ربما كان التصعيد الخطر بين إسرائيل و"حزب الله" هو آخر ما تتمناه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن (أ ف ب) بأقلامهم طارق الشامي يكتب عن: ما تريده وما ترفضه واشنطن من سيناريوهات التصعيد في لبنان by admin 25 سبتمبر، 2024 written by admin 25 سبتمبر، 2024 125 يراهن نتنياهو على إمكانية قبول إيران هزيمة قصيرة للجماعة للحفاظ عليه اندبندنت عربية / طارق الشامي صحافي متخصص في الشؤون الأميركية والعربية @tarek21shamy بعدما فشلت الجهود الدبلوماسية الأميركية والفرنسية في تقديم حل طويل الأجل للصراع على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، يعتقد الأميركيون أن إسرائيل دفعت “حزب الله” إلى زاوية خطرة من شأنها أن تزيد المخاوف من اندلاع حرب شاملة لا تعتقد واشنطن أنها في مصلحة الطرفين، ولن تساعد إسرائيل في إعادة مواطنيها إلى منازلهم في شمال إسرائيل. فما السيناريوهات التي تتوقعها الولايات المتحدة؟ وما الدور الذي يمكن أن تضطلع به؟ يبدو أن رهان المسؤولين الإسرائيليين أن يؤدي تصعيد هجماتهم إلى زعزعة استقرار “حزب الله” وإقناعه بالانسحاب من الحدود الإسرائيلية – اللبنانية (رويترز) آخر ما تريده واشنطن ربما كان التصعيد الخطر بين إسرائيل و”حزب الله” الذي يحمل نذر حرب واسعة النطاق هو آخر ما تتمناه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي كانت تعد أنها نجحت في الحيلولة دون الوصول إلى هذه النقطة منذ انطلاق الرد الانتقامي الإسرائيلي على هجوم “حماس” في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ومن المحتمل أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اختار أفضل وقت يناسبه لإطلاق شرارة هذه الحرب، حين تكون إدارة بايدن “بطة عرجاء” بمعنى الكلمة، مثلما هي الآن، وغير قادرة على مقاومة الرغبة الإسرائيلية في نقل المعركة إلى “حزب الله” قبل ستة أسابيع فقط من موعد الانتخابات العامة الأميركية. ولعل ما صرح به مسؤول أميركي على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة من أن الولايات المتحدة لا تدعم التصعيد بين إسرائيل و”حزب الله” عبر الحدود، وأنها ستناقش أفكاراً ملموسة مع الحلفاء لمنع اتساع الحرب، هو أوثق دليل على عدم رغبة إدارة بايدن في ازدياد حالة التوتر الإقليمي سوءاً بما يصب في مصلحة المنافس الجمهوري دونالد ترمب الذي لا يكف عن المباهاة بأنه أسهم في خلق السلام بين إسرائيل وجيرانها العرب بينما أسهمت سياسة إدارة بايدن – كامالا هاريس في إشعال المنطقة. خياران كلاهما مر وبدت إسرائيل خلال الهجمات المتتالية الأخيرة عبر تفجير أجهزة الراديو المحمولة، وأجهزة النداء التي يستخدمها أعضاء “حزب الله” في جميع أنحاء البلاد الأسبوع الماضي، ثم بالغارات الجوية، أنها تسعى إلى التصعيد من خلال إجبار الحزب على اختيار أحد خيارين: إما التراجع عن شن هجمات على شمال إسرائيل والقبول بالانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني أو أخذ الطعم والانتقام، وهو ما يقول نيكولاس بلانفورد، المتخصص في برامج الشرق الأوسط بـ”المجلس الأطلسي” في واشنطن إن خيار الانتقام هو الأكثر ترجيحاً من قبل الحزب. وبينما يستبعد المحاضر الأول في العلاقات الدولية بجامعة “بريستول” فيليبو ديونيجي أن يحقق المسار الدبلوماسي الأميركي نتائج ما لم يتفق الطرفان على حل وسط يسمح بوقف إطلاق النار، مثل انسحاب “حزب الله” من جنوب لبنان وإسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة، فإن الوضع قد يخرج عن السيطرة، ويجر قوى إقليمية أخرى إلى حرب لا يوجد طريق سهل للعودة منها، وهو ما يحذر منه أيضاً أستاذ التاريخ الحديث للشرق الأوسط، يوجين روغان، الذي يعتقد أنه في ظل هذه الظروف يبدو أن المنطقة على وشك اندلاع حرب شاملة. رهان إسرائيلي ويبدو أن رهان المسؤولين الإسرائيليين هو أن يؤدي تصعيد هجماتهم على مدى الأسبوع الماضي، الذي شمل ضرب أدوات الاتصالات الخاصة بـ”حزب الله”، وقتل عديد من القادة الرئيسين، إضافة إلى المدنيين اللبنانيين، إلى زعزعة استقرار الحزب وإقناعه بالانسحاب من الحدود الإسرائيلية – اللبنانية، وإذا زادوا من الكلفة التي يتحملها الحزب فسيكون من الأسهل على الدبلوماسيين الأجانب والمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، حمل قادة الحزب على التراجع. لكن ما حدث هو العكس، فعلى رغم الهجمات التصعيدية المستمرة منذ أيام من جانب إسرائيل، تعهد “حزب الله” بعدم الرضوخ للضغوط، وقال زعماء الجماعة إنهم سيواصلون هجماتهم إلى أن يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة، وأطلق الحزب عشرات الصواريخ على أهداف على بعد نحو 30 ميلاً (نحو 48.2802 كيلومتر)، داخل إسرائيل، وهي أعمق ضرباته منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، بل إن الأمين العام للحزب حسن نصرالله تحدى إسرائيل بغزو جنوب لبنان. هل الغزو البري ضرورة؟ حتى الآن، لا يبدو الغزو البري الإسرائيلي لجنوب لبنان وشيكاً، حتى مع تكثيف إسرائيل ضرباتها وتحذير المدنيين من إخلاء القرى التي قالت تل أبيب إن الحزب يخزن فيها الأسلحة، وبينما تقول إسرائيل إن التركيز الحالي ينصب على حملة جوية، وليس عملية برية، إلا أنه ربما يكون ضرورياً إذا عجزت القوات الإسرائيلية عن تدمير مواقع “حزب الله” ومخازن أسلحته ومواقع إطلاق الصواريخ في المنطقة الواقعة بين الحدود ونهر الليطاني، وسوف يتطلب الغزو مشاركة وحدات مدرعة ومدفعية ومشاة وقوات خاصة لاجتياح المنطقة، وتنفيذ الغارات، واستهداف مواقع الحزب. وتفضل إسرائيل تجنب القيام بذلك نظراً إلى الأخطار التي قد تتعرض لها القوات البرية، كما سيعتمد هذا على ما إذا كان الحزب سينسحب طوعاً إلى الشمال من النهر، وما إذا كانت إسرائيل قادرة على إنجاز مهمتها من الجو وحده. لكن الجيش الإسرائيلي يعاني بالفعل استنزاف قدراته، فهو لا يزال يقاتل في غزة بينما يكثف عملياته في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، ويشن غارات منتظمة على المدن الفلسطينية، ولهذا ناقش المحللون العسكريون مدى جدوى محاولة إسرائيل خوض ثلاثة صراعات برية في وقت واحد، وبخاصة في ضوء التحديات التي يفرضها غزو لبنان، لا سيما أنه بعد 11 شهراً من القتال لم يتمكن الجيش الإسرائيلي بعد من هزيمة “حماس” بالكامل في غزة. وإضافة إلى ذلك يسيطر “حزب الله” على منطقة أكبر وأكثر جبلية من تلك التي تسيطر عليها الحركة في غزة، كما ينظر إلى ميليشيات “حزب الله” اللبنانية عموماً باعتبارها تمتلك جيشاً أفضل تدريباً من قوات “حماس”، فضلاً عن التحصينات الأكثر تطوراً، مما قد يتطلب لغزو لبنان، استدعاء الآلاف من جنود الاحتياط، وكثر منهم منهكون بالفعل من الخدمة في غزة خلال العام الماضي. ماذا ستفعل إيران؟ في عام 2006، استمرت حرب لبنان الثانية لمدة 34 يوماً، وسوف يعتمد طول الحرب الثالثة إلى حد كبير على مدى سرعة “حزب الله” في الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وعلى ماذا يمكن أن تفعل إيران، ووفقاً للمتخصص في “مبادرة سكوكروفت” لأمن الشرق الأوسط، لأليكس بلتساس، فإن إيران قد تسعى، على سبيل المثال، إلى وضع نهاية سريعة للأزمة المشتعلة الآن بهدف الإبقاء على “حزب الله”، لأنها لا ترغب في خسارة أكبر قوة تابعة لها في المنطقة، كما أن طهران تراهن، على ما يبدو، أن يلعب الحزب دوراً انتقامياً رادعاً إذا ما أرادت أو فكرت إسرائيل في المستقبل بتوجيه ضربة عسكرية إلى المواقع النووية الإيرانية، وهي المشكلة التي لا تزال تتفاقم في ظل صراع إقليمي متقلب ومتزايد. استراتيجية نتنياهو ويمكن النظر إلى استراتيجية إسرائيل من خلال رؤيتين منفصلتين، الأولى سياسية تهدف إلى إنهاء هجمات “حزب الله”، أو في الأقل الحد من قوته السياسية والعسكرية على قدر الإمكان، وإجباره على التراجع 29 كيلومتراً إلى شمال نهر الليطاني، أو حتى نزع سلاحه، كما نص على ذلك قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى حرب إسرائيل والحزب في عام 2006، لكن من غير المرجح إلى حد كبير تحقيق الهدفين الأخيرين، إذ لا توجد قوة في لبنان يمكنها إجبار الحزب على الامتثال، ومن المتوقع أن تتحرك إيران بالفعل لتعزيز قوته. وتتلخص أبسط وسيلة لإنهاء هجمات الحزب في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وهو ما حثت عليه الولايات المتحدة وشركاؤها الإقليميون بلا كلل، وفي مقابل ذلك تفرج “حماس” عن الرهائن الإسرائيليين المتبقين، لكن هذا الخيار رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بناءً على طلب شركائه المتشددين في الائتلاف، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، اللذين يهددان بإسقاط الحكومة الحالية إذا توصل إلى وقف لإطلاق النار. ومن المرجح إلى حد كبير أن يوقف “حزب الله” إطلاق الصواريخ فور التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، إذ يمكنه أن يزعم تحقيق النصر ووقف التصعيد على جبهته، لكن لا يبدو أن التوصل إلى اتفاق ممكناً، إذ يدرك نتنياهو أن معظم الدعم داخل إسرائيل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن يأتي من أعدائه السياسيين، الذين يتمثل هدفهم الرئيس، إلى جانب تحرير الرهائن، في إطاحة الحكومة الحالية، لذا فإن بقاء نتنياهو السياسي يقتضي عدم وقف إطلاق النار والتوجه إلى التصعيد في الشمال. ترسيخ الردع من الناحية النظرية قد يتطور التصعيد إلى حرب شاملة، إذ يتبادل الجانبان ترساناتهما الضخمة من الأسلحة، لكن يبدو أن جنرالات إسرائيل، يراهنون على أن زعماء إيران و”حزب الله” سيقبلون الهزيمة القصيرة الأجل في مقابل الاحتفاظ برجالهم ومعداتهم وتجنيب لبنان هجوماً إسرائيلياً، وهو ما قد يؤدي إلى تقليص قوتهم السياسية، بخاصة أن لبنان يعيش في ضائقة اقتصادية وسياسية، ويعارض معظم اللبنانيين الحرب التي من شأنها أن تدمر البلاد، على رغم تعاطفهم مع غزة. وعلى مستوى آخر يكافح الجانبان من أجل تحقيق الهدف الأهم المتمثل في ترسيخ الردع، إذ تريد إسرائيل بشدة استعادة صورتها كقوة قادرة على كل شيء، وهي الصورة التي اكتسبتها في حرب 1967 واحتفظت بها لفترة طويلة. في المقابل تريد إيران الحفاظ على مكانة “حزب الله” باعتباره القوة البارزة في لبنان وضمان بقائه رادعاً لأية أفكار إسرائيلية لضرب إيران، ويبدو أن الافتراض الإسرائيلي هو أنه على النقيض من “حماس” يمكن ترويض “حزب الله” من دون تدميره على حد تعبير أستاذ الدراسات الإسرائيلية في جامعة “ميريلاند”، بول شام، وإذا تمكن نتنياهو من تحييد “حزب الله” حتى يتمكن النازحون الإسرائيليون من العودة إلى ديارهم في الشمال فقد يستعيد بعض البريق. حسابات الأخطار وبطبيعة الحال فإن جميع الحسابات محفوفة بالأخطار، إذ من المحتمل ألا يتبع الحزب السيناريو الإسرائيلي، وفي هذه الحالة قد يشعر نصف إسرائيل في الأقل بتأثير صواريخه، وقد يتضح هذا في الأيام والأسابيع المقبلة. المزيد عن: الحدود اللبنانية – الإسرائيليةتنظيم حزب الله جو بايدن دونالد ترمبكامالا هاريسحركة حماسحرب غزة 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post زاهر الغافري… «لعلنا سنزداد جمالاً بعد الموت» next post تاريخ معارك عمالقة التكنولوجيا والحكومات: من الفائز؟ You may also like أساف أوريون يكتب عن: تقارب “محورين” في إيران 27 ديسمبر، 2024 Washington institute : هل تستطيع إيران استعادة قوتها... 27 ديسمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: حافظ وليس بشار 26 ديسمبر، 2024 بيل ترو تكتب عن: تفاصيل أسبوع استثنائي في... 26 ديسمبر، 2024 ندى أندراوس تكتب عن: هوكشتاين وإنجاز الرئاسة بعد... 25 ديسمبر، 2024 يوسف بزي يكتب عن: العودة إلى دمشق.. المدينة... 25 ديسمبر، 2024 بناء سوريا ما بعد الأسد: كيفية التأكد من... 25 ديسمبر، 2024 طارق الشامي يكتب عن: هل تضبط واشنطن إيقاع... 24 ديسمبر، 2024 سام هيلير يكتب عن: كيف يمكن الحفاظ على... 24 ديسمبر، 2024 مايكل ماكفول يكتب عن: كيف يمكن لترمب إنهاء... 24 ديسمبر، 2024