بأقلامهم عبد الرحمن الراشد يكتب عن: إيران والأخطبوط وحدود القوة by admin 23 يناير، 2024 written by admin 23 يناير، 2024 276 لجوء باكستان إلى استخدام قواتها الجوية والصاروخية ضد الأراضي الإيرانية تطور خطير لا يزال غامضاً، لماذا وإلى أين سيتَّجه؟ الشرق الاوسط / عبد الرحمن الراشد إعلاميّ ومثقّف سعوديّ، رئيس التحرير الأسبق لصحيفة «الشّرق الأوسط» ومجلة «المجلة» والمدير العام السابق لقناة العربيّة. خريج إعلام الجامعة الأميركية في واشنطن، ومن ضمن الكتاب الدائمين في الصحيفة. المطاردة الإسرائيلية والأميركية الواسعة لقيادات من الحرس الثوري ومواقعها، في سوريا ولبنان التي تدير شبكة الوكلاء الواسعة مثل أذرع الأخطبوط، تنبئ بسياسة مختلفة، محاولة وقف طهران التي أصبحت خارج السيطرة. تكرَّرت الاستهدافات في سوريا ولبنان، وآخرها خمسة في حي المزة في العاصمة السورية، فهل تجبر إيران على تقليص وجودها في سوريا ونشاطها في تلك المناطق؟ هل يستطيع خصوم طهران من خلال هذه الحرب المضادة، أخيراً تقليم أذرع طهران ولجم طموحاتها التي لا تشبع. يبدو أنَّها أصبحت تسرع وتوسع عملياتها بهدف التحول إلى قوة إقليمية ضاربة تسيطر على أراضي وقرارات المنطقة سياسياً وأيديولوجياً وبترولياً. هذه المشكلة، وكلاء إيران، عمرها أكثر من أربعين عاماً، بدأت من بيروت بعملياتِ خطفٍ محدودة، ثم تفجير السفارة الأميركية، ومع الوقت أصبحت أقوى سلاح إيراني في حالة حرب لا تتوقف. كل مرة توسع قوة واستخدامات اذرعها مثل «حزب الله» اللبناني و«انصار الله» الحوثي اليمني وميليشيات عراقية و«حماس» و«الجهاد الإسلامي»، تضع إسرائيل، وكذلك الولايات المتحدة ودول المنطقة، في مأزق صعب وتحاصرهم. المعضلة كيف يمكن محاربة جماعات محلية مسلحة لا تملك قرارَها وتختبئ بين السكان المدنيين؟ وهل يمكن الاستمرار في قواعد اللعبة القديمة الاكتفاء بمحاربة الميلشيات، على أمل دحرها؟ امتلاك القوة لا يعني استخدامها، للقوة حدود، ولهذا الدول الكبرى المسلحة بقدرات تدميرية مخيفة لا تستخدمها إلا وفق ضرورات الصراع. واشنطن ترى اليوم أنَّ المبالغة الإيرانية في التوسع وشن الحروب وصل مرحلةً عالية الخطر. حيث إنَّ هناك تطورين مهمين في سياسة طهران في استخدام شبكاتها الإقليمية، تجاوز المتعارف عليه، زادت في القوة والمسافة. هجوم «حماس» في أكتوبر على إسرائيل كان أكبر من المألوف في عملياتها، ومن الضخامة اعتبرته إسرائيل تهديداً لكيانها، وهجمات الحوثي على خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر غير مسبوقة بهذا الشكل دشَّنت حقبة جديدة من الصراع. ما هو الثمن المطلوب؟ هل لدى طهران مطالبُ يمكن تحقيقها، عدا عن سعيها امتلاك القوة النووية؟ هل ستكتفي ببعض النفوذ في بعض المناطق؟ الاتفاق الشامل كشف أنَّ النووي لم يكن الهدفَ بذاته، والتوسع الإيراني على الأرض أظهر أنَّ لا حدود له. برهنت العقود الماضية على أنَّ محاولة فهم نظام إيران وسلوكه عملية صعبة، وقد تكون عملياتها الأخيرة، أو المنسوبة، سبباً في التصعيد الدولي المضاد لها. ومهما كانت نجاحاتها فإنَّ للقوة حدوداً، وهي اليوم تستعدي قوى عديدة تجلب مشاكلَ لم تكن موجودة من قبل. لجوء باكستان إلى استخدام قواتها الجوية والصاروخية ضد الأراضي الإيرانية تطور خطير لا يزال غامضاً، لماذا وإلى أين سيتَّجه؟ باكستان وإيران تشتركان في رفض النشاطات الانفصالية لبلوشيستان، وكان بين البلدين تعاونٌ امتدَّ لسنوات ضد الانفصاليين. أيضاً، قصف العراق الشمالي، إقليم الأكراد فتح جبهة جديدة وإن كانت طهران أقوى على الأرض. كما أنَّ إسرائيل، الدبَّ الجريح الهائج، أصبحت تنظر إلى أخطبوط الوكلاء المحيطين بها كخطر وجودي حقيقي، وليسوا مجردَ وسائل ضغط وتفاوض ممَّا سيرفع من وتيرة التوتر والمواجهات. حروب الوكالة ليست جديدة لكنَّها في الحالة الإيرانية تتمدَّد في شبكات واسعة ومتعاونة، طالت زمنياً وانتشرت في دول عديدة وخلقت وضعاً مضطرباً مزمناً. واثمرت عن الزحف الإيراني الجغرافي الناجح الذي مكَّنها من مدّ نفوذها إلى البحرين الأحمر والمتوسط وما بينهما، والهيمنة على معظم الشمال العربي. مهما وجدت طهران نفسها متورطةً في مواجهات تخرج منها في وضع أقوى، وبخسائرَ رخيصة، كما يحدث في غزة اليوم رغم ضخامة الحرب والدمار. هذا يفسر تزايد الجرأة الإسرائيلية بعمليات قصف واغتيالات متكررة لقيادات إيرانية في الداخل والخارج منذ العاشر من أكتوبر الماضي، الحرب المفتوحة على احتمالات أخرى. وقد تقود إلى حرب أكبر من حرب غزة. فإسرائيل وإيران لن تتواجها مباشرة، وعمليات الحوثي في البحر الأحمر جلبت غضبَ دولٍ صديقة لإيران مثل الصين، و«حماس» مضغوطة تدافع عن وجودها حالياً، ولم يتبقَ في يد إيران وسيلة للرد سوى تفعيل دور «حزب الله» وفتح جبهة على شمال إسرائيل. مع أنَّ إسرائيل نفذت عشرات العمليات وهاجمت الضاحية الجنوبية في بيروت، واغتالت قياديين في الحزب وضباطَ اتصال من «حماس»، رغم ذلك امتنعت طهران عن الرد رغم الترسانة العسكرية الكبيرة التي ينام عليها «حزب الله». من الواضح أنَّ إيران، رغم الاستفزازات الإسرائيلية، لا تريد المخاطرة بأهم أسلحتها، وهو «حزب الله» فهي تحتاج إليه ويمثل جيشها في سوريا، وكذلك للسيطرة على لبنان. حرب غزة العنيفة ستضعف «حماس» بشكل كبير، وهذا يضاعف أهمية «حزب الله» في توازن القوة بين إيران وإسرائيل. لهذا إن نشبت حربٌ مع لبنان قد يكون أخطر تهديد لـ«حزب الله» في أربعين سنة، منذ غزو بيروت عام 1982. وتبدو إسرائيل مستعدةً نفسياً لمثل هذه الحرب، تحت بنيامين نتنياهو، للذهاب وإلى الحد الأقصى في المواجهات باستثناء المواجهة المباشرة مع إيران، لأنَّ إسرائيل ستحتاج إلى دعم أميركي. إدارة جو بايدن تفضل المواجهات المحدودة على الكبرى خشية مخاطرها قبيل الانتخابات. علينا أن نفهم أنَّ إسرائيل بعد هجمات السابع من أكتوبر، صارت تتصرف بسياسة مختلفة أكثرَ عدوانية. فوجود نحو مائتي رهينة لم يمنعها من شنّ الحرب ولا تبدو متحمسة لتقديم تنازلات، ولا تنوي وقف الحرب ومستعدة لإحراج مصر في منطقة فيلادلفيا الفاصلة، ولا ترد على دعوات السعودية أنَّها لن تمضي في مشروع التفاوض على العلاقات ما لم توقف الحرب. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post المرأة التي أحدثت ثورة في تناول موضوع متعة الأنثى next post W..W.. & FACES by el-bkaili You may also like غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: ماذا جرى في «المدينة... 15 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: ترمب ومشروع تغيير... 15 نوفمبر، 2024 منير الربيع يكتب عن..لبنان: معركة الـ1701 أم حرب... 15 نوفمبر، 2024 حميد رضا عزيزي يكتب عن: هل يتماشى شرق... 15 نوفمبر، 2024 سايمون هندرسون يكتب عن.. زعماء الخليج: “مرحبًا بعودتك... 15 نوفمبر، 2024 الانتخابات الأمريكية 2024: وجهات نظر من الشرق الأوسط 15 نوفمبر، 2024 نادية شادلو تكتب عن: كيف يمكن لأميركا استعادة... 14 نوفمبر، 2024 جهاد الزين يكتب من بيروت عن: تأملات ثقافية... 12 نوفمبر، 2024