كيف يمكن لوادي السيليكون أن يقدمَ شيئا أقوى من الحب؟ Unlimited وكيف يمكن أن يقدّم لذة أقوى من الـ orgasm كهرباء القلب في عيني المليكة بالرداء الأزرق Unlimited الجميع يقذف على الـ Unlimited Unlimited يوما ما..سيصبح الـ iphone 11 مثل الـ Nokia Mobira Talkman يومها احتاج فقط أن أميلَ برأسي كي أموتَ افتراضيا Unlimited عرق ظهر الراقصة. دم ظهر الراقصة. (بين 7 و 12 آب 2020 ) 4-2-4 خطة كروية هجومية كانت معتمدة في السبعينات وأكثر من اعتمدها فريق البرازيل. مقاطع من نص طويل قيد الكتابة يحمل العنوان نفسه. علي مطر (شاعر وسيناريست مقيم في مونتريال) 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post نزع سلاح حزب الله هو الحل next post المقاتلون الأجانب يغادرون ليبيا إلى وجهة “مجهولة” You may also like مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: ماذا جرى في «المدينة... 15 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: ترمب ومشروع تغيير... 15 نوفمبر، 2024 منير الربيع يكتب عن..لبنان: معركة الـ1701 أم حرب... 15 نوفمبر، 2024 حميد رضا عزيزي يكتب عن: هل يتماشى شرق... 15 نوفمبر، 2024 سايمون هندرسون يكتب عن.. زعماء الخليج: “مرحبًا بعودتك... 15 نوفمبر، 2024 الانتخابات الأمريكية 2024: وجهات نظر من الشرق الأوسط 15 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.