الإثنين, نوفمبر 25, 2024
الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Home » شيء من نهفات سميح

شيء من نهفات سميح

by admin

عرب  48 – فسحة ثقافية / سهيل كيوان

إلى جانب أنّه شاعر كبير، فقد عُرِف سميح القاسم بقدرته على سرد النهفات والأحداث الشخصيّة بشكل حكائيّ، يجذب المستمعين إليه. وكان يستمتع جدًّا بعد المهرجانات الشعريّة والخطابيّة، بأن يجلس بين أصدقائه ورفاقه، ليكون نجم السهرة، ويسرد النهفات الّتي حدثت معه في أثناء مشاركاته في مهرجانات دوليّة شعريّة وسياسيّة.

كان سميح في بداية عمله في صحافة “الحزب الشيوعيّ”، يسافر في الحافلة من الرامة إلى عمله في حيفا، فتمرّ الحافلة من مجد الكروم. في يومٍ ما دخلت إلى الحافلة، فوجدته جالسًا في المقعد القريب من السائق، فقلت له: “صباح الخير أيّها الليلك”؛ في إشارة إلى روايته الصادرة حينذاك، وهي “إلى الجحيم أيّها الليلك” (1977)، وجلست إلى جانبه، كانت مفاجأة بالنسبة إليه أنّني قرأت روايته، ثمّ قدّمت رأيي وتناقشنا فيها.

تمتّع سميح بصفة التسامح ورحابة الصدر، والقدرة على استيعاب المختلف، واعتبرها جزءًا من شخصيّته ومن اسمه، لكنّه لم يكن يتسامح مع مَنْ حاولوا تشويهه في دعاية أنّه خدم في الجيش الإسرائيليّ، أو تناولوا شخصيّته من زاوية طائفيّة بصفته درزيًّا.

في بداية صدور صحيفة “فصل المقال”، كتبتُ فيها عددًا لا بأس به من المقالات، وكنت أحضر أحيانًا إلى مكاتبها في الناصرة، وتعرّفت على عدد من الصحافيّين الزملاء، وكنت قبل هذا، قد ساعدت زميلًا في نشرة محلّيّة لمنطقة الشاغور باسم “الخميس”، رأَسَ تحريرها الدكتور إبراهيم مالك، وصار لديّ بعض الخبرة في تحرير الموادّ الصحافيّة.

في أواخر عام 1998، قرأت إعلانًا حول حاجة صحيفة “كلّ العرب” في الناصرة إلى محرّر أدبيّ، وكنت آنذاك أعمل وكيلًا لشركة بيع قطع كهربائيّة.

قرّرت أنّها فرصتي للعمل الصحافيّ القريب من الكتابة، وكنت حتّى ذلك الحين قد أصدرت مجموعتين قصصيّتين وروايتين، وقصّتين للأطفال؛ فاتّصلت بـ “كلّ العرب” بشأن الإعلان، فحوّلتني الموظّفة إلى سميح القاسم، وبما أنّه يعرفني منذ سنين، ومطّلع على بعض قصصي ومقالاتي، قال فورًا: “بإمكانك أن تبدأ العمل ابتداء من صباح الغد”.

حضرت في اليوم التالي، وتعرّفت على إدارة “كلّ العرب” وأصحابها وموظّفيها، وعلى الصحافيّ محمود أبو رجب الّذي كان رئيسًا للتحرير ومحرّرها الأدبيّ، وقد قرّر إصدار صحيفة مستقلّة خاصّة به، فسلّمني مكانه بعد شرح عن طبيعة العمل.

  • واحدة من النهفات الكثيرة الّتي أذكرها خلال عملي معه، أنّ أحد الشعراء جاء إلى مكاتب “كلّ العرب”، وفي حوزته ديوان شعر جديد. مرّ إلى جانب طاولتي، حيّاني ومضى إلى مكتب سميح، دخل إليه، فاستقبله سميح باحترام مثل أيّ ضيف، ثمّ أهداه الشاعر ديوانه، وطلب منه أن يكتب عنه خبرًا.

هكذا بدأت لقاء سميح القاسم يوميًّا، في “كلّ العرب”، وما يتخلّل ساعات العمل من نقاشات عمل ومواقف سياسيّة وعلاقات اجتماعيّة، إلى أن أصيب في حادث طرق عام 2009، وخرج منه مضطرًّا إلى الاستعانة بعكّاز على المشي.

كان سميح يسرع في قيادة السيّارة، سافرت معه غير مرّة، وكانت سرعته تذهلني، وعندما أنبّهه إلى ذلك، يزيد من السرعة. كنت موقنًا أنّه سبب الحادث، لكن تبيّن أنّ السائق الآخر كان قد غلبه النعاس، وانحرف عن مساره، واصطدم بسيّارة سميح.

بعدها صار سميح يأتي إلى الناصرة برفقة الزميل عزّات سلامة، الّذي عمل في “قسم الجباية والتوزيع” في “كلّ العرب”، وكنت أرافقهما أحيانًا، إلّا أنّ أبا داود، عزّات، ترك “كلّ العرب”. وصرت أعرّج على الرامة، فآخذه معي، والحقيقة أنّ السفر معه خلال الذهاب والإياب كان احتفاليًّا، في السياسة والأدب والمجتمع والموسيقى، وأحيانًا نتناول الطعام أو الكنافة، أو نذهب إلى بيت أجر لتقديم واجب العزاء في طريقنا.

واحدة من النهفات الكثيرة الّتي أذكرها خلال عملي معه، أنّ أحد الشعراء جاء إلى مكاتب “كلّ العرب”، وفي حوزته ديوان شعر جديد. مرّ إلى جانب طاولتي، حيّاني ومضى إلى مكتب سميح، دخل إليه، فاستقبله سميح باحترام مثل أيّ ضيف، ثمّ أهداه الشاعر ديوانه، وطلب منه أن يكتب عنه خبرًا.

ناداني سميح فدخلت، فقال له القاسم: “أعطِ أبا سمير الديوان؛ فهو المحرّر الأدبيّ، وسيهتمّ بالأمر”. إلّا أنّ الشاعر الّذي أعرفه ويعرفني جيّدًا، قال لسميح بلهجة استخفاف: “سهيل كيوان هذا ولد، أنا أريدك أنت أن تكتب عن ديواني”، فقال له سميح رحمه الله: “تلحس ط…”؛ فاحمرّ وجه الشاعر “الكبير” واصفرّ واخضرّ، وتساءل بلسان ملتوٍ: “ما هذا الكلام يا أستاذ؟”، فقال له سميح: “مِثِل ما إنت سامع”، ثمّ قال لي: “أنت حرّ في أن تكتب أو لا تكتب خبرًا عن ديوان جرير”.

  • لا شكّ، تحدّثنا عن محمود درويش وعن كثيرين من المبدعين والسياسيّين، ولم يكن يخفي رأيه في أحد. كان يتضايق جدًّا من أولئك الّذين حاولوا إظهار المنافسة الشعريّة بينهما، كأنّها صراع شخصيّ وغيرة على طريقة كيد النساء، وكان يمقت المتسلّقين على هذه الموجة…

جاء أحدهم مرّة، ينوي إصدار كتاب في الفنّ، ويريد مقدّمة لكتابه من سميح، وكنت جالسًا أسمع الرجل الّذي راح يتحدّث عن الموسيقى العربيّة، مركّزًا على فريد الأطرش وفيروز، بصفته ناقدًا فنّيًّا، ونصّب الرحابنة ثمّ فريد الأطرش على أنّهم قمّة الهرم في الموسيقى العربيّة. سألني سميح عن رأيي في ما سمعت، قلت له: “مع تقديري الكبير للرحابنة وفريد، إلّا أنّ ناقدًا فنّيًّا يتناول الموسيقى الشرقيّة ولا يذكر اسم أمّ كلثوم أبدًا؛ هو إمّا مُدّعٍ وإمّا مريض، والأفضل أن يبحث له عن بِسّة ينتقدها”، فضحكنا وقال: “… خلص، وأنا هيك بقول، الله يفتحها بوجهه”.

كان سميح متواضعًا ومَرِحًا، مع القريبين منه، لكنّه كان حادًّا جدًّا مع خصومه ولم يجاملهم.

كان بعد أن يكتب كلمة افتتاحيّة العدد بعنوان “نقطة وسطر جديد” يضعها أمامي، ويقول: “أبا سمير، راجعها؛ لعلّني أكون نسيت شيئًا، أو إذا عندك ملاحظة”، وكان مستعدًّا لأن يصغي ويناقش.

كان يلقي معظم قصائده الّتي كتبها خلال فترة عملي على طاولتي، ثمّ يطلب رأيًا صريحًا. في إحدى قصائده العموديّة أشرت إلى أحد الأبيات، بأنّه لا يمثّل موقف سميح الحقيقيّ، فتقبّل رأيي وحذف البيت.

بلا شكّ، تحدّثنا عن محمود درويش وعن كثيرين من المبدعين والسياسيّين، ولم يكن يخفي رأيه في أحد. كان يتضايق جدًّا من أولئك الّذين حاولوا إظهار المنافسة الشعريّة بينهما، كأنّها صراع شخصيّ وغيرة على طريقة كيد النساء، وكان يمقت المتسلّقين على هذه الموجة، ولا سيّما الشعراء والأدباء الّذين كانوا يهدفون إلى النيل من القاسم، من خلال الظهور مدافعين عن درويش، ويفتعلون صراعًا بينهما.

في إحدى المرّات قلت له: “إنّ أحد أسباب استمرار المأساة الفلسطينيّة الشعر الفلسطينيّ”؛ فتساءل: “كيف؟”، فقلت: “إنّ الشعراء في فلسطين أكثر من المناضلين؛ فقد صار الشعر ملاذًا للتعويض عن النضال الحقيقيّ!”. استفزّه رأيي، وقال: “بالعكس، ليت السياسة ترتقي إلى مستوى الشعر في فلسطين”.

  • كان يحكي عن لقاءاته الكثيرة، ونهفات حدثت بينه وكبار الشعراء والأدباء والصحافيّين والفنّانين العرب؛ فقد التقى بمعظمهم، لكنّ أكثرهم قربًا منه محمّد مهدي الجواهري، الّذي كان القاسم يعتبره شيخه في الشعر العموديّ. في أحد اللقاءات، في أثناء إلقاء القاسم، هتف الجواهري معجبًا: “أكمل يا عدوّ الله، أكمل”!

كان يحكي عن لقاءاته الكثيرة، ونهفات حدثت بينه وكبار الشعراء والأدباء والصحافيّين والفنّانين العرب؛ فقد التقى بمعظمهم، لكنّ أكثرهم قربًا منه محمّد مهدي الجواهري، الّذي كان القاسم يعتبره شيخه في الشعر العموديّ. في أحد اللقاءات، في أثناء إلقاء القاسم، هتف الجواهري معجبًا: “أكمل يا عدوّ الله، أكمل”!

وحكى لي مرّة عن لقائه بالكبير يوسف إدريس، الّذي أكّد له وجود أشباح تعيش تحت البيت الّذي يعيش فيه؛ فكتبت يومئذ قصّة عن يوسف إدريس من وحي هذه النهفة.

كان القاسم يحترم التقاليد الاجتماعيّة، ورجال الدين، لكنّه حارب التعصّب الدينيّ بلا هوادة. لم يكن يقصّر في تعزية أحد من أصدقائه، وكان يشارك في الأفراح أو يبعث أحد أبنائه مندوبًا عنه، ولا تتفاجأ لو زارك وفي يده كيس من القهوة.

بعد اطّلاعه عن كثب على الوضع العربيّ، من خلال زياراته كثيرًا من العواصم أهمّها القاهرة، كان فاقدًا الأمل، ويقول لي: “لا يوجد عرب يا سهيل، لقد عشنا في وهْم كبير”.

في بداية الربيع العربيّ، وانطلاق الثورة التونسيّة ثمّ المصريّة، تحمّس جدًّا وشعر بأنّ التغيير حاصل، لكنّ الأمل بدأ يخبو مع ظهور “داعش”، وتخريب الثورة السوريّة وإجهاضها، ومن خلالها إجهاض مشروع التحرّر العربيّ كلّه.

رحم الله القاسم، وما زال لدينا الأمل بأنّ شمس العرب لا بدّ أن تشرق بالحرّيّة، رغم أنوف الأعداء والطغاة.

  • سهيل كيوان
  • كاتب صحافيّ وروائيّ من فلسطين. عمل محرّرًا أدبيًّا في صحيفة “كلّ العرب” بين عامي 1998 و2014، ويكتب منذ سنوات في صحيفة “القدس العربي” وموقع “عرب 48”. له مؤلّفات عديدة في القصّة القصيرة، والرواية، وأدب الأطفال، والمسرحيّات، بالإضافة إلى دراستين أكاديميّتين. حاصل على جائزة مؤسّسة توفيق زيّاد للثقافة الوطنيّة عام 2002، عن دراسة نقديّة في أدب غسّان كنفاني.

المزيد عن : شعر /أدب /سميح القاسم /محمد مهدي الجواهري /يوسف إدريس /محمود درويش /كل العرب /نقد /سخرية /شهادة /سهيل كيوان

 

 

You may also like

49 comments

Rhoda 20 يونيو، 2020 - 8:42 ص

Hello friends, its fantastic paragraph about tutoringand entirely defined, keep it up all
the time.

Check out my blog; g first

Reply
Dotty 21 يونيو، 2020 - 2:56 ص

Ridiculous quest there. What happened after? Thanks!

Take a look at my blog post – g think

Reply
Cecile 22 يونيو، 2020 - 6:48 ص

It is appropriate time to make some plans for the
future and it’s time to be happy. I have learn this post and if I may just I want to recommend you few attention-grabbing issues or suggestions.
Perhaps you can write subsequent articles referring to this article.
I desire to learn more things about it!

Also visit my web site :: g rsacwgxy

Reply
Augusta 28 يونيو، 2020 - 12:46 ص

Wow! This blog looks just like my old one! It’s on a completely different topic but it has pretty much
the same layout and design. Wonderful choice of colors!

My web blog cbd oil that works 2020

Reply
Ophelia 18 يوليو، 2020 - 2:39 ص

I like it whenever people come together and share opinions.
Great blog, stick with it!

Check out my web page: website hosting

Reply
Shelly 5 أغسطس، 2020 - 3:00 م

I like the valuable info you provide in your articles.
I will bookmark your weblog and check again here frequently.

I am quite certain I’ll learn a lot of new stuff right here!
Good luck for the next!

Feel free to visit my blog post :: website hosting companies

Reply
Natalia 7 أغسطس، 2020 - 9:04 م

Appreciation to my father who stated to me on the topic of this best web hosting company site, this web site is truly amazing.

Reply
Fern 7 أغسطس، 2020 - 10:09 م

Excellent beat ! I would like to apprentice while
you amend your web site, how can i subscribe for a blog
website? The account helped me a acceptable deal.

I had been a little bit acquainted of this your broadcast provided bright clear idea adreamoftrains website hosting services
content hosting

Reply
Harry 8 أغسطس، 2020 - 2:34 م

Wow that was unusual. I just wrote an really long comment but after
I clicked submit my comment didn’t show up. Grrrr…
well I’m not writing all that over again. Anyway,
just wanted to say fantastic blog!

my web blog: website hosting companies

Reply
Trevor 24 أغسطس، 2020 - 9:18 ص

I am genuinely thankful to the owner of this website who has shared this great paragraph at here.

2CSYEon cheap flights

Reply
Mirta 25 أغسطس، 2020 - 7:09 ص

I am really inspired with your writing skills and also with the structure on your blog.
Is this a paid subject or did you customize it yourself?
Either way keep up the excellent quality writing, it is rare to peer a nice blog like this one today..
cheap flights 3aN8IMa

Reply
Gabrielle 30 أغسطس، 2020 - 10:51 م

I’ve been surfing online greater than three hours as of late, yet
I never found any fascinating article like yours. It is lovely worth sufficient for me.

In my opinion, if all webmasters and bloggers made excellent content
as you probably did, the net will be a lot more helpful than ever before.

my web site :: black mass

Reply
Mason 5 سبتمبر، 2020 - 2:08 ص

Very rapidly this web site will be famous among all blog people, due to it’s good articles

Feel free to surf to my web-site: content hosting

Reply
Jasmine 8 نوفمبر، 2020 - 5:33 ص

hey there and thank you for your information – I have
definitely picked up anything new from right here.
I did however expertise a few technical points using
this website, as I experienced to reload the website lots
of times previous to I could get it to load correctly.
I had been wondering if your hosting is OK?
Not that I’m complaining, but sluggish loading
instances times will often affect your placement in google and can damage your
high quality score if advertising and marketing with Adwords.
Anyway I am adding this RSS to my e-mail and can look out for much
more of your respective intriguing content. Make sure you update this again very soon.

Feel free to visit my blog post; camo phone case

Reply
Josefina 11 نوفمبر، 2020 - 9:01 م

Pretty great post. I simply stumbled upon your blog and
wanted to mention that I have truly loved surfing
around your weblog posts. In any case I will be subscribing on your rss feed and I hope you write again soon!

Also visit my webpage – we just did 46 shirt

Reply
Tory 12 نوفمبر، 2020 - 8:48 م

Everything wrote was actually very reasonable.
But, what about this? what if you wrote a catchier title? I ain’t suggesting
your information isn’t good., however suppose you added a post title
that grabbed folk’s attention? I mean شيء من نهفات سميح
– CANADA VOICE is a little vanilla. You could
peek at Yahoo’s home page and watch how they create post headlines to get
people interested. You might try adding a video or a related pic or two
to grab people interested about what you’ve got to say.
In my opinion, it would make your posts a little bit more interesting.

Also visit my web blog we just did hats

Reply
Kathleen 6 يناير، 2021 - 7:34 م

Today, I went to the beach with my children. I found a
sea shell and gave it to my 4 year old daughter and said “You can hear the ocean if you put this to your ear.” She placed the
shell to her ear and screamed. There was a hermit crab inside and
it pinched her ear. She never wants to go back! LoL I know this is
totally off topic but I had to tell someone!

Here is my blog post :: link (Angelia)

Reply
Rhys 12 يناير، 2021 - 1:14 ص

Can I just say what a comfort to find somebody that genuinely knows what
they are talking about over the internet. You actually realize how to bring a problem to light and make it important.
A lot more people have to check this out and understand this side of your story.
I was surprised that you’re not more popular given that you certainly have the gift.

Reply
Geneva 12 يناير، 2021 - 2:50 م

I do trust all of the ideas you’ve introduced in your post.
They’re very convincing and can certainly work. Still,
the posts are too brief for newbies. Could you please extend them a little from next time?
Thanks for the post.

Reply
Valeria 16 يناير، 2021 - 1:42 م

Hi there, i read your blog occasionally and i
own a similar one and i was just wondering if you get a lot of spam
responses? If so how do you protect against it, any plugin or anything you can recommend?
I get so much lately it’s driving me mad so any assistance is very much appreciated.

Reply
Albertha 16 يناير، 2021 - 3:31 م

Howdy! This is my first visit to your blog! We are a collection of volunteers and starting a new project in a community in the same niche.
Your blog provided us beneficial information to
work on. You have done a extraordinary job!

Reply
link 18 يناير، 2021 - 5:15 م

Very good blog! Do you have any recommendations
for aspiring writers? I’m planning to start my own site soon but
I’m a little lost on everything. Would you advise starting with a free platform like Wordpress or go for a paid option? There are so many options
out there that I’m totally confused .. Any tips? Appreciate
it!

Reply
Dorie 20 يناير، 2021 - 10:15 م

Hello! I could have sworn I’ve visited this website before but after looking at some of the
posts I realized it’s new to me. Anyways, I’m definitely delighted I discovered it and I’ll be book-marking it
and checking back often!

Reply
tinder site 23 يناير، 2021 - 12:30 ص

what is tinder , tinder online https://tinderdatingsiteus.com/

Reply
Cleo 24 يناير، 2021 - 11:34 م

Hello to every one, the contents existing at this web page are actually remarkable for people knowledge, well, keep up the good work fellows.

Reply
Bernd 25 يناير، 2021 - 6:33 ص

I’d like to thank you for the efforts you’ve put in penning this site.
I’m hoping to check out the same high-grade blog posts
from you in the future as well. In fact, your creative writing abilities has motivated me to get
my own website now 😉

Reply
link 25 يناير، 2021 - 11:48 ص

It’s hard to find knowledgeable people on this subject, but you
sound like you know what you’re talking about! Thanks

Reply
Crystle 26 يناير، 2021 - 8:13 م

Appreciate the recommendation. Will try it out.

Reply
cheap flights 29 يناير، 2021 - 6:09 ص

It’s amazing for me to have a website, which is useful for my know-how.
thanks admin

Reply
Katherin 29 يناير، 2021 - 2:23 م

Thanks for the auspicious writeup. It in truth was once a entertainment account it.

Look complicated to more brought agreeable from you!
By the way, how can we communicate?

Reply
cheap flights 29 يناير، 2021 - 3:57 م

I think the admin of this web page is truly
working hard in support of his site, because here every material is quality based material.

Reply
Major 30 يناير، 2021 - 6:19 ص

Yes! Finally something about link.

Reply
cheap flights 30 يناير، 2021 - 7:47 ص

Does your blog have a contact page? I’m having problems locating it but,
I’d like to shoot you an email. I’ve got some recommendations for your blog you might be interested in hearing.
Either way, great website and I look forward to seeing it grow
over time.

Reply
good free dating sites 30 يناير، 2021 - 7:55 م Reply
Marietta 1 فبراير، 2021 - 5:04 م

Hey I know this is off topic but I was wondering if you knew of any widgets I could add to my blog that
automatically tweet my newest twitter updates.

I’ve been looking for a plug-in like this for quite some time and was
hoping maybe you would have some experience with something
like this. Please let me know if you run into
anything. I truly enjoy reading your blog and I look
forward to your new updates.

Reply
Lavonne 1 فبراير، 2021 - 11:53 م

I do consider all the ideas you have presented to your post.
They’re really convincing and can definitely work.
Nonetheless, the posts are too brief for newbies. Could you please lengthen them a bit from subsequent
time? Thank you for the post.

Reply
houston junk car buyer 12 مارس، 2021 - 11:05 م

Amazing! This blog looks exactly like my old one! It’s
on a completely different subject but it has pretty much the same layout and design. Excellent choice of colors!

Have a look at my page … houston junk car buyer

Reply
junk cars for sale in houston 1 أبريل، 2021 - 3:32 م

These are in fact impressive ideas in regarding blogging.

You have touched some nice points here. Any way keep up wrinting.

my web blog junk cars for sale in houston

Reply
0mniartist 8 أبريل، 2021 - 12:15 ص

Everything is very open with a very clear
clarification of the issues. It was definitely informative.
Your site is very helpful. Thanks for sharing! 0mniartist asmr

Reply
0mniartist 8 أبريل، 2021 - 2:58 م

Link exchange is nothing else however it is only placing the other person’s website
link on your page at proper place and other person will also do similar for you.

asmr 0mniartist

Reply
0mniartist 8 أبريل، 2021 - 10:35 م

Excellent article! We will be linking to this particularly
great article on our site. Keep up the good writing.
asmr 0mniartist

Reply
0mniartist 9 أبريل، 2021 - 7:08 ص

Today, I went to the beach with my children. I found a sea shell
and gave it to my 4 year old daughter and said “You can hear the ocean if you put this to your ear.”
She placed the shell to her ear and screamed. There was a hermit crab inside and it pinched her ear.
She never wants to go back! LoL I know this is completely off topic but I had to
tell someone! asmr 0mniartist

Reply
0mniartist 9 أبريل، 2021 - 12:07 م

I have read so many articles on the topic of the blogger lovers except this post is in fact a fastidious post, keep it
up. 0mniartist asmr

Reply
ps4 games or 22 أغسطس، 2021 - 7:53 م

I think that what you posted made a bunch of sense.

But, think on this, what if you wrote a catchier post title?
I am not saying your content is not good., but suppose you added a title
to maybe get folk’s attention? I mean شيء من نهفات سميح – CANADA VOICE is kinda
plain. You could glance at Yahoo’s front page and note how they
write post titles to get people to click. You might add a video or a related picture or two to get
readers excited about what you’ve written. In my opinion, it could bring
your posts a little bit more interesting.

Reply
ps4 games an 23 أغسطس، 2021 - 4:24 م

Hi to every one, the contents existing at this web site are genuinely awesome for people knowledge, well, keep up the good
work fellows.

Reply
ps4 games there 24 أغسطس، 2021 - 12:34 ص

Hi! I’ve been reading your website for some time now and finally got the bravery to go ahead and give you a shout out from Houston Tx!
Just wanted to tell you keep up the excellent job!

Reply
web hosting that 28 أغسطس، 2021 - 4:52 م

Howdy, I do think your web site could possibly be having web browser compatibility problems.

When I look at your site in Safari, it looks fine however, when opening in I.E.,
it’s got some overlapping issues. I just wanted to provide you with a quick heads
up! Besides that, excellent blog!

Reply
are quest bars 29 أغسطس، 2021 - 9:19 م

Thanks for sharing such a good opinion, piece of writing is fastidious, thats why
i have read it fully

Reply
j.mp 3 سبتمبر، 2021 - 3:58 ص

An outstanding share! I’ve just forwarded this onto
a friend who had been doing a little homework on this. And he in fact bought me dinner due to the fact that
I discovered it for him… lol. So let me reword this….
Thanks for the meal!! But yeah, thanx for spending some time to discuss this topic here on your internet
site.

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00