عرب وعالمعربي سيدة من غزة تغسل البطالة بـ”صابون طبيعي” by admin 26 سبتمبر، 2020 written by admin 26 سبتمبر، 2020 27 فدورى تتبع المعايير العلمية وتفتح باب المبادرات الصناعية الفريدة اندبندنت عربية / عز الدين أبو عيشة مراسل @press_azz “زيت الزيتون، كركم، القليل من عصارة جوز الهند، حليب، مركب هيدروكسيد الصوديوم”، من البديهي أن تعتقد أن هذه المكونات لإعداد طبق طعام أو لصناعة صنف من الحلويات، لكنها على العكس، فهي تركيبة جلبتها الشابة الفلسطينية فدوى القرا، لصناعة صابون صحي، يستخدم لعلاج البشرة. بدت فدوى حذرة جداً، عندما باشرت في سكب زيت الزيتون داخل إناء وضعته على نار هادئة، ثم أضافت له قليلاً من المرمية مع النعناع، وغادرت الغرفة الصغيرة من منزلها، التي تتخذها معملاً لصناعة الصابون. وبعد دقائق اشتمت رائحة المزيج تفوح في أرجاء بيتها. معايير علمية دقيقة مسرعة ذهبت إلى الموقد، تأكدت من أن حرارة المزيج وصلت إلى 45 درجة مئوية، ثم أضافت الماء وخلاصات الأعشاب ومكونات أخرى تدخل في صناعة الصابون. وتؤكد فدوى أنها تعمل “وفق دراسات علمية، فالتعامل مع البشرة خطير، ويحتاج إلى معايير دقيقة، ومعادلات مدروسة بشكل جيد”. وعلى الرغم من أن فدوى تستخدم معدات بسيطة: طاولة خشبية، غاز طهي، قوالب مطاطية وماكينة كهربائية، إلا أنها حصلت على شهادة جودة من مؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية. الكركم للبشرة الدهنية تتابع فدوى بدقة الإناء على النار وبعد تجهيز الخليط، تسكبه في وعاء مطاطي طويل، وتقول “استخدم هيدروكسيد الصوديوم، ويعتقد البعض أنه منتج كيماوي، لكنه في الواقع يختفي أثناء فترة تصبن الصابون وتبقى المستخلصات الطبيعية”. ترغب فدوى في إقناع المواطنين في غزة باستخدام صابون المنتجات الطبيعية بدلاً من الصابون الكيماوي، إذ تعتقد أن “ثمة مضارَ للبشرة في الصابون الكيماوي، ولا يراعي منتجيه اختلاف أنواع البشرة”. وتنتج فدوى للبشرة الدهنية صابوناً من خلاصة عشبة الكركم الذي يُستخدم لإزالة البثور والحبوب في الوجه. أما للبشرة التي تعاني من التقشير فتنتج صابون القهوة. وللمسامات الواسعة تصنع صابوناً بخلاصة الأرز. وتعالج البشرة الجافة بصابون الحليب الصافي. سنوات تبحث عن فرصة عمل… مصدر رزق تبيع فدوى منتجاتها من الصابون بحوالى 7 دولارات أميركية للقطعة الواحدة. وبالعادة، يكون المشتري من قطاع غزة، “على الرغم من أن التحصيل المادي من مشروع الصابون الطبي قليل، لكني أعتمد عليه مصدر دخل لأسرتي”. مهارة فدوى في صناعة الصابون تجلت في الاستعانة بخبرتها العلمية والعملية في الجامعة، فهي أنهت دراستها الجامعية في قسم العلوم الطبية والمخبرية في جامعات قطاع غزة. وتقدمت بشهادتها إلى عشرات المؤسسات لتحصل على وظيفة، لكنها لم توفق لسنوات. وبعدما فقدت الأمل في الحصول على فرصة عمل رسمية، لجأت إلى تدشين مشروع صغير لإنتاج الصابون من الأعشاب والزيوت الطبيعية. “ليس عدلاً أن أحمل شهادة جامعية بتخصص مميز، ولا أحصل على أي فرصة عمل، لكن على أي حال، لن أستسلم للواقع المرير في غزة، لذلك أنشأت مشروعي الخاص، وأبدع في صناعة الصابون”، تقول فدوى وهي تسكب الخليط في قوالب مطاطية بأشكال مختلفة. وفي غزة، قرابة 300 ألف خريج جامعي عاطل من العمل، وفق إحصاءات وزارة التنمية والشؤون الاجتماعية. إضافة إلى أن نسبة البطالة في القطاع وصلت إلى 72 في المئة، يشكل الخريجون غير العاملين أكثر من نصف النسبة. التوجه للمشاريع الفردية يعتقد اقتصاديون فلسطينيون أن أفضل حل لمشكلة البطالة يكمن في إنشاء مشاريع تشغيلية محلية فورية في مجالات العمل الحر، أو العمل عبر شبكات الإنترنت. ويعتبر الكاتب الفلسطيني مصطفى إبراهيم أن عدم وجود أماكن لرعاية مواهب الشباب وتعزيز إمكاناتهم وقدراتهم، يسهم في زيادة نسبة اليأس لديهم. لذلك من الضروري إنشاء الحاضنات الشبابية التي تراعي المواهب والقدرات والإمكانات، ومن شأنها أن تسهم إيجاباً في إمكانية إقامة الشباب أعمالهم الحرة”. ويلجأ الشباب الفلسطيني إلى إقامة مشاريع صغيرة بدلاً من الوقوف في طابور البطالة الذي يزداد طولاً. ومن بينهم فدوى التي دمجت بين إقامة مشاريع حرة والعمل عبر الإنترنت، فاستخدمت منصات التواصل الاجتماعي (فيسبوك وانستغرام) لترويج منتجات الصابون التي تنتجها، و”يتواصل معي كثيرون من سكان الضفة الغربية، يطلبون الصابون، لكني أواجه مشكلة التوصيل إليهم”. بالفعل، أوقفت إسرائيل تصدير العديد من المنتجات الفلسطينية في قطاع غزة إلى الخارج منذ عام 2014، بعد انتهاء التصعيد العسكري آنذاك. ما يشكل صعوبة في ترويج كثير من المنتجات، إحداها صابون فدوى. ومع انتشار فيروس كورونا بين المواطنين في غزة، كثفت فدوى إنتاجها من الصابون، وزاد الطلب عليه، خصوصاً بعد حديث منظمة الصحة العالمية بأن مستحضرات التعقيم والتجميل الطبيعية أكثر فعالية في مكافحة الفيروس وضامنة للتعقيم الفعلي. المزيد عن: غزة/الصابون البلدي/مشاريع فردية/ريادة الأعمال 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الفعاليات التكنولوجية أرض خصبة للسلوك المتحيز ضد المرأة next post لبنان يدخل باب جهنم والدعم الدولي يتبخر You may also like ابتعاد النظام السوري من “محور الممانعة”… استراتيجي أم... 24 نوفمبر، 2024 تل أبيب عن مقتل إسرائيلي في الإمارات: إرهاب... 24 نوفمبر، 2024 استهداف إسرائيل للجيش اللبناني: خطأ أم إستراتيجية؟ 24 نوفمبر، 2024 أحوال وتحولات جنوب لبنان ما بعد الهدنة مع... 24 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: صهر صدام حسين وسكرتيره... 24 نوفمبر، 2024 تقرير: حزب الله يستخدم نسخة من صاروخ إسرائيلي... 24 نوفمبر، 2024 إيلون ماسك يصبح أغنى شخص في التاريخ 24 نوفمبر، 2024 مصر تُضيّق الخناق على “دولار رجال الأعمال”.. فما... 24 نوفمبر، 2024 «جرس إنذار» في العراق من هجوم إسرائيلي واسع 24 نوفمبر، 2024 “الأوضاع المزرية” تجبر لبنانيين فروا إلى سوريا على... 23 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.