اعتمد بشار الأسد على سهيل الحسن في العديد من العمليات العسكرية الكبرى (اندبندنت عربية) عرب وعالم سهيل الحسن “النمر”… مخالب نظام الأسد للفتك بسوريا by admin 14 مارس، 2025 written by admin 14 مارس، 2025 13 معركة الغوطة الشرقية إحدى أكثر المحطات دموية في مسيرته العسكرية ومزق البلاد بالبراميل المتفجرة اندبندنت عربية / سوسن مهنا صحافية @SawsanaMehanna سهيل سلمان الحسن، المعروف بلقب “النمر” هو ضابط سوري وُلد عام 1970 في قرية بيت عانا بمنطقة جبلة في محافظة اللاذقية، وينتمي إلى الطائفة العلوية، ويعتبر أحد أبرز الضباط السوريين الذين برزوا خلال الحرب الأهلية السورية. صعد نجمه بعد عام 2011، حينما اعتمد عليه النظام السوري البائد في قيادة العمليات العسكرية الأكثر دموية، مستخدماً أساليب قمعية وحشية، كان أبرزها سياسة “الأرض المحروقة”، والاعتماد على البراميل المتفجرة كسلاح رئيسي لإخضاع المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية في ذلك الوقت، وقاد سهيل “قوات النمر”، وهي وحدة نخبوية تابعة للجيش السوري. اعتمد عليه رئيس النظام السوري السابق بشار الأسد في العديد من العمليات العسكرية الكبرى، واشتهر باستخدام تكتيكات قاسية، بما في ذلك استخدام البراميل المتفجرة، ما تسبب في دمار واسع ومقتل آلاف المدنيين. في أبريل (نيسان) 2024، عين الحسن قائداً للقوات الخاصة السورية، خلفاً للعميد مضر محمد حيدر، هذا التعيين عُد حينها إشارة إلى تعزيز النفوذ الروسي في سوريا، بخاصة أن الحسن كان يُعتبر من أبرز الشخصيات العسكرية المقربة من روسيا. وفي ديسمبر (كانون الأول) 2024، ومع شن المعارضة السورية حملة عسكرية واسعة أسفرت عن سقوط نظام الأسد، عاد اسم الحسن إلى الضوء مجدداً، حيث قاد القوات الخاصة في جيش الحكومة السورية السابقة والتي عملت على صد هجوم المعارضة العنيف على مدينة حماة. صعود سهيل الحسن في الجيش السوري تخرج الحسن في أكاديمية القوات الجوية السورية عام 1991، وبدأ خدمته في سلاح الجو ووحدات الدفاع الجوي، قبل أن يلتحق بالاستخبارات الجوية، وهي إحدى أكثر الأفرع الأمنية نفوذاً في سوريا، وهناك، برز كخبير في “إدارة العمليات الخاصة”، وتولى تدريب وحدات مهمتها تنفيذ عمليات أمنية حساسة ضد الجماعات المسلحة والمعارضة. سهيل الحسن والرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (مواقع التواصل) مع اندلاع الثورة السورية، كُلف الحسن بمواجهة “الجماعات المسلحة” التي سيطرت على العديد من المدن والبلدات السورية، وسرعان ما أصبح قائداً لما يُعرف بـ”قوات النمر”، وهي وحدة عسكرية نخبوية تابعة للجيش السوري، وهذه القوة لعبت دوراً محورياً في استعادة السيطرة على العديد من المناطق الاستراتيجية لمصلحة النظام، لكنها ارتبطت بجرائم حرب موثقة، من بينها استهداف المدنيين بالبراميل المتفجرة والقصف العشوائي. البراميل المتفجرة واستراتيجية القتل الجماعي يُعتبر سهيل الحسن من أبرز مهندسي سياسة استخدام البراميل المتفجرة، وهو سلاح بدائي لكنه ذو قدرة تدميرية هائلة، ويتكون البرميل المتفجر من أسطوانة معدنية مملوءة بمواد شديدة الانفجار، مضاف إليها شظايا معدنية أو مواد حارقة، ويتم إسقاطه من الطائرات المروحية على الأحياء السكنية، ولا يمكن توجيه هذه البراميل بدقة، مما يجعلها سلاحاً عشوائياً ذا تأثير كارثي على المدنيين. بدأت عمليات القصف بالبراميل المتفجرة بشكل مكثف منذ عام 2012، حيث استُخدمت في قصف مدن مثل داريا وحلب وحمص والغوطة الشرقية، وتشير تقارير منظمات حقوقية إلى أن هذه البراميل مسؤولة عن مقتل آلاف المدنيين، إذ كانت تُستخدم لإرهاب السكان وإجبارهم على مغادرة مناطقهم، في إطار سياسة ممنهجة لـ”التطهير السكاني”. وفقاً لتقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش”، فإن البراميل المتفجرة قتلت أكثر من 11 ألف مدني بين عامي 2012 و2019، بينما قدرت الأمم المتحدة أن استخدامها شكل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني، إذ إنها استُخدمت في استهداف المستشفيات والمدارس والأسواق الشعبية. معارك الغوطة الشرقية حملة إبادة بدم بارد كانت معركة الغوطة الشرقية إحدى أكثر المحطات دموية في مسيرة سهيل الحسن العسكرية، وفي عام 2018 قاد “قوات النمر” في هجوم ضخم على المنطقة التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، ووفقاً للنظام السابق في عملية لـ”تطهيرها (الغوطة) من الجماعات المسلحة”، استُخدمت البراميل المتفجرة والقصف الجوي والمدفعي بكثافة، مما أدى إلى مقتل الآلاف من المدنيين وتشريد عشرات الآلاف. بوتين مع قادة عسكريين روس بقاعدة حميميم قرب اللاذقية بحضور بشار الأسد ( أ ف ب) كان الهدف الأساس للحملة هو إجبار السكان على الاستسلام أو التهجير، وانتهت الحملة بعد شهرين من القصف العنيف، حيث توصلت الفصائل المسلحة إلى اتفاق مع روسيا للخروج من المنطقة، بينما تم تهجير عشرات الآلاف من المدنيين إلى شمال سوريا. دوره في خدمة روسيا وإيران الحسن المدرج على قائمة العقوبات الأوروبية، كان في البداية محسوباً على النظام السوري بطبيعة الحال، إلا أن نفوذه ازداد بشكل ملحوظ بدعم مباشر من روسيا، ليعتبر لاحقاً “رجل روسيا” داخل سوريا، حيث شارك في عدة عمليات إلى جانب الشرطة العسكرية الروسية، وكان من أبرز الضباط الذين تلقوا تدريبات مباشرة من قبل المستشارين العسكريين الروس. في المقابل، كان يُنظر إليه كخصم لمراكز القوى المدعومة من إيران داخل الجيش السوري، بخاصة الفرق العسكرية التي يقودها ضباط مرتبطون بـ”الحرس الثوري الإيراني”، وفي أبريل 2024، أُعيد تعيينه قائداً للقوات الخاصة السورية، وهو منصب زاد من نفوذه وجعله في صدارة المشهد العسكري، بخاصة في ظل تصاعد الصراع الروسي– الإيراني على النفوذ داخل الجيش السوري. القوات الخاصة قوة النخبة وامتداد تاريخي وفي خطوة عكست حينها التغيرات داخل بنية الجيش السوري، قرر رئيس النظام بشار الأسد تعيين اللواء سهيل الحسن قائداً للقوات الخاصة، بدلاً من العميد مضر محمد حيدر، هذا القرار برز الأهمية المستمرة لهذه القوات ضمن تشكيلات النخبة في الجيش السوري، إلى جانب الحرس الجمهوري، وعرفت القوات الخاصة، والتي لقبت أيضاً بـ”الوحدات الخاصة”، بكونها من أبرز التشكيلات القتالية في سوريا، وتعود جذورها إلى عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، حين أسسها اللواء علي حيدر، أحد أبرز القيادات العسكرية آنذاك، والذي لعب دوراً محورياً في أحداث حماة عام 1982. كانت هذه القوات تُعرف سابقاً باسم “قوات الصاعقة”، لكن مع تدخلها في لبنان، تغير اسمها إلى “القوات الخاصة”، حيث تولت إدارة الملف السوري على الأراضي اللبنانية لسنوات، وتميزت القوات الخاصة بنظامها القتالي القائم على الأفواج بدلاً من الألوية، ولعبت دوراً محورياً في دعم الحرس الجمهوري بحماية المنشآت الرئاسية والمشاركة في العمليات العسكرية ضد الفصائل المسلحة. دعم روسي وتسليح متطور وحظيت تلك القوات بامتيازات تسليحية وتدريبية خاصة من قبل الجيش الروسي، إذ كشفت تقارير عن تزويدها بأحدث المعدات العسكرية الروسية، ففي عام 2019 أكدت وكالة “سبوتنيك” الروسية أن هذه القوات تلقت تجهيزات متطورة، كما خضعت لتدريبات نوعية على يد القوات الروسية. وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2023، نفذت القوات الخاصة السورية إنزالاً جوياً للمرة الأولى من طائرة “إيل-76″ تابعة لسلاح الجو الروسي، ضمن مناورات أشرفت عليها وزارة الدفاع الروسية، وجاء في بيان للوزارة الروسية، حينها، ” للمرة الأولى في تاريخ الجيش السوري، تدرب العسكريون السوريون على تنفيذ عملية قفز جماعي ليلي من طائرة من طراز ’إيل-76‘ تابعة للقوات الجوية والفضائية الروسية، وذلك باستخدام المظلات ذات الأغراض الخاصة ’أرباليت-2‘ من ارتفاع 5 آلاف متر باستخدام أجهزة الرؤية الليلية”. سهيل الحسن صعود مستمر وسط العقوبات الدولية كان الحسن يحضر لقاءات رفيعة المستوى، من بينها اجتماع بشار الأسد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة حميميم الجوية في ديسمبر (كانون الأول) 2017، علماً أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة الساحل السوري، والتي قام بها فلول الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مدير أمن محافظة اللاذقية قوله إن “المجموعات المسلحة التي تشتبك معها قواتنا الأمنية في ريف اللاذقية تتبع لمجرم الحرب سهيل الحسن”، تساءل العديد من المراقبين عن الدور الذي لعبته روسيا في هذه الأحداث، وذلك لقرب القواعد الروسية العسكرية، حميميم القريبة من جبلة، وقاعدة ميناء طرطوس الاستراتيجية من مكان اندلاع الأحداث. استخدم أساليب قمعية وحشية، كان أبرزها سياسة الأرض المحروقة (مواقع التواصل) الحسن الذي رُفع إلى رتبة “لواء” مطلع عام 2023، يخضع ومنذ سنوات لعقوبات أميركية وأوروبية، نتيجة تورطه في عمليات عسكرية من بينها الهجوم الكيماوي في دوما عام 2018، وفق تقرير صادر عن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وذلك نتيجة لدوره في القمع الوحشي، واعتُبر أحد المسؤولين المباشرين عن ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، كما صنفته تقارير غربية، مثل تقرير لمجلة “دير شبيغل” الألمانية، على أنه “رجل روسيا الأول في سوريا”، وأحد الأسماء التي قد يتم الدفع بها في المستقبل كخليفة محتمل لبشار الأسد في حال قررت موسكو استبداله بشخصية أكثر طاعةً لها أو كجزء من تسوية تتم في سوريا في ذلك الوقت، ووصفته المجلة الألمانية بأنه “مجرم حرب”. الانتكاسة والاختفاء المفاجئ وأخيراً في مارس (آذار) الجاري برز اسمه مرة أخرى مع تصاعد التوتر في الساحل السوري، حيث أشارت تقارير إلى تورطه في تنظيم تحركات عسكرية تهدف إلى استعادة السيطرة على المنطقة، مستخدماً بقايا القوات الخاصة السابقة التي كان يقودها. أعتُبر الحسن أحد المسؤولين المباشرين عن ارتكاب جرائم حرب (مواقع التواصل) وأعلنت قوات الأمن السورية عن اشتباكات في ريف اللاذقية مع مجموعات مسلحة تابعة للضابط السابق سهيل الحسن، مما يشير إلى تورطه في تحركات عسكرية ضد الحكومة السورية، وسط أنباء عن خلافات حادة بينه وبين قيادات عسكرية أخرى داخل النظام السوري البائد، وهذا التطور يشير إلى أن الحسن، الذي كان يوماً ما أحد أقوى رجال النظام، قد أصبح الآن في مرمى الاستهداف، إما من قبل خصومه داخل النظام، أو من قبل القوى الدولية التي تسعى إلى تقليص نفوذ العسكريين المرتبطين بجرائم حرب. هل انتهى دور النمر؟ يظل السؤال الأهم: هل انتهى دور سهيل الحسن، أم أن روسيا قد تجد له دوراً جديداً في المستقبل؟ المؤشرات الحالية تُظهر أن أوراقه احترقت بخاصة مع العملية الأخيرة في الساحل السوري، لكن بالنظر إلى تاريخه في ارتكاب المجازر والولاء المطلق لموسكو، قد لا يكون خروجه من المشهد بهذه السهولة، وعلى أي حال، سيبقى اسم سهيل الحسن مرتبطاً بالدمار الذي لحق بسوريا، وسيظل رمزاً لمرحلة من العنف الممنهج الذي دفع البلاد إلى واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث. المزيد عن: اللاذقيةبشار الأسدسورياسهيل الحسنالبراميل المتفجرةالغوطة الشرقيةبروفايل 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post بين الأمن والتجسس… ما حقيقة مشروع الأبراج البريطانية في جنوب لبنان؟ next post اعترافات مسؤول سابق في الحرس الثوري بالاغتيالات الخارجية تحرج طهران You may also like ابن عم نائب الرئيس الأميركي يقاتل الروس في... 14 مارس، 2025 ما دور ستيف بانون في انحياز ترمب إلى... 14 مارس، 2025 حكام إيران بين مطرقة ضغوط ترمب وسندان الاقتصاد... 14 مارس، 2025 كيف تحسم كندا وغرينلاند معركتهما مع ترمب؟ 14 مارس، 2025 إسرائيل: باقون بخمس نقاط في جنوب لبنان لأجل... 14 مارس، 2025 لبنان يرفض تبادل أراضٍ مع إسرائيل 14 مارس، 2025 لبنان… جنبلاط يرفض مشاركة بعض مناصريه في ذكرى... 14 مارس، 2025 لبنان يُفاجأ بخطة إسرائيلية «واسعة وشاملة» تقايض الانسحاب... 14 مارس، 2025 سوريا تبدأ مرحلة جديدة بتوقيع الشرع على الإعلان... 14 مارس، 2025 فرنسا تشتبه في تجسس موظف بالمالية لحساب الجزائر 14 مارس، 2025