صحة سرطان الثدي سيغير حياة ساره فيرغسون تماماً كما حصل معي by admin 7 يوليو، 2023 written by admin 7 يوليو، 2023 136 لطالما كان سرطان الثدي بمثابة حكم بالإعدام على المرأة التي تصاب به، كما ترى كاتبة المقالة التي أجرت جراحة استئصال الثدي التي خضعت لها دوقة يورك، لكن هذا المرض المروع اليوم يمكن أن يشكل إنذاراً وكذلك فرصة لتغيير حياتك اندبندنت عربية \ جوليا برادبري شاهدت سارة فيرغسون قبل بضعة أعوام وهي تتفاعل بحماسة مع الحضور في حفل توزيع جوائز وتتحادث معهم، وقد أدهشتني روح الدعابة والذكاء لديها. هاتان الصفتان ستحتاج إليهما الآن للتعامل مع تشخيصها بسرطان الثدي الذي أجرته أخيرا، لأنه ما لم تكن عزيمتك من فولاذ أكثر من سائر الأشخاص فإن الرعب والخوف سيطغيان عليك، إذ إنه لا يمكنك سماع عبارة “أنتِ مصابة بالسرطان” من دون التفكير في أن نهاية حياتك باتت وشيكة. لقد مررت بذلك، لذا فإن تعاطفاً هائلاً يتملكني مع دوقة يورك، وأشعر بما هو أكثر من الحزن بقليل حيالها، فبعدما عايشت التشخيص نفسه وخضعت لجراحة استئصال واحدة للثدي، أعلم تماماً أن حياتها لن تعود كما كانت عليه من قبل. الأمر لا يقتصر على التأثير الجسدي وحسب، بل أيضاً على الجانب العاطفي والخسارة التي يسببها السرطان والضرر الذي يلحق بكِ سواء حيال إحساسك الوجودي أو مكانتك في هذا العالم. البدن الذي كنت تسكنين اختفى إلى الأبد، فقد تفقدين الثدي الذي ربما أرضعت به أطفالك، أو كان يهتز عندما تركضين للحاق بالحافلة، وأتذكر أنني كنت أرتدي بذلة فضية بكتف واحدة في حفل توزيع جوائز التلفزيون الوطني قبل وقت قصير من إجرائي الجراحة، وكانت تلك طريقتي في وداع الصدر الذي امتلكته وتقديم امتناني له. لقد ساعدني ذلك، لكن حتى بعد مواجهة تحديات إجراء الجراح، والعلاج الكيماوي (الذي لم أكن مضطرة للخضوع له كجزء من علاجي) والشعور بالضعف والخسارة، يظل عليكِ أن تتعلمي كيف تتعايشين مع خطر تكرار حدوثه، فنحن جميعاً نشعر في قرارة أنفسنا بأننا لا نقهر، أليس كذلك؟ لكن السرطان يسلب منك هذا الشعور أيضاً. تم تشخيص الورم لدى الدوقة من خلال تصوير شعاعي روتيني للثدي، ولم يكن الأمر كذلك بالنسبة إليّ، ففحص الماموغرام غفل مرتين عن اكتشاف ورم بحجم ستة سنتمترات في قناة الحليب، لأن الأنسجة في ثديي ليفية وكثيفة مما جعل من الصعب رؤيته. وانطلاقاً من ذلك يتعين عليكِ أن تعرفي ثدييك وتقومي بفحصهما كل شهر بعد تعلم طريقة القيام بذلك على النحو الصحيح، وإذا كانت لديكِ أي شكوك فأنا أشجعكِ على عدم تجاهلها لأن غرائزكِ أقوى مما تعتقدين. إنه لأمر مثير للجدل أن نقول إن المخاوف الطبية للمرأة يمكن تجاهلها أحياناً باعتبارها مجرد نسج من خيالنا، سواء كانت تتعلق بالحيض أو المبايض أو الثدي أو انقطاع الطمث، فلا تدعي نفسك تقعين في هذا الفخ فقد تعتمد حياتكِ على ذلك. وكما نعلم فإنه كلما تم اكتشاف سرطان الثدي في مرحلة باكرة والبدء بالعلاج كلما كانت النتيجة أفضل، ويسعدني أن أعلم أن الدوقة فيرغسون اكتشفته في مراحله الباكرة، لذا يتعين على النساء أن يكن يقظات وأن يجرين الفحوص بانتظام واستمرار، ويمكنكن إجراء تصوير للثدي بالأشعة السينية وحض الطبيب على إجراء مسحٍ له بالموجات فوق الصوتية، وإذا كان لديكن ثدي مثل ثديي فتعاملن مع الكتل والنتوءات على محمل الجد. إلا أنه من المهم أيضاً أن نتذكر أن مخاوفنا من سرطان الثدي تعود لوقت كنا فيه أنا والدوقة فتاتين يافعتين، فهي تبلغ من العمر الآن 63 عاماً وأنا عمري 52 عاماً، وقد نشأنا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي عندما كان المرض يعد موضوعاً من المحرمات، وكان الخوف يطغى على أمهاتنا وجداتنا اللواتي يسترسلن في الصمت لأنه كان مرضاً قاتلاً. لكن اليوم يسرني أن أقول إن النتائج مختلفة، فقد ظهرت أخيراً بعض الأخبار الإيجابية ومصدرها باحثون في “مركز أكسفورد لصحة الناس” Oxford Population Health (أحد أكبر أقسام العلوم الطبية في “جامعة أكسفورد”)، الذين توصّلوا إلى أن النساء المصابات بسرطان الثدي في مراحله الباكرة هن أقل عرضة للوفاة بالمرض في غضون خمسة أعوام (من إجراء التشخيص)، وذلك بنسبة 66 في المئة، مقارنة بما كان عليه الوضع قبل 20 عاماً. أُكن التقدير لسارة على موقفها الشجاع، خصوصاً بالنظر إلى كونها شخصية عامة، وذلك لمشاركتها تشخيصها بالمرض والحديث عن خططها للشفاء التام منه، تماماً كما فعلت أنا، وذلك على أمل مساعدة نساء أخريات، وما يتعين عليها القيام به بعد ذلك لنفسها هو التعرف على عوامل نمط الحياة التي يمكن أن تؤثر في السرطان وتزيد احتمال عودته مرة أخرى. من المعروف أن أنماط الحياة غير السليمة مثل السمنة والتوتر واستهلاك الكحول وقلة النوم لها آثار ضارة على صحتنا، ووفقاً لـ “مؤسسة سرطان الثدي في المملكة المتحدة” Breast Cancer UK، فيمكن تجنب ما يقرب من 30 في المئة من سرطانات الثدي في البلاد، فقط من خلال تعديل نمط الحياة، إذ إن الإهمال المستمر لصحتك سيؤدي في النهاية إلى استنفاد مخزونك من العافية مدى الحياة. لقد أدركت الدوقة هذا الأمر عندما أشارت إلى أن مرضها هو بمثابة دعوة للاستيقاظ وإعطاء الأولوية للياقة البدنية وتبني أسلوب حياة أكثر صحة، وقالت “إنني أعتبر أن المرض شكل فرصة ثمينة لتغيير حياتي والاعتناء بنفسي والتوقف عن حل أي شيء آخر باستمرار. إن تقديم الأعذار لم يعد خياراً”، وكان ذلك رد فعلي أيضاً على رغم أنني أعرف أشخاصاً آخرين ألقوا بحذرهم في مهب الريح وتبنوا عقلية “العيش من أجل اليوم” الخالية من الهموم. لقد جرى تشخيصي في شهر يوليو (تموز) عام 2021، وأجريت جراحة استئصال الثدي في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه، ومنذ ذلك الحين عمدت إلى إصلاح نظامي الغذائي بشكل جذري، وعدلت أنماط نومي ولياقتي البدنية، وأصبحت إلى حد ما أتفادى المشروبات الكحولية ولا أتناول السكر أو الأطعمة المصنعة، وأحظى بثمان ساعات من النوم في الليل، وآخذ قيلولة عندما أحتاج إليها، وأقوم بتمارين التنفس كل يوم أثناء الجلوس قبالة نافذة حمامي المفتوحة والاستحمام في ضوء الصباح، وذلك كي أبقي على إيقاعاتي اليومية متزامنة، كما إنني أعطي الأولوية لسلامتي العقلية من خلال حمايتها وممارسة الامتنان والبحث عما يمكن أن يثير الإعجاب والدهشة كلما أمكن. قمت أيضاً بإجراء اختبار الحمض النووي DNA لمعرفة الطريقة التي يعمل من خلالها جسدي، وأشجع الدوقة والجميع على القيام بذلك. (الاختبار متوافر في مرافق “الخدمات الصحية الوطنية” NHS)، وتمكنت عبر الاختبار الذي أجريته من تحديد عوامل الخطر القابلة للتعديل التي يمكنني معالجتها، وإجراء التغييرات اللازمة بناء عليها، ولو كنت على علم بذلك قبل 20 عاماً لكان بإمكاني إجراء تغييرات في نمط حياتي، لكن بدلاً من ذلك استرسلت في شرب الكحول وتناولت كثيراً من الشوكولاتة والنشويات والسكريات المكررة، ولم أكن أحظى بقسط كاف من النوم، ولو كنت قد أجريت هذا الاختبار في وقت سابق فلربما لم أضطر إلى إجراء جراحة استئصال الثدي، ولعلي كنت اكتفيت بإجراء عملية استئصال كتل الورم بدلاً من ذلك، أو انتهجت طرقاً بديلة للحفاظ على صحتي. في كتابي عن التحول الذي أجريته في حياتي بعنوان: Walk Yourself Happy والذي سنشر في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، أسلط الضوء على أهمية الصحة الجسدية والعقلية وكيف يمكننا جميعاً تحسينهما من خلال ممارسة المشي والتواصل مع الطبيعة، والكتاب مدعوم بأدلة دامغة قدمها خبراء مثل البروفيسور تيم سبكتور (في مجال التغذية)، والبروفيسور راسل فوستر (في موضوع النوم)، والطبيبة النفسية سو ستيوارت سميث. عنوان كتابي ينبع من الالتزام الذي قطعته لنفسي بعد استئصال الثدي بأنني سأخرج كل يوم لبقية حياتي بحثاً عن التعافي والشفاء في حضن الطبيعة، ولقد أعربت الدوقة سارة فيرغسون عن حبها للفرح ورغبتها في التغيير، وهذا تماماً ما شعرت به، فوسط مسؤولياتي في تربية أطفالي الثلاثة وإنتاج برامج تلفزيونية أدركت أهمية تخصيص مزيد من الوقت للانغماس في شغفي الدائم وهو ممارسة المشي في الطبيعة. وتحدثت سارة عن أنها ستتوجه إلى ويلز وإسكتلندا لتسلق الجبال عندما تتعافى وتصبح في صحة أفضل، وأعربت عن تصميمها على “تحقيق اللياقة المثلى ومحاولة فهم العوامل التي أدت بها إلى هذه الحال”، فإذا كنت ترغبين في شخص يرافقك في المشي ويتفهم تماماً ما مررت به، فأنا أكثر من راغبة في ذلك. كتاب جوليا برادبري Walk Yourself Happy ستنشره دار “ليتل، براون” Little, Brown الأميركية في الرابع عشر من سبتمبر (أيلول) 2023. إلى المهتمين بجمع أموالٍ لأبحاث سرطان الثدي، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني الآتي: pinkribbonfoundation.org.uk © The Independent المزيد عن: سارة فيرغسوندوق ودوقة يوركسرطان الثديأدوية السرطان 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “اكتئاب ما بعد الولادة” يشهد طفرة وما زال سوء الفهم يكتنفه next post أمازيغ مصر… وجوه قادمة من الأساطير You may also like قريبا: استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن أورام الدماغ 24 نوفمبر، 2024 هل نحن معرضون للإصابة بإنفلونزا الطيور عبر تناول... 24 نوفمبر، 2024 رصد أول إصابة بجدري القردة في كندا 24 نوفمبر، 2024 القاتل الصامت: لماذا تستحق الأمراض التنفسية المزمنة الاهتمام... 21 نوفمبر، 2024 هل يقلل التعافي من السرطان احتمالات الإصابة بألزهايمر؟ 19 نوفمبر، 2024 لماذا تحدث أشياء سيئة للأشخاص الطيبين؟… دليل السعادة... 19 نوفمبر، 2024 عالمة كرواتية تختبر علاجاً تجريبياً للسرطان على نفسها... 15 نوفمبر، 2024 الشبكة العصبية الاصطناعية ثورة في استنساخ عمل الدماغ... 15 نوفمبر، 2024 السماح بعلاج ضد ألزهايمر سبق منعه في أوروبا 15 نوفمبر، 2024 5 أعضاء مستهدفة بالضرر لدى مرضى ارتفاع ضغط... 15 نوفمبر، 2024