ثقافة و فنونعربي عصر الصورة لا يتسع لأستوديوهات بيروت by admin 10 أكتوبر، 2022 written by admin 10 أكتوبر، 2022 19 تحولت إلى محال للملابس وأدوات التجميل بعد أن غاب وهج المهنة وبات الجميع مصورين اندبندنت عربية \ فدى مكداشي صحافية @FidaMikdashi قديماً لم يكن التصوير الفوتوغرافي مهنة سهلة، ولا أي شخص يحمل آلة تصوير يمكن أن يكون مصوراً، إذ إن المصورين في الصحف والمجلات أو الذين افتتحوا محال للتصوير كانوا من المحترفين، وكانت كبرى الصحف تسعى إلى الحصول على مصور يزين صفحاتها بصوره، أما اليوم فقد باتت هذه المهنة في الطريق إلى الاندثار، ولم تعد تدر المال بعد أن تحول كل من لديه “موبايل” وكل من يحمل كاميرا مبرمجة إلى مصور، وحتى الأستوديوهات تحولت إلى محال لبيع الطوابع والقرطاسية والتقاط الصور الخاصة بجوازات السفر. “نوستالجيا” وسط المدينة يتذكر المصور عمر الناطور وسط بيروت الذي كان يعج بالمصورين وأستوديوهات التصوير الفوتوغرافي، ومنها أستوديو “سعادة” في ساحة الدباس، وأستوديو “نرسيس” في منطقة رياض الصلح، وأستوديو “جوزيف” في منطقة البسطة التحتا، ومحل “ديرونيان” في منطقة باب إدريس، وكان هناك عدد من المصورين الذين ينتشرون في ساحة الشهداء ومنطقة الزيتونة لتصوير العابرين في منطقة البرج أو في أماكن السر والكباريهات التي كانت تنتشر بين الزيتونة وشارع فينسيا. أما عن المؤسسات ومحال التصوير الشهيرة، فيشير الناطور إلى أن أبرزها كانت مؤسسة “دالاتي ونهرا” التي تعاقدت مع الحكومة اللبنانية لتغطية نشاطات رئاسة الحكومة والوزارات، أما مؤسسة “رزق” فكانت تمارس عملها من داخل فندق فينيسيا، وكانت متخصصة في الأنشطة الاجتماعية الكبرى والمهرجانات وحفلات انتخابات ملكات الجمال. أما أبرز العلامات التجارية الموجودة في السوق، بحسب الناطور الذي عمل فترة مع “دالاتي ونهرا”، فهي “كوداك” (Kodak) الأميركية و”أجفا” (Agfa) الألمانية”، لافتاً إلى أن من أبرز ماكينات التصوير التي ظهرت في خمسينيات القرن الماضي كانت “أريفليكس” (Arriflex)، أما أكثر المصورين الذين اقتنوا هذه الآلات فكان نقيب المصورين الراحل لبيب ريحان ومصور جريدة “الحياة” جاك رزق. جولة في أستوديوهات العاصمة وفي شوارع وأزقة بيروت تحولت معظم أستوديوهات التصوير إلى محال لبيع أوراق اليانصيب واللوتو وأدوات التجميل والعطور، وهناك أستوديو بات نصفه فقط يعمل على تصوير الناس من أجل جوازات السفر. أستوديوهات التصوير التي ملأت شارع الحمراء تحولت إلى محال للألبسة والأدوات الكهربائية باستثناء قليل منها، أما أستوديو “ناجي” لصاحبه مصور الفنانين المخضرم عدنان ناجي، فقد أغلق أبوابه بسبب انقطاع التيار الكهربائي. بمحاذاة الشارع أستوديو آخر اسمه “أبيض وأسود” (Black & White)، وهو يجذب أنظار المارة بواجهته المليئة بكاميرات التصوير القديمة من كل حقبة. ويروي صاحبه المصور هادي شنكر أنه بدأ مهنة بالتصوير عندما كان طالباً في الجامعة الأميركية ببيروت، إذ كان يعمل على مساعدة الطلاب لينتجوا أفلامهم بالأبيض والأسود ليجني المال ويفتتح محله الخاص. يقول هادي، “هذه مهنة المتاعب خصوصاً عندما تكون صحافياً، وقد تكون خطرة إذ طلب مني مرة أن أصور البيوت المدمرة والجرحى في حرب يوليو (تموز) عام 2006، وهي أيضاً مهنة شاقة لأننا نسمع يومياً أن هناك من يستشهد في أهم الوسائل الإعلامية من أجل التقاط صورة في الحروب ومناطق النزاع”. الاجتياح التكنولوجي وعن واقع هذا القطاع بعد اجتياح التكنولوجيا، بخاصة التليفونات المجهزة بأحدث العدسات، فيقول هادي إنه “تم القضاء على هذه المهنة بحيث أغلق عدد كبير من الأستوديوهات أبوابه واقتصر الأمر فقط على تلك المعنية بالأعراس وإجراء معاملات الباسبور”، لافتاً إلى أن “البقية التي صمدت هي الأستوديوهات التي تتقن عملية تحميض صور الأسود والأبيض والملونة”. وعلى رغم التطور التكنولوجي يشير هادي إلى أن “هناك اهتماماً لدى الشباب بتعلم التقنيات القديمة، بخاصة أن التكنولوجيا الجديدة معرضة للهجمات الإلكترونية التي قد تمحو بشكل مفاجئ كل الصور من الجهاز”. ومما لا شك فيه أن سلسلة الأزمات التي يمر بها لبنان زادت الأعباء على هذه المهنة، من انقطاع الكهرباء إلى الوضع الاقتصادي الخانق، وعلى رغم ذلك يقول هادي “لا أزال صامداً وهذا أمر إيجابي على رغم تدهور الأوضاع، فإغلاق الأستوديوهات يجعلني في المقدمة ومميزاً في الحفاظ على إرث هذه المهنة وأرشيفها الذي سيبقى للذكرى”. المزيد عن: لبنان\بيروت\التصوير الفوتوغرافي\كاميرا المحمولا\لتكنولوجياجوازات السفر 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post العثور على جزيئات الهواء الملوث للمرة الأولى في رئات وأدمغة الأجنة next post كيف سيس أورسون ويلز الفيلم المقتبس عن الرواية البوليسية فطرده الممولون؟ You may also like استعادة كتاب “أطياف ماركس” بعد 20 عاما على... 28 نوفمبر، 2024 تحديات المخرج فرنسوا تروفو بعد 40 عاما على... 28 نوفمبر، 2024 21 قصيدة تعمد نيرودا نسيانها فشغلت الناس بعد... 28 نوفمبر، 2024 الرواية التاريخية النسوية كما تمثلت لدى ثلاث كاتبات... 28 نوفمبر، 2024 بودلير وهيغو… لماذا لا يطيق الشعراء الكبار بعضهم... 27 نوفمبر، 2024 شوقي بزيع يكتب عن: شعراء «الخيام» يقاتلون بالقصائد... 27 نوفمبر، 2024 محمود الزيباوي يكتب عن: ماجان القديمة …أسرارٌ ورجلٌ... 27 نوفمبر، 2024 «سأقتل كل عصافير الدوري» للكاتبة العُمانيّة هدى حمد 27 نوفمبر، 2024 محمد خيي ممثل مغربي يواصل تألقه عربيا 27 نوفمبر، 2024 3 جرائم سياسية حملت اسم “إعدامات” في التاريخ... 27 نوفمبر، 2024