الأربعاء, يناير 22, 2025
الأربعاء, يناير 22, 2025
Home » علاقة الأردن و”حماس” مهترئة في “اليوم التالي” للحرب

علاقة الأردن و”حماس” مهترئة في “اليوم التالي” للحرب

by admin

 

مصادر: الاتصالات بين الطرفين مقطوعة وتصريحات الحيّة عمقت الأزمة ومحاولات تركيا للتقريب باءت بالفشل

اندبندنت عربية / طارق ديلواني صحافي @DilawaniTariq

تمر العلاقة بين الأردن وحركة “حماس” اليوم بأسوأ مراحلها، إذ إن الاتصالات بين الطرفين مقطوعة تماماً ولا طرف ثالثاً ليحييها، ولا وسيط يتقدم بمبادرات تنهي شبه القطيعة بينهما، وفقاً لمصادر خاصة تحدثت لـ “اندبندنت عربية”.

واستناداً لهذه المصادر فإن سلوك الحركة خلال الحرب على غزة تسبب بضرر كبير في العلاقات وعمّق أزمة الثقة بين الطرفين، حيث أظهرت حركة “حماس” مواقف إعلامية وسياسية متباينة تجاه الأردن تنوعت بين توجيه رسائل سياسية تدعو لدور أردني أكبر، وانتقادات واضحة وحادة زادت التوتر بين الجانبين وتسببت بحال من التراشق وتبادل الاتهامات على منصات التواصل الاجتماعي وفي بعض وسائل الإعلام المحلية.

فجوة الحية

تشير المصادر إلى انقطاع الاتصالات بين الأردن و”حماس” بشكل كامل، ورفض عمّان الانخراط في أية ترتيبات سياسية في شأن “اليوم التالي في غزة” باستثناء ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية والإغاثية، في توجه واضح نحو الابتعاد عن الأزمات والنأي بالنفس عن أية أعباء إقليمية، والرغبة بالتركيز على القدس ومواجهة التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية.

وأوضحت المصادر أيضاً وجود محاولات تركية لتحسين العلاقة لكنها لم تنجح، كما أن هنالك محاولات أخرى من قبل قادة في الحركة للتواصل مع الأردن خلال الأشهر الماضية قوبلت بعدم التجاوب.

وعشية الإعلان عن هدنة مرتقبة بين “حماس” وإسرائيل وقبل أيام قليلة فقط، تسبب القيادي في حركة “حماس” خليل الحية بإحداث فجوة جديدة مع الأردن، وأثار غضباً وجدلاً واسعين بعد تجاهله توجيه الشكر للمملكة حيث شكر 15 دولة لدعمها غزة من دون الإشارة إلى الأردن.

وعبر كثير من الأردنيين من بينهم نشطاء وإعلاميون وسياسيون عن استيائهم مما وصفوه بالتجاهل المتعمد لدور الأردن من قبل خليل الحية. في حين دافع آخرون عن الحركة وقالوا إن ما حدث كان مجرد هفوة.

لكن حالاً من الغضب العارم انتقدت هذا التجاهل واعتبرته تقليلاً من جهود الأردن الرسمية والشعبية، وفيما فضلت الحكومة الأردنية الصمت وعدم التعليق، سارعت قيادات في حركة “حماس” إلى تلطيف الأجواء ونزع فتيل أزمة جديدة عبر توجيه الشكر للأردن على مواقفه.

تعامل حذر

يعتقد مراقبون أن العلاقة بين الطرفين ظلت محكومة باعتبارات أمنية وسياسية، بخاصة في ما يتعلق بتبعية الحركة لجماعة الإخوان المسلمين، لذلك بقي التعامل الحذر سيد الموقف مع “حماس” بسبب مخاوف لها علاقة بالسيادة والاستقرار الداخلي.

الباحث السياسي والعميد المتقاعد بالاستخبارات الأردنية سعود الشرفات، يقول إن حركة “حماس” استطاعت بناء سردية أدت إلى ارتفاع شعبيتها في الأردن على رغم بعض التصريحات الاستفزازية من قبيل ما تحدث به عضو المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق في مقابلة مع قناة “العالم” الإيرانية عام 2024، والتي قال فيها إن “الأردن سيكون الوجهة المقبلة لقيادات الحركة في حال غادرت قطر”.

ويضيف الشرفات أن الدولة الأردنية تساهلت عن قصد مع مظاهر الاحتجاج الشعبية في بداية الحرب على غزة بهدف احتواء الغضب الجماهيري، بخاصة في أوساط الأردنيين من أصول فلسطينية، والحيلولة دون انفجار الأوضاع الداخلية واستخدامها من قبل النظام الإيراني والميليشيات التابعة له على الحدود مع سوريا والعراق.

الثقة المستحيلة

مرت الاتصالات بين حركة “حماس” والأردن بمراحل مختلفة منذ تأسيس الحركة عام 1987، اتسمت جميعها بالتقارب الحذر والتوتر ولكنها لم ترق أبداً إلى حال الثقة المطلقة.

ففي بداية التسعينيات، وجدت قيادة الحركة ملاذاً لها في الأردن على رغم عدم اعتراف الأردن بها بشكل رسمي، وذلك في عهد الملك الحسين بن طلال، ومع توقيع عمّان لاتفاقية “وادي عربة” للسلام مع إسرائيل فرضت بعض القيود على الحركة، وصولاً إلى إغلاق مكاتبها عام 1999 في عهد الملك عبدالله الثاني وطرد قادتها البارزين مثل خالد مشعل وإبراهيم غوشة.

ظلت العلاقة بين الطرفين متوترة حتى اندلعت الانتفاضة الأولى، إذ رغب الأردنيون بالتركيز على القضية الفلسطينية وإبقاء قنوات الاتصال غير الرسمية مع “حماس” مفتوحة.

وفي فترات متفاوتة لعبت أطراف ثالثة دور الوسيط بين “حماس” والأردن مثل قطر وسوريا، عبر لقاءات محدودة وغير مباشرة.

في سنوات ما بعد الربيع العربي عادت الاتصالات مباشرة بين الطرفين بخاصة مع صعود الإسلاميين، إذ كان هناك انفتاح محدود بين الأردن و”حماس” توج باستقبال الملك عبدالله الثاني وفداً من الحركة برئاسة خالد مشعل عام 2012.

على رغم ذلك ظلت العلاقات بين الجانبين براغماتية ومتحفظة، مع سعي الأردن لتحقيق التوازن ما بين علاقاته مع السلطة الفلسطينية وإسرائيل.

لكن مع خروج “حماس” من سوريا عام 2013 بدا الأردن غير مهتم بأي تقارب عميق مع الحركة بسبب مخاوف أمنية وسياسية، وفي حين أعادت الحرب الأخيرة على غزة “حماس” إلى الواجهة الإقليمية، ظل الأردن مصمماً على التوجه نحو السلطة الفلسطينية كممثل شرعي للشعب الفلسطيني.

مواقف متباينة

خلال الحرب الأخيرة على غزة أظهرت حركة “حماس” مواقف إعلامية وسياسية متباينة تجاه الأردن. ففي بداية الحرب أصدرت الحركة بيانات رسمية شكرت فيها الشعب الأردني على التضامن مع القضية الفلسطينية من دون الإشارة للحكومة.

لاحقاً طالبت “حماس” بدور أردني أكثر وضوحاً في دعم غزة، وساندها في ذلك التيار الإسلامي ممثلاً بجماعة “الإخوان” عبر ضغوط في الشارع والبرلمان.

لكن خطاب الحركة بعد ذلك احتوى انتقادات ضمنية للسياسة الأردنية، وأدى إلى ما تخشى منه الحكومة، إذ قام مواطن أردني مسلح بإطلاق النار على رجال أمن أردنيين في محيط السفارة الإسرائيلية بالعاصمة عمان، وسبقت ذلك حادثة مقتل أردنيين بعد تسللهما إلى إسرائيل وإطلاق النار على جنود إسرائيليين.

وقوبل ذلك باستياء رسمي من قبل الحكومة الأردنية التي اعتبرت الخطاب تحريضياً ويدعو الأردنيين والعشائر لحمل السلاح والفوضى، فحاولت “حماس” التخفيف من حدة التصعيد الإعلامي مع الأردن، وركزت في تصريحاتها على استقطاب الشارع الأردني وكسب تعاطفه.

وكانت السطات الأردنية اتهمت حركة “حماس” مراراً بمحاولة العبث بالأمن الأردني على رغم نفي الحركة ذلك، ففي عام 2006 اتهم الأردن “حماس” بتهريب أسلحة إلى المملكة من سوريا، وفي عام 2015 حكم على 12 أردنياً بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاماً لتورطهم مع خلية تابعة لـ”حماس”، وفي عام 2024 أحبطت السلطات محاولة لتهريب أسلحة وذخيرة إيرانية عبر أفراد ينتمون للحركة.

المزيد عن: الأردنحركة حماسغزة حرب القطاعخطة اليوم التاليتركياخليل الحيةالضفة الغربية

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00