الإثنين, نوفمبر 18, 2024
الإثنين, نوفمبر 18, 2024
Home » عباس بيضون يروي تناقضات الحرب اللبنانية… بين حب وثأر

عباس بيضون يروي تناقضات الحرب اللبنانية… بين حب وثأر

by admin

“علب الرغبة”… شخصيات تعيش صراعا عاطفيا ووجوديا

اندبندنت عربية / لنا عبد الرحمن 

“نام الموتى والأحياء معاً” يمكن هذه العبارة التي ترد في رواية “علب الرغبة” (دار العين – القاهرة) للشاعر اللبناني عباس بيضون، أن تكون مفتاحاً للدخول إلى عالم النص المتشابك، وما يبدو ظاهرياً أن الحب هو المحور الرئيس للحكاية. إلا أن قصة الحب بين عزيز وندى ليست إلا انعكاساً لواقع لبنان الذي أنهكته الحروب، وما فيها من صراعات أطراف كثيرة متناحرة. العشق، القتل، الرغبة في الثأر، الانتقام، التشظي والبحث عن الأمان، الظلام، دوي القذائف، الطائرات التي تحوم في الجو والناس الذين يختبئون في الملجأ، مكابدات الهروب من القصف… كلها مجتمعة تُشكل معمار السرد وبنيانه. وإن كانت هذه العذابات لا تتبدى للقارئ إلا بشكل تدريجي، إلا أن  النص ينفتح منذ البداية على حادثة موت عزيز، أو بعبارة أدق حادثة قتله، التي تُمثل طُعماً يستدرج الشخوص نحو ألغام كثيرة تنفجر تباعاً مع كل تقدم في السرد.

الراوي هنا هو بسام سويدان، الذي يعرف أن صديقه الأقرب عزيز متورط في قصة حب مع ندى الشقراء الفاتنة زوجة طعان قاسم، الرجل الذي يراه الراوي غير جدير بها. أما عزيز الشاب الوسيم والمنطوي فإنه يهيم حباً بندى على الرغم من تناقض شخصيتيهما، ندى جريئة لا تبالي بواقعها كزوجة وأم ولا بما يقوله عنها أهل الضيعة، ولا تبذل جهداً لتخفي اهتمامها بعزيز وبكل تفاصيل حياته. ولأن وجود الحب بحد ذاته مستفز لجماعة كبيرة من البشر المتشددين، فإن قصة حب موصومة “بالعار” مثل قصتهما، يصبح وقعها مضاعفاً لكل من أراد الانتقام. هكذا يقضي عزيز نحبه مقتولاً برصاص مجهول، وتترمل ندى من دون أن تكون زوجته، بل إنها تعاهد ذاتها على الثأر له، وتمضي بثقة في تجنيد من حولها من أصدقائه لينتقموا لموت عزيز، لكن ممن ينتقمون؟ هناك تنظيم “الإصلاح” المتشدد الذي يعتبر عزيز شيوعياً، ولا ينسى أفراده إساءته إليهم. هناك أيضاً أولاد عم عزيز الذين يحملون له الضغينة، وهناك الخلافات السياسية التي توغر صدر جميع سكان الضيعة. لنقرأ: “لكن للعداوة هنا جاذبيتها بل الكره عصب القوة. لقد جف دم كثير على صخور البلدة، واقتتل كثيرون على البشر وعلى لا شيء أحياناً، وهناك عدم الرضا المزمن والغضب المخنوق ضد النفس وضد الجار، والحياة في خيانة مستمرة”.

ألوان قاتمة

لا ينقسم العالم في رواية “علب الرغبة” إلى أسود وأبيض، بل تتداخل فيه ألوان قاتمة كثيرة، تعكس اضطراب النفس الإنسانية وتجاذباتها. عزيز لم يكن منجذباً نحو أي صراع، هو لا يحب أن يكون في الواجهة بل يفضل أن يعيش في قلب الصمت ويراه الوسيلة الناجعة للتعامل مع الحياة، لكنها رغبة ندى التي جعلته يعلن عداءات  كثيرة، يقول: “كان يصارع لها، ويعمر لها، تلك طبيعتها تريده في الصدارة. تريده مقاتلاً، هي التي لا تطيق الظل، فاز في امتحانه أمام ندى وأمام نفسه، لكنه أثناء ذلك فقد حذره وسياجاته الصلبة”.

يظل عزيز على مدار النص هو المحرك الأساسي، الحاضر الغائب منذ الصفحات الأولى وحتى النهاية، يستطيع القارئ أن يراه وأن يعرف تفاصيله الشكلية والنفسية، من خلال ما يرويه عنه بسام، وما تكشفه حكايات ندى. لا يطرح بيضون المثلث التقليدي في العلاقة بين الزوجة، العشيق والزوج، بل هنا يحضر مثلث آخر متوازٍ في الفصل الثاني الذي يحمل عنوان “الثلاثة”، ليتشكل من ثلاثة أضلاع هي: ندى، المرأة التي يراها الراوي وكأنها صورة لفنانة ساحرة من أحد الأفلام القديمة، وعزيز العشيق الراحل، وبسام الصديق الذي لازم عزيز لأكثر من عشر سنوات. يتقرب بسام من ندى، يُدرك أنه بديل لعزيز، يقول لها: “اعتبريني صديقك”، يتورط في حبها هو أيضاً ويشتبك معها في علاقة جسدية، ويستسلم لرغبتها في الثأر لمقتل عزيز، يستمع لخططها، ويشاهدها وهي تُمول مشروع الانتقام، يرغب في النأي بنفسه بعيداً، لكنها يعجز عن ذلك بسبب سطوة الحب. يبدو الأبطال في “علب الرغبة”، تحديداً: عزيز، ندى، بسام، على الرغم من تباين شخصياتهم أسرى رؤيتهم الداخلية المسبقة للعالم، ما يحركهم هو حيرة الأنا المضمرة وعدم استقرارها، بل ولامبالاتها أحياناً. بسام مثلاً لا يعنيه أن ينتبه أهل الضيعة إلى أنه يشتري المجلات لندى، بل هو في داخل نفسه يبتهج بالأمر لأنه يرى في ذلك دليلاً على اهتمامها به، عزيز من قبله أرضاه سلوك ندى الذي يفضح علاقتهما، لم يُخِفه زواجها، وما يمكن أن تؤدي إليه الإشاعات، وتظل ندى نفسها تجمع في داخلها دلالات رمزية تتجاوز محدودية امرأة جميلة موجودة في قرية، وتطمح أن تجذب الأنظار دائماً. ندى نموذج موجود في كل قرية، وفي كل زمن، إنه النموذج الذي يتواجد ليعطي للحياة ديمومتها وحيويتها البعيدة عن رتابة العيش التقليدي الرتيب. أما زوج ندى طعان قاسم، فلا يشغل حيزاً في السرد، بالقدر نفسه لا يشغل مساحة كبيرة في حياة ندى.

غلاف الرواية (دار النشر)

ينكشف الزمن في الرواية من خلال الإشارات لأحداث بعينها، يحضر الاجتياح الإسرائيلي للبنان في الجزء الثالث من الرواية، فالقرية التي تدور فيها الأحداث من القرى الجنوبية القريبة من البحر ووطأتها دبابات الإسرائيليين، والراوي بسام يتم اعتقاله لمدة ثلاثة أسابيع قبل أن يعود لأسرته، وخلال الاعتقال يكتشف رغبته في الكتابة: “طوال أسابيع السجن بقيت في حالة كتابة، أفكاري تتصور وكأنها مكتوبة. اعتدت الكتابة في رأسي حتى أنني حين قعدت أول مرة إلى الورقة فزعت. تجربة السجن لم تتم بعد ولا تزال بحاجة إلى عمل إضافي. أما عذابي مع ندى فقد حل مرة واحدة كأنه إرث. أخيراً اقتلعت أول كلمة وكتبت بقوة غلبتني… تذكرت عزيز، كنت أول مرة وحدي مع غيابه”.

في العديد من المقاطع السردية، يتوارى صوت الراوي بسام ليحل مكانه راوٍ عليم يحضر بقوة، وهذا التبدل في الصوت له ما يبرره حين يقول بسام: “أتساءل إذا كانت الرواية تبدأ من هنا… فلا أعرف كيف جمعت هذه الصفحات”. أما اللغة فيحضر فيها الكثير من الوصف والتحليل والتأمل، وقد شكلت اللغة في النص موجات اختلف إيقاعها، بين هدوء البدايات الكاشف للعالم السردي في الفصل الأول، ثم تداخل اللهجة العامية في الحوارات بين الشخوص، ثم حضور لغة فلسفية في الفصل الثالث. تكشف اللغة أيضاً الوعي الداخلي الذي تشكل بفعل السنين عند بسام، إنه يروي ما شاهده، ويروي حكايته أيضاً التي لا يريد لها التلاشي.

ثمة الكثير مما يمكن تناوله في “علب الرغبة”، سواء على مستوى حكايات الشخوص في فردانيتهم، ووعيهم، وتحولاتهم، أو حكايات الوطن الممزق بين أطماع أبنائه والغرباء. تمكن صاحب “ألبوم الخسارة” من تقديم مرحلة مهمة من تاريخ لبنان، تشابك فيها الوجود الفلسطيني بتنظيماته المسلحة، مع انتشار الأحزاب اللبنانية وتسلحها أيضاً، وصولاً إلى الاجتياح الإسرائيلي واحتلاله للجنوب اللبناني، ثم تحرير الأرض في عام 2000. قدم بيضون صوراً حية وشاهدة من قرية لبنانية قرب مدينة صور عانى أهلها من الاحتلال، كما عانوا من تشظيهم الداخلي أيضاً لأسباب عدة، وكأن هذا التشظي يشكل جزءاً من قدر الهوية اللبنانية الموجوعة في صميمها من الحروب ومن سطوة الآخرين على ذاتها، وكأنها مثل ندى المرأة الفاتنة التي لا تجد لها مستقراً يجعلها تغفو بأمان.

المزيد عن: الحرب اللبنانية/رواية/الإجتياح الاسرائيليحب

 

 

You may also like

50 comments

зарубежные сериалы в хорошем HD качестве 22 مارس، 2024 - 10:24 م

Outstanding quest there. What occurred after? Good luck!

Reply
бот глаз бога телеграмм 10 أبريل، 2024 - 8:11 ص

I am regular reader, how are you everybody? This piece of writing posted at this web site is actually good.

Reply
глаз бога 10 أبريل، 2024 - 9:28 م

Hi, everything is going perfectly here and ofcourse every one is sharing information, that’s truly good, keep up writing.

Reply
глаз бога тг 11 أبريل، 2024 - 2:39 م

Appreciation to my father who informed me regarding this website, this blog is truly awesome.

Reply
глаз бога бот 12 أبريل، 2024 - 2:44 ص

Hi, I do believe your website may be having internet browser compatibility issues. When I look at your site in Safari, it looks fine however when opening in IE, it has some overlapping issues. I just wanted to give you a quick heads up! Besides that, great website!

Reply
глаз бога телеграмм 13 أبريل، 2024 - 8:25 ص

This article will help the internet people for creating new blog or even a blog from start to end.

Reply
глаз бога тг 13 أبريل، 2024 - 6:56 م

Hi there to every body, it’s my first pay a visit of this website; this weblog includes awesome and really good information for readers.

Reply
глаз бога телеграмм 14 أبريل، 2024 - 5:17 ص

Every weekend i used to go to see this web site, as i want enjoyment, as this this website conations in fact nice funny stuff too.

Reply
бот глаз бога телеграмм 15 أبريل، 2024 - 12:45 ص

My brother suggested I would possibly like this blog. He was totally right. This post actually made my day. You cann’t consider just how much time I had spent for this information! Thank you!

Reply
глаз бога 15 أبريل، 2024 - 10:35 ص

Wow, this post is nice, my sister is analyzing these things, so I am going to tell her.

Reply
глаз бога 15 أبريل، 2024 - 8:59 م

It is not my first time to visit this web site, i am visiting this web site dailly and take good data from here every day.

Reply
глаз бога бот 16 أبريل، 2024 - 7:12 ص

Hi I am so glad I found your site, I really found you by mistake, while I was browsing on Askjeeve for something else, Anyhow I am here now and would just like to say kudos for a remarkable post and a all round interesting blog (I also love the theme/design), I dont have time to look over it all at the minute but I have saved it and also included your RSS feeds, so when I have time I will be back to read a great deal more, Please do keep up the superb jo.

Reply
steam cs2 gambling site 8 مايو، 2024 - 12:20 ص

Hola! I’ve been following your weblog for a long time now and finally got the bravery to go ahead and give you a shout out from Huffman Tx! Just wanted to tell you keep up the excellent job!

Reply
Гомельский государственный университет имени Франциска Скорины 16 مايو، 2024 - 1:13 ص

Крупный учебный и научно-исследовательский центр Республики Беларусь. Высшее образование в сфере гуманитарных и естественных наук на 12 факультетах по 35 специальностям первой ступени образования и 22 специальностям второй, 69 специализациям.

Reply
гостиничные чеки Санкт Петербург 24 مايو، 2024 - 4:55 م

Howdy just wanted to give you a quick heads up and let you know a few of the images aren’t loading correctly. I’m not sure why but I think its a linking issue. I’ve tried it in two different browsers and both show the same results.

Reply
купить удостоверение тракториста машиниста 30 مايو، 2024 - 7:28 م

Write more, thats all I have to say. Literally, it seems as though you relied on the video to make your point. You definitely know what youre talking about, why waste your intelligence on just posting videos to your blog when you could be giving us something enlightening to read?

Reply
乱伦色情 3 يونيو، 2024 - 6:06 م

This is very interesting, You are an excessively professional blogger. I have joined your feed and sit up for seeking more of your fantastic post. Also, I have shared your web site in my social networks

Reply
russa24-diploms-srednee.com 11 يونيو، 2024 - 5:00 م

Fantastic beat ! I wish to apprentice at the same time as you amend your site, how can i subscribe for a blog site? The account aided me a appropriate deal. I have been tiny bit familiar of this your broadcast provided bright transparent concept

Reply
хот фиеста 13 يونيو، 2024 - 12:28 ص

Thanks for sharing your thoughts on %meta_keyword%. Regards

Reply
хот фиеста casino 13 يونيو، 2024 - 5:54 م

Thank you for the auspicious writeup. It in fact was a amusement account it. Look advanced to far added agreeable from you! By the way, how can we communicate?

Reply
хот фиеста игра 14 يونيو، 2024 - 4:32 ص

I don’t know if it’s just me or if everyone else experiencing problems with your website. It looks like some of the text on your posts are running off the screen. Can someone else please comment and let me know if this is happening to them too? This might be a problem with my browser because I’ve had this happen before. Cheers

Reply
hot fiesta 14 يونيو، 2024 - 4:13 م

Fascinating blog! Is your theme custom made or did you download it from somewhere? A design like yours with a few simple adjustements would really make my blog shine. Please let me know where you got your design. With thanks

Reply
хот фиеста game 15 يونيو، 2024 - 3:31 ص

Informative article, just what I needed.

Reply
Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 1:05 ص

I couldn’t resist commenting. Perfectly written!

Reply
Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 6:57 م

It’s really very difficult in this full of activity life to listen news on TV, so I only use internet for that purpose, and get the most up-to-date news.

Reply
Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 8:34 ص

If you want to increase your knowledge simply keep visiting this site and be updated with the latest gossip posted here.

Reply
Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 9:50 م

Hi, Neat post. There is a problem with your site in internet explorer, could check this? IE still is the marketplace leader and a good component to other folks will leave out your fantastic writing due to this problem.

Reply
Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 10:34 ص

Thanks to my father who told me concerning this weblog, this weblog is really remarkable.

Reply
Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 11:32 م

Great goods from you, man. I’ve understand your stuff previous to and you’re just too great. I really like what you’ve acquired here, really like what you’re stating and the way in which you say it. You make it entertaining and you still take care of to keep it smart. I cant wait to read far more from you. This is actually a wonderful site.

Reply
Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 3:39 م

What i do not realize is in reality how you’re not really a lot more smartly-favored than you may be right now. You are so intelligent. You realize therefore significantly when it comes to this matter, produced me in my opinion consider it from so many numerous angles. Its like men and women don’t seem to be interested until it’s something to accomplish with Lady gaga! Your personal stuffs nice. Always care for it up!

Reply
Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 5:39 ص

I seriously love your blog.. Very nice colors & theme. Did you create this web site yourself? Please reply back as I’m planning to create my very own website and would like to learn where you got this from or what the theme is called. Appreciate it!

Reply
Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 7:20 م

I’m not positive where you are getting your info, however good topic. I needs to spend a while learning more or understanding more. Thank you for wonderful information I used to be in search of this information for my mission.

Reply
Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 8:03 ص

Great article, exactly what I wanted to find.

Reply
Прогнозы на футбол 5 يوليو، 2024 - 9:15 ص

This design is steller! You obviously know how to keep a reader entertained. Between your wit and your videos, I was almost moved to start my own blog (well, almost…HaHa!) Wonderful job. I really enjoyed what you had to say, and more than that, how you presented it. Too cool!

Reply
строительство автомоек под ключ 6 يوليو، 2024 - 12:11 ص

“Строительство автомоек под ключ” с нашей командой гарантирует использование последних технологий и высочайших стандартов качества.

Reply
автомойка под ключ 6 يوليو، 2024 - 6:49 م

Инвестиции в строительство автомоеок под ключ обещают быструю окупаемость благодаря оптимальной цепочке поставок оборудования и расходных материалов, а также продуманной системе управления бизнесом.

Reply
строительство автомойки под ключ 7 يوليو، 2024 - 8:36 ص

Инвестиции в строительство автомоеок под ключ обещают быструю окупаемость благодаря оптимальной цепочке поставок оборудования и расходных материалов, а также продуманной системе управления бизнесом.

Reply
строительство автомоек под ключ 7 يوليو، 2024 - 9:08 م

Преимущество строительства автомойки под ключ заключается в оперативности запуска проекта и минимизации забот для заказчика, так как исполнитель берет на себя все этапы работ.

Reply
строительство автомоек под ключ 8 يوليو، 2024 - 8:40 ص

Строительство автомойки под ключ – неутомимая забота и полный контроль на каждом этапе, от проекта до открытия. Ваш бизнес в надежных руках!

Reply
автомойка под ключ 8 يوليو، 2024 - 8:24 م

Автомойка самообслуживания под ключ становится всё популярнее. Это экономичный и простой способ начать своё дело с минимальными вложениями.

Reply
строительство автомойки 9 يوليو، 2024 - 7:57 ص

“Строительство автомойки под ключ” включает все от проектирования до ввода в эксплуатацию. Ваш бизнес-проект будет безопасен и эффективен с нами!

Reply
Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 6:44 م

It’s very trouble-free to find out any topic on net as compared to books, as I found this article at this site.

Reply
Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 3:08 م

Keep this going please, great job!

Reply
мойка самообслуживания под ключ 15 يوليو، 2024 - 2:50 ص

Франшиза автомойки – отличное решение для начинающих бизнесменов. Мы предлагаем проверенную модель и постоянную поддержку.

Reply
Jac Амур 19 أغسطس، 2024 - 5:27 ص

I will right away take hold of your rss as I can not in finding your email subscription link or newsletter service. Do you have any? Please permit me realize so that I may subscribe. Thanks.

Reply
theguardian.com 24 أغسطس، 2024 - 2:03 م

hi!,I really like your writing so much! proportion we keep in touch more approximately your post on AOL? I need an expert in this area to unravel my problem. May be that is you! Taking a look forward to see you.

Reply
theguardian.com 25 أغسطس، 2024 - 6:12 ص

Keep this going please, great job!

Reply
theguardian 25 أغسطس، 2024 - 9:04 م

My spouse and I stumbled over here different website and thought I may as well check things out. I like what I see so now i am following you. Look forward to looking at your web page again.

Reply
theguardian 27 أغسطس، 2024 - 8:21 م

Thanks for sharing your thoughts on %meta_keyword%. Regards

Reply
theguardian.com 28 أغسطس، 2024 - 9:46 ص

always i used to read smaller articles which also clear their motive, and that is also happening with this article which I am reading at this place.

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00